كدمات متلاشية

Від Mefree2020

180K 8.7K 9.4K

لايوجد من يحب الألم. لكن جونغكوك يفعل.. من اللكمات إلى القتال إلى الحشد الذي يصرخ باسمه. أحب جيون جونغكوك كل... Більше

الفصل الأول: مقدمة
الفصل الثاني
الفصل الثالث
الفصل الرابع
الفصل الخامس
الفصل السادس
الفصل السابع
الفصل الثامن
الفصل التاسع
الفصل العاشر
الفصل الحادي عشر
الفصل الثالث عشر
الفصل الرابع عشر
الفصل الخامس عشر
الفصل السادس عشر
الفصل السابع عشر
الفصل الثامن عشر
الفصل التاسع عشر
الفصل العشرون
الفصل الحادي والعشرون
الفصل الثاني والعشرون:خاتمة

الفصل الثاني عشر

6.9K 350 541
Від Mefree2020

"كانغ".نادى جيهوان بانزعاج.

لا اجابة.

"اللعين.."، لعن تحت أنفاسه ، وغضبه يزداد أكثر فأكثر ، وكأن البخار يتصاعد من أنفه بينما يصرخ ، "كانغ!!".

اندفع كانغ عبر الباب ، والخوف في عينيه بينما لا تزال أصداء صراخ جيهوان ترتد في جميع أنحاء الغرفة.

"جي..جيهوان"، أجاب ،لينغلق الباب خلفه بضربة من القوة التي استخدمها كانغ لفتحه.

بعينين ضيقتين ومشتعلتين وبصوت منخفض سأله، "هل من تحديثات عن الفلامينغو الصغير؟".

"ل.. لا..جيهوان"، أجابه كانغ ، وصدره يرتفع بثقل من الخوف.. الخوف منه.. الخوف من حقيقة أن جيهوان كان يتصرف دائماً أولاً ثم يفكر لاحقاً.

الخوف على حياته.

"ما الذي يجعل السهّام يستغرق وقتاً طويلاً؟!" زمجر  وهو يمسك بكأسه الزجاجي بقوة في يده.

"إنه يحاول العثور على أي شيء يدينه لكنه لم يتمكن من ذلك حتى الآن"، وضح كانغ، "لم يعثر على أي شيء يمكن استخدامه ضدهم".

"النزال في غضون أسبوع"، قال جيهوان، "ويبدو أن قطيع جين من الطفيليات يزدادون قوة ! هل رأيت قتال جي كي بالأمس؟".

أومأ كانغ برأسه ولم يقل أي شيء آخر.

"علينا أن نفعل شيئاً"، فكر جيهوان بصوت عالٍ ، "يجب أن نغلبهم في لعبتهم.. علينا أن نُشتت انتباههم عن النزال نحو شيء آخر".

"بماذا تفكر؟".

"قلت أن الفلامينغو هو نقطة ضعف جي كي، أليس كذلك؟" سأل جيهوان.

"أجل".

"حسناً، دعنا نختبر هذه النظرية ، هلّا فعلنا؟"، قال بابتسامة شريرة.

***

لقد تغيرت الصالة الرياضية كثيراً خلال الشهر الماضي.

كان الثابتان الوحيدان بها هما جونغكوك ويونقي..ومن حين لآخر ينضم إليهما جين وهوسوك..لكن بالمجمل كانا هما وحدهما دائماً.

يا إلهي، كم تغير كل شيء.

النادي الذي كان ذات يوم متعفناً ومظلماً أصبح الآن مشرقاً ومليئاً بالضوء والإبتسامات والضحك لدرجة لا يمكن التعرف عليه تقريباً ، حتى بالنسبة للأشخاص الذين اعتادوا على قضاء ساعات طويلة هنا.

كان جونغكوك جالساً بين ساقيّ جيمين على المدرجات ، يلعب شارداً بأصابعه الصغيرة التي كانت ملتفة حول رقبته بينما كان جيمين يتحدث ويضحك مع الرجال الستة الآخرين.

"أنت اليوم مبتهجاً بشكل غير معتاد"، علق جيمين بصوت عالٍ بما يكفي كي لا يسمعه أحد سوى جونغكوك.

"هممم؟"، أجاب جونغكوك متسائلاً ، وهو يرفع رأسه لينظر إلى جيمين الذي كان يبتسم له وعيناه تلمعان بولع.

"لقد كنت تدندن"،علق جيمين ، "لم أسمعك تدندن من قبل. ما الذي يجعلك سعيداً جداً؟".

"خمّن"،قال جونغكوك بخباثة، مبتسماً لحبيبه.

"رخيص"،تمتم جيمين ، وقلبه يرفرف من التعليق الرومانسي.

"أنا جاد "،أخبره جونغكوك، "كنت أفكر فقط في مدى التغييرات التي حدثت منذ أن التقيت بك".

"وما الذي تغير؟".

"كل شيء ، جيميني!"، قال جونغكوك ، متكئاً على الأسمنت البارد للمدرجات وهو يلف جسده قليلاً لينظر إلى جيمين ، "كل شيء تغير".

"بطريقة جيدة أم سيئة؟".

"بطريقة جيدة. إنها جيدة دائماً إذا كانت معك"، أخبره بصدق.

انقبض قلب جيمين.. خلال الأيام القليلة الماضية ، كان قد تحسن بشكل كبير في التخلص من الشعور بالذنب والتظاهر بأنه لم يكن موجوداً.. لقد برر الأمر على هذا النحو: هو معجب بجونغكوك.. كثيراً حقاً.. كانت مشاعره تجاه جونغكوك حقيقية بنسبة مليون في المائة وكان يعلم ذلك، بالإضافة إلى أنه كان متأكداً من أن جونغكوك يعرف ذلك أيضاً.. لقد وقع بسرعة كبيرة في الفترة الزمنية القصيرة التي عرف بها الملاكم ، ولم يكن هناك أي طريقة لتزييف هذه المشاعر..أصبح يستيقظ كل صباح على شخير جونغكوك الناعم ، وعلى شعره الأسود الغرابي الذي يتساقط على عينيه ، وعلى يديه القوية والدافئة على خصر جيمين ، وعلى شامته الصغيرة تحت شفته السفلية الممتلئة والتي كانت مثل الجنة.. كان جيمين سعيداً جداً معه.. لكن كونه محرراً هو حلمه.. كان متأكداً من أنه بمجرد أن يصبح محرراً ويحقق كل ما يطمح به فإن جونغكوك سيتفهمه.. كيف لن يفعل ذلك؟ بمجرد أن يرى بأن حلم جيمين قد تحقق أخيراً وبأنه أصبح ناجحاً وسعيداً في حياته فإن جونغكوك سيرى ذلك من وجهة نظره وسيغفر له ، وسيعيشان في سعادة دائمة.

هذا ما كان جيمين يعتمد عليه.. حب جونغكوك وتفهمه.. الجميع سيتفهمونه في النهاية ، ولكن طالما أن جونغكوك يمكنه أن يغفر له ويحبّه ، فإن جيمين كان على ما يرام مع ذلك.

"لم أكن أعرف حتى بأن الصالة الرياضية يمكن أن تحصل على هذا القدر من الضوء"، قال جونغكوك وهو ينظر حول القاعة بابتسامة على وجهه..شاهد كيف كان يونقي ونامجون يضحكان على نكتة قالها تايهيونغ لهما..شاهد كيف أن جين وهوسوك اللذان كنا منغمسان في محادثة عميقة مع حواجبهما المقطبة قد توقفا لثانية عن الكلام بينما ينظران إلى الرجال الثلاثة بابتسامة تنمو على وجهيهما قبل العودة إلى محادثتهما ، والإبتسامة لم تغادرهما حقاً.. الصالة الرياضية قد تغيرت.. كثيراً..

