علقوا بين السطور لطفاً 💬
سووا فوت ★
استمتعوا بالقراءة 🦋
-----
مرّ شهرين علىٰ تواجدِ الطبيب جونغكوكَ بجانبِ يدرسُ حالتهُ شيئاً فشيئاً ، هو لازال يعاني منَ فهمهِ ، لكن لا بأس بالمحاولةِ الالفِ المراتِ ، اليس كذلك ؟
تايهيونغ في غالباً ما ينفرُ منهُ ، يقفلُ الباب علىٰ نفسهِ في بعضِ الأحيان قائلاً انهُ يريدُ البقاء وحيداً ، من الممكن أن نوباتهُ أصبحت اقل من المعتادِ ، من عشر نوبات في الأسبوع الى تسع او سبع
جونغكوكَ لا يهمه هذا ، حين يمكن لتايهيونغ السيطرُة عليها يمكنه أن يغض التفكير عن عددها
وها هو الآن يركض نحو غرفة تايهيونغ تاركاً حاسوبهُ جانباً بعد أن سمع صوت تكسيرٍ ، أستدار نحوه تايهيونغ عندما فُتح بابه فجأة " أيمكنك أن تطرق الباب ؟ "
كان يمسك كأس مكسور بيديهِ ، تقدم جونغكوكَ نحوه ناظراً له بعدمِ فهمٍ " لقد سمعتُ صوت تكسيراً " ليشيح بنظرهِ الىٰ الذي يحملهُ " ماذا ستفعلُ بهذا الكأس المُحطم ؟ "
اتجه الى زاوية الغرفة ليفتحَ خزانة متوسطة الكُبر ، اخرج بعض الاكواب ، جلس جونغكوك علىٰ السرير مُترقباً ماذا سيريهِ
جلسَ بجانبهِ أيضاً " يدعىٰ هذا كينتسوكوروي أنه شكل من الفنون اليابانية القديمة التقليدية والتي تصلحُ بها الأشياء المكسورة بعروق ذهبية "*
* مُقتبس من فلم chemical hearts
حمل جونغكوكَ أحدها مُتلمساً ذلك العرق الذهبي الذي يخطو فوق مكانِ الكسر " أصبح أجمل من ذي قبل ، هذا رائع " التقط كأس أخر متوسط الكُبر من يديه " وهلَ تصلحُ كُل ما تكسره عند غضبكَ هكذا ؟ "
تنهدَ مجبياً أياهُ " آجل كطريقة أعتذار لتحطمي لها " أشار نحو الخزانة الخشبية مُكملاً " هُنالك الكثيرُ منها "
أبتسم جونغكوكَ مُعجباً بينما كان يرىٰ مجموعة تلك الأشياء المكسورة والمعالجة بتلك الطريقةِ ، وما كان يفعلهُ الاخر هو أصلاح ما كسرهُ للتوِ الىٰ أن رنَ جرس المنزل
" سأرىٰ من هُنالك " نطق جونغكوكَ بذلك خارجاً من الغرفةِ ، كان ما خلف البابِ هو شخص يتنمي لتايهيونغ ، كلا تايهيونغ يتنمي لهُ ، لم يكُن غير والدتهُ
" أين هو تايهيونغ ؟ ارغبُ برؤيتهِ " كان جونغكوكَ ينظرُ لفترةٍ طويلة لتلك الندبة علىٰ طولِ جانب وجهها الأيسر ، ليعي حينها على ما نطقتَ بهِ ، أنحىٰ لها مُتجهاً للأعلىٰ
لكنَ ما أوقفه أن تايهيونغ كان يقفُ خلفه " تايهيونغ أنها والد.. " قاطعه ناطقاً بتلك النظرة البائسة الحزينة " لماذا.. أنتِ هُنا .. "
وحين كان يردف تلك الكلمات ، لم يكنُ ينظر لوجهها حتىٰ " ارغبُ بالتحدثِ اليكَ " تقدمت نحوه ناوية أمساك يدهُ لكنه أختبئ خلف الواقف أمامهُ " أرجوكِ أرحلي ..."
