كدمات متلاشية

Por Mefree2020

180K 8.7K 9.4K

لايوجد من يحب الألم. لكن جونغكوك يفعل.. من اللكمات إلى القتال إلى الحشد الذي يصرخ باسمه. أحب جيون جونغكوك كل... Más

الفصل الأول: مقدمة
الفصل الثاني
الفصل الثالث
الفصل الرابع
الفصل الخامس
الفصل السادس
الفصل السابع
الفصل الثامن
الفصل العاشر
الفصل الحادي عشر
الفصل الثاني عشر
الفصل الثالث عشر
الفصل الرابع عشر
الفصل الخامس عشر
الفصل السادس عشر
الفصل السابع عشر
الفصل الثامن عشر
الفصل التاسع عشر
الفصل العشرون
الفصل الحادي والعشرون
الفصل الثاني والعشرون:خاتمة

الفصل التاسع

8.5K 396 421
Por Mefree2020

كان جيمين جالساً بجوار جونغكوك على المدرجات مقابل يونقي الذي كان يجلس على حافة حلبة الملاكمة منتظراً بصمت.

"ماذا نفعل هنا؟"، سأل جيمين بحذر ، كاسراً حاجز الصمت حيث لم يرغب في قول شيء خاطىء.

"أرسل لنا هوبي رسالة لنكون في النادي"،أجاب يونقي.

"بدا جاداً"، أضاف جونغكوك متكئاً على الخشب ، "لم يستخدم حتى أي رموز تعبيرية".

"أنا ..آه.." ، تمتم جيمين ، "لا أعتقد أنني يجب أن أكون هنا. يبدو أنه اجتماع عصابة وأنا لا...".

"قد لا تكون جزءًا من العصابة ، لكن هذا لا يعني أنك أقل من أي واحد منا في هذه العائلة"، قال يونقي ، محاولاً أن يبدو غير مبالٍ لكن المعنى الكامن وراء كلماته واضحاً.

في مثل هذه الأوقات كان جيمين يشعر بالذنب أكثر مما ينبغي.. كان من المفترض أن تكون هذه مجرد مهمة سرية ، ومع ذلك فقد ارتبط بسرعة بالأشخاص الموجودين في هذه الغرفة، وربما أكثر مما يريد الإعتراف به.. والأهم من ذلك ،هو لم يريد الاعتراف بأنه يشعر بأي شيء تجاه جونغكوك.. في كل مرة ينظر إلى الرجل ذو الشعر الغرابي ، كان جلده يتوق إلى أن يتم لمسه ، وعيناه تنجرفان تلقائياً إلى شفتيه ولا يريد شيئاً أكثر من الشعور بهذه الشفاه الناعمة وهي تشعله.. أراد أن يحترق كل شبر من جلده وأن يصاب بالكدمات وأن لا يلمسه أحد إلاّ هو.. لكن الأمر كان أكثر من مجرد جاذبية جسدية، وهذا أكثر ما أخاف جيمين.. بالإضافة إلى حقيقة أن جونغكوك يثق به، هو حقاً وثق بجيمين بما يكفي لينفتح له، ليكون هناك كلما احتاج إليه ، ليكسر بعض الجدران التي كان يُقيمها في المرة الأولى التي رآه فيها جيمين.. لقد وثق بجيمين بما يكفي للسماح له بالدخول إلى منزله وحمايته من كل ما يكمن في الشوارع.. لقد وثق بجيمين بما يكفي لإخباره عن العصابة على الرغم من علمه بأنه لا ينبغي عليه ذلك.

لقد وثق في جيمين وجيمين كسر هذه الثقة بالفعل منذ اللحظة الأولى التي قال فيها مرحباً.

كان كلاً من يونقي وجونغكوك غافلين عن الحرب الداخلية التي يمر بها جيمين، حيث كانا منغمسان بدلاً من ذلك النقاش حول سبب إرسال هوسوك لتلك الرسالة.

"برأيك ما الأمر؟"، سأل جونغكوك ، مائلاً إلى الأمام بفضول.

"لقد ذهبا إلى جيهوان"، رد يونقي ، "هل تعتقد بأن شيئاً ما قد حدث؟".

"لا يمكن أن يكون أي شيء سيئ"، فكر جونغكوك ، "لأنه إذا كان الأمر كذلك ، لكان هوبي سيطلب دعماً على الفور".

"ماذا لو.." ،بدأ يونقي بالقول لكنه انقطع بسبب صوت الإطارات الصاخب متبوعاً بصوت عالٍ يقترب من الباب.

"انهما هنا"، قال جونغكوك ، في انتظار صوت صرير الأبواب الأمامية مشيراً إلى وصولهما.. لكن بدلاً من ذلك ، استقبلهم صراخ مدوي وصاخب.

"شخص ما يتحدث إليه ويُخرج بعض المنطق اللعين منه!"، صرخ هوسوك ، وصدى صوته المرتفع يرتد من الجدران وهو يدفع الأبواب بكل قوته  مما جعلها تتأرجح وتكاد أن تُخلع من مفاصلها.

كان جين هادئاً بينما يمشي خلف هوسوك على مسافة صغيرة  ليمنحه بعض المساحة.

"هوبي!"، نادى يونقي ، وصوته يُظهر مزيجاً من الصدمة والمفاجأة.

جيمين كان الأكثر صدمة من أي أحد آخر.. كان هذا الهوسوك أمامه مختلفاً بمقدار 180 درجة كاملة عن الذي رآه الليلة الماضية.. كان هوسوك من الليلة الماضية له حضور مشرق في هذه الصالة المظلمة ، حيث أضاء المكان بأكمله بابتسامة بسيطة، لكن هوسوك هذا كان...مخيفاً! كان فكه مشدوداً، والنار مشتعلة في عينيه ، وقبضاته محكمة بجانبه لدرجة أن جيمين كان متأكداً من أن علامات أظافره قد طبعت في كفيه.

لم يدرك جيمين كيف تحول دون وعي مقترباً من جونغكوك ، وقلبه ينبض أسرع في صدره.. لم يدرك حتى شعر بيد جونغكوك الدافئة على فخذه ، وهو يربت عليها بشكل مطمئن كما لو كان يقول أنه بغض النظر عن مدى غضب هوسوك، فهم آمنون في الصالة الرياضية هذه.. هم لا يزالوا بأمان.. لن يضرهم هوسوك أبداً لأن أفراد العائلة لا يؤذون بعضهم البعض.

"هوبي"، قال يونقي، واقفاً وهو يسير ببطء نحوه ، "ماذا حدث؟".

"اسأله!"، صرخ هوسوك مشيراً باتهام إلى جين..كان غاضباً.

وقف جين هناك بهدوء ولم ينبس ببنت شفة.

التفتوا إليه جميعهم في انتظار الإجابات.

"حسناً؟"، حثه جونغكوك.

"التقيت مع جيهوان"، بدأ جين.

"و؟".

"وتوصلنا إلى اتفاق"، أخبرهم جين بهدوء.

"اتفاق ؟!"، صرخ هوسوك بعدم تصديق مستهزئاً، "الإتفاق هو أبعد ما يكون عن الشيء الذي فعلته...".

"هوبي"، تدخل يونقي ، وأطلق عليه نظرة ، "دع جين يتحدث.. يمكننا مناقشة هذا لاحقاً".

"هيا جين! أخبرهم بما فعلت!"، قال هوسوك متجاهلاً يونقي، كان حانقاً جداً بشكل يمنعه عن التفكير بشكل صحيح.

"لقد اتفقت أنا وجيهوان على أن المعاهدة كانت عديمة الجدوى أساساً  حيث لم يلتزم أياً منا باتفاقياتنا حقاً، لذلك توصلنا إلى ..حل" ، قال جين، "قلنا إننا سنتواجه في ليلة النزال ، بعد ثلاثة أسابيع من الآن".

"أخبرهم بما هو موجود على المحك" ، طالب هوسوك ، "أخبرهم بما وافقت عليه!!".

"إذا فزت ، سأحصل على عشيرة هوان وكل شيء"،قال جين ، وهو يشاهد عيونهم تتسع حيث فهموا تماماً مايحدث.

"وماذا يحدث إذا خسرت؟"، سأله جيمين بتواضع.

"سيحصل جيهوان على عشيرة كيم ، أليس كذلك؟"، أجاب جونغكوك بدلاً عنه ، "الإمبراطورية بأكملها".

أومأ جين برأسه.

"هل فهمتم لماذا أنا غاضب للغاية الآن ؟!"، قال هوسوك.

"جين.." ، كان كل ما يمكن ليونقي أن يقوله .

"هناك شروط"،  قال لهم جين، "أشياء قد.. تساعد".

"أوه ، أرجوك!"، سخر هوسوك، "إذا لم يتمكن جيهوان من الإلتزام ببنود المعاهدة اللعينة ، ما الذي يجعلك تعتقد أنه سيحترم قواعدك الصغيرة الغبية".

"لقد كنت هناك ، أليس كذلك؟ لقد رأيت مقدار ما تعنيه عشيرة كيم له ، أنت تعرف جيداً كما أعلم بأنه إذا اقترب حتى من كسر الشروط ، فهذا الأمر برمته سيُلغى!"، رد جين ، وصبره ينفذ.

"ما هي الشروط؟"، سأل يونقي.

"لا تلاعب.. لا تعدي على الأراضي.. الأفضل من بين ثلاثة جولات بالنزال.. يمكنني اختيار الوقت والمكان ولكن يجب أن يكون ذلك في غضون ثلاثة أسابيع"، عدد جين ، "ومن الآن وحتى موعد القتال يجب اتباع المعاهدة بدقة".

"إذاً، نحن بأمان؟"، سأل جيمين.

"ليس بالضبط"، أجاب جونغكوك، "شروط المعاهدة تُلزم فقط عشيرة كيم وعشيرة هوان".

"هذا ما لم أفكر فيه"، اعترف جين.

"ماذا يعني ذلك؟"، سأل جيمين ،حيث لم يفهم بعد.

"فكر في قادة العصابات مثل المحامين الماكرين المحتالين والذين دائماً يبحثون عن الثغرات"، أوضح جونغكوك.

"فقط لأنهم لا يستطيعون التسبب في المشاكل"،  أضاف يونقي ، "لا يعني بأنهم لن يجعلوا الآخرين يتسببون بها".

هز هوسوك رأسه وهو لا يزال غير مصدق ، "لماذا فعلت ذلك ، جين؟".

"كنت هناك! رأيت ما كان قادراً عليه!" ، دافع جين ، "لقد كدت أن تموت ، هوبي! هناك هجوم على الآلهة تعلم من في عصابتنا وإذا لم أستطع حمايتك...".

"يمكنني حماية نفسي".

"قل ذلك لجرح الطعنة على جذعك اللعين!!" رد جين ، وصدره يرتفع من الكم الهائل من العاطفة التي يشعر بها،حيث تردد صدى صوته في الصالة الرياضية الصامتة.

