كدمات متلاشية

By Mefree2020

180K 8.7K 9.4K

لايوجد من يحب الألم. لكن جونغكوك يفعل.. من اللكمات إلى القتال إلى الحشد الذي يصرخ باسمه. أحب جيون جونغكوك كل... More

الفصل الأول: مقدمة
الفصل الثاني
الفصل الثالث
الفصل الرابع
الفصل الخامس
الفصل السادس
الفصل السابع
الفصل التاسع
الفصل العاشر
الفصل الحادي عشر
الفصل الثاني عشر
الفصل الثالث عشر
الفصل الرابع عشر
الفصل الخامس عشر
الفصل السادس عشر
الفصل السابع عشر
الفصل الثامن عشر
الفصل التاسع عشر
الفصل العشرون
الفصل الحادي والعشرون
الفصل الثاني والعشرون:خاتمة

الفصل الثامن

7.9K 392 312
By Mefree2020

جلس جونغكوك مستلقياً على الأريكة وحاسوبه المحمول في حضنه ، وهو يتنقل بين علامات التبويب محاولاً اكتشاف أكبر قدر ممكن من المعلومات لجين.. من حين لآخر ، كان يرفع نظره من الشاشة إلى غرفة النوم حيث ترك الباب مفتوحاً لجيمين، فقط من باب الإحتياط.. لم يكن يعرف السبب ، لكن سماع الشخير الناعم و حفيف الملاءات بين الحين والآخر حينما يتحرك جيمين تحتها كان مريحاً له بشكل غريب.. هذا بالإضافة إلى حقيقة أنه لم يقم في الواقع بإحضار أي شخص آخر إلى منزله باستثناء الأعضاء .. لكن الجلوس على الأريكة والقيام بالعمل ، بينما جيمين ينام في سريره كان مختلفاً.. مختلفاً بشكلٍ جيد.

عاد إلى الشاشة ، واضطر إلى بذل المزيد من الجهد للحصول على أي معلومات عن الدليل الذي قدمه له جين،بما أن رحلته الميدانية الصغيرة إلى الحانة قد تم قطعها بسبب جيمين.. هو لم يندم على إنقاذه ، لكن هذا يعني فقط بأن الموقع الذي كان لديه بسبب الدليل قد خف أثره وسيحتاج إلى العثور على موقع جديد آخر.. لو كان هذا قد حدث بسبب أي شخص آخر باستثناء جيمين ربما كان سيغضب ، ربما كان سيصرخ ويلعن في الشوارع ، أو ربما لن يكلف نفسه عناء إنقاذه على الإطلاق.. لكن هذا لم يكن أي شخص آخر.. كان هذا جيمين.

لم يستطع منع نفسه من إلقاء نظرة أخرى على الصبي ذي الشعر الوردي والذي كان غارقاً في القميص الأسود الذي أقرضه جونغكوك له مع الشورت القصير الذي كان عليه ربطه بإحكام حول خصره لأنه أصغر حجماً من الصبي ذو الشعر الغرابي.. حتى مع عينيه الحمراوتين المنتفختين ووجنتيه المتوردين وأثر المسارات الصغيرة من الدموع المتبقية، فجيمين لا يزال جميلاً جداً.

