علقوا بين السطور لطفاً 💬
سووا فوت ★
استمعتوا بالقراءة 🦋
" قد يبدو هذا الكلامَ عديم النفع بالنسبةِ لكَ لكنهُ حقيقي جداً "
لم يُجبهُ ، كانَ يمسحَ دموعهُ المُتيبسة بأكمامِ قميصهِ ، بدىٰ لهُ وكأنهُ طفل صغير في جسدِ بالغ من العمرِ ثلاثة وعشرون سنة
نهضَ ثم أتجه نحو سريرهُ ليرتمي بعدها داخل بطانيتهِ وجه كلامهُ الىٰ الطبيبِ الموصوبَ نظرهُ نحوهُ " أغلق الضوء عندما تخرجَ " أجبتهُ "حسناً أنا في الأسفلِ في حال أحَتجتني ، طابتَ ليلتُك "
لم يكنُ الامر صعباً حين أشرقتَ الشمس ، الشمسُ تشرقُ كُل يومٍ ، كان صعباً عندما أنعكستَ علىٰ ذلك القلبِ ، تلك الروحُ ، ذلك الجسد وذلك الوجه ، هذهِ الأشياء لا تُشرق كُل يومٍ
وهذا تحديداً ما فكرَ بهِ الطبيب جونغكوك فور أستيقاظهِ بفعل أشعةِ الشمسَ ، جسدهُ مُتعب أثر نومهُ بشكلٍ خاطئ ، أبعد سترتهُ عنهُ والتي أستخدمها كغطاءٍ الليلة الماضية ، وبذكرِ الليلة الماضية هو صعد لتفقدِ مريضهُ وكان غارقاً في النومِ ، لم يصبهُ الأرق بل كثرة النومِ ، أما هذا او ذاك في ثنائي القطبِ
Doctor jungkook pov
بحثتُ طويلاً عن الحمامِ ، ولاحظتُ أن هذا المنزل أكبر من منزلي بثلاثِ مراتٍ ، أنا غني ، أنا حقاً أمتلكُ الكثير من الأموالِ ، لكن هذا المنزلَ يبدو كالقصرِ ، هُنالك المسبح الداخلي ، والحَديقة الخلفية التي هي عبارة عن منزل زجاجي صغير لنباتاتِ
أنها العشرة ، النَ يستيقظ بعد ؟ جررتُ خطواتي للأعلىٰ ناوياً تفقدهُ ، طرقتُ البابَ عدة مراتٍ ، فتحتُها مُحاولاً عدم أصدار أي ضجة ما إذا كان نائماً ، علىٰ سريرهِ ، في انحاء غرفتهِ ، لم يكن موجوداً
أخترقتُ حدود باب غرفتهِ لأدخل مُتفقداً حمامهُ " تايهيونغ هل أنتَ في الداخلِ ؟ " لكنهُ لم يكنُ هنالك أيضاً ، ركضتُ مُفتشاً عنهُ في أنحاءِ المنزلِ ، غرف الطابق العلوي ، الحديقة الخلفية ، غرفة المعيشة وأخيراً دخلتُ المطبخَ المكانَ الأول الذي التقينا فيهِ
كان يقفَ مُمسكاً المقلاة ناوياً وضعها على الموقدِ ، رفع ناظرهُ تجاهي عندما أحس بوجودي أعاد نظرهُ مجدداً لما كانَ يفعلهُ " هل مازلتَ هُنا ؟ أخبرتكَ بالمغادرةِ " تقدمتَ نحوهُ بينما أراقبُ ما يفعلهُ كتقطيع البصل والفلفلَ أو دهنِ الزبدة في المقلاةِ
" هلَ نمت جيداً ؟ صوتُ الرياح كانَ عالياً في الامسِ " أبتسم وكانتَ ضحكتهُ هي ما أربكتَ جديةِ الموقف ، كان يبدو مُشرقاً بعضَ الشيء ،
أنا لا أعتقدُ أن السعادة مضرة حتىٰ لو كانتَ من ضمنِ حالات أضطرابِ ثنائي القطبَ ، أعتبرهُا أستراحة من كُل الحالاتِ السيئة التي يتضمنُها هذا المَرض " لما أنتَ لطيف معي ؟ "
