الضـحيـــة يكون اكثر شخـص يـُلقـب بالمـذنـبـــ
بالرغـم مـن انـه
الاجـدر بنعتـــِ الـاخـريـن بهـذه الصـفـــة
"فلتجلسوا يا أبنائي ، سأقوم بشرح كل شيء لكم"
نفذوا كلام والدهم على الفور بينما أنظارهم معلقة على النائم بينما أعاد جيمس أنظاره صوب والده ليردف و نبرة من الإستغراب إحتلت كلامه
"أخاكم الأصغر ! مالذي تقصده بهذا يا والدي ؟"
تنهدت ايما بقلق لتردف
"إسمعوا يا أبنائي ، والدكم يود أن يعلمكم بشيء مهم و طلبي لكم هو إلتزام الصمت لفترة ليستطيع أن يشرح ما يريده كما يجب ، و لتعلموا أنني موافقة على كل ما سيقوله مسبقاً و أعلم به " .
كان القلق باديا على وجه المستغربين فلا يبدو أن ما هم مقبلين على سماعه سيسِرهم و لا سيعجبهم كذلك و لكنهم إلتزموا الصمت كما طلبت والدتهم منتظرين كلمات والدهم .
تنهد أدريان كأنه يحاول أن ينفض القلق عن روحه و ادخل الهواء لجوف رأتيه ليردف بعد فترة
"إنه إيدان ... إبن روز "
نظر جيمس له بإستغراب ليردف
"روز ! ... تلك الساقطة ... و ما الجدير بذكرها و لماأحضرت قمامتها على كل حال" .
نظر أدريان له بغضب ليردف بعصبية
"جيمس راقب ألفاضك فمن تدعوه بالقمامة هو إبني أنا و أخوكم أنتم " .
ألجمت الصدمة الثلاثة بينما آيريس آثرت الصمت في هذا الموقف و سكت أدريان قليلا سامحاً لأبنائه بإستوعاب هذا الخبر ليشتم نفسه فهو حقا لا يفقه شيء عن تقديم الأخبار الصادمة بروية لكن الأوان قد فات و مهمته هو إمتصاص أسألتهم و رفضهم للفرد الجديد بينهم فقرر إكمال حديثه و مغيراً من نبرة صوته لأخرى أكثر ليونة و التخلص من نبرة الغضب التي إعترته للحظات .
"أبنائي ،عندما عدت إليكم قبل أربعة عشر سنة كنت قد تركت روز حاملاً بإبني ، و الذي هو أمامكم الأن ، لقد تحملت هذا الذنب لسنواتٍ طوال و لكنني قد إكتفيت يا جيمس لا أستطيع أن أنام قرير العين أكثر و أنا كلما أويت لسريري أتت صورة إيدان و هو مع روز الخبيثة ، أنا أعتذر حقا و لكم أرجوكم فلتتقبلوه كواحد منكم و إتركوه يعيش معنا بهدوء كما كنا نفعل مع بعضنا البعض "
نظر جيمس بغضب لوالده ليردف بعصبية لم يحاول إخفائها
" و ماذا عنا ؟! ... ماذا عن تلك السنة التي قضيناها نحن بدونك لأن سيادتك كان يلهو مع أم ذلك الحقير الذي بجانبك ... ماذا عن الايام التي قضتها امي تبكي على فراقك و على الخيانة التي لحقت بها رغم عطفها و طيبتها اللامتناهية ...لماذا علينا ان نقاسي بأن نرى نتيجة أيام خيانتك لأمي يلهو و يمرح أمامنا و أن نتصرف كأن شيئا لم يحدث ؟! "
تنفس بغضب ليجفل اثر صراخ والدته
"كفى!! ...جيمس آلن دانيال ...هذا اخوكم ولا ذنب له في أي شيء فكل ما حصل كان قبل حتى أن يبصر النور و أن يدخل هواء هذا العالم لرأتيه ... جيمس لا تكُن هكذا بُني فأنا لا احبذ ان أراكم تظلمون من لا ذنب له كما انني سامحت والدكم على ما حصل و لا يمكننا ببساطة تجاهل حالة إيدان و كونه يعاني وحيدا في هذا العالم فوالدته إنسانة سيئة و ليست تهتم به جيداً " .
نظر أدريان بأسى لابنائه فهم في النهاية غير مخطئون و تقبل شيء من المرأة التي أخذت منهم والدهم ليس بالشيء الهيّن أبدا و هو يدرك حق الإدراك مدى صعوبة الامر عليهم ، سكت لبرهة ليردف بصوت رزين.