بعد ما حدث الليلة ، توصل جونغكوك إلى العديد من الإدراكات ، وكلهم كان لهم علاقة بجيمين.

~~~

فلاش باك

"أنا الآن في المركز 57" ،قال جونغكوك لجين عبر الهاتف، "عرفت للتو بأن هناك موقعين محتملين آخرين يمكن أن تتسكع بهما عشيرة هوان ، لذا سأقوم بفحصهما أيضاً.. قد أبقى بالخارج لوقت متأخر".

"كن آمناً". قال جين.

"أنا دائماً كذلك".

"لقد استعدنا هوبي للتو ، كوك ، لا أريد أن أفقدك"، تحدث جين بصوت خافت ..هو لم يكن من النوع العاطفي أبداً.

توقف جونغكوك مؤقتاً، حيث لم يعتاد على هذا الجانب الصريح من جين.

مرت لحظة من الصمت على المحادثة ، كلاهما يعرف ما يريد الآخر أن يقوله دون الحاجة لكلمات.. لم يكن أياً منهما معتاداً على الضعف أو الإنفتاح.. لقد كانا أصدقاء وعائلة لفترة طويلة ، لكنهما لم يكونا أبداً منفتحين على مشاعرهما.. كانت دائماً تظهر في الأفعال والإيماءات الضمنية بدلاً من كلمات المودة الكبيرة الصريحة.

أجاب جونغكوك بصوت رقيق ، "سأكون بأمان".

أغلق الهاتف ، وتنحنح بينما ينظر إلى شاشة الهاتف السوداء متفاجئاً.. هز رأسه ، وأخبر نفسه بأن حقيقة عودة هوسوك للمنزل هي ما جعلت جين عاطفياً بعض الشيء.. وضع هاتفه في الجيب الأمامي من بنطاله الجينز ، قبل أن يمشي إلى البار الأول.

بمجرد عبوره الطريق ، ومضت علامة النيون الترحيبية على البار وملأت رائحة النرجيلة المُنكّهة والسجائر أنفه وهي رائحة مألوفة له.. مشى متجاوزاً المدخنين على الرصيف ، وهو يشم العرق والكحول بالفعل من خارج الحانة.. بالنسبة للبار -الذي من المفترض أن يكون جديداً- كان بالفعل متسخاً ومليئاً بأشخاص بدو ضخاماً بمايكفي لتدميره في غضون دقائق .. دخل جونغكوك من خلال الباب ، والموسيقى مغطاة بصخب من الضحك والمحادثات وأصوات كرات السنوكر التي يتم ضربها في الزاوية والناس الذين يتحدثون فوق بعضهم البعض.

أجرى بعينيه مسحاً سريعاً للمكان محاولاً تحديد أي شخص قد يبدو مشبوهاً ، حتى أنه حاول الحصول على لمحة من وشم الجمجمة المتصدع المألوف الذي جاء إلى هنا ليجده.. مشى إلى منضدة البار وقدم طلباً بينما يميل عليها منتظراً حتى يتم صنع المشروب له.. كان يمكنه بالفعل أن يشعر بالعيون عليه.. كان البعض يحدق فيه وكأنه قطعة لحم لا يريد أكثر من أن يلتهمه، وآخرون ينظرون إليه بريبة وشك، لكنه لم يهتم بهم حيث كان تركيزه على شيء واحد فقط -العثور على أي شخص من عشيرة هوان-.. كان بحاجة إلى إكتشاف مخبأهم الجديد، بحاجة للعثور على عشهم..

مرت نصف ساعة ، ومع ذلك لم يحصل جونغكوك على أي شيء.. كان قد أنهى مشروبين ودار حول الحانة بأكملها مرتين ومع ذلك، لا عشيرة هوان، لا وشوم، لا أحد مشبوه.

كان الدليل قد بهت.

قام جونغكوك بإبتلاع بقايا شرابه ، وكاد يكسر الكأس الزجاجي بالقوة التي صدمه بها على المنضدة من إحباطه قبل أن يخرج من الحانة.. أخذ نفساً عميقاً محاولاً تهدئة نفسه ، ومُذكّراً لها بأنه لا يزال أمامه باران آخران ليذهب إليهما.. قرر أن يمشي نحوهما حيث رأى بأنهما على بعد مبنيين من بعضهما البعض.. عبر الشارع سالكاً لطريق غير مألوف ، واستدار حول الزوايا، على أمل أن يرى شخصاً ربما يقوده إلى عش عشيرة هوان.

حينها سمع صرخة واضحة، "دعني وشأني!!".

في العادة ، هو كان يتجاهل هذه الأشياء ويترك الطبيعة تأخذ مجراها.. لم يكن جونغكوك أبداً شخصاً يتدخل في أعمال الآخرين.. لم يهتم بما فيه الكفاية.. الأشخاص الوحيدون الذين كان سيتدخل لأجلهم هم هؤلاء الذين يحتفظ بهم بالقرب من قلبه الأسود..لكن كان هناك شيئاً ما بخصوص هذا الصوت .. شيء مألوف.

اقترب من الصوت ، رافعاً غطاء سترته السوداء على رأسه وهو يبقيه منخفضاً ومندمجاً في الظل.

"إلى أين أنت ذاهب يا جميل؟".

"هيا،صغيري، أعطنا بعض السكر".

"ما الأمر ، يا حلوى القطن؟ هل أنت فوق مستوانا؟".

حلوى القطن.

لا.. لا يمكن أن يكون.

جيمين لن يكون هنا في وقت متأخر من الليل خاصة في هذا الجزء من المدينة.. لم يكن هذا مكاناً لشخص مثل جيمين.. كانت هذه أراضي جونغكوك.. هذا الجزء من المدينة لايأتيه أحد بعد حلول الظلام إلاّ إذا كان إما: منتشياً، أو في عصابة ، أو لديه نوعاً من الحماية أو المكانة بحيث لا يمكن لأحد أن يؤذيه.

تقدم جونغكوك ليمشى مقترباً بما يكفي حتى يتمكن من رؤية ما يجري ، والأهم من ذلك ، من كان الشخص الذي يضايقوه هؤلاء الأوغاد الأربعة السكارى .

شعر وردي.. دموع.

جيمين.

رأى جونغكوك اللون الأحمر.. لم يكن يريد شيئاً أكثر من سحب جيمين بالقرب منه وقتل هؤلاء المتسكعون الأربعة الذين تجرأوا على لمس ما كان له.

"اتركني وحدي!" ،سمع انتحابة جيمين، وصوته المتألم والمنكسر بينما الدموع تتساقط على خديه.

تقدم أحد الرجال إلى الأمام ، مما تسبب في تعثر جيمين للخلف بينما كان الثلاثة الآخرون يراقبون ويضحكون.. جونغكوك سيجعلهم يندمون على ذلك.. سيجعلهم يندمون على كل خطوة ملعونة قاموا بها.. سيتأكد من أنهم سيتذكروا قبضتيه على وجوههم والألم الذي سيتسبب به لهم لمجرد نظرهم إلى جيمين.

لقد رأى الخوف في عينيّ جيمين بينما كان الرجل يتقدم للأمام وكان هذا قاضياً بالنسبة له.

"قال لكم أن تتركوه وشأنه"،قال جونغكوك ، ويديه في جيبه ، فكه مشدود من الغضب ، بينما غطاء رأسه يخفي وجهه وشعره الغرابي يتساقط على عينيه.

كان الأمر كما لو أن نار الغضب استولت عليه..كانت تتقد بسبب انتحابات جيمين في الخلفية.. كل ما يتذكره هو اللون الأحمر الذي رآه.. سمع قبضتيه تلكم وهي عارية لتتلطخ بالدماء على جلده.. سمع زمجرات وآهات من اللكمات التي ألقاها،و الشيء التالي الذي عرفه أن جيمين كان يشد قميصه بينما هو يغلي واقفاً أمام الرجل الذي جعل جيمين يبكي.

كان سيقتله بقبضتيه العاريتين.

"كوك.."، سمع جيمين يقول بنعومة ، الألم والرعب يقطران من صوته.. استدار ورأى يد جيمين تقبض على غطاء رأسه الأسود ، "أرجوك ، لنذهب".

يا إلهي.. جونغكوك لم يكن يريد أكثر من جعل هذا الرجل يدفع الثمن،ولكن مع الطريقة التي علق بها الخوف في كل كلمة قالها جيمين ، والطريقة التي كان يرتجف بها في البرد وهو يطلب من جونغكوك المغادرة والدموع تنهمر على خديه.. لم يستطع جونغكوك أن يقول لا.

الشيء التالي الذي عرفه،هو أن جيمين كان في سيارته يرتجف في سترته التي غلفته .. كانت حرارة التدفئة على أعلى درجة وشعر جونغكوك بأنه على وشك التعرق ، لكن لم يكن أياً من ذلك مهماً.. جيمين كان يشعر بالبرد..كان خائفاً.. كان حزيناً.. وعلم جونغكوك أن السبب وراء ذلك هو أمر أكبر من هؤلاء الرجال الأربعة.

أراد أن يسأله.. أراد أن يسأله بشدة حتى يتمكن من إصلاح الأمر.. حتى يتمكن من رؤية ابتسامته التي أصبح مولعاً بها، ولكن بالطريقة التي كان ينظر بها جيمين من النافذة محاولاً إبعاد دموعه ، وقد تحوّل بعيداً عن جونغكوك ، وغطاء الرأس يخفي وجهه ، جعل لدى جونغكوك شعوراً بأنه لا يريد التحدث عن ذلك.. لكنه لم يستطع تحمل هذا.. لم يستطع تحمل رؤية جيمين حزيناً.

"جيمين" ، قال جونغكوك برقة ، وهو ينظر إليه بعينيه ، مبتعداً عن النظر إلى الطريق لثانية.

جيمين لم يقل شيئاً.

"هل تريد أن تسمع شيئاً آخر تعلمته في فصل العلوم؟"،سأله جونغكوك محاولاً تذكر ما قرأه على مواقع الويب المتعددة التي زارها وحفظ الحقائق منها.

جيمين لم يقل شيئاً.

أخذ جونغكوك هذا على أنه إشارة للمضي قدماً على أي حال ، في محاولة لملأ الصمت الذي اجتاح هذه السيارة حتى لا يفكر جيمين.

"هل تعلم أنك تحرق سعرات حرارية أثناء النوم أكثر مما تحرقه أثناء مشاهدة التلفاز؟"، قال جونغكوك ، وهو يلقي نظرة خاطفة على الصبي ذو الشعر الوردي ، لكنه لم يرى سوى نسيج السترة ذات القلنسوة ، "حقيقة أخرى طريفة - التمساح لا يستطيع إخراج لسانه".

"آه، والخنازير لا يمكنها النظر إلى السماء!" ،سارع بالقول حيث تذكر حقيقة أخرى.

شعر جونغكوك بالندم لعدم حفظه المزيد من الحقائق الطريفة..كان الصمت يعود تدريجياً إلى السيارة وهذا شيء لا يريده.

"الكاتشب كان يستخدم كدواء في الثلاثينيات"، جيمين قال بصوت ناعم لدرجة أن جونغكوك كاد أن يفوّته.

"حقاً؟"، سأل جونغكوك ، متفاجئاً أكثر من أن جيمين قد تحدث بالفعل بدلاً من حقيقة أن الكاتشب كان يستخدم لعلاج الأمراض.

"بدأت أعتقد أنك لم تتعلم هذه الأشياء في فصل العلوم".علق جيمين بصوت أجش من البكاء.

"لا يمكنك إثبات أي شيء"، رد جونغكوك بابتسامة.

"هل بحثت عنهم؟" ، سأله جيمين.

"أطالب بحقي في عدم الرد".

استدار جيمين أخيراً لينظر إليه ..عيناه حمراء وأنفه بظل قرمزي عميق ، وصوته منخفض وخشن ،  "شكراً لك، كوكي.. حقاً".

"لم أفعل أي شيء"، قال جونغكوك.

"أنت موجود دائماً عندما أحتاج إليك وأنا فقط...".بدأ جيمين وعينيه تمتلئ بالدموع مرة أخرى.

"إذا قلت لك حقيقة طريفة أخرى ، هل ستبتسم؟"، وجد جونغكوك نفسه يسأل.

"ماذا؟".

"إذا قلت لك حقيقة ، هل ستبتسم؟"،كرر له.

"سأحاول"، رد جيمين.

"ماذا عن نكتة؟".

"جونغكوك.."، تراجع جيمين ، متنهداً.

"نكتة إذاً!"، أعلن جونغكوك ، وهو يستدير إلى شارعه ويوقف السيارة.

عندما أطفأ المحرك وعادت الأضواء ، استدار جونغكوك لمواجهة جيمين ، محاولاً تذكر كل النكات السخيفة التي كان يُلقيها جين ويعذبه بها مع يونقي وهوسوك.

"لماذا يأكل الفرنسيون الحلزون؟"، سأل جونغكوك.

"آمم ، لا أعرف".

"لأنهم يكرهون الوجبات السريعة".

استغرق جيمين ثانية لاستيعاب تلك النكتة السخيفة قبل أن يبتسم..ارتفع خديه وكاد يصفع وجهه براحة يديه من عدم تصديقه لمدى سخافتها ،لكن جونغكوك لم يهتم لأن جيمين كان يبتسم.. لقد جعل جيمين يبتسم.. هذا هو الشيء الوحيد المهم.

"حسناً، هذه واحدة أخرى!"، قال جونغكوك ، والإبتسامة تنمو على وجهه وهو يراقب جيمين عن كثب.

"هل هي سيئة مثل الأولى؟"، سأل جيمين ،بابتسامه وعينيه منتفخة من البكاء.

"أسوأ"، حذره جونغكوك.

"أنا مستعد".

"ما نوع الموسيقى التي تخاف البالونات منها؟".

انتظر جيمين الجواب.

"موسيقى البوب".

قهقه جيمين ، ورمي رأسه للخلف بينما يندلع في ضحكة كاملة ..اتسعت ابتسامة جونغكوك لرد الفعل الذي أحدثته نكتته السخيفة وقام بتدوين ملاحظة ذهنية لإيلاء المزيد من الإهتمام لجين عندما يروي هذه النكات حتى يتمكن من إخبار جيمين بها ويسمع ضحكاته مرة أخرى. أصبح هذا هو صوته المفضل الجديد.صوته المفضل الوحيد. صوت سعادة جيمين.

نهاية الفلاش باك