" تايهيونغ أنا والدتك وأرغب برؤيتك ! أنظر لي " تقدمت نحوه أكثر ليعتصر قميص جونغكوكَ صارخاً "لكنني لا أرغب .. لا ارغب بذلك.. !! "
أمسك جونغكوكَ يد تايهيونغ من الخلفِ عندنا بدأ سوارهُ بالرنينِ " يمكنك رؤيته في وقت آخر سيدة كيم " لكنها رفضت هذا بتاتاً موجهة كلامها لتايهيونغ " هو لا ينظرُ لي لأنه يرىٰ وجهي قبيحاً !! "
ليردف جونغكوك بصوتٍ شبه عالي " هذا يكفي سيدة كيم !! " فتح تايهيونغ عينيهِ علىٰ مصرعيهِما مُحاولاً التماسك لكنها جعلته ينهار عندنا أكملت صارخة " وهو من أفتعلَ ذلك القبحَ !! "
ليقابلها صراخ جونغكوكَ عندما جلس تايهيونغ القرفصاء مغلقاً أذنيهِ بكلتا كفاه " سيدة كيم أرجوك غادري !! "
أعطته نظره حادة قائلة " لكنني سأعودُ مُجدداً لأنهاء ضعفهِ هذا !! " أجابها قائلاً " لا يمكنك انهاء ضعفهُ هكذا !! أنتِ تفعلين العكس " تجاهلت كلامهُ مُغادرة
دانىٰ الى مستوىٰ تايهيونغ ، عيناه الدامعة ويده القابضة بقوةٍ علىٰ اذنيهِ ، ملامحه الخائفة المُنكمشة جعلت يتنهد بضيقٍ
أمسك يديهِ مُحاولاً أبعدها ، أنبس بنبرةٍ مُطمىنةٍ " هي تايهيونغ لابأس لقد رحلت ، لا بأس " لم يستمع لهُ ولم يفك قبضة يديهِ عن اذنيه
في الماضي قبل عشر سنواتٍ ، عندما اذىٰ تايهيونغ والدته من دون قصداً ، كانت تطبخُ شيئاً ما ، تقطع الخضار وتضعُ بعضها في القدرِ ، أصابته حينها نوبة من الخوفِ الشديد
لم يسيطر عليها ، دفع والدتها وبذلك السكين الذي كانت تمسكهُ في يديهِا قد أذتَ جانب وجهها الأيسر ، أحدث ذلك ندبة كبيرة في روحِ تايهيونغ أكبر من تلك التي تعتلي وجهِ والدتهِ
نطق بصوتٍ اجشاً خافتاً " جونغكوكَ أنها .. غاضبة..أنها غاضبة مني..كثيراً " كان يستمع الىٰ كلماتهُ بعيناهِ التي تتبعُ كُل ما تردفُ بهِ شفتيهِ ، لم يكن يعرف ما يفعلهُ لهُ ، فما حدث مؤلم حقاً
وهو الأن علم لما لم ينظر لوجهها وأختبأ خلفه ، هو كان خائفاً ، خائفاً من ان يتذكر كُل ما حصل حين ينظرُ لتلك الندبةِ ليعود ذلك الخوف الشديد مُجدداً وهو لم يكن يعلم ما سيفعلهُ حينها
تايهيونغ لا يريدُ أن يؤذي اي أحد ، حتىٰ تلكَ الأكواب المكسورة هو يعودُ لأصلاحها وهذا ما اشاد بهِ جونغكوكَ حين تحدث قائلاً " انصت لي تايهيونغ ، هيا توقف عن البكاءِ "
جر انفاسهُ المُتثاقلة ليرفع ناظريهِ تجاههُ ، كبت دموعهُ لتخطي الىٰ وجنتيهِ بعد ان رمش ، رفعَ جونغكوكَ انمالهُ ماسحاً أياها بينما يقولُ " يمكنكَ أصلاح الأمر مع والدتك مثلما تفعلُ مع تلك الأكواب "
أكمل مُردفاً " جرب ذلكَ فهي والدتك في نهايةِ المطاف ، هي بالتأكيدِ تُحبك أكثر من أي شي " هدأ لتلين ملامح وجههُ ، صمت سوارهُ
