Colors Of The Wind.

By Mefree2020

209K 11.4K 8.9K

ألوان الريح.. بدأ الأمر مع بارك جيمين ، إبن الجنرال الذي تلقى عرض زواج من الأمير الأكبر جيون. كان غاضباً من ع... More

الفصل الأول:مقدمة- الأزرق،الأخضر والأصفر الجميل
الفصل الثاني:إذا كان هذا هو معنى الحب،فأنا لا أريده
الفصل الثالث:انهيار النقاء
الفصل الرابع:خذني،أحبني،احميني
الفصل الخامس:الجاذبية لعالمي الغير مستقر
الفصل السادس: لامسافة بيننا
الفصل السابع: أنا هنا، ولن أختفي أبداً
الفصل الثامن:أنت لوني الأزرق،كما كنت دائماً
الفصل التاسع:حاولت الصراخ،لكن رأسي كان تحت الماء
الفصل العاشر: مملكتنا الذهبية
الفصل الحادي عشر:أحلم بالألوان
الفصل الثاني عشر:طالما أحب، وطالما أحيا
الفصل الثالث عشر:عندما ينقسم قلبك لنصفين،ينكسر قلبي لأجلك
الفصل الرابع عشر: لمسة ميداس
الفصل الخامس عشر: في جنتنا
الفصل السادس عشر:خذها ببطء، لأنني خائف من تركها.
الفصل السابع عشر:أنت من أحبه، ومن سأودعه
الفصل الثامن عشر:حبي لن يموت أبداً

الفصل التاسع عشر:خاتمة- عيناك تتحدث

16K 642 769
By Mefree2020

من النادر رؤية غزال في منتصف الشتاء.. نادر جداً لدرجة أنك لن تجد واحداً حتى لو كنت تتجول في قلب الغابة.

لذا فقد كانت مفاجأة بالنسبة له عندما تواجد وسط بطانية من الثلج الأبيض ، ورأى تلميحاً بني اللون من الجلد يتدفق عبر الأدغال المغطاة بالثلج.. أوقف حصانه ، وشد قبضته حول قوسه ومد يده إلى غمد السهام على ظهره.. وبصمتٍ ، سحب سهماً مستهدفاً الحيوان واسع العينين الذي ربما كان يبحث عن أوراق خضراء ليتغذى عليها، لكنه كان هنا من أجل الصيد أيضاً ، ولم يكن ليعود فارغ اليدين - على الأقل ليس بينما يكون لديه منافسة محتدمة جارية-.

استقر الغزال على شيء وجده على الأرض ،وتسنى له الوقت لضبط هدفه (والذي لن يحيد عنه، هو متأكد من ذلك).. ضيق عيناه على الحيوان الذي أمامه ، مما أدى إلى تهدئة الحركات الثابتة لجواده تحته.. سحب القوس واشتد السهم وقد أصبح مستعداً للإفراج عنه ، فقط ليلفت انتباهه صوت حصان آخر يركض وكذلك فعل الغزال لأنه في اللحظة التالية ، نظر إلى الأعلى بعينيه السوداويتن العريضتين وانطلق في سباق ليختفي على الفور داخل الغابة الثلجية.

"لقد جعلتها تهرب!".

أدار جونغكوك رأسه من حيث كان يشاهد الغزال وهو يركض ووجه انتباهه نحو جيمين الذي كان قد تجعد حاجبيه ، ودخل الطريق أمامه، وعيناه تلاحقان الغزال.

"لم أفعل"، أجاب مستمتعاً، "إذا كان هناك أي شيء ، كان حصانك هو الذي ركض بسرعة ونبّه الغزال".

"لا"، بقي جيمين مصراً ، واستدار في اتجاه حصانه ، وقبضة يده ذات القفاز الداكن تشتد من حيث يمسك بالسرج وهو يجلس هناك تحت ثقل معطف الفرو الرمادي ، وشعره الأشقر الجميل يتساقط حول وجهه مجعداً.. كان الجو البارد قد أعطى خديه وطرف أنفه تورداً جميلاً كان مُرضياً للغاية عند النظر إليه ، "لقد وضعت عيناي على هذا الغزال وقبل أن أتحرك ، رأيت أنك هنا و تسحب سهمك عليها".

"كان هذا هو الدافع ، يا أميري"، جونغكوك ناقشه وهو يحث حصانه على التوجه بالقرب من جيمين، "أليس كذلك؟".

