قُلتَ بأنّكَ ستحتَفِظُ بِذلِكَ الشعُور.. مَا بالكُ خُنتَ العَهدُ وَ بِهِ لا تَصُون؟
قُلتَ بأنّ فِي قَلبكُ عِشقٌ وَ وُلوع، مَا نَقصَ مِنهُ وَ لن يَنقصُ مَهما إنقَضى مِن عُمرُكَ أيامًا وَ شُهور
قُلتَ لِي يَومًا وَ العِشقُ سَكنَ حُروفًا تَخللت شَفتيك وَ بَزغ مِنها كَما الشرُوق
'لِلرَبُ دُرُّ عَيناكَ حِينما أسكَنَّ جِفنُها فِي الوَريد، وَ يا إلهِي كَم هُو جَميلٌ حُبُكَ حِينما عَلِمتُ بأنّهُ وَشمٌ نُقِشَ عَلى الوَجيد'
أكان كِذبةٌ مَا بَينُنَا؟ أم أنهَا كانت حَقيقةٌ تَغلل بَين ثَناياهَا الدَجل؟
....
صَباحُ يَومٌ هادِئٌ فِي رُوسكِليد -الدنمارك-
شمَسٌ تَقارَعت مَع دُجى اللَيل مُؤرِقةً صَفوه مُنذِرةً عَن تَكلَلُ عَقارِبُ وَقتهُ بالإنتِهاء، فَبادَلت مَضجِعُها بِهِ مُعتَلِيةً عَرشهُ بِصمُود
مُنذُ شَهرٌ مَضى وَ كُلُ يَومٍ يَستَيقِظُ تايهيونق وَ فِرِاشهُ خاوِيٌ لا يَحتوِي سِوى جَسدهُ الذِي تُراقِصُ بُرودةُ الشِتاءُ أطرافهُ وَ ترسِمُ عَبق أجشانهُ عَلى أحاسِيسٍ عَانَقت عُنقُود أحلَامُه
جونغكوك؟ هُو أصبح يَتجنب تايهيونق.. وَ بِلا سَببٍ يُذكَر وَلا يَنامُ مَعهُ فِي ذَات السَرِير، إنما على الأرِيكة بَعدما يَجعل تايهيونق يَخلُد إلى النَوم
يَا لَهُ مِن جَفِي! نَاهِيك عَن مُحادَثتهُ.. هُو لا يَبتَسِمُ فِي وَجهه حَتى! وَ أحيانًا تَصِل الأمور مَعهُ إلى أنّ يَصرُخَ فِي وَجهه إنّ حاول تايهيونق سؤالهُ عَنّ يَومُه
أغلبُ وَقتهُ يَكُون خَارِجَ المَنزِل وَ يترُك تَايهيونق وَحدهُ قَلِقًا عَليه وَ يعُودُ ثَمِلًا فِي بَعض الأحَيان.. وَ قد تَطاولَت يَدهُ مَرةً وَ ضَرب تايهيونق لأنهُ حَاولَ جَعلهُ يَتخَلصُ مِن ثُمولَتِه
جُونغُكوك يُؤذِي تايهيونق.. كَثِيرًا وَ تايهيونق يَعُودُ إلى فِراشَهُ كُل لَيلةٍ بِنَدبٍ جَديد، وَ كأنّما جُونغكوك الفَنان وَ تايهيونق لَوحتهُ التِي يَرسمُ بِها العَذابُ بِفُرشاةٍ أطرافُها الزُجاج وَ دِماءُ جَسدهُ سَيماءُ بَصمهُ على رُوحَهُ كَليلةُ الأحزَان
قَد استَيقَظَ جونغكوك بَعدَ مُدة مِن استيقاظ تايهيونق.. لَم يُوقِظهُ تايهيونق عِلمًا مِنهُ بأنّهُ إذا فَعل سَيصرُخ بِه جونغكوك..
نَهضَ مِن على الأرِيكة بِعزمٍ على أنّ يَفعل مَا قَررهُ سَلفًا مِن أيامٍ مَضت.. وَ ها هُو يَتوجه نَحو تايهيونق الذِي كَان مُنشغِلًا بارتِداءُ مَلابِسه وَ أخَذَ يَنظُرُ لَهُ بِبُرود..
"جُـ.. جونغكوك؟ ماذا حَدث؟"
"أُرِيدُ أنّ اُحادِثُكَ فِي شَيءٍ ما بَعد أن تنتَهِي"
نَظَر تايهيونق فِي عَينان جونغكوك طَويلًا.. وَ استشعَر حُدُوثَ أمرٍ ما، لَكنهُ اكتَفى بأنّ يَصمتُ بَينما يُومِئ لَهُ بِهدوء
دَقائِقٌ مَضت، وَ تايهيونق يَجلِسُ في غُرفة الجُلوس مَع جونغكوك الذِي يَجلِسُ أمامهُ مُركِزًا نَظرهُ على مَلفُ الأوراق المُتَمَوضِع على الطَاوِلة..