مع أنفاس متكسرة تحدث جين بلطف الآن ، "إذا لم أستطع حماية عائلتي ، فأنا لا أستحق حماية أي شخص".

"وهل تعتقد أنك بمنحه العصابة ستحمينا؟" ،سأل هوسوك.

"أعتقد بأن القتال من أجلنا سيحمينا".

"ليس هناك فائدة من الشجار الآن. الصفقة قد عقدت"، قال جونغكوك ، وهو يقف ويسير باتجاه الأولاد الثلاثة تاركاً جيمين جالساً بمفرده ، "ليلة النزال على بعد ثلاثة أسابيع. أفضل شيء يمكننا القيام به الآن هو التدريب ، والتدريب ، والتدريب..نحن لن نخسر".

"هناك شيء آخر"، أضاف جين.

"وماهو؟".

"هناك نزال بالغد، وأنت ستواجه أحد رجال جيهوان".

"لقد وصفه بأنه نزال تمهيدي"، أوضح هوسوك.

"إذاً. سأقاتل"، قال جونغكوك كما لو كان هذا الأمر الأكثر وضوحاً على الإطلاق.

"كوك، لا أعتقد..".

"أنا سأقاتل.. نهاية المناقشة"، أنهى جونغكوك وهو يضع ذراعيه فوق صدره ويميل على عمود الحلبة.

نظر يونقي إلى هوسوك الذي بدا وكأنه على وشك تفجير رأسه في أي لحظة.. لم يغضب هوسوك كثيراً.. كان أمراً نادراً.. نادراً جداً.. ولكن عندما يفعل ذلك ، فسيستغرق بالعادة وقتاً طويلاً للغاية كي يهدأ ، ولم تكن هذه اللحظة التي يمكن فيها لهوسوك إطلاق غضبه خاصة مع تلك الغرز.. كان هوسوك الغاضب مخيفاً ، ولم يتمكن سوى حفنة من الناس تهدئته.

"حسناً ، دعونا جميعاً نتوقف للحظة"، قال يونقي ، "ما حدث قد حدث، والآن كل ما يمكننا فعله هو التعامل معه".

جيمين راقب بصمت من المدرجات.

شاهد هوسوك يغلي لكنه يحاول السيطرة على غضبه حيث اختفت شخصية الشمس المشرقة منذ زمن بعيد ، واستُبدلت السعادة بهالة داكنة وحمراء من حوله الآن.

شاهد يونقي وهو يحاول أن يتصرف كوسيط في هذا السيناريو ، مع مراعاته لمشاعر الجميع ، ومحاولته لتهدئة الموقف.

شاهد جونغكوك يحاول التصرف بلا خوف وبلا مبالاة ، حيث "تطوع" للنزال بينما كان يعلم بالفعل أنه الشخص الذي يعتمدون عليه جميعهم.. قد أصبح جيمين يعرفه جيداً بما يكفي ليعلم أن السبب الوحيد لتطوع جونغكوك بسبب الأولاد الآخرين لأنه يعلم بأنهم لا يريدون اتخاذ القرار نيابة عنه ، لكنهم في ذات الوقت يعلمون أيضاً بأنه الأفضل على الإطلاق.. بعد كل شيء ، هو جي كي الذي لا يهزم... لقد احتاجوا إليه ولم يكن يريد أن يخذلهم.. لم يرغب جونغكوك أبداً في الإعتراف بذلك ، لكنه يهتم بهم أكثر مما يُظهر لهم.

شاهد جين واقفاً بهدوء ، وهو يسمح لهم جميعاً بمعالجة مشاعرهم.. جيمين احترم جين في هذه اللحظة..احترم كيف اهتم جين بهم بما يكفي حتى لا يؤكد هيمنته كقائد للعصابة في الوقت الحالي.. احترم حقيقة أن جين لم يرفع صوته ولو لمرة واحدة على الرغم من حقيقة أن هوسوك كان يمزقه.. بدا جين هادئاً ،  سواء كان ذلك حقيقياً أم لا فجيمين لم يكن يعرف ، لكن هالته وحقيقة تمالكه لنفسه في منتصف ما افترض جيمين بأنها عاصفة قذرة ، أثار إعجابه حقاً.

على الرغم من الصراخ والجدال ، استطاع جيمين أن يعلم بأن هذه عائلة.. عائلة حقيقية.. عائلة حيث يتم احترام جميع الآراء والإستماع إلى وجهات النظر المختلفة.. كان هذا مكاناً للراحة ولم يُحكم فيه على أحد.. قد تتباين الآراء ، وقد يتم اتباع نُهج مختلفة ولكن في نهاية اليوم ، يتم الإستماع إلى الجميع ويتم احترام الجميع.. كانت هذه عائلة.. هذه بالفعل عائلة.

"انظروا ، لا يمكننا تغيير ما حدث ، لكن يمكننا التحكم في ما سنفعله حيال ذلك"، قال يونقي وهو يقف في منتصف الغرفة وينظر حوله، "علينا أن نتوصل إلى خطة".

"لا أعتقد بأن أياً منا في الحالة العقلية الملائمة للقيام بذلك الآن ، سوف نتحدث عن ذلك عندما نهدأ جميعاً"، أخبرهم جين.

هزَّ هوسوك رأسه ، ولسانه في خده وهو يندفع من الباب الخلفي.

"جين .." قال يونقي، متخلفاً.

"سوف أعود لاحقاً"، أخبره جين ، وهو ينظر إلى هاتفه الذي يرن ، "علي أن أجيب على هذا".

نظر يونقي إلى جيمين و جونغكوك ويداه على وركيه بينما يشاهد جين يخرج مع صرير الباب والهاتف على أذنه.

"مارأيك؟"، سأل.

"رأيي بأنه يجب عليّ أن أواصل التدريب"، أجاب جونغكوك، وقد بدا هادئاً ومتمالكاً لنفسه.

"هل أنت بخير للنزال؟".

"أنا لا ألقب بالذي لايهزم من أجل لا شيء ، يونقي"، رد جونغكوك

"ماذا عنك؟"، سأل يونقي ملتفتاً إلى جيمين.

"أنا؟".

"أجل، مارأيك؟".

"لا أعرف"، أجاب جيمين.

"لا يوجد لديك رأي على الإطلاق؟".

"أعتقد أنه ليس لدي ما يكفي من الحقائق والخلفية لاتخاذ قرار مستنير ومُعبّر"،  أجابه.

"أعلم بأنك تعرف عن العصابة ، جيمين.. لا بأس بأن تخبرني بما تعتقد".

"أنا لست خائفاً من إخبارك بما أعتقد"، رد جيمين، "لكنني لا أعتقد بأن لدي ما يكفي من المعلومات عن عشيرة هوان أو حتى عن عصابة جين لأقول أي شيء..أنا لا أعرف عن المعاهدة. لا يمكنني فقط التعليق بدون كل الحقائق".

"أنت جزء من العائلة الآن ،جيمين" ،قال يونقي ،"وهذا يعني أنه عندما تكون جاهزاً، يمكنك معرفة أي شيء وكل شيء تريده.. نحن نثق بك".

وهاهو هنا مرة أخرى.. هذا الشعور بالذنب.

ابتسم جيمين ليونقي ، محاولاً تجاهل الطريقة القذرة التي شعر بها تجاه نفسه.. عصابة أو بلا عصابة ، كانت هذه عائلة.. عائلة مبنية على الثقة.. وكان جيمين يكسر هذه الثقة في كل مرة تطأ فيها قدمه هنا.

"شكراً يونقي"، كان كل ما يمكن أن يقوله جيمين، وهو يشعر بالمرارة ترتفع في حلقه لكنه كبحها.

"أوه ، وجيمين" ، قال يونقي، متوقفاً في منتصف الطريق حيث كان يتوجه إلى مكتبه.

"أجل؟".

"سمعت بما حدث مع العصابة المنافسة"، قال له، "أنا آسف لما حدث لك.. أريدك أن تعرف إن الصالة الرياضية مفتوحة دائماً لأجلك، بغض النظر عن أي وقت في اليوم ، حسناً؟ أنت بأمان هنا.. أنت تعرف كلمة المرور وأين أحتفظ بالمفاتيح.. تعال متى شئت".

"شكراً لك"، قال جيمين، وعيناه متسعتان بصدق.

"سأكون في مكتبي"، لم يقل يونقي لأحد على وجه الخصوص عندما دخل مكتبه ، وأضاء الضوء وأغلق الباب خلفه.

كان الأمر كما لو أن جونغكوك انتظر إغلاق الباب قبل أن يسقط على العمود ، واجهته كادت أن تنهار على الفور.

"ألا يجب على أحد التحدث إلى هوسوك؟"، سأله جيمين وهو ينظر إلى الباب الخلفي بدلاً من جونغكوك.

"هوبي لا يغضب كثيراً، ولكن عندما يفعل ذلك فمن الأفضل تركه بمفرده لبعض الوقت بينما يفرز مشاعره"،  أجاب جونغكوك وهو جالس على حافة حلبة الملاكمة.

وقف جيمين لوهلة قبل أن يمشى نحوه ويجلس بجانبه، "هل أنت بخير؟"، سأله.

"بخير"

"إذاً ذلك النزال.."، قال جيمين ، متخلفاً.

"ماذا عنه؟".

"لا بد أن يكون هناك الكثير من الضغط عليك".

"يمكنني تحمل الضغط"، أخبره جونغكوك.

"لم يقل أحد بأنك لا تستطيع ذلك"، قال جيمين وهو ينظر إليه، "جي كي الذي لا يهزم .. هذا لقب ثقيل لحمله".

جونغكوك نظر إليه فقط بصمت ، عينيه فارغتين ، ووجهه رزين.

"هذا غريب أليس كذلك؟"،قال جيمين ، "إلى أي مدى كلمة لا يُهزم هي عبء وشارة فخر في نفس الوقت؟ من ناحية ، يمكنك أن تتجول وتقول إنك الشخص السيئ الكبير الذي لا يهزم ، الشخص الذي لا يمكن لأحد التغلب عليه ، ولكن من ناحية أخرى ، أنت تكافح من أجل الإحتفاظ بهذا اللقب.. مقدار الساعات التي تقضيها في التدريب ، وحقيقة أن الناس يتحدونك باستمرار ليكون أحدهم هو الشخص الوحيد الذي أسقط جي كي الذي لا يهزم...".

"ما هو قصدك ، جيمين؟"،سأل جونغكوك بتنهيدة.

"قصدي بأنني آمل أن تعرف بأنه حتى إذا خسرت القتال ، فلن تكون هذه نهاية العالم.. أعلم بأنك تعتقد أن كل هؤلاء الأشخاص وخاصة جين ويونقي وهوسوك يعتمدون عليك.. وأعلم بأنك تعتقد أنك الشخص الوحيد الذي يمكنه القتال من أجلهم.. ولكن ، أريدك أن تعرف أنه حتى لو كنت لا تريد ذلك فسيظلون يحبونك"، أخبره جيمين بابتسامة صغيرة ، "بغض النظر عما يحدث ، سيكونون دائماً هناك من أجلك. وهم يعلمون أنك ستكون هناك من أجلهم أيضاً".