~~~

جونغكوك سيفعل أي شيء على الإطلاق لرؤية ابتسامة جيمين.. كان هذا هو الإدراك الأول.

جونغكوك سيحمي جيمين من كل شخص ومن كل شيء حتى لو كان ذلك يعني بأن عليه أن يعرض نفسه للخطر لأجله.. كان هذا هو الإدراك الثاني.

كان على يقين من أن هذا لن يكون آخر إدراكاته ، خاصة عندما يتعلق الأمر بالصبي ذي الشعر الوردي الذي أصبح يهتم به، الذي أصبح مولعاً به.

وها هو الآن ، يُلقي نظرة خاطفة على غرفة النوم كل دقيقتين ويتأكد من أن جيمين آمن.. تذكر الطريقة التي أعطى بها ملابسه لجيمين، وكيف تلاشت ابتسامته بسرعة عندما أصبح بمفرده..تذكر كيف أنه بعد ساعة من ترك جيمين في غرفته ، قام للإطمئنان عليه ووجد دموعاً جديدة تجف على خديه بينما كان نائماً، وذلك عندما اتخذ قراراً بترك الباب مفتوحاً فقط في حالة بكاء جيمين مرة أخرى.. لن يترك جيمين بمفرده عندما يكون في أمس الحاجة إلى شخص ما.

ألقى نظرة أخيرة على جيمين للتأكد من أنه كان نائماً قبل أن ينتقل إلى علامتي تبويب التصفح اللذين فتحهما - أحدهما كان لأفضل 100 نكت سخيفة ، والآخر لحقائق طريفة.. كان يحاول حفظ أكبر عدد ممكن قبل أن يستيقظ جيمين ، فقط في حال احتاج إليها.

لم يتمكن جونغكوك من الذهاب إلى البارين الآخرين الليلة .. كان يعلم بأن جين ينتظر التحديث ، لكن لم يكن لديه ما يقوله له.. لم يستطع إخبار جين بالحقيقة حول سبب عدم وجود أي شيء يطلعه عليه.. لقد كان يعلم بالفعل أن جين لا يعجبه جيمين و لا يثق به بشكل خاص وهذا سيعطيه سبباً إضافياً لذلك.. كان يعلم أيضاً أن النظر إلى النكات والحقائق لم يكن بحثاً مثمراً تماماً ، ولكنه كان أفضل من لاشيء .. كان سيجد عذراً عن سبب عدم حصوله على تحديث لجين في وقت لاحق ، لكن في الوقت الحالي كان يتعلم كيف أن البعوض يقتل عدداً أكبر من البشر في عام واحد أكثر من أي حيوان آخر.

كان جونغكوك في منتصف حفظ حقيقته الخامسة حول كيف أن الماء الساخن يتجمد أسرع من الماء البارد عندما سمع حفيف الملاءات.. سرق نظرة سريعة على غرفة النوم فقط ليجد أن جيمين استيقظ.. بسرعة قام بتبديل علامات التبويب من الحقائق الطريفة إلى ما أرسله جين له حول عشيرة هوان..حاول أن يتصرف بلا مبالاة ، كما لو أن لا شيء يزعجه بينما يسرق النظرات من زاوية عينه إلى جيمين الذي نهض للتو من السرير ، وهو يفرك عينيه المنتفختين.

نظر جيمين إلى نفسه ، وإلى المحيط غير المألوف ليظهر ذعر طفيف عندما تذكر فجأة الأحداث التي وقعت الليلة الماضية.. أطلق تنهيدة صغيرة متساوية الحرج والحزن.. حدث الكثير في مثل هذا الوقت القصير ، وفوق كل ذلك ، لقد انهار بالكامل أمام جونغكوك..إذا لم يضر ذلك بغطاء قصته ، فلن يهم أي شيء آخر حقاً.. كيف ترك نفسه يفقد السيطرة هكذا؟!.

وقف ، وكاد قميص جونغكوك يصل إلى ركبتيه بينما يتوجه للإعتذار من جونغكوك، كي يخرج من منزله في أقرب وقت ممكن.. رأى باب غرفة النوم مفتوحاً و جونغكوك مستلقياً على الأريكة وهو يتصفح جهاز الكمبيوتر المحمول الخاص به بتعابير شديدة التركيز.. ما الذي كان يفعله؟.

مشى جيمين إلى جونغكوك ، وتنحنح.

"أوه ، أنت مستيقظ؟"، قال جونغكوك.

"أاه..نعم"، أجاب جيمين، وصوته لا يزال عميقاً من النوم وحلقه يؤلمه قليلاً من البكاء.

"كيف تشعر؟"، سأل جونغكوك بصدق وهو يستدير لمواجهة جيمين.

جيمين تراجع متفاجئاً قليلاً من الإخلاص والإهتمام الظاهران في صوته، "أفضل الآن،  شكراً".

مرت لحظة من الصمت قبل أن يبدأ جيمين، "جونغكوك ، أعلم أنني كنت أقول هذا كثيراً، لكن حقاً أنا أشكرك على الليلة الماضية وبصراحة ، بدونك...".

"لا تفعل"، قاطعه جونغكوك بهزة صغيرة في رأسه ، "حقاً، جيمين ، لا تشكرني.. لولاك لكنت بصراحة في السجن بتهمة القتل".

"ماذا؟".

"كنت سأقتله ، جيمين"، أخبره جونغكوك ، بصوت منخفض وجاد ، "لو لم توقفني ، لكنت قتلته حقاً".