"ليس عندما يكون هذا هو الغزال الوحيد الذي رأيناه طوال يومين كاملين" ، قلّب جيمين عينيه.

"هل أنت خائف من الخسارة؟"، تساءل مع ضحكة مكتومة منخفضة.

"أنا لن أتحدث إليك"،  أعلن جيمين ، مستديراً بحصانه في الإتجاه المعاكس.

"جيمينآه؟"، نادى جونغكوك من خلفه قبل دفع حصانه ليتبع جيمين.. هز السرج بقوة ليسرع ويقف في طريق جيمين.. سحب الصبي الأكبر زمام سرجه وأوقف حصانه.. نظر جونغكوك إلى العبوس الملتصق على وجه جيمين ، وشفتاه بارزة في التبويزة التي يتذكر بأنه يُظهرها فقط عندما يكون غاضباً من جونغكوك.. بابتسامة ، انحنى له ،"أنا خسرت"، اعترف ، "لا تمشي بعيداً عني الآن".

"لن تمنعني من فعل ذلك"، هز جيمين كتفيه ، مستعداً للمضي قدماً.

"إذاً ماذا علي أن أفعل لأعوضك أيها الشاب؟"،سأل جونغكوك، مرفوع الرأس وهو يمزح.

"دعني أفكر"، قوس جيمين شفتيه بابتسامة ساخرة قبل أن يلقي نظرة حولهما على الغطاء المتواصل من الثلج والذي يغطي الطريق،  "اشتري لي مشروباً، أيها الغريب".

***

الحانة التي قاما بإختيارها لم تكن مأهولة كثيراً، لحسن حظهما.. كانت تقع في ضواحي آلدوين وجونغكوك خاصةً كان يتساءل عمّا إذا كان أي شخص سيتعرف عليهما.. معظم الزوار هم من التجار الذين يمرون بالمنطقة ويتوقفون لتناول مشروب ، وهو بالتأكيد لم يستطيع معرفة ما إذا كان التجار العاديون مهتمون في تتبع مسار الملوك الحاكمين.. ومع ذلك ، عندما دخلا الحانة ، نفضا الثلج الملتصق بأحذيتهما ، وغلّفهما دفء الديكور الخشبي المريح وفوانيس النار التي كانت تضيء كامل مساحة المكان في وهج مصفر.. رأى رجلين منتشرين حول الطاولات ومستقرين في مساحة ضيقة ، تاركين الوسط مفتوحاً للآخرين.. رائحة الكحول المُخمّر والمعجنات المخبوزة إلتقطها أنفه من بعيد وهو يمشي خلف جيمين الذي لا يزال يقف هناك ، آخذاً المشهد.

"هل تعتقد بأنهم يعرفوننا؟"، مال إلى الداخل وهمس بالقرب من أذن جيمين.

رمش جيمين ، ونظر حوله ولكن قبل أن يتمكن من الإجابة ، أتت امرأة في منتصف الثلاثينيات من عمرها من خلف المنضدة وقطعة قماش في يدها.

"تفضلا بالدخول أيها الشابان"، أشارت إليهما بتكاسل..تساءل جونغكوك عّما إذا كانت قد سئمت من اقتحام الناس للمكان طوال الوقت، "اخلعا تلك المعاطف واحصلا على مقعد.. ما الذي تفضلانه؟ خمرة العسل ، بيرة ، عصير تفاح ، نبيذ؟ جيمع الأصناف لدينا".

"شكراً لك ، نود اثنين من النبيذ..".

"بيرة!"، جيمين قاطعه ، "كوبان من البيرة يكفي".

"حسناً"، أومأت برأسها ، واختفت خلف المنضدة مرة أخرى.

"لماذا البيرة؟"، سأل جونغكوك وهو في حيرة من أمره.. هذا المشروب هو أرخص كحول يعرفه وهو متأكد من أن جيمين يعلم ذلك أيضاً.. لماذا يريد أن يشتري جونغكوك له مشروباً رخيصاً عندما يكون مستعداً لوضع العالم كله تحت أقدام جيمين إذا رغب في ذلك؟.