" ولماذا قد لا أكونُ كذلكَ ؟ " أشارَ نحو يدي والتي نسيتُ أمرها تماماً " لأنني أذيتُك " تبينَ لي الآن ان تايهيونغ ذلك النوع الذي يلومُ نفسهُ كثيراً حتىٰ وأن كانَ ما يلومُ نفسهُ عليهِ غيرُ منطقي او لا يستحقُ ذلك اللومَ بتاتاً ، حركتُ يدي في الهواء قائلاً " أعتقد انهُ لا يجب أن نلومَ أنفسنا علىٰ شيء لم نتقصد فعلهُ "
وكما قلتَ بدىٰ مُشرقاً يشعُ وجههُ كما يشعُ شعرهُ الأحمرَ " بعيداً عن كونكَ طبيباً نفسياً أنتَ لا تُعجبني " أجبتهُ بعدما التقطتُ ذلكَ الفلفل المرمي خارجَ الأناءِ " حقاً ؟ ما الذي علي فعلهُ كي أنالَ إعجابك ؟ " أختصرَ ما أراد قولهُ جداً " المُغادرة "
" هذا سيئ ، عليكَ المُحاولة مُجدداً " وبينمَا أراد الأجابة قاطعَ رنين جرسَ المنزل ذلك ، أشاحَ بنظرهِ عني مُغادراً المطبخَ ، قللتُ لهيبَ المُوقد ثم أتجهتُ لغرفةِ المعيشة هُنالك بعضَ ملفات للمرضىٰ أودُ تفقُدها
سحبتَ حاسوبي من داخل حقيبة عملي وبلحظةٍ ما مُلئت الغرفة بالضجيجِ وبدأ ذلكَ الضجيجُ بالأقترابِ ،
كانَ تايهيونغ مع شابان احدهما قطني البشرة والذي يبدو بعمري والأخر يبدو بعمرِ تايهيونغ أشارو نحوي بعد أن دخلوا غرفة المعيشة " منَ هذا ؟ " تسأل القطني أيضاً " هلَ هو طبيب آخر ؟ "
تفأجاتُ بعضَ الشيء ، في الحادثةِ التي تعرضَ لها تايهيونغ قُتل فيها جميعَ اصدقائهُ ، اعتقدتُ أنهُ قد أختار الوحدة الىٰ الأبدِ بسببِ ما حصلَ لأصدقائهِ سابقاً
" لم اعلمَ أنك تمتلكُ اصدقاءاً " دفعهمَ بأتجاهِ الدُرج المؤدي للاعلىٰ " تبدو فضولياً بشأنِ ما امتلكهُ وما لا أمتلكهُ بغضِ النظرِ عن كونكَ طبيباً نفسياً "
أبتسمتُ من دونِ إجابتهُ كُل ما استطيعُ قولهُ أنَ تايهيونغ شخص يصعبُ التعاملُ معهُ ، هلَ كان هكذا من قبلِ أضطرابِ ثنائي القطبِ ؟ في تلكَ اللحظة تمنيتُ معرفتهُ قبل ذلكَ ، أجل تمنيتُ ذلك
أصطحبَ تايهيونغ رفاقهُ الىٰ غرفتهِ " تصرفا وكأنهُ غير مُوجودَ " تسألَ أحدهم والذي نهضَ ليجلس بجانبهِ " لم اراكَ منذُ أسبوع ، كيفَ حالكَ ؟ "
اكتفىٰ تايهيونغ بالأبتسامِ لهُ ، هو لا يحبُ أن يجيبَ علىٰ تلكَ النوعِ من الاسئلةِ لانهُ لو قام بالكذبِ قائلاً أنهُ بخير فذلكَ يجعلهُ يكرهُ نفسه
وبينما كانوا يتبادلونَ الحديثَ " هي جيمين توقفَ عن قولِ أنني أبدو كالعجوزِ !! " اردف هذا بغضبٍ صاحب البشرة القطنية والذي يُدعىٰ يونغي
لاحظ الأخير حركة تايهيونغ الغير طبيعية ذهاباً واياباً في الغرفةِ " تايهيونغ هل أنتَ بخير ؟ " حول يونغي نظرهُ لجيمينَ والذي نظر لهُ بقلقٍ عندما شاهدَ أرتجاف وشدَ تايهيونغ لشعرهِ
Taehyung pov
شيءٌ ما يحدثُ في عقلي ، شيءُ ما يشدُ أعصابي بجنونٍ ، كيفَ أستطيعُ السيطرة علىٰ شيءٍ اكادُ احسُ بأنهُ سيقتُلني ؟ انهُ مُرهق جداً ،
نهضَ جيمينَ مانعاً اياي من شدِ شعري لكنَ شيئاً ما يمنعُني من الأستجابةَ لاي أحدٍ ، كانوا يحاولونَ جعلي اهدء ولكنَني لمَ اسمعَ اصواتهم بوضوحٍ الا أنني كُنت أسمعُ رنينَ سوارِ قياسِ ضرباتي قلبي ، كالصدىٰ القوي الوحيد في ذهني