قفز جيمين من على حافة الحلبة ، مبتسماً بنعومة لجونغكوك الذي لم يستطع أن يرفع عينيه عنه.

"أراك لاحقاً،كوكي"، قال جيمين ، بابتسامة جميلة على وجهه، "هذه القائمة من المهام التي أعطاني إياها يونقي لن تنتهي من تلقاء نفسها".

أومأ جونغكوك برأسه ، غير قادر على التحدث تقريباً..كان مفتوناً بمدى تناغم جيمين مع عواطفه على الرغم من معرفته به لفترة قصيرة فقط.. نظر إلى جيمين وهو يمرر يده من خلال شعره الناعم الوردي أثناء خروجه من النادي وظل يحدق في الباب كما لو أنه سيعود.

"كوك! هل يمكنك المجيء إلى هنا للحظة؟"، سمع يونقي ينادي من مكتبه.

عض جونغكوك على شفته السفلية ، تقريباً بتوتر بينما  يسير نحو مكتب يونقي..دخله دون أن ينبس ببنت شفة وجلس في المقعد المقابل ، منغمساً في التفكير لدرجة أنه لم يلاحظ يونقي حتى وهو ينظر إليه بحاجب مرفوع.

"أنت بخير يا فتى؟"، سأله يونقي ، ونظارته على حافة أنفه مع الأوراق المبعثرة أمامه ، ملاحظاً التعابير على وجهه.. في مثل هذه الأوقات ، ينسى يونقي بأن جونغكوك ملاكماً وهو أيضاً جزءًا من عصابة.. في مثل هذه الأوقات ، يبدو جونغكوك وكأنه صبي عادي ، تقريباً مثل الطفل بعيونه الواسعة وأنفه المجعد.

"بخير"، أجاب جونغكوك بنظرة بعيدة في عينيه.

"نحن بحاجة إلى التحدث عن شيء ما"، قال يونقي.

"وماهو؟".

خلع يونقي نظارته ووضعها فوق بعض الأوراق ، "اعتقدت أننا لا نخفي أي شيء عن بعضنا البعض".

"نحن لا نفعل".

"إذاً، لماذا لم أكن أعرف عن الدليل الذي أعطاك إياه جين لإتباعه"،  قال له يونقي، بنبرة اتهام طفيفة في صوته.

تنهد جونغكوك، "يونقي، لقد كنت مشغولاً مع هوسوك والمستشفى ولم أرغب في أن يكون لديك شيء آخر تقلق بشأنه خاصة مع كل ماهو موجود في طبقك بالفعل".

تنهد يونقي، وهو يعلم نية الصبي الأصغر ، "كوك، لا أريدك أن تقلق بشأن ما هو موجود في طبقي أو لا.. لقد كنت هنا من أجلك منذ أن كنت طفلاً ، وسأكون معك هنا عندما تكبر وتذبل".

"ستكوم ميتاً حينها،يونقي"، قال جونغكوك مازحاً ،بابتسامة تتشكل على وجهه.

"اخرس ، شقي!"، قال يونقي، "أنا أحاول أن أكون عاطفياً".

"أعرف ما تريد قوله"، أخبره جونغكوك ، "يجب أن أخبرك بكل شيء مهما كان الأمر".

"نعم ، يجب عليك ذلك".

"لن أخفي أي شيء عنك"، طمأنه جونغكوك.

"جيد"، قال يونقي بإيماءة ، والتقط نظارته لوضعها على وجهه وهو يستعد للعودة إلى العمل.

جلس جونغكوك هناك بنظرة سارحة في عينيه.

"أنت بخير يا فتى؟"، سأل يونقي مجدداً.

"أجل"، رد جونغكوك ، وهو منغمساً بعمق في التفكير.

أراد يونقي أن يسأل ، لكنه كان يعرفه بشكل أفضل.. كان يعلم أنه إذا أراد جونغكوك بالفعل الإنفتاح له فإنه سيفعل.. لم يرغمه طوال هذه السنوات ولن يبدأ بفعل ذلك الآن.. كانت عواطف جونغكوك محبوسة في قبو فولاذي ، وهو وحده من يعرف رمز المرور، لذلك ظل يونقي هادئاً واستمر في القيام بعمله بينما يُلقي نظرة خاطفة من حين لآخر على جونغكوك الذي كان لديه عبوس صغير على وجهه ، كما لو كان يتجادل مع نفسه حول شيء ما.

"هيي، يونقي"، قال جونغكوك ، وقد كسر الصمت أخيراً.

"هممم؟"، همهم رداً على ذلك ، وعيناه لم تترك أوراقه.

"هل تتذكر تلك اللعبة التي كنا نلعبها ، حيث يسأل كلاً منا الآخر سؤالاً ونحصل على إجابات صادقة دون أن يكون هناك أسئلة متابعة؟"، قال جونغكوك ، والكلمات تخرج من فمه بسرعة.

"ماذا ، لا!"، رد يونقي وهو يهز رأسه ، وينظر إلى جونغكوك بتساؤل ، "لم نلعب هذه اللعبة من قبل!".

"أوه ..."، قال جونغكوك متوقفاً لوهلة ، قبل أن يقول سريعاً، "إذاً، لدي لعبة يمكننا لعبها! ها هي القواعد: نحن سنسأل....".

"فهمتها!"، قال يونقي وهو يقلب عينيه "سؤال. إجابة صادقة. لا توجد أسئلة متابعة!".

"عظيم ، إذاً لا يتعين علي شرح القواعد"، قال جونغكوك، "سأبدأ أولاً!".

تنهد يونقي لكنه أومأ برأسه ، ووضع قلمه لأسفل تاركاً المجال للأصغر كي يسأل أي سؤال يريده.

"كيف عرفت بأنك تحب هوسوك؟"، سأله جونغكوك بصوت خافت وكأنه خائف من سماع الإجابة بنفسه.

"حسناً.."، بدأ يونقي، محاولاً عدم إظهار مدى دهشته بالسؤال، "بدأ الأمر صغيراً.. مثل كيف أبتسم في كل مرة يدخل فيها الغرفة.. أو كيف عندما يغادر ، كنت أحدق في الباب بانتظار عودته.. لقد كان أكثر من مجرد انجذاب جسدي.. بالتأكيد هوسوك رائع ومثير ، ولكن كان هناك شيء ما به فقط...أحببته.. كانت الطريقة التي يمكنه بها من إضاءة الغرفة من خلال مجرد التواجد فيها ، وكيف يجعلني أشعر.. كيف كان مرحاً ومضحكاً.. كان لديه كل ما أردته ولكن لم أكن أعرف أنني بحاجة إليه حتى ظهر.. لم أشعر أبداً بهذه الطريقة تجاه أي شخص قبل هوسوك ..وحتى الآن ، هو الشخص الوحيد الذي يمكنه أن يجعل قلبي ينبض بسرعة كبيرة حقاً".

تجمد جونغكوك.. كل شيء يقوله يونقي ينطبق عليه.. جيمين مرحاً ويجعله يضحك..جيمين يجعله يشعر بطريقة لم يشعر بها مع أي أحد..في كل سنواته من العبث لم يسبق لأحد أن جعل جلده يغني أو يحترق أو يتوق إلى اللمسات الرقيقة الناعمة كما يفعل مع جيمين.. كان جيمين رائعاً ومثيراً بالتأكيد ، لكن انجذابه له لشيء أكير من ذلك بكثير.. كانت الطريقة التي يجعل جونغكوك يشعر بأنه ليس عليه التظاهر بأن يكون شخصاً مختلفاً وهو معه..كيف أنه لم يكن هذا الملاكم العنيف الذي لا يهزم ، وبأنه أكثر من مجرد لقب.. وجيمين رأى ذلك.. رآه جيمين من خلال أي واجهة وجدار يُقيمه.. كانت الطريقة التي يتلاشى بها كل غضبه حينما يكون معه.. كانت الطريقة التي بدت بها الأمور طبيعية وعفوية بينهما.

كان معجباً به.. لقد أعجب به حقاً حقاً

وهذا أخافه.

"حسناً ، والآن دوري"، تحدث يونقي، ليُخرجه من أفكاره.

"أوبس! تأخر الوقت!"، قال جونغكوك ، وهو يقفز من الكرسي ويركض إلى الباب ، "ربما في المرة القادمة!".

"شقي"، تمتم يونقي ، بابتسامة مولعة على وجهه وهو يمسك بالقلم.

***

وقف جيمين خارج شقة نامجون وقرع جرس الباب.. كان عليه أن يحضر بسرعة بعد تلقيه رسالة نصية مشفرة ب"عاجل" من نامجون تقول إنه بحاجة لرؤية جيمين الآن وأن الأمر كان ملحاً للغاية.

فُتح الباب ووقف نامجون هناك بابتسامة على وجهه.

"نامجون ، ما الذي كان مهماً جداً بحيث لا يمكنه الإنتظار؟"، سأل جيمين ، وهو يتخطاه ليدخل منزله ، "أنا في منتصف فعل شيئ من أجل -أوه...".

توقف جيمين في منتصف خطواته ، وأنفاسه تقطعت عملياً في حلقه حيث استقر الإحراج والتوتر في الهواء.

"مرحباً، جيميني"، حيّاه تايهيونغ بابتسامة صغيرة ، وعيونه غارقة كما لو أنه لم ينم أبداً.

"لا أستطيع القيام بهذا الآن"، رفض جيمين بسرعة وهو يهز رأسه ، وشعره الوردي الناعم يرتد مع كل حركة.

"جيمين ، توقف"، قال نامجون ، وهو يقف أمام الباب ، "سمعت عن شجاركما ، ولا يمكنني تحمل حقيقة أن أفضل صديقين لي لا يتحدثان مع بعضهما البعض".

وقفوا هناك في صمت متوتر..لم يقل أحد شيئاً ، وجميعهم لديهم الكثير ليقولوه.

"حسناً، هل سيتحدث أحدكما ، أم أفعل ذلك أنا؟"، سأل نامجون وهو يضع ذراعيه فوق صدره الضخم.

"كان لدى تايهيونغ الكثير ليقوله الليلة الماضية"،علق جيمين.

"لم أقصد ذلك ،مين"،  قال تايهيونغ بأسف.

"لم تكن لتقول ذلك إذا لم تكن تقصده ، تايهيونغ"، قال جيمين ، "وهذا هو أكثر ما آلمني. حقيقة أنه يمكنك حتى التفكير في كل هذه الأشياء عني ، شخص من المفترض أنه كان أفضل صديق لي".

"يكون"، صححه تايهيونغ، "يكون أفضل صديق لي".