سقطت عينيّ جونغكوك على معصم جيمين ، وكدمات تشبه أطراف الأصابع تتناثر في المنطقة المحيطة به.. وجد نفسه يمد يده ويأخذ معصم جيمين برفق في قبضته ..تأرجحت أصابعه فوق الكدمات ، كما لو أن لمسته يمكن أن تجعل البقع الأرجوانية والزرقاء تختفي.

"أنا بخير"،قال جيمين بنعومة.

"لا ينبغي أن تكون هذه هنا"، قال جونغكوك ، والغضب يتصاعد من جديد ، "ما كان عليك أن تمنعني".

"الكدمات تتلاشى"، أخبره جيمين.

جونغكوك لم يحب الكدمات.. ليس عليه ، وبكل تأكيد ليس على جيمين.

"سوف يتلاشون بعيداً ، جونغكوك"، كرر جيمين، ملاحظاً الطريقة التي لم تتحرك بها عينيّ الرجل ذو الشعر الغرابي من على الكدمات أبداً ، وإبهامه يفرك برفق فوقها، "أعدك هي لا تؤلمني".

"لا ينبغي أن تكون هنا".

"إنه درس"، قال جيمين بابتسامة صغيرة مطمئنة ، "إنه مثل حافز للتدريب بقوة أكبر ، حتى لا يحدث هذا مرة أخرى.. في المرة القادمة ، سأكون أقوى ولن يحصلوا عليّ".

"كان يجب أن تدعني أقتله"، قال جونغكوك ،وأخيراً قابل عينيّ جيمين.

"أفضل عدم زيارتك في السجن"، أغاظه جيمين.

"لدي أصدقاء في مناصب عليا ، جيمين"، قال له، "لن يكون السجن حتى خياراً متاحاً".

"حسناً، لقد انتهى الأمر الآن وليس هناك فائدة من الحديث عنه"، علق جيمين، وهو ينتزع معصمه من قبضة جونغكوك ، لتلتف يده الأخرى على الكدمات متجاهلاً الطريقة التي صرخت بها بشرته كي يلمسه جونغكوك مرة أخرى.

"ألا تؤلمك؟"، سأله.

"ولا حتى قليلاً"، جيمين كذب.

"جيمين ، أنا...".

"هيي ، كيف التقطت صورة وشوم هؤلاء الرجال؟"، سأل جيمين ، وعيناه تسقط على الشاشة الساطعة للكمبيوتر المحمول والتي استضافت الجمجمة المتصدعة مع تاج مزين في الأعلى ، بينما يميل قليلاً إلى الأمام.

"ماذا؟"،سأل جونغكوك ، ورأسه تحول بسرعة إلى الكمبيوتر المحمول.

"لم ألاحظ أنك أخرجت هاتفك الليلة الماضية...".

"هل أنت متأكد من أن هذا الوشم كان على ذلك الرجل؟"، سأل جونغكوك.

"نعم ، أتذكر رؤيته عليه.. كان على ذراعه اليمنى".

"كم عدد خرزات التاج؟"، سأل جونغكوك.

"ثلاثة".

"هل كان فقط عليه أو على الرجال الثلاثة الآخرين؟".

"كان ذلك عليهم جميعاً"، أجاب جيمين، "ماذا....".

"جيمين ، هل أنت متأكد تماماً من أنك رأيت هذا الوشم بالضبط عليهم؟"، سأله جونغكوك مجدداً.

"نعم، ولكن لماذا؟" تساءل جيمين مرتبكاً ، "ماذا يعني هذا الوشم؟".

قام جونغكوك بسحب هاتفه ، في حاجة إلى إرسال رسالة نصية إلى جين.

"بعد الليلة الماضية أنا متأكد من أنني أستحق تفسيراً على الأقل!" ، احتج جيمين، مستخدماً بطاقة الذنب مع علمه أن ذلك سيجعل جونغكوك يخبره.

وهذا ماحدث.

وضع جونغكوك هاتفه جانباً ، ولم يكن قد وصل حتى إلى حد فتح تطبيق الرسائل.. اندفع الشعور بالذنب من خلاله وهو ينظر إلى جيمين ، وعيناه تسقطان على الفور على معصميه والكدمات الداكنة الواضحة.

"اجلس، سأشرح كل شيء"، قال جونغكوك.

جلس جيمين على الأريكة بجانبه ، مديراً جسده ليواجه جونغكوك بينما الرجل ذو الشعر الغرابي ينقل الكمبيوتر المحمول إلى طاولة القهوة أمامه.

"عشيرة كيم ليست العصابة الوحيدة في المدينة"، بدأ جونغكوك، "هناك آخرون.. هناك مجموعات أصغر ، وعصابات بدأت للتو.. هناك عشائر قوية ، لكن الأغلب هم الأضعف، ما أعنيه بالمجمل أن هناك آخرون.. تعد عشيرة كيم واحدة من أكبر وأقوى العصابات في المدينة وأكبر منافس لها هو عشيرة هوان".

"الوشم؟"، سأل جيمين ، مدركاً الآن فقط مقدار الخطر الذي تعرض له الليلة الماضية.

"الوشم هو رمز لعشيرة هوان.. بمجرد أن تحصل عليه فهذا يعني أنه لا يمكنك الخروج من عصابتهم أبداً.. كلما زاد عدد الخرزات على التاج ، كلما زادت رتبتك في العصابة"، وضح جونغكوك، "لدى عشيرة كيم وشم خاص بهم أيضاً.. إنه رمز للولاء..بشكل عام لكل عصابة وشم خاص وهم يتعاملون مع هذا الأمر بجدية بالغة.. إذا خنت العصابة في أي وقت ، فإن أول شيء سيفعلونه هو سلخ الوشم من جلدك".

"مثل رطل من اللحم.." ، تمتم جيمين ، "أنا متأكد من أن شكسبير سيكون فخوراً ، لكن ماذا تريد عشيرة هوان؟".

ملاحظة: ماقصده جيمين هو الإشارة إلى مسرحية الكاتب الإنجليزي وليام شكسبير- تاجر البندقية- والتي اتفق بها التاجر على أخذ رطلاً من لحم الشخص في حالة عدم سداد الدين..

"إن التنافس بين عشيرة هوان وعشيرة كيم يعود إلى سنوات عديدة ماضية.. حتى قبل أن يتولى جين منصب والده"، شرح له ، "عندما توفي والد جين ، اعتقد الجميع بأن زعيم عشيرة هوان هو من فعل ذلك ، لكنه لم يفعل..بل على العكس لقد ساعد جين في الواقع في العثور على القاتل الحقيقي، ومنذ ذلك اليوم فصاعداً، تم عقد معاهدة سلام من نوع ما بين العشيرتين، لكن مؤخراً الأمور ... حسناً ، دعنا نقول فقط أن التوترات في تصاعد مستمر وبدأت المعاهدة في الإنهيار".

"لماذا؟".

"الشخص الذي طعن هوسوك كان من عشيرة هوان"، قال جونغكوك ، "و وجدنا أن الزعيم الجديد للعشيرة -جيهوان- هو من أمر بإسقاط أحد أفراد عصابتنا لكننا لم نعرف من المُستهدف الحقيقي.. كان هوسوك مجرد ضرر جانبي".

"إذاً.. الليلة الماضية...".

"لم يكونوا في الخارج للنيل منك"، أخبره جونغكوك وهو يهز رأسه، "إنهم لا يعرفون حتى أنك في النادي".

"أنا متأكد من أنهم يفعلون الآن"، قال جيمين ، "مع تدخلك لإنقاذي وكل شيء".

"هم على الأغلب كانوا ثملين جداً بحيث لن يتذكروا أي شيء"، طمأنه ، "بالإضافة إلى من سيصدقهم على أي حال.. لدي سمعتي".

"أوه ، أنا مدرك لذلك"، تمتم جيمين ،"جي كي الذي لا يهزم".