"كل ما فعلناه هو سحب الستائر"،علق جيمين.

"لقد فعلت أكثر من ذلك بكثير" ،أخبره جونغكوك وهو يهز رأسه ، "لقد أضأت النور في عالم الظلام الذي كنا نعيش فيه..لقد جلبت أشعة الشمس والسعادة في كل مكان تتحرك به وأنت ولا تعرف ذلك حتى".

نمت كتلة في حلق جيمين.

لقد اعتقد جونغكوك حقاً بأن جيمين كان طاهراً وصالحاً ولا شيء يمكن أن يلوثه.. بأنه كان ملاكاً.. لم يستطع جيمين إلاّ التفكير في أسوأ سيناريو بمجرد أن يكتشف جونغكوك.. ماذا لو لم يعد يحبه؟ ماذا لو تركه؟ ماذا لو...

لا! لم يستطع جيمين التفكير هكذا.. كان بحاجة إلى أن يكون متفائلاً.. كان بحاجة إلى أن يكون الضوء الذي يعتقده جونغكوك.

"لم أفعل أي شيء"، قال جيمين بصراحة.

"بل فعلت"، أخبره جونغكوك بجدية ، "إذا كنتَ قد عرضت هذه الصالة الرياضية بوضعها الحالي هنا و الآن على جونغكوك منذ شهور مضت ، لما كان ليتعرف عليها.. حقيقة أن هناك ضحكاً ، ونوراً، وابتسامات ... لم أكن معتاداً على رؤية الكثير من الناس السعداء هنا.. كانت هذه الصالة الرياضية ملاذاً آمناً.. مكاناً يهرب إليه أفراد العصابة إذا حدث أي شيء سيء.. لقد اعتدت على القتال ، والأسلحة ، والدماء.. يا إلهي ، الدماء.. لقد كنت مقتنعاً في وقت ما أن الأرضيات ملونة باللون الأحمر".

هز جونغكوك رأسه ، كما لو أن الأفكار والذكريات ستمحو نفسها.

"ولكن بعد ذلك أنت أتيت، بابتسامتك المشرقة وشعرك الوردي وغيرتنا تماماً.. لقد جعلت هذه الصالة الرياضية كصالة خاصة بك وحوّلتها إلى ما هي عليه اليوم"، قال له جونغكوك، "أعني ، لقد أقمت حرفياً إحتفالاً لشخص لم تكن تعرفه وغنيت له أغنية! نحن لا نفعل هذا النوع من الأشياء".

"كوكي، استمع إلي"، بدأ جيمين، وهو يمسح خده بإبهامه ويميل إلى الأمام متحدثاً بصوت ناعم ورقيق ،بصوت مليء بالحب ، "أنت لست بحاجة لي أو لأي شخص آخر لملأ حياتك بالنور.. أنت لست الظلام.. هذا العالم الذي تعيش فيه لا يحدد هويتك.. إنه لا يُملي عليك شخصيتك.. كوكي، أنت تستحق أكثر بكثير مما تعتقده في نفسك.. أنت تستحق سعادة أكثر من عدد النجوم في الكون".

"لدي أنت"، قال جونغكوك ، بصوت عالٍ بما يكفي لجيمين فقط أن يسمعه وهو يميل إلى لمسته ، "الكون وكل النجوم فيه لا يمكن مقارنتها بك".

"هيي، يا طيور الحب!"، نادى يونقي من الجانب الآخر للنادي، "انتهى وقت الراحة! لدينا قتال للإستعداد له".

ابتعدا على مضض عن بعضهما البعض.. التقط جونغكوك زجاجة الماء الخاصة به من جانبه وانتقل إلى الحلبة بينما سار جيمين إلى خزانة الإمدادات ، ووضع سماعات الرأس الخاصة به وقام بتشغيل الموسيقى.

"هوبي ، هل راجعت قائمة النزال لليلة الغد؟"، سأله جين وهو يكتب على هاتفه.

"لا ، لم أفعل"، أجابه هوسوك ، "يمكنني فعل ذلك الآن".

"لا بأس. أنا على هاتفي بالفعل ، سأفعل ذلك"، قال جين. "هل يمكنك التحقق من مخبرينا إذا كان هناك أي أخبار عن جيهوان؟".

في هذه الأثناء ، كان نامجون وتايهيونغ يعملان على بعض الأوراق التي جعلهما يونقي يراجعانها نظراً لأن وظيفتيهما تتضمن شكلاً من أشكال المحاسبة والرياضيات.

"هذا غير منطقي"، تمتم تايهيونغ، وهو ينظر في الأرقام مرة أخرى ليرى ما إذا كان قد ارتكب خطأ.

"هل أضفت نفقات الإسعافات الأولية بعد؟"،سأله نامجون وهو يتصفح الأوراق التي كان يعمل عليها.

"هناك خطأ"، قال تايهيونغ ، وهو ينظر من خلالها ، "هناك مبلغ كبير مفقود.. آلاف الدولارات".

"لا يمكن أن يكون هذا صحيحاً ، تحقق من الأمر مرة أخرى"، قال له نامجون، وهو يضع أوراقه جانباً ويلقي نظره على أوراق تايهيونغ بدلاً من ذلك.

كان هناك صوت زمجرة في الحلبة بينما يقوم جونغكوك بلكم كيس الملاكمة.

"أنت تفعل ذلك مرة أخرى ،تذهب للهجوم مبكراً جداً!"، حذره يونقي، "لقد فعلت ذلك في النزالين الأخيرين أيضاً. تذكر ما قلته لك؟".

"الدفاع.. قياس ضعفهم.. الهجوم"، عدد جونغكوك بتنهيدة وهو يرتد على كعبيّ قدميه.

"مرة أخرى"، أمره يونقي، "ولا تنسى إصلاح الوضعية الخاصة بك".

كان الجميع مشغولين في القيام بأمورهم الخاصة ، ومنغمسين جداً في عملهم بحيث لم يلاحظوا أي شخص آخر.. لقد كانت الطريقة التي يعملون بها تناغمية تقريباً، وربما حتى مفاجأة لهم جميعاً إلى أي مدى سهولة تلائمهم معاً.. كان الأمر كما لو أنهم من المفترض دائماً أن يجدوا بعضهم البعض.

"ماذا؟!"، كاد جين أن يصرخ مما دفع الجميع إلى النظر إليه ، "كيف يمكنك ترك هذا يحدث؟!".

كانت كل الأعين عليه وهم على استعداد تقريباً إلى التدخل إذا لزم الأمر..جميعهم باستثناء جيمين الذي كان لديه ممسحة في يديه وسماعات أذنيه بينما هو منغمساً بعمله على أنغام الموسيقى..كان يغني بهدوء ويهز رأسه ، غير مدرك لما يحدث في العالم الخارجي من حوله.

"إذاً كان عليك أن تتحقق معي قبل اتخاذ قرارات غبية!!!"، صرخ جين في الهاتف ، ومزيج من الغضب والذعر أصبح واضحاً أكثر فأكثر في صوته.

نظر جونغكوك بين يونقي وهوسوك مرتبكاً ، على أمل أن يكون لدى أحدهما إجابات عن سبب تصرف جين بالطريقة التي كان عليها ، لكن لم يكن لديهما أي فكرة.

"بحق اللع..."، لعن جين وأنهى المكالمة في منتصف الطريق .. مرر يده من خلال شعره وكأنه يحاول معرفة ما يجب فعله بعد ذلك.

لم يتكلم أحد.. كانت الأصوات الوحيدة التي يمكن سماعها هي صوت أنفاس جين المضطربة وصوت غناء جيمين الناعم الذي لا يمكن فك شفرته تقريباً.