"إذا كانت هذه هي الطريقة التي تعامل بها أصدقائك المفضلين، فأنا لا أريد أن أرى كيف ستتعامل مع أصدقائك العاديين"، بصق جيمين وهو يهز رأسه.

"جيمين ، فقط دعني أوضح..."، توسل تايهيونغ.

"لقد قلت ما يكفي!".

"جيمين"، تدخل نامجون،" أرجوك، دعه يشرح لك...".

"أنت لا تعرف حتى ما الذي تشاجرنا بشأنه ، جون! ابقى بعيداً عن ذلك!" قاطعه جيمين.

"أنت غاضب"، أشار نامجون ، دون أن يأخذ هذا التعليق الجارح على محمل الجد ، "سأوفر لكما مساحة بينما أحضر الكحول ، لأنه من الواضح أننا بحاجة إليه".

انتظر تايهيونغ حتى أصبح نامجون بعيداً عن مسامعهما قبل أن يقترب من جيمين،  "إلى متى سنواصل القتال؟"، سأله.

"منذ متى وأنت تفكر في أنني كاتب سيء ، وأن وظيفتي كانت غبية وبأن مقالاتي تافهة؟؟"، ساله جيمين ، "منذ متى كنت تعتقد أن كلمة أفضل صديق كان وصفاً مبالغاً به؟!!".

"انظر ، ميني..".

"لا تناديني بهذا ، تايهيونغ!"، قال جيمين وهو يصك على أسنانه.

"هل يمكن أن نتحدث عن الأمر؟"، تنهد تايهيونغ ، "مثل الكبار".

"لم يكن الكبير ليقول الأشياء التي قلتها!".

"وكان الكبير سيخبر نامجون بما اكتشفه!"، بصق تايهيونغ.

"في أعماقك أنت وأنا نعلم بأن عدم إخباره هو القرار الصحيح!". جادل جيمين.

"وكيف تعرف ذلك؟".

"لأنه لا يزال لا يعرف على الرغم من شجارك معي!!"، بصق جيمين ، "إذا كنت تعتقد حقاً أنني كنت أفعل الشيء الخاطىء هنا، لكنت ستخبره!".

ساد الصمت على المحادثة ، مع الإدراك الذي ضرب تايهيونغ.

"أنا وأنت نعلم أننا في ورطة كبيرة الآن!" قال جيمين ، كاسراً حاجز الصمت ، "لقد بدأتُ هذا الأمر، وأنا من عليه أن ينهيه.. ويجب أن أفعل ذلك مع عدم علم نامجون".

"يجب أن يعلم"،علق تايهيونغ بصوت منخفض، وهو غير مؤمن بكلماته.

"لا "، أخبره جيمين، "أنت تعلم بأنه لا يجب عليه ذلك.. أنت تعلم أنني بحاجة إلى هذا النفوذ إذا أردتُ استخدامه ، لكن الأهم من ذلك كله ، أنت تعلم أنني بحاجة للحفاظ على سلامته.. إذا اكتشف ذلك ، فلا أحد منا في مأمن بعد الآن ، وهذا يشملك".

"وماذا الآن؟"، سأل تايهيونغ ، بإحباط تقريباً.

"سأنهي مابدأته"،  جيمين قال ،والشعور بالمرارة يتصاعد ليعود إلى حلقه .. كان يكره ذلك ، لكن كان عليه أن ينهي هذه المهمة بغض النظر عن المشاعر الشخصية.

"ثم ماذا؟".

"سنعبر ذلك الجسر عندما نصل إلى هناك"، قال جيمين وهو لا يعرف الإجابة بنفسه.

"إذا نشرت كل ما وجدته ... فسوف يأتون من أجلك"،حذره تايهيونغ.

"هذا ليس من شأنك بعد الآن ، تايهيونغ!!" بصق جيمين ، وكلماته تقطر بالسم.

"قد لا أكون أفضل صديق لك بعد الآن ، لكن هذا لا يعني بأنني لست صديقك"، قال تايهيونغ، وعيونه واسعة ومليئة بالحزن.

"الصديق هو وصف مبالغ به في هذه المرحلة ، ألا تعتقد ذلك؟"، قال جيمين مردداً كلمات تايهيونغ من الليلة السابقة.

"هل تكرهني كثيراً؟"، سأل تايهيونغ.

"يمكنني أن أسألك نفس السؤال".

"إلى متى ستستمر في هذا الأمر ، مين؟" ،سأله ، والألم مكتوباً على وجهه.

"إلى أن أتوقف عن شعوري بالغضب منك!!!"، كاد جيمين أن يصرخ.

"اصرخ في وجهي إذاً! اصرخ! قاتل!" ، قال تايهيونغ ، "فقط من فضلك ، توقف عن الغضب مني.. أنا بحاجة إلى أفضل صديق لي".

"إذا كنت بحاجة لي ، فلن تعاملني بهذه الطريقة ، تاي".

"لقد دعوتني بتاي"، أشار تايهيونغ مرتاحاً بعض الشيء ، "أنت لا تكرهني".

جيمين لم يقل شيئاً.. هو لم يكره تايهيونغ.. بالطبع لم يفعل.. كيف يمكن أن يكرهه؟ لقد مر هو وتايهيونغ بالكثير.. بالتأكيد قيلت بعض الأشياء في خضم اللحظة ولكن هذا لا يعني أن جيمين سيترك سنوات من الصداقة تذهب هباءً.. عرف جيمين أنه كان يتصرف بشكل تافه ، لكنه كان غاضباً..كان غاضباً جداً جداً.

"أنا لا أكرهك"، اعترف جيمين.

"أنا آسف ، جيمين"،  اعتذر تايهيونغ، بعيون دامعة قليلاً ، "أنا آسف حقاً".

وهذا كان كل ما يحتاجه جيمين.. طوال هذا الوقت لم يعتذر تايهيونغ أبداً.. كل ما كان يحتاجه جيمين هو اعتذار صادق.

تراجع جيمين ، وغادر الغضب جسده.

"أنا آسف. مين. أنا حقاً..."، قال تايهيونغ ، وهو يشعر بالدموع تنهمر، والكلمات عالقة خلف الكتلة المتزايدة في حلقه.

لم يستطع جيمين تحمل دموعه.. اندفع إلى الأمام وسحب تايهيونغ لعناق قوي دافناً وجهه في انحناءة عنقه ..كان يشعر بانتحابه خرجت من جسد تايهيونغ أثناء احتضانهما.

"سمعت صوت بكاء!"، قال نامجون ، وهو يخرج مسرعاً من المطبخ حاملاً زجاجة فودكا في يد وتكيلا في الأخرى.

أصدر تاي صوتاً كان بين ضحكة وانتحابة بينما كان يقرب جيمين منه أكثر.

"هل كل شيء بخير؟ هل أنتما جيدان يا رفاق؟"، سأل نامجون بحذر وهو يقترب من كليهما.

ابتعد تايهيونغ عن جيمين ، وعينيه مثبته على الرجل الأصغر حجماً في انتظار رده.

"نحن بخير"، أومأ جيمين برأسه بابتسامة وهو يسحب تايهيونغ لعناق آخر.

"انتظرا أريد الدخول!"،  قال نامجون ، وهو يضع زجاجات الكحول الخام على أقرب طاولة وينطلق نحو أفضل صديقين له بابتسامة وهو يحتضنهما.

"ألا يبدو هذا وكأنه فيلم درامي؟"، سأل جيمين.

"هو في الواقع أشبه بفيلم مدى الحياة"  رد نامجون بصوت رقيق مستمتعاً بالعناق.

"لا أستطيع التنفس!"، أخبرهما تايهيونغ، وهو يشهق للهواء ودموعه تلطخ قميص جيمين.

"هكذا تعرف أنه عناق جيد"، تمتم نامجون.

في تلك اللحظة ، رن جرس الباب.

"أوه! إنه هنا!" ،قال نامجون ، وهو يفصل نفسه عن الاثنين ويقترب عملياً من الباب.

"الشكر للآلهة!" ،قال تايهيونغ، مبتعداً وهو يلهث ليملأ رئتيه بالهواء، "أعلم أن الاختناق هو أحد الكينكات لدي ، لكن ليس هكذا".

"من الذي هنا؟"،سأل جيمين.

"أنا أعرف بقدر ما تعرفه الآن" ، تمتم تايهيونغ.

"ذكرني أن أطلعك على آخر المستجدات"، قال له جيمين.

"هناك المزيد؟".

"هناك أكثر من ذلك بكثير"، قال جيمين وهو يهز رأسه بعدم تصديق.

"مرحباً صغيري، أنا آسف لأنني تأخرت ، كان هناك هذا الأمر في النادي حيث يحدث الكثير الآن".

"أنت هنا الآن ، هذا كل ما يهم" ، رد نامجون: "تعال! قابل أصدقائي".

"آه نعم ، ميني وتاي. أفضل صديقين لا يمكنك التوقف عن الهذيان بشأنهما".

"مين! تاي!"، نادى نامجون ، وجعلهما يستديران من حديثهما ، "أريدكما أن تقابلا شخص مميز".

"نامجون! لا يمكنك الإستمرار في تعريفنا بأولاد التوصيل ووصفهم بأنهم مميزون!"، اشتكى تايهيونغ.

"إنه ليس فتى التوصيل هذه المرة!"، قال نامجون ، وهو يقود جين إلى المنزل الذي أصبح مألوفاً لديه بالفعل ، "أريدكما أن تقابلا حبيبي".

"اللعنة"، تمتم جيمين تحت انفاسه.

"جين ، هذا...".

"جيمين.."، قال جين ، بفم مفتوح.

"أنتما تعرفان بعضكما البعض؟"، سأل نامجون ، وهو يرفع حاجبه.

"نحن ..." ، قال جين ، متخلفاً، ومحاولاً إخفاء المفاجأة على وجهه.

"لا! نحن لا نفعل"، قال جيمين بسرعة.

"لكن كيف...".

"مرحباً! أنا تايهيونغ! من الجيد مقابلتك أخيراً" ، تدخل تايهيونغ قبل أن يقول نامجون أي شيء آخر.

"جين"، قدم نفسه ، "لقد سمعت الكثير عنكما".

"ونحن كذلك"، قال جيمين وهو يتطلع إلى جين.

"نامجون ، هل تحتاج إلى مساعدة في المشروبات؟"، سأل تايهيونغ ، وجذب نامجون إلى المطبخ قبل أن يسأل أي شيء آخر.

"أتعلم"، بدأ جين ، وهو يمشي نحو جيمين ويحدق في وجهه ، "عندما قال نامجون إن لديه صديق يدعى ميني ، لم أكن أتوقعك".

"أما أنا فقد كنت أعرف عنك طوال الوقت"، قال جيمين بابتسامة ساخرة.

"هل يعلم؟"، كان كل ماسأله جين.

"هل يبدو لك بأنه يفعل؟"، رد جيمين بإمالة رأسه.