"هذا وأكثر"، علق جونغكوك بابتسامة ساخرة.

"هل يمكننى أن أسألك شيئاً؟".

"لم أفكر بك أبداً كشخص يطلب الإذن"، مازحه ، "ولكن نعم ، اسأل".

"قلت بأن كل عشيرة لديها وشم"، قال جيمين، "لم ليس لديك واحد؟".

"فكر بي كعضو فخري في العصابة"، وضح جونغكوك ، "ما زلت جزءًا منها ، بمعنى يعرفني الجميع كجزء من عشيرة كيم ، وأنا أساعد في الامور التي يحتاجني بها جين أو أي شخص آخر ، أعتقد أنه يمكنك تسميتي ، "مجند بالكامل" حتى الآن".

"هل هناك تجنيد؟".

"نوعاً ما".

"ويونقي وهوسوك وجين فعلوا ذلك؟"، سأل جيمين.

"جين كان مختلفاً قليلاً عنا مع كونه القائد وكل هذا ، لكن نعم ، تم تجنيدنا جميعاً".

"إذاً، كلهم ​​لديهم وشوم عداك؟"،سأل جيمين.

"كل واحد منهم".

"ما هو وشم كيم على أي حال؟".

"خنجر بثعبان الكوبرا ملتفاً حوله"، أجاب جونغكوك ، "وحرفي -ع ك- على المقبض".

"هل يجب أن تكون جميع الأوشام في نفس المكان؟"

"ماذا؟".

"كل الرجال الذين رأيتهم بالأمس كانت وشومهم على أذرعهم اليمنى"، أشار جيمين ، "لذا ، هل يجب أن تكون جميع الأوشام الخاصة بكل عشيرة في نفس المكان؟".

"لا"، أجاب وهو يهز رأسه ، "لا يهم أين هو طالما أنه لديك.. لكنني أعتقد أنني أعرف لماذا اختاروه هناك"

"لماذا؟".

"إذا صادف بأنهم أغضبوا زعيمهم ، أو خانوا عصابتهم بأي شكل من الأشكال.. فإن رطل اللحم سيكون أقل إيذاءً"، شرح جونغكوك.

"أ..أوه"،  تلعثم جيمين.

"هل انتهيت من العشرين سؤالاً، أم لديك المزيد؟"، سأل جونغكوك بابتسامة متسلية.

"واحد آخر".

"ماهو؟".

"هل سيغضب جين لأنك أخبرتني؟"، سأل جيمين.

"هو يعلم بأنك تعرف"، أجابه جونغكوك ، " لقد أخبرته بالأمس".

"و؟".

"وسيستغرق الأمر بعض الوقت حتى يثق بك ولكن هذا ليس خطأك.. جين فقط متشكك في الناس بشكل عام.. ولكن بمجرد أن يتعرف عليك فسيكون أفضل صديق ستحصل عليه على الإطلاق"، قال جونغكوك.

"بدأت أعتقد أن أفضل الأصدقاء غير موجودين" ، تمتم جيمين في نفسه ، وكان تايهيونغ يعبر ذهنه.

"هل يمكنني أن أطرح عليك سؤالاً الآن؟"،  سأل جونغكوك ، وقد لاحظ التغيير في تعابيره.

"هذا عادل فقط"، أجاب جيمين وهو يتحول في مقعده.

"ماذا حدث الليلة الماضية؟"، سأل جونغكوك ، "ولماذا كنت في ذلك الجزء من المدينة على أي حال؟".

"ذهبت للقاء تاي".

"صديقك المفضل؟"، سأله.

"لست متأكداً مما نحن عليه بعد الآن"، رد جيمين بابتسامة حزينة.

"هل نريد أن نتحدث عن ذلك؟"، سأل جونغكوك بنعومة.

كانت غريزة جيمين الأولى هي الرفض.. كانت غريزته الأولى هي الركض.. لم يكن هذا جزءًا من الخطة.. كانت الخطة هي اكتشاف أكبر قدر ممكن من المعلومات حول هذا العالم الخفي، وقد أصبح لديه بالفعل الكثير للعمل معه.. إذا أراد ،فيمكنه فقط العودة إلى المنزل الآن وكتابة كل ما يعرفه وينشره.

لكنه لم يفعل.. وجد نفسه لا يريد التحرك من الأريكة.

حقاً، لقد أراد فقط الإقتراب من جونغكوك.. أن يكون هنا..أن يتواجد فقط معه،  بعلمه أن جونغكوك يريد حمايته وأن يرى النظرة الناعمة في عينيه..

"نعم"، وجد جيمين نفسه يقول ، "أنا أريد ذلك".

"لدينا الليل بأكمله"، قال له جونغكوك بابتسامة ناعمة.

ياإلهي ما خطبه؟! جونغكوك لم يكن بهذه الليونة من قبل! لكن بالنظر إلى الصبي ذي الشعر الوردي الآن ، لم يكن يريد شيئاً أكثر من إمساكه وإخباره بأن كل شيء سيكون على ما يرام.. أراد أن يستمع لمشاكله وأن يكون بجانبه.. كان هناك شيء عن بارك جيمين من شأنه أن يجعله يُحرك الجبال ويذهب إلى أقاصي الأرض إذا كان ذلك يعني بأنه لن يضطر أبداً إلى رؤية الدموع في عينيه مرة أخرى.

"بإختصار..التقيت مع تاي الليلة الماضية بالقرب من حانة بالقرب من المركز 57.. اعتقدت أننا سنتحدث عن الأمر ونضع كل شيء خلفنا.. لكن هذا لم يحدث"، قال جيمين ساخراً بمرارة،  "لقد أصبح الأمر قبيحاً حقاً ، وبسرعة جداً.. قال لي بعض الأشياء التي كانت ...مؤذية جداً جداً، ولم أستطع أن أكون معه بعدها لذا غادرت.. أعتقد أنني كنت منغمساً في ذهني لأن الشيء التالي الذي عرفته أنه يتم مناداتي من قبل رجل مخمور وأصدقائه.. بصراحة ، كان هناك الكثير من الأشياء تحدث في وقت واحد وأعتقد أن هذا هو السبب في أنني انهرت فقط".

"ليس عليك أن تكون قوياً طوال الوقت ، كما تعلم"،أخبره جونغكوك.

"هذا قادم منك؟"، قال جيمين ، وضحكة صغيرة هربت منه.

"لدي لحظاتي"، أخبره جونغكوك.

"إذاً، دكتور فيل ، ماذا تعتقد بأن عليّ فعله؟"، سأل جيمين بتنهيدة.

"إنه أفضل صديق لك لسبب"، أجابه ، "أنا متأكد من أن أيا منكما لا يريد أن يفقد هذه الصداقة.. بالتأكيد ، قيلت بعض الأشياء المؤذية، لكنها قيلت من منبع حب .. لا يوجد أفضل صديق يتمنى سوء النية لصديقه ، وأنا متأكد من أن تاي لا يريد ذلك لك.. إذا كان هناك أي شيء ، فمن المحتمل أنه كان يريد رعايتك لكن كلماته فقط لم تخرج بشكل صحيح.. لا تتخلى عنه ، وبالتأكيد لا تتخلى عن صداقتك".

"كان هذا ..." ، قال جيمين متخلفاً، محاولاً العثور على الكلمات الصحيحة ، "عميق بشكل غريب".

"هل كنت تتوقع شيئاً آخر؟".

"قليلاً ، نعم"، اعترف جيمين ، "أنت كما تعلم فقط.... أنت في عصابة وأنت ملاكم ، ولديك كل هالة الولد السيء.. لم أكن أتوقع خطاباً حقيقياً للدكتور فيل".

"هل شاهدت فيلم شريك من قبل؟"،  سأله جونغكوك فجأة.

"من لم يشاهد شريك؟".