"لن يعرفونا إذا كنا لا نريدهم أن يعرفونا، جونغكوك"،  قال له جيمين ،بينما يساعده في خلع معطف الفرو وتفريغ أسلحتهما وتعليقهما معاً في الزاوية التي توفرها الحانة، "تعتقد حقاً بأن غرباء عشوائيين سيأتون إلى هنا فقط للحصول على بعض النبيذ؟ لا أحد بهذا الثراء".

"لكن النبيذ مذاقه جيد"، ناقشه جونغكوك ، وهو يسمح لجيمين بهندمة ياقته، "البيرة رخيصة ، وربما طعمها ليس جيداً".

ابتسم جيمين ، لتتحوّل عينيه إلى أهلة جميلة ،"أنا بصراحة لا أهتم" ، قال، وغلّف وجنتيّ جونغكوك ،"بالإضافة إلى أن النبيذ للملكيين ، كما تعلم".

"آه ، صحيح"،ضحك جونغكوك،  "اعتقدت أنه يمكنني شراء مشروب باهظ الثمن والحصول على إعجابك ، أيها الشاب".

"لا تحتاج إلى القيام بذلك"، مال جيمين أقرب، "لقد وقعت بالفعل في حبك ، أيها الغريب".

بهذا القرب، تشاركا الضحك ، وطبعا القبلات الخفيفة على شفاه بعضهما قبل أخذ مقاعدهما مقابل بعضهما البعض.. عادت المرأة بمشروباتهما في أكواب خشبية ضخمة لتضعها أمامهما.

"أنتما تبدوان كالصيادين"،  نظرت إلى أغلفة الأسهم والأقواس الملقاة بجانب معاطفهما، "قولا لي من أين أتيتما؟".

"أليفارد"،أجاب جونغكوك هذه المرة ، وهو أكثر ثقة بنفسه بشأن عدم خرق هويتهما هنا والآن.

"تصطادان في الغابة من أليفارد ، هاه؟"،سألت، "لا أعتقد أنك ستجد أي شيء يستحق صيده في هذا الشتاء".

"لقد أدركنا هذا"، أومأ جيمين برأسه.. كان دائما يُجيد محادثة الغرباء ، وفي بعض الأحيان ، يستمتع جونغكوك فقط مشاهدته والوقوع في حبه مرة أخرى ، "لهذا السبب نحن هنا ، أردنا الحصول على مشروب حتى نتمكن من العودة قبل حلول الليل".

"حسناً جداً"، قالت وهي تستدير وتبدأ في الابتعاد قبل أن تقوم بالنظر إلى الوراء نحو جيمين عندما خطر ببالها شيء، "على الرغم من أنني أعتقد أنه يجب عليكما البقاء".

رمش جيمين، "لماذا؟".

"ملوك أليفارد يزورون ولي العهد في عيد ميلاده هنا في ألدوين ، أو هكذا سمعت"، هزت كتفيها، "قد تكون هناك وليمة.. إذا بقيت ، فقد تحصل على شيئ ما لتعيده إلى عائلتك".

"نحن في الواقع..".

"أوه حقاً؟"،جونغكوك تحدث هذه المرة ، ملاحظاً إرتباك جيمين في زاوية عينه، "نحن نبقى على الطرق معظم وقتنا ، ولا نعرف حقاً كيف هم هؤلاء الملوك.. هل يقيمون هذه الولائم والإحتفالات في كثير من الأحيان؟".

"أوه يا فتى ، هل أقول لك" ، ابتهجت ،و ابتسامة مشرقة على وجهها جعلت قلب جونغكوك ينتفخ بالفخر،  "إنهم كرماء. وعندما أقول كرماء ، لا أعتقد حتى أنني أستطيع أن يكون وصفي لهما في أي مكان بالقرب مما هما عليه في الواقع ، تفهمني؟"، مشت بالقرب منهما ، وقد تجاهلت الحانة بأكملها للحظات، "منذ أن توليا الحكم ، لم نرى يوماً سيئاً..هما يقيمان دائماً المآدب الضخمة عندما يزوران المنطقة، ويعود الجميع ببطون ممتلئة لمدة أسبوع.. أتذكر المرة الأولى التي أحضر فيها الملك زوجه ليرى ألدوين ، زوجان جميلان ، كما سمعت. وتلك المأدبة.. يا لها من وليمة كبيرة قد كانت"، تنهدت حالمة.

"يبدوان كأشخاص كرماء بالفعل" ، وافق جونغكوك ، وهو يشاهد ابتسامة خبيثة تلعب على شفتيّ جيمين.