"جين؟"، سأل نامجون بصوت رقيق، "ما الذي يحدث؟".

لم يكن يعرف ماذا يقول.. كيف كان من المفترض أن يخبرهم؟.

"جين؟"، حاول نامجون مجدداً.

"الأمر.. يتعلق بالنزال"، أجاب جين ، بنبرة معتذرة كما لو كان المسؤول ، "نزال الغد".

"ماذا عنه؟"، تدخل جونغكوك على الفور.

"أنت لن تقاتل"، قال جين.

"لابأس ، جين ، يمكنني دائماً القتال في المرة القادمة ، إنه ليس بالأمر الكبير...".

"أنت لن تقاتل لأن شخصاً آخر قد أخذ مكانك"،قال جين ، كما لو أنهم سيلاحظون على الفور ما كان يحاول قوله دون جعله يقول الكلمات بصوت عالٍ.

كان الإرتباك لا يزال مكتوباً في جميع أنحاء وجوههم ، دون فهم كلماته.

"جين؟ أخبرنا فقط"،طالب يونقي.

لم يقل جين أي شيء..نظر ببساطة من فوق كتف جونغكوك إلى الصبي ذو الشعر الوردي الذي كان يهز رأسه على الألحان، غير مدرك للوضع بينما يمسح الأرض بابتسامة على وجهه.

قطب جونغكوك حواجبه، وعيناه تتبعان المكان الذي كان ينظر فيه جين إلى أن هبطت عيناه على جيمين.. كان عليه أن ينظر مجدداً كي يستوعب الأمر..كي يصدق هذا.. لا..لا يمكن أن يكون...

نظر إلى جين الذي بدا مذنباً وآسفاً بنفس القدر.

"لا"، قال جونغكوك على الفور، "لا!!!".

لم يقل جين شيئاً.

"جين ، أخبرني بأنك تمزح! أخبرني بأن هذه مزحة !!" قال جونغكوك بصوت أعلى.

لم يقل جين شيئاً.

"ماذا يحدث هنا؟"، سأل تايهيونغ بحذر.

"بحق اللعنة يا جين! قل شيئاً!!"، كاد جونغكوك أن يصرخ، وصوته يرتفع مع كل مقطع لفظي.

"جين؟ ما الذي يحدث؟"،سأل نامجون.

"إنه جيمين"، قال جين ، "اسم جيمين موجود في قائمة النزال"، وضح لهم.

وقعت كل الأنظار على جيمين الذي كان لا يزال ينظف بسماعاته ورأسه يتحرك على إيقاع الموسيقى.

شعر جيمين بالعيون المثبتة عليه ..أخرج سماعاته واستدار لهم، "أوه ، هل كنت صاخباً جداً؟"، سألهم بعيون واسعة ، "أنا آسف. سأغلقه".

لم يقل أحدهم أي شيء.. نظروا إليه جميعاً بنفس التعبير.. كانت عيونهم تلمع من القلق ، وهم يرون النتيجة بالفعل.

"يا رفاق؟ هل كل شيء بخير؟"، سأل جيمين بصوت رقيق.

"افعل شيئاً!!"، قال جونغكوك ،وهو يعود بعينيه إلى جين ، "اللعنة افعل شيئاً وإلا سأفعل أنا!!".

"كوك"، حذره يونقي ، بعد أن رأى الغضب واليأس الذي يشعر به جونغكوك.

"هناك قواعد ، كوك"، قال جين وهو يتنهد.

عندما تولى جين المنصب من والده كقائد وسمع بأن جونغكوك ويونقي يريدان الإنضمام ، وضع بعض القواعد.. من بين تلك القواعد حقيقة أنه لن يظهر أي محاباة لأي شخص.. كانت هذه القاعدة تعني الكثير بالنسبة له وكان كلاً من جونغكوك ويونقي يعلمان ذلك.. أراد جين أن يكون قائداً عادلاً.. من السخرية أنه كان زعيم أكبر عصابة في المدينة لكنه كان متمسكاً بمبادئه.. بمجرد وضع القواعد ، أخبر كلاهما بأنه وعلى الرغم من الحب والإحترام والصداقة بينهم لكن القواعد ستنطبق عليهم أيضاً.. سواء هناك صداقة أم لا ، لكن هذه العصابة أكبر منهم الثلاثة وجميعهم يعرفون ذلك.. لقد احترمو جين أكثر بسبب هذا.

"جين ، انظر إليه! لا يمكنه القتال!"، توسل جونغكوك.

"قتال؟ أي قتال؟"، سأل جيمين وهو يشعر بالضياع.

"القاعدة تنص على أنه يمكنك سحب اسمك قبل 24 ساعة من موعد النزال"، قال له جين، "لكن القتال سيكون في غضون 21 ساعة".

"هو لم يضع اسمه في القائمة اللعينة ، جين!!".

"يا رفاق؟"، تدخل جيمين ، "ما الذي يحدث؟".

"لا أعرف كيف وصل اسمه إلى هناك ، لكن القواعد هي القواعد ،كوك"، قال جين.

بصوت متوتر وشبه مكسور ، مع علمه لما يمكن أن يحدث في الحلبة ، قال جونغكوك ، "أرجوك!".

"يداي مقيدتان".

اقترب جيمين منهم وألقى الممسحة على الأرض ، "هل يريد أحد أن يخبرني ما الذي يحدث ولماذا حبيبي يصرخ في وجه زعيم أكبر عصابة في المدينة؟".

"جيمين"، تنهد جين ، وهو لا يعرف ماذا سيقول له.. على الرغم من الخلاف بينهما إلاّ أنه لا يريد أن يراه يتأذى ، خاصةً ليس لدرجة تعرضه للضرب حتى النخاع.. لقد مات أناس في تلك الحلبة لكونهم ضعفاء للغاية ، ولم يكن يريد لجيمين أن يكون أحد الضحايا.

"ماذا يحدث هنا؟!"، طالب جيمين.

"هناك نزال بالغد"، قال يونقي ، وهو يضغط على شفتيه بخط رفيع.

"وأنا أعلم"، أجاب جيمين ، "وماذا في ذلك؟ جونغكوك سيقاتل كما هو دائماً".

"هذه هي المشكلة"، شرح يونقي، "اسم جونغكوك غير موجود في القائمة".

"ماذا؟".

"لكن اسمك بها" ، أكمل تايهيونغ ، وأخيراً جمع اثنين واثنين معاً والذعر ينفجر بداخله.

"ما..ماذا؟"، قال جيمين ، وهو يستنشق بحدة ويشعر بثقل يسحق صدره.

"ميني، انظر إليّ"، تحدث جونغكوك وهو يضع يديه على أكتاف جيمين.

"كوك..."، جيمين قال ، وصوته بالكاد فوق الهمس.

"سنجد حلاً ، حسناً؟ سنغادر! لبضعة أيام! أنت وأنا فقط،  سنذهب بعيداً بحيث لا يمكنهم العثور علينا ولن يتوجب عليك أن تقاتل، سيكون كل شيء على...".

"أنت تعرف ماذا سيحدث إذا قرر عدم الحضور، جونغكوك"، حذره جين ، "هذا أسوأ من القتال.. كلاكما ستكونان هدفاً.. سوف يقتلوكما".

"سيكون لديه فرصة أفضل للنجاة من الهجوم علينا أكثر من الحلبة!"،جونغكوك سارع للقول ، "على الأقل سأكون لديه هناك".

"ما فائدة ذلك؟ في الحلبة هناك فقط شخص واحد! أما بالخارج... سأقول حوالي عشرون!".

"يمكنني التغلب عليهم".

"لا يمكنك وأنت تعرف ذلك!!!" ،صرخ جين ، "لا تفكر مع قضيبك لمرة واحدة ، جونغكوك!".