"لقد استهنت بك".

"وأنا بالغت في تقديرك"، سخر جيمين.

"هل ستخبره؟"، سأل جين.

"هذا يعتمد".

"على؟".

"الطريقة التي تعاملني بها في النادي"، أخبره جيمين.

"هل تبتزني لأكون ألطف معك؟"، سأل جين ساخراً.

"أنا لا أبتزك"، أخبره جيمين ، "أنا فقط أظهر لك أنه يمكن الوثوق بي".

"عن طريق ابتزازي؟".

"كان بإمكاني إخباره هل تعلم؟" ،قال جيمين ، "كان بإمكاني إخباره بكل شيء في الأسبوع الماضي عندما اكتشفت.. لكنني لم أفعل، لماذا تعتقد ذلك؟".

"لأنك لو أخبرته ، لكنت قتلتك".

"نعم ، قتل أفضل صديق لحبيبك هو بالتأكيد الطريقة للفوز بقلبه"، رد جيمين ساخراً.

"لا تخبره"، طالب جين.

"لو أردت إخباره لكان قد علم بالفعل".

"ليس هذا ما قصدته"، قال جين بتنهيدة، "قصدت ، لا تخبره لأنني أريد أن أخبره بنفسي".

"أنت ماذا؟!".

"سأخبره".

"عن..".

"عن كل شىء" ، جين قال ، "سأخبره بكل شيء".

"متى؟".

"قريباً"،  أجابه ، "لقد جعلته معتاداً على فكرة أنني أجري نزالات الملاكمة السرية.. علي أن أمهد له الأمر".

"أنت تعرضه للخطر يا جين"،قال جيمين ، "خاصة الآن مع عشيرة هوان".

"أنت في خطر أيضاً"، قال له جين ، كما لو كان هذا دفاعاً كافياً.

"لأنني اخترت هذا لنفسي"، قال جيمين، "لكن نامجون اختارك أنت وليس أسلوب حياتك.. هو لم يختار الأسلحة والعصابة..فقط أنت".

كانت هناك لحظة وجيزة حيث رأى جيمين سقوط واجهة جين.. زعيم العصابة الجبار  الذي لا يخاف من أي شيء ، سقطت واجهته وحل محلها وجه متعب ، منهك ونادم.

"هل التواجد معه غلطة؟"، سأل جين بصوت متألم.

"لا يمكنك التحكم بمن تحب"، أجابه جيمين، "حتى لو كنت تعرف كم سيكون هذا الحب مؤلماً".

"هل تتحدث من تجربة؟"، سأل الرجل الأكبر سناً.

"بدأت".

"ألا ينبغي أن أقول له؟"، سأله.

"لا أعرف، جين.. أنا لا أعرف حقاً".

"سيأتي للنزال غداً"، قال له جين.

"إذا جاء ، سيعرف الناس أنه مرتبط بك"، قال جيمين ، "لا يمكن أن يبقى في المدرجات للأبد ، خاصة إذا كنت ستخبره".

"إذا كان يستطيع التعامل مع الغد ، فسأخبره بكل شيء..بما في ذلك عشيرة هوان وقتل والدي"، أخبره جين ، متخذاً قراره.

"ماذا لو لم يرغب في أن يكون معك بعد ذلك؟".

"إذاً..سأتركه يذهب"، قال جين ،و هو يشعر بثقل قلبه في صدره ، "إلى الأبد".

"لقد كنت مخطئاً بفهمك"، وجد جيمين نفسه يقول، "أنت رجل طيب ، جين".

"ربما كنت مخطئاً أنا أيضاً"، قال جين بابتسامة صغيرة.

"وكيف ذلك؟"، سأل جيمين.

"ربما يمكنني الوثوق بك بعد كل شيء".

***

جونغكوك جلس على المقعد داخل غرفة تبديل الملابس ، والباب لا يفعل شيئاً لكتم أصوات الهتاف والصراخ من النزال الذي كان لايزال جارياُ في الخارج.

لن يكذب  لقد كان متوتراً.. بالتأكيد ، لقد شعر بالتوتر قبل النزالات في الماضي لكن لم يكن بهذا القدر.. بدا الأمر كما لو أن هناك ثقلاً على صدره يكاد يسحقه ، ويملأه بالشك الذاتي الذي لم يكن موجوداً في السابق.. كان هذا النزال مختلفاً وهو يعلم ذلك.. هذه المرة كان الأمر تقريباً أشبه باستعراض القوة وهو بحاجة إلى إثبات شيء ما ، ليس فقط للعصابة الأخرى وللأشخاص الذين يشاهدون القتال، ولكن لعصابته أيضاً.. احتاج أن يُظهر لجين وهوسوك ويونقي أنه يمكنه فعل ذلك ، وبأنهم يمكنهم الإعتماد عليه.. على الرغم من أنه لم يكن لديه رمز كيم موشوماً على جسده ، إلاّ أنه لا يزال واحداً منهم.. هو لم يكن مجرد طفل أنقذه يونقي من الشوارع.. كان بحاجة إلى أن يثبت لنفسه أنه يستحق أكثر من ماضيه.

كان هناك شيء ما حول الهتافات التي بدت بأنها أعلى لهذا اليوم جعلته يشعر بالتوتر.. لم يكن ذلك شيئاً يمكنه تفسيره ، لكن حقيقة أن الحشد بدا أكبر اليوم لم يستقر معه بشكل صحيح.. كانت ساقه ترتد لأعلى ولأسفل ، واستقر القلق والأفكار المظلمة بداخله مما أدى إلى انقباض معدته بأسوأ الطرق الممكنة.. كان نزاله يقترب ولم يكن جونغكوك جاهزاً..يا إلهي ، فقط لو كان باستطاعة الناس رؤيته الآن.. علم أنه لا يستحق اللقب الذي حصل عليه -جي كي الذي لا يهزم- نفس الشخص الذي بالكاد يحاول تضميد يديه قبل هذا النزال لأنهما كانتا ترتجفان.

ما خطبه؟ لماذا كان يتصرف بهذا الضعف ؟! إنه عضو في عصابة بحق اللعنة! إذا كان أي شيء فيجب أن يكون واثقاً! يجب أن يكون هذا النزال لا شيء بالنسبة له! مجرد قتال آخر.

لكنه لم يكن كذلك.. كان أكثر من ذلك بكثير وهو يعرف هذا.

أخذ نفساً عميقاً محاولاً تهدئة نفسه قبل أن يأتي أي شخص لرؤيته.. آخر شيء يحتاجه الآن هو الشائعات التي قد تنتشر عنه.. كان يتمتع بسمعة معينه ومن المستحيل أن يترك شيء غبي مثل لحظة ضعف يفسد ذلك.

شهيق عميق.. حبس.. زفير عميق.

شهيق عميق.. حبس.. زفير عميق.

كان هناك طرق على الباب وارتفع رأس جونغكوك بسرعة نحوه بينما يحاول أن يظل هادئاً ومتمالكاً قدر استطاعته حيث دفع كل المشاعر التي يشعر بها ، على أمل أن يكون وجهه جامداً وخالياً بما يكفي بحيث لا يدرك أي أحد حقيقة ما كان يحدث بداخله.

أول ما رآه كان الشعر الوردي الناعم ، ثم سمع الضجيج من الخارج، حيث شعر بأن الهتافات والصراخ وكأنها تكاد تسخر منه عندما انفتح الباب.

"دق، دق"،  قال جيمين بابتسامة، وأغلق الباب خلفه ليتحول الهتاف إلى أصوات مكتومة بينما يدخل ومعه صندوق معدني في يده.

"ما هذا؟"، سأله جونغكوك ، وكان الإرتياح يكاد يكتسحه.. كان هناك شيء مريح بشأن حضور جيمين لم يستطع جونغكوك تفسيره.

"حقيبة إسعافات أولية!"، أجاب جيمين بفخر ، "لقد لاحظت أنه لم يكن لديك واحدة في المرة الأخيرة ومن المهم للغاية أن يتم تنظيف جروحك و....".

"ما الأمر؟"، سأل جونغكوك ، ملاحظاً أن جيمين توقف في منتصف الجملة ليحدق فيه فقط.

"هل أنت بخير؟"، سأل جيمين بنعومة.

"ماذا؟".

"ما الخطب؟"، سأله جيمين ، وهو يقترب منه.

"لا شيئ"، أجاب جونغكوك بسرعة.

"هناك شيء خاطئ بالتأكيد"، لاحظ جيمين ، "أستطيع أن أعلم".

"لا..لا شيء خاطىء.. أنا بخير! ما الذي تتحدث عنه؟".

"حسناً إذاً" ، قال جيمين ، ممسكاً بالضمادة من جانب جونغكوك ، "لماذا لا أضمد يديك ، اتفقنا؟".

"ماذا تفعل هنا، على أي حال؟"، سأل جونغكوك بينما يأخذ جيمين يده ليبدأ بفك الضمادة البيضاء من حاملها.

"أضمدك"، أخبره جيمين بابتسامة خجولة.

استقرا في صمت.

"هل أنت خائف؟"، سأله جيمين.

"أنا لا أخاف أبداً"، كذب عليه.

"لكنني خائف".

"حقاً؟".

"إن لم تكن قد لاحظت.."، بدأ جيمين وهو ينظر إلى جونغكوك بعيون واسعة وابتسامة صغيرة،  "فأنا لا أحب مشاهدتك تتأذى".

"احذر جيمين ، قد يعتقد شخص ما أنك تهتم حقاً"، قال جونغكوك..

"أنا أفعل"، اعترف،  "أنا أهتم كثيراً".

توقفت أنفاس جونغكوك في حلقه ، "لن أتأذى".

تحرك إبهام جيمين برفق على الندوب الموجودة على مفاصل جونغكوك غير المغلفة ، "هذه تقول العكس...".

"سأكون بخير"،  قال جونغكوك ، غير متأكد مما إذا كان يطمئن نفسه أم جيمين.

"سأكون هنا في كلتا الحالتين ، سواء كنت بخير أم لا"، أخبره جيمين، ووجد نفسه في الواقع يعني ما كان يقوله.. لقد ألقى بكل حذره في مهب الريح.. اللعنة على الصحفي المتخفي السري.. هو معجب بجونغكوك ولن ينكر ذلك بعد الآن.. كان سيتعامل مع العواقب عندما تأتي ، لكن في الوقت الحالي كل ما أراد فعله هو أن يكون هنا من أجل جونغكوك ، خاصة الآن بينما هو في أمس الحاجة إليه.

"جيمين ..." ، تنفس جونغكوك ، وصوته بالكاد يعلو الهمس.

"حسناً"، قال جيمين منهياً تضميده، "أنتِ مُضمد تماماً، كوكي. أعتقد أنني سأراك هناك".

نهض جيمين ، وكان على وشك الإبتعاد عندما أمسك جونغكوك بمعصمه في قبضة ثابتة ولم يتركه.