"حسناً، فكر بي كشريك".

"هل تريدني أن أفكر فيك كغول؟"، تساءل جيمين ، "هل هذا نوع كينك لديك أم...".

"لا! قصدت بأن لديّ طبقات! تماماً مثل شريك!"، قال جونغكوك وهو يقلب عينيه.

"في الماضي كان الناس لديهم كينكات طبيعية"، أغاظه جيمين.

"شريك ليس كينك!".

"هل هذا مستنقعك؟ هل ستخبرني أن أخرج منه؟"، جيمين أغاظه أكثر ، "أوه ، هل لعب الأدوار هذا يثيرك فقط ، سيد شريك؟".

"لم أندم أبداً على قرار أكثر من هذا في حياتي" ، تمتم جونغكوك.

"هل أكون دونكي أم فيونا؟".

"دونكي، لأنك كالمؤخرة".

انفجر جيمين في ضحك كامل ، ملقياً رأسه للخلف وشعره الوردي يتناثر على الأريكة الناعمة.. جونغكوك لم يستطع إلاّ أن يبتسم له.

وذلك عندما حصل جونغكوك على إدراكه الثالث.

إذا كان سيكون ليناً لأي شخص ، فسيكون فقط لبارك جيمين.. لجيمين خاصته.

***

جين كان يجلس وهوسوك بجانبه في مكتب يونقي الذي كان مركزاً على الكمبيوتر أمامه.

"لقد حان وقت الظهيرة تقريباً، أين جونغكوك؟ إنه لا يفوّت التدريب أبداً"، تساءل جين ، متكئاً على الكرسي وهاتفه في حضنه.

"سوق يعوضه لاحقاً"، قال يونقي ، دون أن يرفع عينيه عن الشاشة وهو يتصفح المستندات التي كان عليه أن يشرحها لجين، "لقد قال بأن لديه شيئ ما".

"مع جيمين أنا متأكد"، تمتم جين ، ساخراً تقريباً.

"هيا ، جين"، تدخل هوسوك بابتسامة، "لقد أخبرت جونغكوك بأنك ستمنحه فرصة".

"ماذا؟".

"قلت إنك ستمنح جيمين فرصة"، كرر هوسوك ، "كما تعلم ، بعد أن أخبرك بأن جيمين يعرف بأمر العصابة".

"كيف بحق الجحيم تعرف ذلك؟"، سأل جين.

"جونغكوك لا يخبىء أي شيء عني أبداً" ، انطلق يونقي قائلاً، بابتسامة رضى تنبت على وجهه.

"ويونقي يخبرني بكل شيء"، قال هوسوك وهو يرفع يده ليونقي الذي ضرب كفيهما معاً.

"أنتما مقرفان يا رفاق"، علق جين ، وهو يجعد وجهه.

"وأنت فقط غيور"، أغاظه هوسوك.

"من ماذا؟"،  سأل جين،  "لدي حبيب".

"وماذا لو لم يحبه أحدنا؟ كيف ستشعر عند ذلك؟"،قال هوسوك ، مصرحاً اكثر من كونه سائلاً.

"هذا مختلف"، أصر جين.

"وكيف ذلك؟".

"جيمين لا يواعد جونغكوك. لكن أنا أواعد نامجون".

"وماذا لو تواعدا؟ أعني ، لقد رأيت الطريقة التي يتواجدان بها باستمرار حول بعضهما البعض ، أليس كذلك؟"، سأله يونقي.

"لقد التقيت به مرة واحدة فقط ويمكنني بالفعل ملاحظة مدى اختلاف جونغكوك معه"، أضاف هوسوك.

"كل ما أقوله هو أننا لا نعرف جيمين جيداً"،جادلهما جين.

"نحن نعرف جيمين أكثر مما نعرف نامجون"، أشار يونقي.

مرت بينهم دقات صمت قبل أن يطلق جين تنهيدة.

"حسناً" ، استسلم متمتماً وهو يقلب عينيه ، "سأتساهل مع جيمين.. سأعطيه فرصة".

"الآن ، هل كان ذلك صعباً جداً، جيني؟"، هدل هوسوك.

"أنا أكرهك حقاً"، قال جين.

"يقول ذلك الشخص الذي كاد يبكي عندما رآني في المستشفى قبل يومين".

"اخرس"،تمتم جين ، وهو يتفقد هاتفه شاعراً بأذنيه تسخنان من الإحراج.

"هل يمكننا العودة إلى العمل الآن؟"، سأل يونقي.

"لماذا تريد دائماً القيام بالعمل في مكتبك؟"، قال هوسوك.

"إنه مكتب،سوك"، رد يونقي بثبات ، "ماذا سأفعل غير ذلك؟".

"تفعلني أنا"،  اقترح هوسوك.

"أوه؟ أعني إذا كنت تريد يمكننا....".

"هل يمكن لهذا الإنتظار؟!"،  كاد جين أن يصرخ ، "يا إلهي! أنتما يا رفاق....".

قاطع صوت هاتفه كلماته ، بينما تحركت عيناه لأسفل لقراءة الرسالة.. صمت مركزاً على الرسالة والرسالة فقط.

"جين ، ما الخطب؟"، سأل يونقي مستشعراً توتره.

"يجب على أن أذهب"، وقف.

"لماذا؟ ما حدث؟"، سأل يونقي.

"لا شيئ".

"جين!"، أصر يونقي، وصوته قد أصبح أكثر جدية الآن.

"قبل يومين ..وجدت هذا الدليل"، بدأ جين بالشرح ، "وأعطيته لجونغكوك كي يتعقبه".

"لم يخبرني بأي شيء عن الدليل.."، قال يونقي ، متخلفاً.

"قلت له أن لايفعل"، اعترف جين ، "أنت كنت قلقاً على هوبي ولم أرغب في رفع آمالك".

أصبح فك يونقي مشدوداً.

"كوك صبي جيد"، أخبره جين، "هو لم يرد أن يكذب عليك وقال بأنه إذا سألته عن أي شيء ، فسوف يعترف على الفور".

"وماذا في ذلك؟ هل وجد أي شيء؟"، سأل هوسوك.

أومأ جين برأسه ، "يتعلق الأمر أيضاً بسبب تأخره".

"هل تأذى؟".

"لا".

"أين هو؟"، سأل يونقي على الفور.

"في المنزل"، أجاب جين ، ليضيف، "مع جيمين".

"جيمين؟"، استغرب هوسوك.

"اسمع، اتصل بكوك.. دعه يشرح لك"،  قال جين ، وهو يمشي إلى الباب ، "علي أن أذهب".

نهض هوسوك على الفور، "أنا قادم معك".

"لا"، اعترض جين مباشرة ، "لقد خرجت للتو من المستشفى قبل 24 ساعة فقط! لا يوجد طريقة في الجحيم بأن....".

"لن يكون هناك أي قتال بالنظر إلى حقيقة أنك ستذهب بمفردك.. أنت لا تحمل سلاحك معك!".

"هوبي ، لا!".

"أنا ذاهب وهذا كل شيء"، أصر هوسوك ، "أنا لست يدك اليمنى من أجل لا شيء ، كيم سوكجين".

نظر جين من فوق كتف هوسوك إلى يونقي، كما لو كان يطلب الإذن منه.

"هوبي ..." نادى يونقي بهدوء.

"ساكون بخير"،  قال هوسوك مستديراً لمواجهته، "سنقوم فقط بفحص الدليل".

"أنت لا تعرف حتى ما هو!"، سخر جين.

"ما هو إذاً؟ إلى أين أنت ذاهب؟"، سأل هوسوك.

"إلى جيهوان".قال جين بصراحة.

اجتاح صمت متوتر الغرفة.

"ما زلت تريد المجيء؟"، سأله.