"هل تريد بعض الخبز أو المعجنات؟"، سألت ، وهي أسعد بكثير هذه المرة.

"لا ،شكراً لك يا سيدتي"، قال لها جيمين، وبإيماءة غادرت، "أنت حقاً تحب أن تسمع الناس وهم يمدحونك ، أليس كذلك؟"، سأل جونغكوك.

"هذا ليس أنا"، إتكىء جونغكوك على كرسيه، "لم أفعل ما يصل إلى نصف ما فعلته أنت للمملكتين في العام الماضي. هذا كله بفضلك ياحبي ".

"بالعادة هم يجدون دائماً أسباباً لبغضك بغض النظر عما تفعله"،قال جيمين ، وهو يتطلع إلى المرأة التي تعمل خلف المنضدة ، "لكن كي يكونوا في حالة حب مع حكامهم هذا لأنهم يعرفونك.. لقد عرفوك منذ أن كنت طفلاً".

"إنهم يشعرون بأنهم في وطنهم ، كما تعلم"،أضاف جونغكوك.

"أعلم"، مد جيمين يده عبر المنضدة ليمسك بيد جونغكوك ، والخاتم الذهبي اللامع في إصبعه، "لنشرب نخب هذا"، إلتقط الكوب ، وقرّبه إلى جونغكوك ، "لأجل مملكتنا".

"لأجل مملكتنا"، انضم جونغكوك ، وقرعا أكوابهما معاً محافظان على أصوتهما منخفضة عن الثرثرة حول الحانة.. أول رشفة من المشروب الرخيص طعمها حلو للغاية بشكل مفاجىء.. في حين أن النبيذ كانت له لمسة أنيقة لكنها حامضة ثقيلة على لسانه ، فإن طعم البيرة أشبه بطعم الفواكه - أقل شبهاً بالشمبانيا وأكثر كثافة - "هذا جيد!" ، أعلن وهو يضع الكوب.

كانت عينيّ جيمين واسعة ويمكن رؤيتهما من أعلى الكوب وهي رائعة حقاً بينما يبدو وكأنه لا يستطيع فصل الشراب عن شفتيه.. الكوب كان بضعف حجم الكؤوس التي يستخدمونها للمشروبات في القصر لأنه كلما كان أقل كان أفضل.. ولكن يبدو أن الناس يبذلون قصارى جهدهم بالشرب هنا.. تساءل ما إذا كان هذا الكوب سيكون أقل من كافي لجعلهما في حالة سكر.

جيمين وضع الكوب لأسفل ، وشفتاه مبتلة بمشروب الفواكه الذي تناوله للتو ،"بحق السماء، جونغكوكآه ، نحن بحاجة إلى الحصول على هذا الشيء في القصر!".

"أنا متأكد من أنه لديهم بالفعل"، أخذ جونغكوك رشفة أخرى ، وهو يشعر بالدفء إذ بدأ المشروب يعطي تأثيره، "لكنه فقط ليس الشراب المقصود لنا".

"حسناً إذاً"، جيمين لعق شفتيه بعد جرعة آخرى، "اجعله لنا.. أنت تملك ذلك المكان".

"أنت تملكه أيضاً"،ضحك جونغكوك ، وهو يتطلع إلى اللون الوردي الذي يغطي خدود جيمين ، وعلى الأرجح أن الكحول يقوم بعمله حيث كان الصبي الأكبر يشربه بصخب أكثر من جونغكوك، "يمكنك جعله لنا".

"نعم"، أومأ جيمين برأسه بلهفة ، وقد أنهى شرابه في الجرعة التالية وضرب الكوب على الطاولة، "أريد المزيد".

"علينا العودة إلى القصر ، جيمين"،حذره جونغكوك ،"لن أقترح ذلك".

"لكن يا ملاكي ، إنه جيد جداً!"، جيمين صنع وجهاً مبوّزاً، وشعر جونغكوك بالحرارة تتسلل إلى خديه.. جيمين لا يدعوه بهذا إلاّ إذا كانا في السرير و هما عراة.. فكرة خارقة جعلت قلبه يسرع.