"أنا لا...".

"سأفعلها"، قاطعهما جيمين ، والإقتناع في صوته، "سأفعل ذلك.. فقط من فضلكما ، توقفا عن الشجار"، أضاف بصوت صغير.

"جيميني ، فكر فيما تقوله! لقد رأيت مدى وحشية هذه النزالات! يمكنك بالكاد أن تُلقي لكمة ومع ذلك تريد مواجهة محترف كامل!".

"هذا أفضل من الهروب منهم، على الأقل سأرى لأي مدى أصبحت جيداً . صحيح ، يونقي؟"، قال جيمين.

"يافتى.."، كان كل ما يمكن أن يقوله يونقي.

"يجب أن نتدرب الآن"، لم يقل جيمين لأي شخص على وجه الخصوص ، وهو يبحث عن قفازات الملاكمة كما لو أن بضع ساعات من التدريب ستساعده، "نعم ، التدريب سوف يساعد".

"ربما لا يكون الأن هو الوقت المناسب لإخبارهم بمسألة الأموال المفقودة ، أليس كذلك؟"، همس تايهيونغ لنامجون.

"لسنا متأكدين من أنها مفقودة"، أجابه.

"الأرقام لا تكذب يا جون"، قال تايهيونغ له، "هناك شيء ما يحدث.. شيء أكبر من مجرد هذا النزال".

"هل تعتقد أن هناك صلة؟".

"أعتقد أن شخص ما لا يقول الحقيقة كاملة".

***

زمجر جيمين وهو يضرب كيس الرمل مرة أخرى ، و​​أخرى ، وأخرى,وهو يشعر أن كل ضربة تصبح أضعف وأضعف.. صرخ محبطاً، وأسقط رأسه منهزماً وهو يحدق في الأرض ، والظلام البارد في النادي يحيط به.

"جيميني"، سمع من ورائه ، "تعال. لنذهب".

"لا أستطيع"، رد جيمين.

"أنت بحاجة إلى الراحة. لقد تجاوز الوقت منتصف الليل".

"أنا بحاجة إلى التدريب"، أصر جيمين ، ورفع رأسه وهو يثبت وقفته قبل أن يلكم الكيس بزمجرة آخرى.

عندما كان على وشك تسديد لكمة جديدة ، شعر بيد دافئة قوية على ساعده جعلته يتوقف.

"يكفي"، قال جونغكوك له بنعومة.

"لا أستطيع التوقف الآن"، جادل جيمين ، "أريد أن أتدرب".

"أنت بحاجة إلى النوم والراحة".

"لن أفوز"، أخبره جيمين،  "حتى لو أعطيتني عاماً كاملاً للتدرب ، فلن أفوز! كيف يفترض بي أن أفوز في غضون ساعات ، كوكي! كيف؟!".

"استمع إليّ"، قال جونغكوك وهو يدير جيمين لمواجهته، "لن أدع أي شيء يحدث لك ، حسناً؟ ستكون بخير!".

"ماذا ستفعل؟ لا يمكنني القتال! لا يمكننا الهرب! لا يمكننا فعل أي شيء!"، قال جيمين ، "سأموت في تلك الحلبة ، أليس كذلك جونغكوك؟".

"أنت لن تموت!"، أخبره جونغكوك ، "لن يحدث لك شيء".

"لا تقدم وعوداً لا يمكنك الوفاء بها"، سخر جيمين.

"لا أعرف ماذا سأفعل ، لكنني أعلم بأنني لن أترك أي شيء يحدث لك! لن أتركك تتأذى".

"لا يمكنك أن تحميني من كل شيء ، كوكي"، أخبره جيمين.

"إذاً سأموت وأنا أحاول"، رد جونغكوك.

"أنا خائف"، اعترف جيمين ، وكلماته مكتومة في قميص جونغكوك.

"أعلم"، قال جونغكوك، وهو يسحبه بين ذراعيه مُريحاً ذقنه على شعر جيمين المتعرق قليلاً ، "أعلم بأنك كذلك".

"لا أستطيع القتال ، كوك. أنا لست قوياً. أنا...".

"ستكون بخير"، أخبره بهدوء ، وهو يقربه منه أكثر ،"لن تتأذى. سأفعل شيء حيال ذلك ، حسناً؟ سأفعل شيئاً، ميني ، سأجد حلاً!".

"أنا خائف جداً ، جونغكوك"، تمتم جيمين مرة أخرى ، وأغمض عينيه بينما يترك جونغكوك يغلفه بعناقه ويشعر بالأمان بين ذراعيه أكثر من أي مكان آخر.

احتضنه جونغكوك بين ذراعيه راغباً في حمايته من العالم الخارجي ، وجزء منه يشعر بأن كل هذا كان خطأه.. لو أنه ترك جيمين وحده ولم يقع في حبه فلن يتورط في هذه الفوضى.. لكنه لا يستطيع التفكير في نفسه الآن.. كل ما يحتاج إلى التفكير فيه هو طريقة للخروج من هذا.. هو بحاجة لإنقاذ جيمين.

"في السراء والضراء"، همس جونغكوك في شعر جيمين، بانتظاره لإنهاء الجملة

"وكل شيء بينهما"، انهى جيمين ..الكلمات تثبته كالمرساة وتذكره بأن جونغكوك سيكون دائماً هناك من أجله.. تذكره بأنه لم يكن وحيداً وبأنهما فريق.

تذكره بأن كل شيء سيكون على ما يرام.

"دعنا نذهب إلى المنزل"، أخبره جونغكوك ، "سأعتني بك ، صغيري".

***

"هوبي"، صاح جين ، وسمح لنفسه بأن يكون متفائلاً ، "أي شيء؟".

"لا شيئ"، أجاب هوسوك بشعر أشعث من شد يديه المحبطتين خلاله عدة مرات ، "لا أحد من المخبرين يعرف أي شيء".

"هل تعتقد ..."، سأل جين ، دون أن ينهي كلامه.

"بأن هذه خيانة داخلية؟"، انهى هوسوك عنه ، "سأكذب إذا قلت أنني لم أفكر في ذلك".

"لكن من الذي يريد أن يؤذي جيمين؟ نحن الوحيدون الذين تحدثوا إليه نحن...".

"لا أعرف، جين.. أنا لا أعرف حقاً".

"هل تعتقد بأن جيهوان متورط بالأمر؟"، سأله جين.

"كيف يمكنه الوصول إلى أجهزتنا لإزالة اسم جونغكوك واستبداله بجيمين؟"، فكر هوسوك بصوت عالٍ ، "هل يعرف عن جيمين حتى؟".

"اللعنة!"،كاد جين أن يصرخ ، "هذا محبط للغاية! أشعر وكأنني غريب في عصابتي اللعينة!".

"جين ، عليك أن تهدأ "، أخبره هوسوك، "لا يمكننا التوصل إلى أي شيء إذا كنت لا تفكر بشكل صحيح".

"أين كوك؟"، سأل جين.

"أخذ جيمين إلى منزله".

تردد جين قبل أن يسأل ، "كيف حال جيمين؟".

"كنت أعرف بأنك ستحبه" ، ابتسم هوسوك ساخراً.

"لم أفعل.. أنا..أنا فقط أريد أن أعرف كيف هو"، قال جين ، متعثراً في كلماته.

"هو خائف"، أجاب هوسوك.

"لا يمكنني إزالة اسمه من القائمة"، أخبره جين.

"أنا لم أطلب منك ذلك".

"أعرف"، قال جين بلا حول ولا قوة، "لكني فقط ..لا أستطيع...".

"لا أحد يطلب منك ذلك ،جين "، طمأنه هوسوك ، وهو يسمع الذنب واليأس في صوته ، "نعلم بأنك لا تستطيع".