____
عندما سمعَ جونغكوكَ صراخَ اصدقاءِ تايهيونغ نهضِ بسرعةٍ مُتجهاً للطابقِ العلوي ، داهمَ الغرفةَ ليرىٰ الفتىٰ ذو البشرة القطنية يحاولَ منعهُ من شدِ شعرهُ والتهدأتَ من روعهِ وبدىٰ تايهيونغ غير مُستجيب لهُ البتَة أما عن الأخر فلقد كان واقفاً ينظرُ لهُ بقلقٍ بينما يضعُ يدهُ علىٰ فمهِ كابتاً شهقاتهُ
جلسَ بجانبِ الفتىٰ البشرةِ القطنية والذي كان مُمسكاً بيدِ تايهيونغ التي اعتصرتَ يدهُ بقوةِ ، هي كانتَ مُزرقة تماماً ، بدىٰ عليهِ التوترُ أيضاً " ماذا حصلَ لهُ ؟ "
تسأل الطبيبَ بينما يتفحصُ حرارة الخارجَ عن السيطرةِ بكفا يديهِ ، اجابهُ " لقد بدىٰ متوتراً ومضطرباً يتحركُ ذهاباً واياباً في الغرفة بعدها بدأ بشدِ شعرهِ "
علم َالطبيب جيون جونغكوك أنهُ الهياج النفسي الحركي والذي يكون ناتج عن مُحاولةِ العقل الباطن في تخفيفِ التوترِ
أبعدَ يده الأخر عن شعرهِ ثم امسكَ الأخرىٰ مُقيداً اياهما بيدهِ واجه مقاولةً شديدةً من تايهيونغ والذي صرخَ ب " أتركني !!!! هذا مؤلم !! " تبعهُ صراخ صديقهُ مبعداً الطبيبَ " أنتَ تؤلمهُ !!! أبتعدَ !! " واجههُ في المقابلِ صوتُ المعني الحاد " أنَ استمرَ بفعلِ ما يتطلبهُ منه جسده فسيغمىٰ عليهِ !! "
ثم نقل نظرهِ لوجهِ تايهيونغ المُتعرق " علىٰ رسلك تايهيونغ ستكونُ بخيرٍ ، تنفسَ بعمقٍ " طلبَ منه ذلك عدة مراتٍ وطبقهُ بصعوبةٍ بالغةٍ ، يدهُ المحاصرة بين قبضتي الطبيب بدأت بالرجفانِ وتزامناً مع ذلكَ بدأ تايهيونغ دافعاً الطبيب ومُمسكاً رأسهُ بقوةٍ ، أشار الطبيب ليونغي " هنالكَ حقيبة بيضاء في غرفةِ المعيشة أحضرها "
" تايهيونغ أنتَ بخير فقط حاولَ أن تهدءَ !! ارخَ اعصابكَ " تقدم نحوهُ مُمسكاً بياقةِ قميصهِ " لا تطلبَ مني أن اهدء !! هُنالكَ الكثيرُ يجري في عقلي ولا اعلمُ لماذا الافكارُ تتسارعُ هكذا في ذهني !!! "
نطق جيمين بصوتهِ الباكي " تايهيونغ أرجوك .. حاول ذلكَ " ومن تلك النقطة خرج تايهيونغ عن السيطرةِ ، بدأ بدفعِ وتكسير اي شيء يقعَ ناظرهُ عليهِ
كانَ هنالكَ شيء بداخلِ حونغكوك يتحطمُ كما تتحطمُ تلك الاشياءُ التي يقومُ تابهيونغ برميها بعقلٍ غير واعٍ ، وبتاتاً لم يكنَ يعرفَ ما هو الشيء ذلكَ ، خطتَ دمعة اولىٰ خارجَ عينيهِ لتتحركَ قدميه من تلقاءِ نفسها
أمسكَ يدينَ تايهيونغ ثم احتضنهُ بقوةٍ ، كانَ تنفسَ تايهيونغ السريع يهبطُ ويعلو علىٰ صدرهِ هو ، مسحَ علىٰ شعرهُ بينما يقيد حركتهُ " أهدء ارجوكَ ، اعلم ان هذا صَعب جداً لكنني مُقينَ أنك تستطيعُ ايقاف المكَ "
وقبلَ ان يُقرر جونغكوك ما أنهُ سيقومُ بغرزِ تلكَ الأبرةِ في عنقِ تايهيونغ أم لا ، اغمي عليهِ للمرةِ الثانية بين يدينَ طبيبهُ
.
.
.
رايكم ؟
شكراً على القراءة 🦋