"هل عرفت أنني قد تراجعت عن قتال من قبل؟".

تنهد جين ، وأومأ برأسه موافقاً قبل أن يلتفت إلى يونقي، "إذا لم تسمع منا خلال ساعتين ,اتصل بجونغكوك وأخبره أننا في ورطة".

***

اوقف جين السيارة في شارع بعيد، مغلقاٌ المحرك بينما يستدير محدقاُ في هوسوك.

"لم يفت الأوان على التراجع الآن" ،أخبره جين.

"أنا لم أصبح يدك اليمنى بالتراجع عن أي شيء"، رد هوسوك بغرور.

"هل أنت متأكد من هذا؟"، سأل جين للمرة الأخيرة ، "جروحك لم تلتئم بالكامل بعد".

"لقد حصلت على الغرز منذ أيام ، جين!".

"لقد خرجت من المستشفى بالأمس ، هوبي!".

"نحن نضيع الوقت"،قال هوسوك ،"هل نحن ذاهبان أم لا؟".

وصل جين إلى صندوق القفازات ، وأخرج سكيناً ومسدساً صغيراً، "اختر ماتشاء".

"أنا عاهر سادي"، قال هوسوك بابتسامة، وهو يأخذ السكين الذي كان مغمداً في حامله وعلقه في جوربه بحذر.

"هذا ما يقوله لي يونقي، على أي حال"، تمتم جين وهو يمسك المسدس.

"أوه، هل يتحدث عن حياتنا الجنسية؟"، سأل هوسوك.

"أنا نادم لتعلمي كيفية التحدث وفهم اللغة"، تمتم جين عند خروجه من السيارة ، "أنا أفعل ذلك حقاً".

"انتظر جين!" ،قال هوسوك، وهو يخرج أيضاً ، "ماذا يقول عن حياتنا الجنسية؟ لأن هناك أمر واحد أريد حقاً أن أجربه معه ولكني لست متأكداً....".

"هوبي! هل أبدو مثل الشخص الذي تجري معه هذه المحادثة؟!"، سأل جين.

"صحيح..." قال هوسوك ، متخلفاً، "هذه ليست محادثة مخصصة لمن يكونون بالأسفل".

"الأسفل!"، شهق جين ، "أنا لست بالأسفل!".

"نعم بالتأكيد ، وأنا لا أملك كينك دادي" ، سخر هوسوك، "حان الوقت للتوقف عن الكذب على أنفسنا ، جين".

"أريدك أن تعلم بأن نامجون وأنا...".

"ششش ، جين! نحن في مهمة! ركز!" ، أخبره هوسوك ، وبريق خبيث في عينه بينما يسير أمام جين.

"أنت تمضي في الطريق الخطأ ، أيها الوغد!".

"هذا ما قاله يونقي لي" ، قال هوسوك بابتسامة شريرة وهو يتبع جين.

"هذه المحادثة لم تنته بعد!".

"تبدو مثل يونقي عندما يكون شقياً"، علق هوسوك.

"لم أكن بحاجة إلى معرفة ذلك".

"أوه ، إذا لم تنته هذه المحادثة ، فمن الأفضل أن تعتاد عليها".

تابعا المشي مع جين يقود الطريق ، ولم يكن لديهما سوى اتجاهات غامضة في رأسه حول المكان الذي قد يكون فيه عش هوان.

"هل هذا دم جاف على الأرض؟"، سأل هوسوك وهو يحدق في البقع الداكنة التي لطخت الرصيف الرمادي الفاتح.

"هذا هو المكان بالتأكيد"، رد جين، وعيناه تفحصان المنطقة على الفور.

"لنذهب إذاً"، أعلن هوسوك  وهو يمشي نحو المدخل ، لكن جين سحبه إلى الخلف.

"سوك".

"ماذا؟".

"اسمع"،  بدأ جين، بصوت منخفض وجاد.. عرف هوسوك أنه لا يلعب، لقد خرجت جميع النكات على الفور من النافذة ، كما لو تم الضغط على الزر فقط.

"ما الأمر؟".

"إذا حدث أي شيء ، وأعني أي شيء ... عليك ان تركض.. اركض بأسرع ما يمكن وابتعد عن هذا المكان"، قال جين ، وهو يضع مفاتيح السيارة في يده ، "لا تقلق علي ، حسناً؟ فقط اركض".

بدا هوسوك كما لو كان سيحتج ، لكن جين قطعه قبل أن يتمكن من ذلك،"هذا أمر"، قال بصوت صلب ويقطر بالسلطة

شدد هوسوك قبضته حول المفاتيح ووضعها في جيبه ، مدركاً تماماً كيف كان حامل السكين في جوربه يخدش كاحله بخفة مع كل خطوة يقوم بها أثناء دخوله إلى الحانة بجانب جين.

عزفت موسيقى هادئة في الخلفية بينما كانت رائحة الويسكي القوية والسجائر تتطاير في الهواء.. كان البار في الغالب من الخشب ، مضاء بسطوع أكثر مما لو كان في الليل.. كان بإمكان هوسوك رؤية الناس هنا وجميعهم يعرضون وشومهم بفخر ، وخرزاتهم المختلفة على التاج ، في حين أن بعضهم لا يحتوي وشمه حتى على أي خرز.. ومن جهة أخرى كان هناك وشم هوسوك حيث التفت الكوبرا حول السكين بالحروف الجريئة لـ ع ك عند مقبض الخنجر على ساعده بطريقة لا يمكن تفويتها.

"حسناً، حسناً،حسناً" ، ظهر صوت مزدهر أسكت الموسيقى على الفور تقريباً، "إذا لم يكن هذا صديقي العزيز ، كيم سوكجين ، مع خادمه".

"جيهوان"، حيّاه جين باقتضاب.

"لمن أنا مدين بهذا الشرف؟"، قال جيهوان ،مصرحاً أكثر من سائل ، وهو يمشى نحوهما ومعه كأس من الويسكي في يده ، ونصف سيجارة في الأخرى.. كان قميصه الأبيض مدسوساً في بنطاله الجينز الممزق ، ولديه حزام بني يربط كل شيء معاً.. أطفأ السيجارة على خشب إحدى الطاولات ، وألقى بها بلا مبالاة بينما أخذ رشفة من شرابه.. وشم التاج المصمم بالكامل كان يطل من قميصه الأبيض ، إلى جانب الخطوط العريضة الباهتة للجمجمة.

"ألا يمكن لصديق أن يأتي للزيارة؟"، سأله جين.

"بالطبع يمكنك ذلك! أنت دائماً موضع ترحيب هنا!"، أجاب جيهوان وهو يقف أمامهما الان.

كان أقصر من  جين وهوسوك ، لكنه يُقدم نفسه بطريقة تقارب طولهما، حيث ما كان يفتقر إليه في الطول عوض عنه بالعضلات.. كانت العضلة في ذراعه تتأرجح من القميص الأبيض الضيق جداً عليه تقريباً ليظهر أفضل ملامحه.. كان شعره البني الداكن مفترقاً إلى جانب واحد ، وقد تساقطت خصلات من الشعر على جبهته حيث تكاد تصل إلى عينيه..

"إذاً ، ما الذي يمكنني تقديمه لكما؟"، سأل وهو يأخذ رشفة أخرى أكبر من الويسكي..

"نحن بخير. شكراً"، رد جين باقتضاب.

"ماذا؟ لا مشروبات؟".

"الوقت مبكر قليلاً، ألا تعتقد ذلك يا هوان؟"، سأل جين.

"ليس من السابق لأوانه أبداً الحصول على ويسكي جيد ، جين"،  قال له، "ألم يعلمك والدك ذلك أبداً؟".

امتص جين نفساً حاداً ، وأغلق فكه على الفور تقريباً في مكانه.