"لكنني أريد ذلك".

"نعلم هذا أيضاً"، قال هوسوك بإيماءة من رأسه ، "نحن نعلم بأنك إذا استطعت ، لفعلت شيئاً".

"هوبي ، أنا فقط.."، تمت مقاطعته برنين الهاتف.

"إنه كوك"، قال هوسوك ، وهو يقبل المكالمة ويضعه على مكبر الصوت.

"كوك. إنه جين وهوسوك"، أجاب جين ، في انتظار رده.

"أنا في طريق عودتي"، قال جونغكوك ، والمحرك يخرخر في خلفية الهاتف.

"كيف حاله؟"، سأل هوسوك.

"لقد جعلته أخيراً ينام"، أخبرهما جونغكوك، ثم توقف قبل أن يضيف ، "إنه خائف".

"وأنت؟"، سأل جين.

"ماذا عني؟".

"كيف تتعامل مع كل هذا؟"

"أريد فقط إصلاح الأمر"،قال جونغكوك.

"نحن نبحث في ذلك". قال هوسوك، مع علمه بأنهم قد استنفذوا تقريباً كل مورد لديهم.

"ألم تجد أي شيء بعد؟"، سأل جونغكوك.

"لقد سألنا المخبرين ، جميعهم حرفياً ، ولم يكن لديهم أي شيء مفيد".

"هل يمكن أن يكون هذا من فعل جيهوان؟"، سأل جونغكوك.

"هذا ما قلته"، أجاب جبن ،"لكن هل يعرف حتى عنك وعن جيمين؟".

"تذكر تلك الليلة عندما أنقذته من هؤلاء الرجال السكارى؟".

"أجل؟".

"كانوا رجال جيهوان"، قال لهما جونغكوك ، "من الرتب المنخفضة وثميلين بشكل لا يصدق ، لكنهم كانوا رجاله. ماذا لو...".

"ماذا لو قالوا له"، انهى هوسوك.

"هذا ممكن"، رد جونغكوك.

اجتاح الصمت المكالمة ، وكلاهما ينتظران سوكجين ليقول شيئاً.. أي شيء.. لقد احتاجا إليه فقط ليتحدث.

"النزال الكبير قادم"، قال جين ، "لا نستطيع..".

"جيمين سيتأذى في تلك الحلبة غداً ، جين!"، انفجر جونغكوك كما لو أن جين لم يكن يعرف مدى جدية الأمر.

"هل تعتقد بأنني لا أعرف هذا ؟! هل تعتقد بأنني أريده أن يتأذى؟!"، صرخ جين بالمقابل ، وعيناه تحرقان ثقباً عبر الهاتف.

سقط الصمت. الشيء الوحيد الذي يمكن سماعه هو ثقل أنفاسهم.

"لا يمكن أن أدعه يتأذى ، جين"، قال جونغكوك بصوت يتألم ، "لن أسمح بذلك.. أنا أهتم به كثيراً لمجرد الجلوس هناك والمشاهدة بينما.... لا يمكنني ذلك".

"أنا أعلم ، كوك..أعلم"، قال جين ، متردداً قبل الاعتراف ، "لكنني لا أعرف ماذا سأفعل".

حدق هوسوك ، كما لو أنه سمع شيئاً قد تغير للتو.

"كوك ، أين أنت؟"، سأله هوسوك ، وقد سمع صوت المحرك يرتفع من خلال المكالمة.

"أقود"، كان كل ما قاله جونغكوك.

"إلى أين؟".

"جيهوان"، أجاب جونغكوك وأغلق الهاتف على الفور.

"اللعنة!"، لعن هوسوك ، وأخذ الهاتف من على الطاولة ليطلب رقمه مرة أخرى.

لا رنين.

"تباً!"،قال هوسوك ، وهو يضرب بيده على الطاولة ناظراً إلى جين ، "لقد أغلق هاتفه".

"هل قال للتو..".

"هو فعل"، أكد هوسوك.

"احضر مفاتيحك"،طالب جين ،وأمسك بهاتفه من على الطاولة بينما يقف منتظراً هوسوك.

"هل يجب علينا الذهاب؟"، سأل هوسوك دون أن يتحرك من مكانه.

"هوبي..ماذا..".

"بهذه الطريقة سنكتشف ما إذا كان جيهوان يلعب بطريقة قذرة أم لا، ونحن نعلم أنه ربما يكون كذلك بالفعل"، قال هوسوك ،"على الأقل حينها سيمكننا فعل شيء حيال ذلك".

"إنه ذاهب إلى أرض هوان الموبوئة بالأسلحة ، بلا دعم وبعقل غاضب"،قال له جين ، كما لو أن هوسوك لا يعرف الوضع ، "ماذا تعتقد أنه سيحدث؟".

"لقد فعل ما هو أسوأ"، رد هوسوك ، "عليك أن تثق به".

"أنا أثق به. لكنني لا أثق في أي شخص آخر ، لا سيما جيهوان".

"جين ، ما زلنا لم نفعل أي شيء بخصوص جيمين"، وضح هوسوك.

"لكن جونغكوك..".

"يستطيع التعامل مع الأمر بنفسه"،  أخبره هوسوك، "لكن جيمين لا يستطيع ذلك".

عض جين على شفته وهو يفكر في الموقف قبل الجلوس ضد حكمه الأفضل، "بمن يمكننا الإتصال أيضاً؟"، سأل مستسلماً.

***

توقفت خرخرة المحرك بمجرد تحريك المفاتيح ، قبل أن يخرج جونغكوك من سيارته ويغلقها خلفه.. قامت عيناه بمسح فوري للمكان.

كانت الأرجاء هادئة.. تقريباً هادئة جداً.

نظر حول الحي المظلم ، الذي بالكاد كان مضاءً باستثناء لوحة نيون زرقاء وخضراء وامضة كأنها دعوه تقريباً كما لو أنه كان يتوقعه.. كما لو كانوا يعلمون بأنه قادم.

شعر بثقل جيبه فجأة مّذكراً نفسه بالمسدس المعدني البارد التي أخذه للحماية.. كان لديه شعور بأن هذا الاجتماع لن يسير على ما يرام لكن لم يسعه إلاّ أن يحاول.. كان بحاجة لإنقاذ جيمين.. لم يهتم بما سيكون الثمن.. لقد عرف فقط أنه بحاجة إلى أن يكون جيمين آمناً من وجوده في تلك الحلبة.. يمكن لجونغكوك أن يقول من تجربته المباشرة بأنه أقل مكان آمن سيتواجد به.

في المرة الأولى التي وطأت فيها قدميّ جونغكوك الحلبة ، أمضى الأسبوعين التاليين في المستشفى مع يونقي الذي يشعر بالذنب إلى جانبه وجين الغاضب لأنه اضطر إلى الإقتناع بكلامهم لعدم الذهاب في ثورة هياج وإرتكاب مجزرة.. جونغكوك بالكاد قد نجا في تلك الحلبة، لذا فهو يعلم بأنه إذا وطأت قدميّ جيمين هناك ، فلن يكون في غرفة الطوارئ بل سيكون في المشرحة.

لم يستطع جونغكوك أن يخسر جيمين.. ليس الان.. ليس بعد أن وقع لأجله.. ليس عندما حصل عليه للتو.. ليس عندما جعله جيمين يشعر بأنه شخص كامل وليس مجرد صدفة خاوية لإنسان.. ليس عندما بدأ للتو في فهم ما تعنيه كلمة سعادة حقاً.

وهذا هو سبب وجوده هنا ، يقف أمام جيهوان المبتسم الذي يعرف بالضبط ما فعله.

"حسناً، حسناً" ،قال جيهوان بابتسامة قذرة أراد جونغكوك أن يمزقها ، "لن أكذب ، جي كي ، كنت أتوقع قدومك بوقت أسبق".