( أدرك تماما ما تشعرون به أبنائي ... أنتم لستم مخطئين و لست منزعجاً منكم و لكن فكروا قليلاً في الأمر ، لقد حرمتم مني عاماً واحداً و هذا هو الغضب المتراكم علي بداخلكم فكيف بغضب إيدان الذي حرم مني طوال حياته ... فكروا رجاءً بالأمر أكثر ولا تجعلوا مشاعركم تحكمكم "
لم يتلقى أي ردٍ منهم فتكلم مضيفاً
" كل ما أريده هو أن تعطوه فرصة ...لا تلقوا باللوم على الضحية في حين أنه الأحق بإلقاء اللوم أرجوكم "
آثر جيمس الصمت للحظات ليردف بنبرة شك
"مالذي يضمن لنا أن تلك المرأة ليست من أرسلته ليعكر صفو حياتنا بسبب تركك لها حاملاً في الماضي ، لا بد أن في قلبها ضغينة و ربما أورثتها لإبنها "
"
لقد أخذته منها غصباً يا جيمس بالله أنى لها أن تكون هي من أرسلته "
وجه جيمس نظرة لآلن و دانيان ليختمها بنظرة لآيريس ليردف بهدوء خالف حالة عقله
"آسِف يا والدي ... و لكني لا أستطيع تقبل أن جزءً من تلك المرأة يعيش معي و أتصرف كأن شيء لم يكُنْ "
و حالما أنهى كلامه وجه نظرة للنائم ليغزو الغضب عقله فأدار ظهره ذاهباً لغرفته محاولاً الإبتعاد عن كل شيء .
نظر ادريان لكل من دانيال و آلن ...نظرة حملت داخلها رجاءً لألا يكون موقفهم مثل موقف شقيقهم .
ففتح آلن فاهه ليتكلم قبل أن يقاطعه فتح أفحم الشعر لمحيطيتيه ليعتدل جالساً ببطأ ممسكاً برأسه الذي يكاد يُقسم أنه سينفجر .
رفع عينيه لتقابل كل من إيما ووالده و دانيال و آلن و آيريس و حواجبه قد عقدت من الألم و لكنه تناسى الألم عندما أدرك أنه مركز نظر الجميع ليطأطأ رأسه مرة أخرى بينما رجفة قد إحتلت يديه فهو وسط أشخاص غرباء لم يلمحهم مرة أخرى و لا بد أن يكونوا عائلته التي ذكرها والده سابقاً فآثر الصمت فأخر ما يتمناه هو أن يردف بكلمة تزعج الواقفين بجانبه فهو تعلم أن ليس أي كلام مسموح له فإنتظر أن يتلقة أي كلمة و إلا فهو سيصمت قبل أن يقطع والده سيل أفكاره بإمساك يديه المهزوزتين
"إيدان ... هذه عائلتك الجديدة و هذا بيتك الجديد يا إيدان "
"عائلتي و بيتي ؟ أنت تقول الحقيقة لي ؟ لست تمزح ؟"
ك
انت الكلمات التي ترجمت صدمته فأنى يكون له كل هذه الأشياء التي تمناها منذ صغره بين ليلة و ضحاها ،عائلة ؟ منزل مضيء عوض الغرفة في أخر الرواق المظلمة الباردة ؟
إلتمعت عيناه بلمعة مائهما قبل أن تميل زوايا فمه لترسم إبتسامة خفيفة على وجهه بينما إيما علقت أنظارها في إيدان و قد فهمت لما كان زوجها خائفاً من ترك إيدان تحت يدي روز أكثر مما فعل بالفعل بسبب الضمادات التي غطت الجروح المتفرقة في وجهه و بسبب الضمادة التي لُفت على رأسه فكان أول شيء فكرت فيه هو حضن هذا الفتى و أن ترسل القليل من حبها له فتقدمت له لتسحبه جاعلتاً إياه يقف على قدميه تحت إستغراب إيدان من تصرفاتها لتحضنه فجأة بحنانٍ شديد محاولتاً بث الطمأنينة في قلبه .