"جِيون تايهيونق.. لِننفَصِل، لا تُصعِب الأمر.. فقط لِنفتَرِق، هَذِه هِي الأوراق الأمر يَتطلبُ تَوقِيعًا منك لينتهي"
امتلأت عَينانٌ تايهيونق دَمعًا وَ قبلُ حتى أنّ تَسقُط جففها بِقسوةٍ بِكفُ يَداه بَينما الصَدمةُ مَا زَالت تَعتَرِي نُهاه.. وَ جزءٌ مِنهُ بالفعل كانَ قَد عَلِم
"شَعرتُ بِهذا.. أننا سَننفَصِل.. أنتَ لَم تَعُد كَما اعتَدتَ بأنّ تَكُون.. هَذا لا يُهِمُ الآن، أعِدُك لَنّ اُصعِب الأمُور، إنّ شِئتَ الفُراق فَلِنَفتَرِق.. لَكِن أعطنِي قَبلُها أربَعةَ عَشرَ يومًا أخيرة، وَ سآتيك في اليوم الأخير مُوقعًا عَقدُنا مُسلِمًا إياهُ بِيدك وَ سأغادِرُك.. إلى الأبد"
تَوسعت عَينانُ جُونغكوك بَينما يَنظُر لتايهيونق مُستَفهِمًا قَولهُ، لَكِنهُ لَم يُعطي اهتمامًا للأمر لَطالَما.. لَطالما الفُراقُ مَرهُونٌ بِها حِينما تَنقَضِي
"أربعةُ عَشرُ يَوم.. فَقط أربعَة عَشر، سأفعلُ مَا تُرِيد خلالُها أتمنى أنّ يَنتهِي كُلُ شيءٍ بيننا بِشكل جَيد"
دُموعُ تايهيونق لَم تَعُد رَاسِخة، لأنّ كُلُ راسِخٍ يُقارِعُ السُقوط، وَ بِقدر مَا تَكُون مُرتَفعًا عن الأرض وَ راسِخ الثباتُ في الغُيوم.. يَكونُ سُقوطُكَ مُدوِيًا بِذاتُ مِقدارهُ جاعِلًا وَجعُ الجُموع يستَيقِظُ بِروحُك مُلازِمًا إياكَ بِلا نُزُوح..
مُؤِلم أليسَ كَذلِك؟
"فَقط أُرِيدُ أنّ أعلم لِماذا؟"
نَهضَ جونغكوك مِن مَكانهُ ناظِرًا لِملامِح تايهيونق التِي زَارهَا الحُزنُ كَضيفٍ ثَقيل أطالَ بقاءَ وُجودهُ وَ لم يَغِيب، تتسَربُ الدُموعُ لِوجنتاهُ كَسرابُ الألحان الحَزينةُ كَي تَزيد أوجاعُ القُلوب.. وَ كلماتُ جونغكوك التِي خَرجت.. كَانت اللحَنُ الحَزِين الذِي كَسرَ قلبُ تايهيونق وَ لم تَزدهُ وَجعًا فقط
"هَذا.. لأنني لَم اعُد أُحِبُّكَ تَايهيونق.. أنا لا أُحِبُّك وَ أختَنِقُ حَولُكَ كاختِناقِي بِملعقةُ ماء.. لِذلك الأربعةُ عَشر يَومًا مِن الصَبر لَن تَكُون شَيئًا جَلل لأننا سَنفتَرِق.. وَ سأُصبِحُ حُرًا مِنكَ تايهيونق، سأتخَطى وُجُودك وَ كأنّكَ لم تَكُن مَعي مِن قَبل.. سأنساك لأنني لا أهتمُ بِكَ وَ لا أراك.."
الطائِرُ حَبيسُ القَفص كَانَ تَواقًا للخُرُوج، لَكِنّ هَل يَشتاقُ يَومًا لِدِفءُ قَفصهُ وَ يُعاوِدُ لَهُ الرُجوع؟ أمّ أنّ حُرِيتهُ تَكبدت إعماءُ بَصِيرتهُ عَن كَونُ القَفصُ ذَهبًا نادِرُ الوُجود؟
...........................
"زِيرافُ قَلبِي.. ألَنّ تَسألنِي سُؤالُكَ الذي اعتدَت بأنّ تَقول؟"
"لَم أعُد زِيرافُ قَلبُك، وَ ما عَادَ السُؤالُ يُجدِي نَفعًا فَقد اختَرتَ بالفِعلُ جَوابُكَ قبلُ بأنّ اُتلِي عليكَ قَولًا كَانَ مَكبُوت، أعطيتُكَ وَقتًا لَكِنكَ اخترتَ بأنّ تُيقِظ الغُرُور"
______________________
أهلًا♡︎
هنا رواية جديدة بين ثنايها الكثير و الكثير من التناقُضات و الشعُور
ما زِلت أتسائل.. هل الفُراق بينهم مَحتوم (: ؟
أظن اننا رح نكتشف قريبًا، التحديث رح يكون يومِي لمدة أربعة عشر يوم، رح تصيرون أحرار مني خلال هالأيام وَ جونغكوك حُرّ من تايهيونق؟
مين يدري (:
رح انشر الجزء الأول بتاريخ الثالث من أبريل في تمام الساعة ١٢ صباحًا يعني بمجرد ما يبدأ الثالث من أبريل بنكون بدأنا، و كل بارت على هذا المنوال، اتمنى تترقبون هذا العمل إلى ذاك الوقت
كونوا بخير و كلي أمل بأن تمضي أيامكم بخير♡︎