"مااللعبة التي تمارسها واللعنة، هوان"، قال جونغكوك بصوت فولاذي من خلال أسنانه القاسية.

"ليس لدي أي فكرة عما تتحدث عنه" ، أصر جيهوان ، لكن ابتسامته أصبحت أكبر وأكثر شراً.

"جيمين"، كان كل ما قاله جونغكوك.

"أوه تقصد ، الفلامينغو الصغير؟".

"مالذي قلته للتو واللعنة؟"، بصق جونغكوك وهو يخطو خطوة نحو جيهوان.

بمجرد تحرك ساق جونغكوك ، خرج ثلاثة رجال من الظل.. وقف اثنان منهما أمام جيهوان لحمايته ، وركل الثالث مؤخرة ساق جونغكوك ، ليتفاجأ به مما جعله يسقط على الأرض.

"الآن ، جي كي"، قال جيهوان، مع علمه بأن له اليد العليا ، "نحن لا نريدك أن تتأذى ، أليس كذلك؟".

زمجر جونغكوك، واقفاً على قدميه وهو يوبخ نفسه داخلياً لترك حذره والسماح للغضب بالسيطرة عليه.. كان جزءً منه سعيد لأن يونقي لم يكن هنا وإلاّ لكان جونغكوك سيحصل منه على التوبيخ والصراخ والمحاضرة طوال حياته.

"ماذا تريد من جيمين؟"، سأل جونغكوك مزمجراً.

"لا أريد أي شيء".

"إذاً لماذا وضعت اسمه على قائمة النزال؟".

"لأخرج ردة فعل منك"، قال جيهوان ببساطة ، كما لو كان الأمر الأكثر وضوحاً في العالم.

"حسناً ، لقد نجحت! والآن اسحب اسمه!".

"لا".

"اسحب اسمه واللعنة قبل...".

"قبل ماذا؟"، سأل جيهوان ساخراً منه ، "ماذا ستفعل ، هاه ، جي كي؟ ترفع مسدسك عليّ؟ تقاتلني؟ تصرخ بوجهي؟ أم ستركع على ركبتيك؟".

جيهوان على حق.. كانت له اليد العليا.

"ماذا تريد؟"، سأل جونغكوك وهو يشعر بالهزيمة والتعب.. لقد أراد فقط أن يكون جيمين آمناً.. هذا كل ما يريده.

"الآن .هذا أفضل"، قال جيهوان، بنبرة راضية عن الدمار التي تسبب فيه.. كان الأمر كما لو أنه يتغذى من الفوضى والصراع التي يخلفه في أعقابه.. كانت هذه قوته.

شدد جونغكوك فكه ، وعيناه تطلقان الخناجر على الرجل أمامه.. استطاع أن يشعر بفوهة المسدس الباردة على ظهره حيث كان تذكيراً بأن اليد العليا هنا لجيهوان.. خطوة واحدة خاطئة وستكون هناك رصاصة في ظهره.

"ماذا . تريد؟"،  سأله جونغكوك مرة أخرى ، مفصلاً كل مقطع لفظي ، والسم يقطر من كلماته.

نهض جيهوان من كرسيه ومشى إلى الحانة.. كل هذا بينما كان صامتاً.. كان يعلم بأن عينيّ جونغكوك تتبعانه بينما يقطع الغرفة لفعل شيء بسيط مثل سكب مشروب لنفسه.. ملأ الكأس الكريستالي لربع المسافة بالويسكي ، وفتح صندوق الثلج المعدني ليُلقي مكعبين من الثلج داخل السائل الكهرماني ، ويشاهده وهو يذوب بالفعل.

نفذ صبر جونغكوك لكنه لم  يكن يريد أن يقول أي شيء.. لم يكن يريد أن يُثير غضب جيهوان.. كانت حياة جيمين بين يديه ، وإذا كان هذا يعني بأن على جونغكوك أن يتذلل ، أو يتوسل ، أو حتى يتحمل هذه المحاولة المثيرة للشفقة في اللعب على السلطة ، فإنه سيفعل.

"كما تعلم، جي كي"، بدأ جيهوان ، متكئاً على المنضدة الرخامية ، وهو يأخذ رشفة بطيئة من الويسكي،"النزال الكبير قاب قوسين أو أدنى".

حبس جونغكوك أنفاسه.. النزال.. بالطبع كان هذا عن النزال! كان يستخدم جيمين للوصول إلى جونغكوك ، ويستخدم كلاهما للوصول إلى جين.

"ماذا عنه؟"، سأل جونغكوك بحذر.

"لستُ مضطراً حتى للسؤال كي أعلم بأنك الشخص الذي سيقاتل به"، قال جيهوان ، وهو يبدو مسترخياً ، كما لو يعلم بأن مطالبه سيتم تلبيتها، "بعد كل شيء ، أنت جي كي الذي لا يهزم".

رفع جيهوان كأسه ،مقرباً الكريستال إلى فمه ليأخذ رشفة صغيرة ويصفع شفتيه بعد ذلك.

"إذا كنت تريد أن يعيش حبيبك الصغير ، أقترح عليك الإنسحاب من النزال"، قال جيهوان ملقياً ضربته.

"وإذا لم أفعل؟".

"هل تتذكر ذلك المقاتل الصغير الذي زودتك به ؟ الشخص الذي كاد أن يضربك حتى الموت؟"، قال جيهوان ، "إنه لا شيء مقارنة بالمقاتل الذي أحضرته من أجل الفلامينغو الصغير العزيز".

"وكيف سأعلم بأنك ستُلغي قتال الغد؟"، سخر جونغكوك وهو يشعر بدماءه تغلي.

"أنت لن تعرف"، أجاب جيهوان وهو يضع كأسه على المنضدة الرخامية ، حيث تساقط التكاثف من الجليد تاركاً بركة بجانب الكريستال، "مثلما لن أعرف إن كنت ستنسحب من النزال الكبير".

فتح جونغكوك فمه للرد ، لكن جيهوان قطعه.

"لكنني أعلم بأنك ستفعل أي شيء لإنقاذ حياة الفلامينغو الصغير، وثق بي عندما أقول بأنك إذا لم تفعل ما أريد ... حسناً، من الأفضل أن تقول وداعك له الآن ، لأنه لا توجد طريقة في الجحيم ستجعله ينجو غداً".

بالكاد رفع جيهوان إصبعه قبل أن يُسحب جونغكوك من الحانة ويُصدم الباب في وجهه.

أراد أن يشتم! أن يصرخ ويصرخ ويصرخ.. أن يقتحم طريقه عائداً إلى الحانة ويضرب الحياة من جيهوان حتى يصبح جثة ملطخة بالدماء.. لكنه لم يستطع.. شعر بالعجز.

من ناحية كانت لديه العصابة.. أكثر الناس الذين يثق بهم في حياته.. الأشخاص الذين كانوا هناك من أجله طالما يتذكر.. الأشخاص الذين ألبسوه وأطعموه وقاتلوا من أجله ..الذين علموه كيف يدافع عن نفسه ، والذين وضعوا سقفاً فوق رأسه والضمادات على جروحه.

وعلى الجانب الآخر كان لديه حبه...

حبه.

يا إلهي ، جونغكوك يحب جيمين.

الإدراك ضربه للتو.

كان جيمين قلبه.. القلب الذي كان جونغكوك مقتنعاً بأنه لايملكه حتى جاء جيمين.. كان جيمين نائماً وحيداً في سريره ، والخوف يستولي على عقله من موقف جره جونغكوك إليه.

إذا قرر خوض النزال ، فسيموت جيمين بالغد.

وإذا قرر الإنسحاب من النزال ، فسيحصل جيهوان على عشيرة كيم بجميع أفرادها وممتلكاتها.