"إذاً ، إن لم تكن هنا لتناول مشروب ، فلماذا أنت هنا بالضبط؟"، سأل جيهوان بابتسامة وهو يعلم بأن له اليد العليا.. بعد كل شيء ، هما على أرضه.

"أنا هنا لأطلب منك مراقبة أتباعك الصغار"، جين كاد بيصق حيث صبره ينفذ ،خاصة من بعد ذلك التعليق عن والده.

"ماذا الأن؟"، سأل بانزعاج تقريباً.

"دعنا نقول فقط أنه إذا هاجم أحد أتباعك الصغار أياً، وأعني أياً من أعضائي مرة أخرى ..." قال جين متخلفاً ، "دعنا نقول فقط أنني سأقوم بشحن قطعهم إليك لفترة طويلة جداً".

"أوه، يا إلهي ، كم تغير كيم سوكجين"، علق جيهوان ، "أنا منبهر تقريباً".

"ما زالت لدينا معاهدة يا هوان"، ذكره جين ، "لا يمكنني أن أكون الوحيد الذي يحافظ على جانبي من الصفقة".

"أتعلم ماذا ،جين"، بدأ جيهوان، "دعنا نرتقي قليلاً ، حسناً؟".

"ماذا؟".

"هيا ، لا يمكنك أن تكون جاداً.. لم يلتزم أياً منا بالمعاهدة ، أليس كذلك؟".

"أنا أعلم بأنني فعلت".

"هذا هراء وأنت تعرف ذلك "،قال جيهوان بجمود،"لا تجعلني أذكرك بالمخدرات التي قمت ببيعها على أرضي ، وحقيقة أنك كنت تصطاد أعضائي".

"أنا لم أفعل الهراء ، هوان!"، كاد جين أن يصرخ.

"قل ذلك للعشرين مجنداً الجدد الذين حصلت عليهم قبل ثلاثة أشهر ، والملايين التي كان بإمكاني جنيها من مبيعات المخدرات، كيم!".

"ليس خطئي بأن عصابتك قذرة وأن مخدراتي أنقى ، أيها الوغد"، قال جين من خلال أسنانه القاسية.

"دعنا نحسم هذا مرة واحدة وإلى الأبد.. أحد رجالك ، ضد واحداً من رجالي..ليلة النزال بعد ثلاثة أسابيع من الآن"،عرض جيهوان.

"وعلى ماذا نتراهن؟".

"انتهاء المعاهدة والفائز سيحصل على كل شيء"، عرض جيهوان وهناك بريق في عينيه.

"كل...بمعنى؟".

"العصابة ، الأعضاء ، المال ، المخدرات .... كل شيء".

"مستحيل بحق الجحيم!" ،صرخ جين.

"هل أنت خائف من الخسارة، كيم؟"، استفزه.

"المعاهدة منتهية منذ فترة من الوقت وكلانا يعرف ذلك يا هوان"، زمجر جين.

"إذاً..نراهن على العصابات"، قال له ، "إذا فزت ، ستحصل على إمبراطوريتي ، وإذا فزتُ أنا ، فسأحصل على إمبراطوريتك".

"جين ..."، تمتم هوسوك بجانبه

"نحن بحاجة إلى قواعد"، قال جين ، وهو يفكر ملياً بالخيارات.

"أنت حقاً ابن والدك"، تمتم جيهوان.

"كنت أتمنى أن أقول نفس الشيء عنك، أيها الوغد"، بصق جين ، والسم يقطر من كلامه.

"ما هي القواعد الخاصة بك ، إذاً؟"، سأل متجاهلاً هذا التعليق.

"رقم واحد - لا تلاعب".

"موافق".

"اثنان - أنا سأحدد وقت ومكان النزال".

"ثلاثة - لا تعدي على أراضي الآخر" ،قال جيهوان على الفور.

"هذا ينطبق عليك أيضاً!"، حذره جين.

"أربعة - نلعب ثلاث جولات"، قال جيهوان.

"خمسة - من الآن وحتى موعد النزال ، المعاهدة مستمرة.. هذا يعني السلام بين كلتا العصابتين وينطبق أيضاً على أتباعك القذرين.. إن تأذى أي من أعضائي فهذا الأمر برمته سيُلغى"، قال جين.

"اعتبره حصل"، قال جيهوان وهو يمد يده، "اتفقنا؟".

"اتفقنا".

"إنه لمن دواعي سروري دائماً التعامل معك ، كيم"، قال جيهوان بابتسامة ساخره.

جين دفع هوسوك برفق ، وأخبره أن الوقت قد حان للمغادرة.

"أوه، وجين".

"ماذا الان؟"

قد ترغب في إلقاء نظرة على نزال الغد الرئيسي ضد صبيك جي كي "، قال ساخراً، "فكر في القتال على أنه لمحة تشويقية مسبقة لما سيأتي".

زمجر جين تقريباً، وقبض يديه على جانبيه بينما يسحب الباب بقوة ليفتحه حتى كاد ينفصل عن مفصلاته ، ويغلقه بخبطة من خلفه.

ابتسم جيهوان منتصراً ، وهو يُسقط بقية السائل الكحولي، والحرق لذيذ جداً في حلقه.

"كنت على حق".

"أنا محق بشأن أشياء كثيرة" ،قال، وهو يضع الكأس الفارغ على طاولة البار ، "هكذا أصبحت رئيس العصابة".

"قصدت أنك محق بشأن قدوم جين إلى هنا"، قال كانغ -يده اليمنى-.

"حسناً، ما الذي توقعته عندما استأجرتُ شخصاً مثل السهّام لتنفيذ ضربة على عصابته ، والأهم من ذلك كله على يده اليمنى"، قال جيهوان بتنهيدة.

"لكن، ألم تكن تستهدف جي كي؟".

"أياً منهما سيفي بالغرض ، لا يهمني طالما أنه شخص قريب منه"، اوضح ساخراً ، "بالمناسبة، هل اكتشفت أي شيء عن عصابته؟ أي نقاط ضعف؟ أي كعب أخيل؟".

"قال أربعة من أعضائنا أن جي كي ضربهم الليلة الماضية".

"ماذا؟ لماذا؟".

"كان يحمي شخص ما، على مايبدو"، أجاب كانغ وهو يهز كتفيه،"لم أستطع الحصول على الكثير من المعلومات منهم بالنظر إلى مقدار مسكنات الألم التي تناولوها".

"احصل على أكبر قدر ممكن من المعلومات حول هذا الموضوع"، أمره جيهوان،  "أريدهم على ركبهم يتوسلون إليّ للسماح لهم بالحفاظ على القمصان فوق ظهورهم بحلول الوقت الذي سأنتهي به منهم".

***

انتهى الشابتر الثامن

***

Continue Reading

You'll Also Like

90.1K 6.3K 21
"مثل القمر.. أنت جميل، حتى مع ندوبك" عندما الفتى الحزين يلتقي طفل القمر الذي يخفي سراً، وفي يوما ما يختفي طفل القمر وفجأة.. كل شيء قد تغيّر! • الفيك...
208K 12.5K 77
ترجمة للكاتبة : _microcosmo_ كيم جونغكوك صغير عائلة كيم، والذي يكبره ستة إخوة يفرطون في حمايته ويكونون صارمين في بعض الأوقات. كيف ستكون في حياته معهم...
288K 14.7K 33
بعد اصابته في الحرب وعدم قدرته على اداء واجبه الوطني جونقكوك يعيش حياة مليئة باليأس مع زوجة لم تعد تحمل له الحب والاحترام. في محاولته لانقاذ حياته ين...
162K 7.4K 20
ما بين التاريخ المبهم والحاضر المربك.. ما بين ألم الواقع وأمل الخيال.. ما بين متاهات العقل الرافض العنيد ورغبات القلب اليائس الوحيد.. ما بين صمت الوع...