"كوكي؟"، سأل جيمين.

"أنا..متوتر"، اعترف جونغكوك دون أن ينظر إلى عينه ، حيث ثبتت نظراته على الكدمات الباهتة فوق معصمه ، "أنا متوتر جداً جداً،  جيمين وأنا...".

"هيي.هيي"،قال جيمين ، راكعاً أمام جونغكوك ومستخدماً يده الحرة لتغليف خده ، "انظر إليّ.. مباشرة إليّ".

جونغكوك سمح لنفسه برفاهية الشعور بالضعف.. لكن فقط معه.. فقط مع جيمين.

رفع بصره ليحدق في عينيّ جيمين حيث البرك العميقة من العسل الدافئ تنظر إليه ، وابتسامة على وجهه.

"لابأس في أن تكون متوتراً، ولا بأس في أن تشعر بالخوف ، كوكي.. لا أحد يتوقع منك أن تكون قوياً طوال الوقت"، قال جيمين ، بصوت لطيف وناعم، "سواء فزت أو خسرت ، سنظل هنا.. نحن لن نذهب إلى أي مكان ومن المهم أن تعرف ذلك.. نحن هنا من أجلك جونغكوك.. نحن لسنا هنا لأنك جي كي ، ولا نحن هنا بسبب لقب مثل "لا يهزم". نحن هنا من أجلك أنت فقط".

"هل ستشاهد؟".

"سأكون هناك في المدرجات"،طمأنه جيمين، "سأكون أكثر من يهتف ويصرخ لك بأعلى صوتي".

قام جيمين بفرك إبهامه على خد جونغكوك ، مبتسماً له، "هل تريد سماع حقيقة طريفة أم نكتة؟"، سأله مدركاً أن جونغكوك يحتاج فقط إلى الإلهاء.

لم يستطع جونغكوك كبح تلك الإبتسامة التي كانت تتشكل بالفعل على وجهه.. بالطبع سيريد جيمين أن يجعله يبتهج لأن هذا هو نوع الشخص الذي كان عليه.

"فاجئني"، قال جونغكوك.

"هل تعلم أن خصلة واحدة من السباغيتي تسمى سباغيتو؟" ، قال جيمين مقهقهاً.

"ماذا؟".

"أقسم إنه حقيقي!"  قال جيمين ، وعينيه تختفي من الضحك ، بينما يلقي بنفسه على جونغكوك.

كانت ضحكته معدية للغاية مما أدى إلى إشراق المكان على الفور.. يمكن لجونغوك  أن يشعر  بأن مخاوفه تتلاشى تقريباً بينما يندفع للضحك مع جيمين.

تلاشت بعد وهلة ضحكاتهما ، وكلاهما ينظران إلى بعضهما البعض ، والإبتسامة معلقة على وجهيهما.

"ستكون رائعاً هناك ، كوكي"،  أخبره جيمين، "هذه ليست أول مرة ، ومن المؤكد بحق الجحيم أنها لن تكون الأخيرة".

"جيمين.." تنفس جونغكوك ، مائلاً إلى الأمام ليسد الفجوة بينهما.

جيمين شعر بتزايد الخفقان في قلبه وجونغكوك لم يفعل أي شيء سوى الميل للأمام..رفرفت عيناه مغمضتين بينما تنغلق الفجوة بينهما وتنزلق يده على رقبة جونغكوك ليلصق شفتيهما معاً.. كانت قبلة ناعمة وبطيئة ، وشبه حميمية بطريقة لم يستطع أياً منهما وصفها.. كانت مختلفة عن القبلات الأخرى التي تقاسماها.. شفاههما متآلفة بالفعل مع بعضها البعض وهي تتحرك ببطء وبهدوء ، مثل الذاكرة العضلية ، وتتناسب تماماً مثل أحجية الصور المفقودة.

تراجع جيمين أولاً ، غارقاً جداً في الشعور وهو يميل ليضع جبهته ضد جونغكوك ، "ما الغرض من هذه؟".

"للحظ السعيد"، أجاب جونغكوك

ظهر صوت طرقتان على الباب ، مما جعلهما ينظران نحوه، ويبتعدان عن بعضهما بامتعاض.

"هذه إشارة بأنه قد حان دوري"، أشار جونغكوك.

"حظاً سعيداً" ، قال جيمين، وتلميحاً من الظلال الوردية ينتشر في وجنتيه ، "سأشجعك".

"هذا هو كل الحافز الذي أحتاجه"، قال جونغكوك بابتسامة على وجهه.

غادر جيمين الغرفة أولاً ، ماشياً نحو تايهيونغ ونامجون في المدرجات المؤقتة.

"مالذي أخرك كل هذا الوقت؟"، سأل تايهيونغ.

"كان بحاجة إلى الحظ" ، أجاب جيمين، وهو يهز كتفيه بابتسامة على وجهه.

أخذ جونغكوك نفساً عميقاً ، وخرج من الغرفة متجهاً نحو الحلبة ، والأدرينالين يتدفق بالفعل في عروقه بينما ينتظر خروج خصمه الذي لا يزال لا يعرفه.. لم يستطع منع نفسه من إلقاء نظرة خاطفة حول القاعة ، وعيناه تبحثان على الفور عن جيمين.. لم يكن من الصعب تحديد الشعر الوردي الذي تميز عن بقية الحشد.. أطلق عليه جيمين ابتسامة عريضة ، ونطق بشيء لم يستطع جونغكوك فهمه وهو يرفع إبهامه لأعلى.

"إذاً هذا هو ، هاه؟"،  سمع جونغكوك ، مما جعله يدير رأسه بسرعة وينظر إلى الرجل طويل القامة الذي يقف أمامه.

"ماذا؟".

"حلوى القطن"، قال الرجل ، وعينيه على جيمين بينما هناك ابتسامة شريرة تنبت على وجهه وهو يقف مباشرة مواجهاً جونغكوك ، "سمعت الكثير عنه".

"اخرس واللعنة"، جونغكوك بصق من خلال أسنانه القاسية.

كان الرجل أكبر منه وأضخم بكثير.. تموجت عضلاته المحددة مع كل حركة يقوم بها.. وكان يمكن لجونغكوك أن يعلم على الفور بأنه كان يشدها في محاولة لإخافته وترهيبه.

"أتساءل عما إذا كان مذاقه جيداً مثل مظهره"، علق الرجل ساخراً من جونغكوك، "عندما انتهي منك ، ربما سأذهب لأرى بنفسي واجعل الجميع يشاهدونه وهو يئن بإسمي بينما يكون على ركبتيه مع قضيبي في فمه".

كان يشعر بالغضب يتدفق عبر عروقه ، ويركض بجانب الأدرينالين.. كان يغلي عملياً، ولسانه في خده وهو يشد قبضتيه بإحكام فقط في انتظار بدء النزال حتى يتمكن من قتل الوغد الذي يقف أمامه.. كل ما يمكن لجونغكوك رؤيته كان اللون الأحمر ، وسيكون ملعوناً بالتأكيد إن لم يجعل هذا كل ما يراه الجميع أيضاً.. لم يعد الأمر يتعلق بالعصابة فقط.. كان هذا يتعلق بحماية جيمين ، وسيحرص جونغكوك على التأكد من أن كل شخص في هذا المكان اللعين يعرف بأنه لايجب عليهم العبث بما هو ملكه.

حالما انطلق الجرس الذي يشير إلى أن المباراة قد بدأت اندفع جونغكوك.. طارت قبضته نحو وجه الرجل وشعر بالجلد يتشقق تحتها.

صمت الحشد ، حيث لم يتوقع أحد أن يبدأ جونغكوك هجومه بهذه القسوة.. ولكن بعد ذلك انفجرت الهتافات صارخة من أجل الدماء -لم يهتموا دماء من- لقد أرادوا فقط حمام من الدم ، وجونغكوك سيمنحهم إياه.

اندلعت شدة الغضب المحترقة بداخله بينما يسدد جونغكوك لكمة أخرى ، ويشعر بأن العظام تتكسر تحت قبضة يده القوية.. عندما تراجع كل ما رآه كان أحمر.. رأى الدماء على يديه وعلى الأرض ، وعندما قام الرجل كانت تنهمر على وجهه.. كان أنفه مكسوراً، ولم يستطع جونغكوك أن يمنع الإبتسامة القوية التي ظهرت على وجهه.. كان فخوراً بالدمار والألم الذي سببه وهذا كان واضحاً.

"أنت تتحدث بكلام أكبر منك"، سخر جونغكوك وهو يرتد على ساقيه من جنب إلى جنب، "ربما أنت الشخص الذي يحتاج إلى أكل القضيب".

زمجر الرجل وتقدم للأمام ليسدد لكمه على فك جونغكوك مما جعله يتعثر للخلف من القوة المطلقة لها.. اندفع لاكماً جونغكوك مرة ومرتين ثم للمرة الثالثة.. كان الألم يهدأ بسبب الأدرينالين الذي كان ينفجر في عروقه، و قام جونغكوك بركل الرجل على ساقه ودفعه للخلف بينما يجبر نفسه على الوقوف وتحمل الألم.. كان باهتاً لكنه لا يزال ينبض.. تقدم للأمام خاملاً بعض الشيء ، وخز وحرق جلده يصرخان احتجاجاً على الحركة لكنه يمكن أن يتحمله.. لقد كان لديه ما يكفي من التدريب لتحمله.

جونغكوك بصق على جانب الحلبة ، ملطخاً لها باللون الأحمر من دمائه.. ابتسم الرجل ساخراً منه.

"هذا كل ما لديك؟"  سخر وهو ينظر إلى الرجل ويقلب عينيه.

"لقد بدأت للتو ، يا أميرتي" ، رد الرجل بالمقابل.

انتظر وهو يقفز من ساق إلى أخرى مركّزاً.. انتظر أن يهاجم الرجل ، وهو يشعر بالدم يسيل على جانب شفته المشقوقة ، وكان يعلم بالفعل إلى أين سيهدف.. لم يهتم الرجل بالإستراتيجيات ويمكن لجونغكوك معرفة ذلك.. لقد كان يحاول فقط توجيه أقسى الضربات معتمداً على قوته الغاشمة وارتفاعه فوق جونغكوك أكثر من أي شيء آخر.. تماماً كما كان متوقعاً، اندفع الرجل مستهدفاً كدمة جونغكوك المصفرة التي كانت تلتئم من خصره.. تجنب جونغكوك الضربة مستخدماً مرفقه لضرب الرجل أينما كان.. كانت تلك الثواني من الصدمة هي كل النافذة التي كان على جونغكوك أن يستغلها لضرب الرجل وتوجيه كل الغضب والحنق اللذان كانا لديه ولإستخدام تلك الحرارة المتراكمة ضد الرجل.