ماذا كان من المفترض أن يفعل؟.

***

تجمع السبعة جميعاً في الصباح بجوار المدرجات بينما يوضح جونغكوك الموقف لهم.

"إذاً ، قال بأنه يريدك أن تنسحب من القتال وبعد ذلك سيحذف اسم جيمين؟"، استفسر يونقي.

"لم يقل بأنه سيحذف اسم جيمين، قال سينقذ حياته"،شرح جونغكوك وهو يغمض عينيه محاولاً تذكر التفاصيل الدقيقة.

"ماذا يعني ذلك؟"، سأل تايهيونغ.

"أن جيمين لن يقاتل"، أجاب جونغكوك.

"لكن كيف؟ إذا لا يمكن حذف اسمي.."، تساءل جيمين.

نظر جونغكوك إلى جين ويونقي وهوسوك ، وبدا بأن جميعهم يفكرون في نفس الشيء.

"ماذا؟ ما الأمر؟ ما هي تلك النظرات؟"،سأل نامجون.

هز جين رأسه ناظراً إلى الأولاد الستة ، "إذاً، هو في الأساس يريد أن ينسحب جونغكوك من القتال ، ولهذا السبب يفعل كل هذا".

"ألا يتعارض هذا مع القواعد؟"، سأل جيمين.

"أي واحدة؟"، سأل هوسوك.

"لا تلاعب! أو ، أو ، المعاهدة! واحد من هؤلاء يجب أن يساعد!"، قال جيمين ، بسرعة وبيأس.

"قلت لك ميني ، أعضاء العصابة هؤلاء مثل المحامين.. سيجدون دائماً ثغرة"، أخبره جونغكوك ، وقلبه ينفطر من الكيفية التي بدا بها جيمين منكمشاً ومنهزماً.

"إنهم لا يخالفون أي قواعد.. جيهوان لا يقاتل ولا أي من رجاله.. على أي حال ، فنزالات الملاكمة السرية تحدث في منطقة محظورة".

"ماذا يعني ذلك؟"، سأل تايهيونغ.

"بمعنى أرض محايدة"، أجاب نامجون، "حتى لو خالفوا القواعد ، فلن يهم لأن القواعد لا تنطبق على الأرض المحايدة".

"نادي القتال السري تم إنشاؤه بواسطتي ، لكنه أخذ طريق خاص به.. اتفق كل عضو في كل عصابة على عدم تطبيق حروب العصابات هناك.. إنه يشبه الملاذ الآمن تقريباً"، أوضح جين.

لقد نفذت خياراتهم.. كلهم يعرفون ذلك.

النزال في غضون ساعات قليلة ، وهم نفذت خياراتهم.

بعد بضع دقائق من الصمت ، تحدث جيمين محاولاً جعل صوته مستقراً قدر الإمكان ، حيث قبل مصيره، "إذا كان عليك أن تختار بيني وبين العصابة"، بدأ جيمين بصوت مرتعش قليلاً، وانخفضت عيناه على الأرض بينما يحاول أن يرمش دموعه بعيداً ، والكتلة تنمو في حلقه ، "لا تختارني.. العصابة أكثر أهمية".

قبل أن يتمكن أي شخص من قول أي شيء ، أمسك جيمين بقفازات الملاكمة من جانبه ووقف ، "سوف أبدل ملابسي من أجل التدريب".

"جين ، علينا أن نفعل شيئاً!"، جونغكوك طالب بمجرد إغلاق باب غرفة خلع الملابس بالكامل.

"كوك ، لقد جربنا كل شيء! لا أعرف ماذا...".

"إذاً، سوف تتركه يموت!!"، كاد جونغكوك أن يصرخ ، حيث رفع صوته والذعر يملأ عينيه.

"ألا تعتقد بأنني أحاول؟!".

"جين ، أرجوك!" ،توسل جونغكوك، "دعني انسحب من النزال.. أرجوك ، جين!".

"كوك...".

استدار جونغكوك إلى يونقي ، وعيناه ضبابيتان بينما يتوسل بصوت مختنق، "يونقي، أرجوك.. أخبرني أرجوك بأنني لست مضطراً للقتال؟ أرجوك ،يونقي!".

"يافتى.."، قال يونقي ، وبالكاد صوته فوق الهمس.

نظروا جميعهم إليه والدموع تتجمع في أعينهم بينما يشاهدون جونغكوك -شخص لم يروا إلاً الجانب القوي منه- يكاد أن ينهار بسبب فكرة فقدان شخص مهم بالنسبة له.. راقبوه وهو يتوسل إلى يونقي ليطلب منه ألاّ يقاتل لأن جونغكوك لم يعصه أبداً.. لكن يونقي لم يستطع.. أخبر نفسه بأنه لن يتدخل أبداً بين جين وجونغكوك ، لا سيما بمعرفته لأي مدى جونغكوك يتطلع إليه ويحترمه ويأخذ كل كلمة يقولها له على أنها شيء مقدس.

لكنه لم يستطع إخبار جونغكوك بألاّ يقاتل.. لم تكن هذه منطقته التي يتدخل فيها.. كل ما يمكنه فعله هو أن يكون هناك من أجله.

"لا أستطيع أن أفقده .. من فضلك لا تجعلني أفقده! أرجوك ،يونقي..أرجوك"، توسل جونغكوك والكتلة تنمو في حلقه.. بصوت ضعيف مكسور أضاف، "لا أستطيع أن أفقده بينما حصلت عليه للتو.. أنا أحبه".

ارتفعت رؤوسهم ، وكلهم ​​حدقوا في جونغكوك.

"أنت.. ماذا؟"، سأل يونقي، وفمه مفتوح.

طوال سنواته التي عرف فيها جونغكوك ، لم ينطق أبداُ بتلك الكلمة.. بالنسبة لجونغكوك، فإن إظهار المودة تجاههم تكون بالأفعال لا أكثر.. بدون كلمات.. فقط بالإحترام والمزاح المرح.. هذه هي الطريقة التي أظهر بها مودته.. لكن سماع هذه الكلمات تخرج من فمه....

كانت صدمة على أقل تقدير.

"أنا أحبه"، كرر جونغكوك.. الإخلاص والألم يقطران في كل مقطع لفظي.

"كوك.."، كان كل ما يمكن أن يقوله يونقي..لم يعرف ماذا يفعل..

"لا تجعلني أقاتل، يونقي. أرجوك".

نظر يونقي إلى جين والذي كان مصدوماً بنفس القدر، لكن جين عرف بأنه إذا استطاع جونغكوك وضع غروره جانباً والإعتراف بحقيقة أنه يحب جيمين فلا بد أن يكون الأمر جاد.

سواء كانت هناك عصابة أم لا ،فالأشخاص الأكثر أهمية له يجلسون في هذه الغرفة وهم كانوا بحاجة إلى الحماية أولاً.

"إذا لم نجد طريقة لإخراج جيمين من الحلبة قبل بدء القتال ، فيمكنك الإنسحاب"، قال جين ، وهو يقف وهاتفه في يده ، "انتهى النقاش".

***

لم يستطع جيمين إلاّ أن يضحك بينما كان جونغكوك يضمد يديه.

"لم تضحك؟"، سأل جونغكوك وهو ينظر إلى الصبي ذو الشعر الوردي.

"هذا مثير للسخرية أليس كذلك؟"، قال جيمين بلا روح ، "أنا بالعادة من أفعل هذا من أجلك".

"هل هذا ما تشعر به في كل مرة تفعل ذلك؟"، سأل جونغكوك ، "بأنك عاجزاً".

"أجل"، قال جيمين بإيماءة،  "يكون الأمر أسوأ عندما تعلم بأن كل ما يمكنك فعله هو تقديم الإسعافات الأولية".