توسعت عينا إيدان من فعلة المرأة ذات الشعر الذهبي الطويل و ألجمت الصدمة نفسه فهو الذي لم يذق الحنان و المحبة في حياته يأتيه هذا الحضن المفاجئ كاسراً سلاسل الكره التي أحاطت روحه ففكت إيما الحضن بعد لحظات تحت شرود فاحم الشعر قبل أن تردف
" أهلاً بك يا إيدان ... أنا والدتك "
رفع أنظاره من على الأرض لتتمرد أحدى الدمعات التي كانت تسبح في عينه منذ فترة ترجمة لحال قلبه الحزين فأنى لهذه المرأة أن تدعو نفسها والدته بينما والدته الحقيقة التي عاش معها طوال حياته كانت العكس ، تعاقبه عندما يدعوها بوالدته و تلعن اليوم الءي خلق فيه كل يوم ، إستمرت محيطيته بمعانقة سماويتي إيما قبل أن تمد يدها بحنان ماسحة وجنتيه المبللتين و حزن قد رسم على وجهها فإيدان كان قلبه أرهف مما توقعت و لم تتوقع أن تحرك مشاعره بهذه الطريقة بسبب كلمة واحدة .
إنعقد حاجبيها بغضب طفيف لتتقدم مفرقتاً الإثنان بينما إيدان نظر لها بصمت ، فتاة بشعر ذهبي و عينان سماويتين ، مثل المرأة اللطيفة التي حضنته بينما أردفت
"ألن تتركيني أتعرف على أخي الرابع يا أمي ؟ لقد تأخرتي "
ضحك كلا من ايما و ادريان لينظر ايدان بإستغراب لهذه الفتاة و لكن استغرابه زاد اكثر بعد كلامها
"أنا آيريس ، أختك الصغرى أنا أصغُرُكَ بأربع سنوات فقط لذلك لا تغتر بنفسك كثيرا و تحسب أنك أخي الأكبر ، أحب الكتب و المطالعة و أحب الرسم احياناً فقط و أحب حديقة المنزل و أظن أنك ستحبها أيضاً فالجميع يحبها و لوني المفضل هو الأحمر سيان مع أمي ... حسناً ماذا أيضاً ، أه طعامي المفضل هو البيتزا ، أعلم أنها مضرة و لكنني أحبها بالرغم من كل شيء ... إذاً ، ماذا عنك ؟" .
رمش إيدان بصدمة من كم المعلومات التي ألقتها أخته على مسامعه ليتبادل أدريان و إيما الإبتسامة فعندما يروق لآيريس أحدهم ترمي بالكلام معرفة عن نفسها دفعة واحدة فبادلها إيدان النظرات بإبتسامة لم يستطع إخفائها ليردف بهدوء
" لا أعرف ماذا أقول عن نفسي و لكنني أحب الكتب أيضاً ، تنقلني إلى عالمٍ مختلف تماماً "
أحست آيريس بالسعادة تغمرها فالأن ستستطيع مشاركة ولع قراءة الكتب مع شخص مولع بالكتب مثلها لتردف
" هذا رائع أخي إيدان لا تتصور كم انا سعيدة إخوتي الحمقى لا يحبون الكتب ، الوحيد الذي يحب الكتب هنا هو أبي و أعتقد أننا ورثنا حب الكتب منه".
إبتسم إيدان أكثر ليومأ لها بسعادة و لكن إبتسامته تلك أزيلت بعدما سمع صوت ذكوري ورائه
"إذاً ستلتسقين بإبن الساقطة هذا و تتركيننا يا آيريس؟ ...لم أتوقع منكِ ذلك " .
وجه نظره للواقف ورائه و الذي لم يكن إلا آلن و دانيال الساكت بجانبه
نظر له آلن بإحتقار ليضيف
"يالك من حثالة مدلل ، فقط لما لا تعود من حيث أتيت و تخلصنا من رؤية وجهك المثير للغثيان " .
توسعت عيناه للحظة بألم فهاهي اللحظة السعيدة الوحيدة التي حصل عليها كسرت بسبب محدثه و الذي ترجم له عقله أنه أخاه بسبب شعره الأشقر كأخته و زوجة والده و لكنه جفل إثر صوتٍ عالي بجانبه .
"آلن ! أيها الأهوج كيف تجرؤ على التحدث مع أخاك بهذه الطريقة ! "
.
.
.
.
.
.
.
.
.
اذن ؟
مارأيكم ؟
هل تضنون ان رد فعل جيمس و اخوته منصف؟
ما رأيكم بشخصية أيريس و تقبلها السريع لاخيها الجديد؟
ما رأيكم بإيما و طيبتها؟
الشخصيات :
ايدان : بطل روايتنا 14سنة
ادريان : اب ايدان
ايما : زوجة ادريان
روز : المرأة التي خان ادريان ايما معها و هي ام ايدان
ديريك : زوج روز تزوجت معه بعد ما تركها ادريان
جيمس- آلن - دانيال - ايريس : ابناء ادريان و ايما
جيمس :25 سنة
دانيال :23سنة
آلن :18سنة
ايريس:10سنوات