جونغكوك بالكاد كان يسمع صرخات وهتافات الحشد على صوت الدم المتدفق في أذنيه.. تراجع ، ورأى الدم على يديه.. الدم الذي لم يكن له.. كان صدره ثقيلاً من الإجهاد البدني والعاطفي.. كان الرجل على الأرض ، والدم يغطي وجهه بالكامل تقريباً ويقطر على الأرضية البيضاء بينما يكافح من أجل النهوض وهو يئن من الألم.

"انهض وقاتل أيها الغبي اللعين!!"، صرخ جونغكوك وهو يلهث.

لكنه لم يفعل.

خطى جونغكوك خطوة نحوه ، منحنياً فوقه، "إذا تحدثت عنه مرة أخرى ، سأنزع فكك عن وجهك اللعين".

وبهذا ، ترك جونغكوك الحلبة ، ملقياً نظرة أخيرة على الرجل بابتسامة ساخرة.

"يجب علي أن أذهب"، قال جيمين لتايهيونغ بسرعة ، وهو يتدافع من المدرجات.

"جيمين أنا لا أعتقد..." بدأ تايهيونغ في الإحتجاج بينما يمسك ذراعه لمنعه.

"إنه يحتاجني ، تاي"، قال جيمين. وهو يبعد أصابع تايهيونغ من ذراعه ، "لن يؤذيني أبداً".

"الى أين هو ذاهب؟"، سأل نامجون ، غافلاً عما يحدث.

"لا مكان"، رد تايهيونغ ، وهو يشاهد جيمين يغادر المدرجات ، حيث كان يركض عملياً  إلى غرفة تبديل الملابس.

"هل تلك غرفة خلع الملابس الخاصة بجي كي؟ لماذا يدخل إلى هناك؟ هل يُسمح له بالدخول من الأساس؟"، اندفع نامجون موجهاً سؤالاً بعد سؤال.

"هل تذكر كيف أخبرك جيمين أنه قد طرد من عمله ، لكنه وجد وظيفة أخرى بعد ذلك؟"، سأل تايهيونغ ، وهو يشاهد الإدراك ينتشر على وجه نامجون.

"إنه يعمل مع جين في الصالة الرياضية ، أليس كذلك؟"، قال نامجون.

"أجل".

"منذ متى وأنت تعرف؟"،سأل نامجون.

"منذ البداية".

"جيمين يعرف عن جين أيضاً ، أليس كذلك؟"، سأل نامجون ،وفكه مشدود.

"كلانا نعلم"، أجاب تايهيونغ ، والشعور بالذنب يغمره من إخبار نامجون.

"كم يعرف؟"، سأل نامجون.

"كم تعرف أنت؟".

"يجب أن أتحدث إلى جين"، صرح نامجون ، والغضب مكتوباً على وجهه وهو يقف.

"نامجو..." قال تايهيونغ وهو يحاول منعه ، لكن الأوان قد فات.. نامجون ذهب.

***

طوال النزال ، كان جيمين على حافة مقعده.. جفلاً ومهسهساً من الألم كما لو أن اللكمات يتم إيصالها إليه بدلاً من جونغكوك.. في النزال بأكمله، كانت أصابعه تغرس في حافة مقعده ولم يكن يريد أكثر من الركض إلى هناك وإمساك جونغكوك بين ذراعيه.. كل لكمة ، كل صوت قبضة على الجلد كان يتردد صداها على الجدران الأسمنتية ، بصوت أعلى من الهتافات المطالبة بمزيد من إراقة الدماء.

جيمين رأى عينيّ جونغكوك داكنة ، والنار والظلام يسيطران عليها.. حتى مع وجود الدم على وجهه ويديه كان جونغكوك يريد المزيد ويمكن لجيمين معرفة ذلك.. كان هناك غضب وظلام يسيطر على جونغكوك في كل مرة يدخل فيها إلى الحلبة.. كان الأمر كما لو أنه يصبح شخصاً مختلفاً تماماً عندما يكون هناك.. لكن بطريقة ما ، كان الأمر مختلفاً اليوم ولم يعرف جيمين السبب.. كان الأمر كما لو أن جونغكوك لن يتوقف حتى يغطي الدم كل شبر من الحلبة البيضاء.. حدث شيء ما في النزال، وأراد جيمين أن يعرف ماهو.

دفع الباب ليفتحه، وعينيه تتفحصان كل زاوية وكل شبر لإيجاد جونغكوك.

"كوكي!"، نادى جيمين.

"أنا بخير"، سمع من الخلف.

هرع جيمين إلى هناك ، ليشاهد جونغكوك يحاول غسل يديه من الدم الجاف تقريباً، وينظيف أظافره بينما كان الدم يتدفق حول الحوض ، مشرقاً وطازجاً قبل نزوله إلى البالوعة.

"سوف تؤذي نفسك إذا واصلت الدعك بهذه الطريقة"، أخبره جيمين.

"أنا بخير"، كرر جونغكوك بجمود.

"تحرك"، طلب جيمين بنعومة، وهو يتقدم إليه ويأخذ يده بلطف ليمسح الدماء بضربات خفيفة من إبهامه.

جونغكوك لم يستطع إبقاء عينيه بعيدتين عن جيمين.. لقد عامله بلطف شديد ، بلطف شديد جداً كما لو أن جونغكوك -الملاكم في النزالات السرية، والمصاب بالندبات والكدمات ، والدماء الحقيقية في كل مكان- سوف ينكسر في أي وقت.. بقيا صمتان ، مع جيمين يغسل الدم و جونغكوك يحدق به.

أغلق الصنبور ، وأخذ المناديل من اللفافة ليربت على يديّ جونغكوك برفق حتى يجفف الماء.

"اجلس على المقعد" ، أمره جيمين ، ورمى رزمة المناديل بعيداً.

لم يستجوبه جونغكوك حتى وجلس على المقعد مراقباً جيمين وهو يحضر مجموعة الإسعافات الأولية من المنضدة التي وضعها عليها.

كان لطيفاً.. كان هذا أحد الأشياء التي يحسده جونغكوك عليها.. حقيقة أن جيمين كان يتجول بابتسامة دائمة على وجهه ، وعلى ما يبدو بمنأى عن كل الظلام الذي يحيط بهذا العالم القاسي.. ثم من جهة أخرى كان هو هناك بالمقابل، الشخص الذي خلق فقط للدمار.. الشخص الذي كان مظلماً ومليئاً بالغضب المشتعل الذي أوقعه على الجميع وعلى كل ما هو حوله.. لقد دمر كل شيء.. كان أنانياً.. هو يعلم أنه كذلك.. لقد كان أنانياً لأنه يريد جيمين.. لقد كان يعلم جيداً أن ما يقدمه عالمه لم يكن شيئاً يجب على جيمين الإقتراب منه.. كان من المفترض أن يكون لجيمين قصة حب عاصفة.. من المفترض أن يجرب الأشياء التي كانت في الكوميديا ​​الرومانسية التقليدية، ومواعيد مدينة الملاهي.. لم يكن مُقدراً له حلبة ملاكمة سرية، ولم يكن قدره الأسلحة والمخدرات وكل ما يأتي مع جونغكوك..ومع ذلك..جونغكوك يريده .

"بم تفكر؟"، سأله جيمين وهو يسكب المطهر على كرة قطنية.

"أنا ربحت"، أخبره جونغكوك.

"أعلم"، رد جيمين بابتسامة ، وأخذ يد جونغكوك في يده ، "قد يكون هذا مؤلماً".

"لقد تم لكمي للتو وأنت قلق من لدغة صغيرة؟"، قال له جونغكوك مستمتعاً.

قام جيمين بتمرير الكرة القطنية على الجلد المتشقق، وسمع هسهسة صغيرة من جونغكوك ، "لا تقل أنني لم أحذرك".

"لايؤلمني".

"يبدو أننا نجري هذه المحادثة كثيراً"، أشار جيمين وهو ينفخ بهدوء على الجرح المفتوح.

"أي محادثة؟".

"حول الجروح ، وكيف أنها لا تؤذي على الرغم من أنها مؤلمة"، أخبره جيمين ، بينما يركز على يد جونغكوك.

"هل نتحدث عن هذه؟"، قال جونغكوك وهو يرفع يده الحرة إلى معصم جيمين ، ويمسح الكدمة الأرجواني الداكنة بإبهامه.

"لا"، نفى جيمين وهو يهز رأسه ، "أنا أتحدث عنك عندما تتأذى".

"الملاكمة؟".

"لا أحب رؤيتك تتألم" ، قال له جيمين ، وأخيراً رفع نظره لأعلى مقابلاً عينيه.

"أنا بخير".

"أنت تنزف حرفياً ،جونغكوك" ، علق جيمين ، وأحضر كرة قطنية أخرى لشفته الجافة الملطخة بالدماء.

"إنه مجرد جرح"، قال جونغكوك باستخفاف.

هزّ جيمين رأسه ، "كيف هذا مجرد جرح؟ لديك كدمات في كل مكان! لا أستطيع أن أعرف ما إذا كان هذا الدم هو دمك أو دمه بعد الآن!".

"كان يستحق ذلك"، تمتم جونغكوك متجاهلاً اللدغة من مفاصل أصابعه وشفتيه.

"لأنه من العصابة الأخرى؟"، سأل جيمين ، بينما يسكب المطهر على كرة قطنية أخرى.

"لا"، أجاب جونغكوك ، "لأنه لم يحترمك".

"ماذا؟"، سأل جيمين ،مُسقطاً يده وملامحه تعلوها الصدمة.

"لا شيئ"، تراجع جونغكوك بسرعة.

"لم يحترمني؟ ما الذي تتحدث عنه؟"، سأل جيمين.

"لقد قال أشياء غير محترمة عنك ، هذا كل شيء"، أخبره جونغكوك.

"كيف يعرفني حتى؟".

"لقد رآك تخرج من غرفة تبديل الملابس"، وضح له.

"أعتقد أن هذا يجعلني جزءًا من العصابةالآن ، هاه؟"، علق جيمين بابتسامة صغيرة.. كان يجب أن يكون خائفاً.. لقد رأى بنفسه ما يمكن أن يفعله هؤلاء الرجال ، ومع ذلك لسبب غريب لم يكن كذلك.. كان جالساً هنا ، يمسح الدماء عن جونغكوك ، ولم يكن خائفاً على الإطلاق.. كان يشعر بالأمان.. معه.

"لقد أخبرتك للتو بأن أحد أفراد العصابة المنافسة أهانك ، وهذا ما تقوله؟".

"لم يتم إعطائي نصاً لما يجب علي قوله في مثل هذه المواقف"، مازحه جيمين.

"أنت حقاً شيء آخر".

"ماذا تريدني أن أقول بدلاً من ذلك؟"، سأله جيمين ، وهو يربت فوق الجرح على جبين جونغكوك.

"ألست خائفاً؟"، سأله جونغكوك.

"من ماذا؟".

"كل شيء! هذا العالم! هذه الحياة التي نعيشها!"، عدد جونغكوك ، وبصوت أكثر رقة أضاف، "مني".