توقف جونغكوك فجأة.

"ما الخطب؟"، سأل جيمين.

"اهرب معي ، جيمين! دعنا نبتعد عن كل هذا.. لا يمكنهم أن يؤذونا إذا رحلنا واستمرينا بالهرب ولم نعد أبداً"، قال جونغكوك ، كلماته تتدحرج من فمه مستعجلة وخرقاء.

"لن تكون قادراً على ذلك"، أخبره جيمين، "منزلك هنا.. منزلك هو يونقي وجين وهوسوك والصالة الرياضية! لن تدوم يوماً بدونهم ،عزيزي أنت تعرف ذلك".

"سأكون بخير"، قال جونغكوك ،"ستكون لدي".

"أنا لديك بالفعل"، طمأنه جيمين وهو يغلف خد جونغكوك بيده الملفوفة بالضمادة، "لن أذهب إلى أي مكان ولا أنت كذلك.. أي نوع من الناس سنكون إذا هربنا فقط من كل قتال؟ هذا ليس ما نحن عليه، ولن نكون كذلك ابداً".

انحنى جونغكوك إلى لمسته ، وعيناه ترفرفان مغلقتين بلا حول ولا قوة.. كان بحاجة لفعل شيء! لم يستطع أن يخذله! لم يستطع الجلوس هنا ومشاهدة جيمين يموت في تلك الحلبة.. كان بحاجة إلى الإنسحاب من القتال.

كان بحاجة لإنقاذ جيمين.

"خلال السراء والضراء"،قال جيمين.

جونغكوك لم يكمل الجملة.

"خلال السراء والضراء ..." كرر جيمين ، ببطء الآن مستخدماً الكلمات كمرساة لكليهما.

"وكل شيء بينهما"، انهى جونغكوك وانحنى للأمام ليضغط جبهتيهما معاً.

"هذه هي الضراء"، قال له جيمين ، "ويمكننا تجاوزها".

"جيمين ، المقاتلون هناك...".

"لقد رأيت نزالاتهم"، ذكره جيمين.

ابتعد جونغكوك قليلاً ، واستقرت خطورة الموقف حيث كانت هتافات الحشد تتسرب عبر الصدع الصغير في باب غرفة تبديل الملابس.

"لن أدعك تفعل هذا"، قال بحزم وهو يهز رأسه.

"كوكي؟ ماذا ستفعل؟"، سأل جيمين ، مرتبكاً وهو يرمش فقط.

"سأحميك"، أعلن جونغكوك ، وهو يمشي إلى الباب ويفتحه بقوة جعل صرير الباب يعلو على هتافات الحشد.

"جونغكوك، لا...".

قبل أن يتمكن جونغكوك حتى من الخروج من الباب ، جاء يونقي وجين مسرعان.

"توقف!"، قال يونقي ، ودفعه مرة أخرى إلى غرفة تبديل الملابس قبل أن يغلق الباب مرة اخرى.

"ماذا يحدث هنا؟"، سأل جيمين , الذعر وقليلاً من الأمل يلمعان في عينيه.

"هو لن يقاتل!"، أخبرهما جين.

"ماذا؟"، سأل جونغكوك ، "هل أخبرت جيهو...".

"لم أضطر لذلك!"، قال جين ، "لقد فعل هذا بنفسه".

"هذا..."، بدأ جونغكوك يالقول.

"أعلم"، قال جين بإيماءة ، "مريب".

"يوجد شئ غير صحيح"، قال جونغكوك ، "لماذا سيلغي القتال إذا لم يحصل على ما يريد؟".

"لم يلغي القتال بقدر ما أن هناك شخص قتل الملاكم".

" ماذا؟!"، قال جيمين ، قافزاً من على المقاعد.

"لقد تعرض لحادث سيارة"، وضح يونقي.

"هل فعلت...".

"لم نكن نحن"، أخبره جين على الفور ، "إذا فعلنا ذلك ، فسيكون خرقاً للقواعد ، مما يعني أننا سنخسر النزال".

"هل تعتقد أن جيهوان قتله؟".

"هذا محتمل"، أجابه جين.

"لكن لماذا؟"، سأل جيمين.

"انظروا ، هذا لا يهم الآن!"، قال يونقي، " المهم هو أنك لن تقاتل ولا يزال كوك سيخوض النزال القادم".

سقط جيمين على المقعد الخشبي الذي أصدر صريراً ، وتنفس الصعداء شاعراً بالثقل قد أزيح عن صدره.

حلس جونغكوك بجانبه ، وسحب حبيبه من قميصه محتضناً له بشدة.

"لن أموت"، كان كل ما يمكن أن يقوله جيمين ضد دفء جسد جونغكوك.

***

"جيهوان!"، نادى كانغ ،وهو يركض عملياً إلى الغرفة وأرجح الباب ليفتحه بينما صدره يتنفس بثقل من صعوده الدرج.

"ما الأمر، كانغ؟"،أجاب جيهوان محدقاً به لمقاطعته.

"إنه جيمين".

"وماذا عنه؟"، سأل جيهوان ، وقد أثير إهتمامه.

"السهّام وجد شيئاً!".

"وماهو؟".

"جيمين...لم يُطرد"، قال كانغ له، متعمقاً بسرد القصة بأكملها.

"حسناً، حسناً،حسناً"، ابتسم جيهوان ، "كما توقعت هو ليس بريئاً جداً، أليس كذلك؟".

"ماذا تريد أن تفعل؟"، سأله كانغ.

نقر جيهوان على الطاولة الخشبية مرة ومرتين ثم مرة ثالثة.. كان متعمقاً في التفكير، ويقيس الوقت محاولاً الخروج بشيء يفعله.

"اتصل ب كيت".

"ما..ماذا؟"، تمتم كانغ.

"هل تلعثمت ؟!"، سأل جيهوان ، وكلماته حادة تقطع كالسكين ، "اتصل ب كيت وأوقف نزال اليوم".

"لكن ماذا عن...".

"افعلها كانغ أو سأجعل شخصاً آخر يفعل ذلك وأنت تعرف ما سيحدث بعدها"، هدد جيهوان.

بيد مرتعشة ، أخرج كانغ الهاتف وأجرى الإتصال.

"قم بإلغائه"، كان كل ما قاله كانغ قبل إنهاء المكالمة والنظر إلى جيهوان ، "والآن ماذا؟".

"الآن ، نحن سندمر جي كي ، ونتركه يدمر العصابة بنفسه"، أعلن جيهوان بابتهاج، "لقد أصبح هذا الأمر أكثر إثارة للإهتمام".

***

انتهى الشابتر الثاني عشر

***

Продовжити читання

Вам також сподобається

11.9K 1.3K 7
( ثمن السعادة) عام ١٦٠٠ م "تيلي تيلي بوم ، اغمض عينيك الان ، ثمة من يمشي في الخارج و يدق على الأبواب " تيلي تيلي بوم هل تسمعه وهو يقترب ؟ يترصد حو...
300K 16.4K 42
Jikook | AU BN:16 December 2019✨ ED: 27 February 2021✨✔️ الكتاب ليس كتاباتي انا فقط قمت بترجمته
95.5K 4.4K 8
تجول جيمين بعينيه في أرجاء النادي ومشاعر الحزن قد بدأت بنشر جذورها في قلبه.. كان ينظر الى الناس من حوله آخذاً مشهد من يتحدث ومن يضحك، من يغني ومن يرق...
56.4K 2.9K 10
جونغكوك وجيمين واقعان في الحب، يعيشان بسعادة اكثر من اي وقت مضى، حيث يبدو الأمر وكانهما بداخل فقاعة صغيرة خاصة بهما في عالم مثالي.. إلى ان إكتشف جون...