"جميعكم، فلتظروا من لدينا هنا!"، صوت المرأة جعلهما يديران رأسيهما نحو المنتصف حيث يقف رجلان أمامهما مع ما يبدو وكأنه آلات موسيقية في أيديهما..هما يشبهان الأب والابن ، بقدر ما يستطيع جونغكوك أن يُخمّن، "المنشدون للإحتفال الملكي الليلة.. ماردكم إن أخبرناكم بأننا سنجعلهما يعزفان لنا؟".

هتف الحشد ، رجلان بجانبهما ومجموعة أخرى من الناس لم يروهم حين دخلوا الحانة.. ابتسم المنشدان ، وكلاهما سعيد بفرصة العزف من أجل الناس، "أخرج مزمار القربة هذا ، يا بني" ، وجّه الرجل الأكبر سناً ابنه وهو فعل كما قيل له، "سنعزف هذه المقطوعة في الإحتفال الليلة للملوك ولكنكم ستسمعونها أولاً" ، أعلن ، وبدأت الموسيقى.

"سمعتم هذا ، أليس كذلك؟"،  هتفت المرأة بصوت أعلى والسعادة التي لم يرها جونغكوك على وجهها عندما دخلا قد تسللت فجأة إلى وجهها ، "دعونا نرقص عليها قبل أن نكبر!".

هتف الحشد مرة أخرى وبدأ الناس في مغادرة طاولاتهم والتجمع في المنتصف للرقص..هم لا يتبعون تشكيلاً أو حتى خطوات معينة على الإيقاع ،رقصاتهم حرة تماماً كما يتذكرها جونغكوك.. فقط عدد قليل من كبار السن كانوا يجلسون في أماكنهم بينما يرقص الباقون ، وتحوّلت الحانة إلى مكان للإحتفال في لحظات.

"هيي ، أنتما الاثنان ، تعالا وانضما إلينا!" ، نادتهما المرأة واستغرق الأمر من جونغكوك لحظة كاملة لتسجيل أنه تم استدعاؤهما ، لأنه قد اعتاد على انحناء الناس أمامه ومخاطبته بلقبه.

"هيا!"، جيمين شد معصمه قبل أن يسحبه لأعلى للرقص.

إلتقيا في وسط الحشد ، وابتسامة جيمين مشرقة جداً بحيث لا يمكن احتواء وجهه وهو يرقص برشاقة ، متتبعاً خطوات من حولهما.. يبدو الأمر كما لو أن جونغكوك يمكنه رؤية الروح الحرة التي يخفيها جيمين بداخله من أجل مملكتهم ومنصبه.. ومع ذلك ، فإنه لن يكذب عندما يقول إنه يحب جيمين هذا ، وهو حر وبلاهموم ومليء بالبهجة.

"هيا ، ارقص معي ، ملاكي!"، سحبه جيمين عن قرب ، ووضع يديه حول خصره بينما يندمجان داخل الحشد ، وكل شيء ينبض بالحياة أكثر بعشر مرات لرؤية جونغكوك.

إلتصقت الرائحة الخافتة للكحول المُخمّر بملابسه جنباً إلى جنب مع الأشخاص الذين يرقصون بالقرب منه.. لم يعتاد أن يرقص الناس هكذا ، وتذكر أن الجميع يبقون على مسافة بعيدة في رقصات القصر ، ولكن بعد ذلك نظرة واحدة إلى جيمين ، وأصبح مغرماً من جديد.. كان يبدو سعيداً للغاية ، والخصل الشقراء تدور بشكل جامح فوق رأسه وقدميه تنقر على الأرضية الخشبية بينما يضحك مرة أخرى على شخص غريب يرقص خلفه حين ضرب ظهورهما معاً.

لم يبدو أن جونغكوك يتذكر متى بدآ الرقص، حيث الموسيقى التي يعزفونها تدور حول الصنابير والسوبرانو ومزمار القربة العرضي في الخلفية ، لكنها تبدو مبهجة للغاية ، وربما يكون أسعد شيء سمعه جونغكوك في حياته.. كان جيمين يرقص وهو مرتاح ويديه في الهواء ، وجنتيه حمراء من البيرة التي تناولاها في وقت سابق.. اقترب منه و إلتقطه ليدور في وسط الحشد ، ويخصص الجميع مساحة لهما بشكل طبيعي.. عينا جيمين عليه ، مما جعل قلبه يقفز بينما ينحني الصبي الأكبر ، وأنفاسه برائحة الفواكه الحلوة ليقبّل جونغكوك.