"كنت أعرف إلى ماسيؤدي هذا الشيء بأكمله في عالم الملاكمة السرية.. وعرفت ما كنت أقوم به أيضاً مع كل ما قلته لي.. إذا لم أغادر حينها ، فأنا متأكد بحق الجحيم بأنني لن أغادر الآن"، أخبره جيمين.

"ماذا عني؟ ألست خائفاً مني؟".

"لا"، رد جيمين بسرعة ، وهو يضع يده على خد جونغكوك ، "أنا لست خائفاً منك.. لا أعتقد بأنني سأخاف منك أبداً".

"يمكن أن تتأذى".

"أنت لن تؤذيني أبداً" ، قال جيمين والقناعة تغلف صوته.

"لقد رأيت ما أستطيع فعله ،جيمين! لقد آذيت الناس! هذا ما أفعله!!"، قال جونغكوك ، ودفع يده بعيداً عن وجهه ، بينما يقف ومزيج من الألم والغضب يسيطر عليه ، "هذا كل ما أفعله!!!".

"من جعلك تصدق ذلك؟"، سأل جيمين بصوت ناعم ، وهو يشعر بقلبه ينكسر من الطريقة التي يفكر بها جونغكوك عن نفسه.

"انظر حولي جيمين!! تباً لهذا!! انظر ليّ!!! انظر إلى ما يفعله هذا العالم بك!!!" قال جونغكوك رافعاً صوته ، مشيراً إلى شفته المنتفخة ، "أنت لا تريد أن تكون في هذا العالم!! لا يجب عليك أن تكون به!! إنه يدمرك يا جيمين...".

"أنت فيه ، ولم يدمرك"،  جادل جيمين ، واقفاً وهو يمشي نحوه ، "أنت هنا وأنت مهتم بما يكفي لحماية شخص مثلي.. لقد قاتلت أربعة رجال وحدك لمجرد أنهم كانوا يضايقونني.. لقد وقفت في تلك الحلبة رغم كل الصعاب وضربت رجلاً وغداً ربما كان يتناول المنشطات، فقط لأنه قال شيئاً غير محترم عني".

كان جيمين يقترب من جونغكوك مع كل كلمة يقولها.

"أنت أكثر مما تعتقده في نفسك ، جونغكوك.. أنت أكثر من ذلك بكثير.. أنت لست معنياً بالتدمير ولا تكسر كل شيء تلمسه"، جيمين قال ، وهو يضع يده على خد جونغكوك بهدوء حتى لا يؤذيه من الكدمة التي بدأت بالفعل في التشكل ، "الشخص الذي كان من المفترض أن يدمر فقط لن يكون متوتراً قبل النزال لأنه لم ترغب في تخييب ظن الناس من حوله.. الشخص الذي كان من المفترض أن يدمر فقط ما كان ليهتم بما قاله أحدهم عن شخص قابله للتو قبل أسبوعين فقط! الشخص الذي كان من المفترض أن يدمر فقط لن يهتم بشخص مثلي.. و الشخص الذي كان من المفترض أن يدمر فقط سيريد تدمير كل شيء من حوله، و أنت لا تفعل ذلك، كوكي..أنت أكثر بكثير مما تمنح نفسك الفضل عنه.. أنت لطيف ، وطيب ، ومضحك ، وأنت تبحث حتى عن الحقائق الطريفة لأنك تعتقد أنني سأحبها.. لذا أخبرني ،كوك، كيف تعتقد أنك معني بالتدمير فقط؟".

ابتسم لجونغكوك ، وأراده إقناعه بالكلمات التي قالها.. أراده أن يصدق ذلك..كان يحتاج إلى أن يجعله يؤمن بأنه أكثر مما يعتقده عن نفسه.

لم يكن جونغكوك بهذه العاطفة أو الضعف مع أي شخص من قبل.. لكن بطريقة ما كان جيمين مختلفاً.. هل هذا ما كان يونقي يخبره به؟ الراحة؟ حقيقة أن جيمين تمكن بطريقة ما من هدم جدرانه وأن يجعل لنفسه مكاناً في قلبه؟ هل كان هذا مايعنيه أن تثق بشخص ما بكل إخلاص لكشف حتى أضعف نقاطك له؟.

هل كان جونغكوك يقع له؟.

"كوكي"، قال جيمين ، ليعيد جونغكوك إلى الأرض ويخرجه من أحلامه ، "أعلم أنك لن تصدق كلماتي الآن لكني أريدك أن تعرف بأنني سأستمر في قول هذا لك حتى يأتي اليوم الذي تصدقه.. أنت بحاجة إلى مزيد من الثقة في نفسك.. وأنت بالتأكيد بحاجة إلى التوقف عن التفكير في أنك مدمر.. أعلم أنك كل شيء عدا ذلك".

تراجع جيمين إلى الوراء ، وهو لا يزال يبتسم لجونغكوك والعاطفة والولع تلمعان في عينيه.

"سأضع الضمادات هنا إذا كنت بحاجة إليها" ، قال جيمين ، وأغلق مجموعة الإسعافات الأولية ، "على الرغم من أنني قرأت في مكان ما إن الجروح والكدمات تلتئم بشكل أفضل عندما تتعرض للأكسجين ، لذلك ربما لا تضعها عليها ما لم تكن ذاهباً للإستحمام.. أوه ، وإذا كنت ستستحم فتأكد من تغطيتها جيداً! ولا تفركها بقوة!".

نظر إلى جونغكوك بابتسامة ناعمة ، "إلى اللقاء ، كوكي".

جونغكوك نظر إلى الباب المغلق بالفعل ، "إلى اللقاء.. جيميني".

سقط منهاراً على المقاعد ، ورأسه معلقاً بين يديه ، عميقاً في التفكير لدرجة أنه لم يدرك حتى عندما دخل يونقي.

"يافتى؟"،  ظهر صوت يونقي ، "أنت بخير؟".

"أجل".

"لكنك لاتبدو كذلك!".

"قلت إنني بخير ، يونقي!"، أصر جونغكوك.

"لقد أبليت بلاءً حسناً هناك"، مدحه  يونقي ، متكئاً على الحائط المقابل له.

لم يقل جونغكوك شيئاً.

"لقد أسقطته تماماً"، قال يونقي، "لم أكن أتوقع أن يحدث ذلك بهذه السرعة".

"فقط اسألني الذي تريد أن تسألني عنه"، أخبره جونغكوك ، وهو يعلم بالفعل إلى أين يتجه هذا.

"كيف عرفت أنني أردت أن أسألك شيئاً ما؟ يمكنني فقط أن أثني عليك ، كما تعلم"، أخبره يونقي بابتسامة على وجهه.

"لقد عرفتك منذ أن كان عمري 15 عاماً، أيها العجوز"، أخبره جونغكوك.

"احذر يافتى".

"ماذا تريد أن تعرف؟".

"ماذا قال لك؟"، سأله يونقي، "رأيتكما يا رفاق تتحدثان".

"لقد قال شيئاً عن جيمين"، أجاب جونغكوك.

"هل هذا ما أثار استفزازك؟".

"لم يثير ذلك استفزازي"، نفى جونغكوك.

"هو لا يزال ينزف هناك ، كوك!".

"اهدأ يا ليونا لويس ، كل من أقاتلهم ينزفون"،سخر جونغكوك.

"كان الأمر مختلفاً هذه المرة وأنت تعرف ذلك!"، أخبره يونقي.

"لا لم يكن"، جادل جونغكوك ، وهو يعرف بأنه لا يصدق الكلمات التي يقولها.

حدق يونقي به ، وأعطاه نظرة عامه، "هل نظفت نفسك؟".

"جيمين ساعدني"، قال له جونغكوك.

عقد يونقي ذراعيه فوق صدره ، ووضع قدمه على الحائط لدعم نفسه ، "هل هذا هو سبب وجودك هنا وحدك؟ للتفكير؟".

"ما الذي يجب أن أفكر فيه؟ القتال؟".

"حول حقيقة أنك تقع في غرامه"، قال يونقي.

"أنا لست كذلك!" ، كان جونغكوك سريعاً جداً في الإنكار ، والخوف واضحاً في صوته.

"أنت خائف"، لاحظ يونقي ، بإدراك مفاجئ.

"ماذا ! لا !"،  رد جونغكوك بسرعة نافياً.

"يا إلهي! أنت خائف بالفعل!".

"لست خائفاً! أنا لا أخاف من أي شيء!".

"أنت تقع له، أليس كذلك؟"، قال مصرحاً أكثر من كونه سائلاً ، ولم يمنح جونغكوك فرصة للرد ، "لهذا السبب سألتني عن كل تلك الأشياء في المكتب.. أنت تقع له وأنت خائف.. تخشى أنك ستسمح له بالدخول في حياتك وسيكون شيئاً لا يمكنك التحكم فيه.. أنت تخشى السماح له بالدخول لقلبك.. تخشى أن تكون سعيداً وأن تسقط له أكثر فأكثر وتحبه لأنك تعلم أن الشيء الوحيد الذي لا يمكنك التحكم به هو أن هذه السعادة قد يتم أخذها منك..أنت خائف..".

"أنا لست خائفاً من أي شيء!!!!"، صرخ جونغكوك وصوته العالي يرتد صداه في الغرفة الصغيرة.

"لقد...وقعت له بالفعل، أليس كذلك؟"،  سأل يونقي بصوت ناعم.

لم يعد هناك جدوى من إنكار الأمر بعد الآن.. لن ينجح في ذلك.

"أجل ..." ، اعترف جونغكوك بتنهيدة مستسلمة ، وهو يومىء برأسه ، "أجل ، لقد فعلت".

***

انتهى الشابتر التاسع

*** 

Seguir leyendo

También te gustarán

93.5K 8.8K 34
هل جربت أن تكون مُبهماً لدرجة المرض ؟ لدرجة شعورك أن هُناك كُتلةً ثقيلة تتجمع في حلقك لِتُرغمك على الإستفراغ كلما تذكرت لأي درجة أنت مُبهم ؟ هذا هو أ...
162K 7.4K 20
ما بين التاريخ المبهم والحاضر المربك.. ما بين ألم الواقع وأمل الخيال.. ما بين متاهات العقل الرافض العنيد ورغبات القلب اليائس الوحيد.. ما بين صمت الوع...
310K 20K 29
صوت الجمهور العالي حتى قبل ان يدخلو الى داخل الملعب كان عالي جداً كيف لا وهي مباراة بين افضل فريقي الدوري الكوري فريق إف سي سيئول بقيادة جيون جونقكوك...
136K 10.3K 31
↫○•°' لَطالمَا كانّت هُنالكَ تِلكَ النُقطّةُ الفآصِله .. حيثُ يتَضِحُ مَن معكَ مِمّن سبقَ وَ خذلكَ . وَ المشآعِر صّديقَةُ الوقتِ اللَدودّهْ . - 𝕁𝕀�...