أستغرق تايهيونغ في النظرِ اليهِ وهو لم يفعل الا المثلِ ، تسارع تنفس جونغكوك مثلما يحدثُ في كُل مرةٍ ينظرُ لهُ ، ضرب قلبهُ بقوةٍ عندما تعمق بالنظرِ الىٰ تلك الملامحِ
وكأن هُنالك الهام يملئ داخله بمجرد التأمل في عيناهِ ، ليس ألهاماً فقط بل شعوراً أبدياً من البهجةِ الغريبة ، يحدث هذا له دائماً لكنه لا يعرف ما الذي عليه فعلهُ
دفعهُ علىٰ الأريكةِ في الخلفِ ، أرتطم ظهر تايهيونغ بها مُستلقياً ، اعتلاهُ لتظر تلك الملامحُ المهتزة علىٰ وجهِ تايهيونغ
سوارهُ بدأ بالرنينَ ، اختلطت ملامح جونغكوكَ الشاردة بوجهِ الأخر ببعضِ القلق ، أشاح بعينهِ عنهُ ليسحب جسدهُ ناوياً النهوضَ
لكنَ تايهيونغ اعادهُ أليه ليعتليهِ هو ، وضع يد جونغكوكَ علىٰ قلبهُ قائلاً " لستُ خائفاً ، لستُ غاضباً ، لستُ قلقاً ولا حزيناً ، انا بخير حقاً لكنَ لماذا.. لماذا ينبضُ.. قلبي بهذا الجنونِ ؟ "
لم يجبهُ هو فقط أمسك يد تايهيونغ فاعلاً ما فعلهُ ، وضع كفه علىٰ قلبهِ " ماذا عن هذا ؟ الا ينبض بقدرِ ما ينبضُ خاصتك الآن ؟ "
أحتضن يد جونغكوكَ المموضعةِ علىٰ قلبهِ بواسطة يدهِ لينحني برأسهِ علىٰ صدرهِ " جسدُك.. دافئ أيها الطبيبُ جونغكوكَ "
أبتلع المعني ريقهُ ناوياً النهوض بعد أن اصبح كامل جسد تايهيونغ فوق جسدهِ ، لكن الأخر تحدثَ قائلاً " دعنا.. نبقىٰ هكذا لفترةٍ "
وتلك الفترة طالت كثيراً الا أن أحس بصدر تايهيونغ الذي يعلو ويهبط فوق صدرهِ ببطئٍ وما يعني أنه نائم ، رفعهُ بحذرٍ ليرتطم جسد تايهيونغ الخامل به
رأسهُ الآن اصبح علىٰ كتفهِ و أنفاس تايهيونغ الحارة تضربُ عنقهُ ، جذبهُ اليه أكثر نحوهُ ، نظر لهُ لتشتت خصلات شعر النائم الاسود رؤية ملامحهُ ، أبعدها قليلاً
رفع انمالهُ ، تردد في لمسِ وجههِ ، لكن اصابعهُ أبت ذلك لتخطو فوق عينيهِ ، اهدابهُ الطويلة ومنَ ثم وجنتيهِ ، واخيراً خطت علىٰ شفتيهِ
ماذا يفعلَ ؟ هو يشعرُ بالكثير ِ ، منذ الشهر الأول هُنا تجاهل كُل ما يجري بداخلهِ ، هو فقط يودُ معالجة تايهيونغ ، يريدُ تخليصهُ من معاناتهِ لكنهُ فقط.. فقط خائف مما يشعرُ بهِ تجاه مريضهُ
أنحنىٰ برأسهِ ضد وجهِ الأخر المُتكئ علىٰ كتفهِ ، إنش فصل بين شفتيه وخاصة النائم ، زفيره وشهيقهُ بدأ بالتسارعِ ، اغمض عينيهِ بخفةٍ
تلامست شفاههما ، أحس بما يعرف بالفراشاتِ بداخلهِ ، بالفراشاتُ الكثيرة ، هي تتحركُ متخبطةً بداخلهِ ، ضغط اكثر مُستشعراً شفاه الاخر ، قبلهُ برقةٍ ليبتعد " أنتَ تشعرُني.. بالحياةِ تايهيونغ .. "
.
.
.
.
هااي ، كيفكم ؟
رأيكم ؟
شكراً على القراءة 🦋