لسبب ما ، هتف الجمهور بصوت أعلى ، وصرخ أحدهم ، "انظروا إلى تلك الخواتم ، إنهما متزوجان!"، والناس هتفوا مرة أخرى.. كان يجب على جونغكوك أن يعترف بأنه مستمتع للغاية حيث من السهل جداً على هؤلاء الناس أن يكونوا سعداء لمجرد معرفتهم بأن شخص آخر متزوج.. قارن ذلك بعبء العمل الذي يظلان دائماً مدفونين تحته في القصر ووجد قلبه يهدأ بسلام.. قبّله جيمين بنعومة ، مبتسماً في القبلة وهو يلف ذراعيه حول جونغكوك.. أعاده الصبي الأصغر إلى أسفل ، وترك جيمين ينضم إلى الرقص مرة أخرى.

وهذه المرة ، انضم مباشرة معه.

***

"أنا بصراحة لم أكن أعتقد أنكما ستعودان إلى القصر الليلة"، اعترف إينوو ، وهو يمسك بملعقة الحساء بلا معنى ، وشفتيه تتجعدان لأسفل.

"لم تعتقد ذلك؟"، استجوبه جونغكوك ، وأخذ ملعقة من الحساء الدافئ الذي تم تقديمه لهما بعد انتهاء الإحتفال وتقاعدوا عائدين إلى غرفة الجلوس في القصر التي تغمرها دفىء موقد النار، و حساء اللحوم لتدفئة معدتهم.

"مع كل القصص التي تخبرني بها ، لم أكن لأتفاجأ إذا تخليت عن احتفال عيد ميلادي لقضاء ليلتك في النزل ، وشرب البيرة والرقص مع عامة الناس" ،صنع وجهاً ومد يده ليُعدّل تاجه في مكانه.

"يا عزيزي ، إينوو"،  تردد صدى ضحكة جيمين الصاخبة وهو يميل إلى بعثرة شعر الأمير الأصغر سناً، "لقد سافرنا طوال الطريق من أجل هذا،  من المستحيل أن نقوم بتفويته".

"كلاكما احتاج فقط إلى عطلة"، ضيّق إينوو عينيه عليهما، "ولا تقل إنني مخطئ لأنني أعرف مدى صعوبة أن تكون حاكماً".

"لكنك الحاكم هنا"، قال له جيمين.

اتفق جونغكوك معه.. كان إعطاء مملكة ألدوين إلى إينوو أحد أفضل القرارات التي اتخذها وسيظل دائماً فخوراً بذلك.. استرجع ذهنه الوقت الذي حدث فيه كل شيء ويبدو كأنه بالأمس فقط على الرغم من مرور شهرين.. ثمانية أسابيع في المستقبل وبعيداً عن تلك الليلة الرهيبة التي غيرت كل شيء إلى الأبد.

كان يتذكر المشي مع الملكة إلى الشرفة قبل أن تكشف له عن دوافعها.. كان الأمر تدريجياً ولكنه كان مؤلماً ،حين علم بأنها دعت شبه الجزيرة بأكملها لمجرد مشاهدة وفاة ملكهم والمطالبة بحقها في العرش- لأنه لم يكن حتى إينوو هو نهاية غايتها - لقد غرقت في جشعها وأرادت العرش لنفسها فقط.

لقد أمضى سنوات في حب تلك المرأة كوالدته والخيانة لم تفعل شيئاً سوى جرحه بشدة.. جزء من أسباب بكائه في تلك الليلة هو أنه وبعد كل تلك السنوات تم إحياء الفراغ الذي تركته والدته الحقيقية.. كان قد اشتاق إليها ، وبكى عليها لأنها لو لم تغادر لما شعر بهذا الألم والبؤس ولم يكن ليسمح لأي شخص بدخول رأسه كما فعلت الملكة.. كان يعلم بأنه قد تسمم في اللحظة التي لسعت فيها يديه بأياً كان الذي تحمله في يديها ، وألقت صورتها الظلية غير الواضحة بظلالها الداكنة فوق جونغكوك..كان قد انكمش في الزاوية باكياً من أجل والدته ، ومن أجل والده ، ومن أجل..جيمين.

ثم وصل جيمين.

كما لو كان عند ذكره ، فإن عينيّ جونغكوك ثبتت على جيمين الجالس مقابله منغمساً في محادثة مضحكة مع إينوو.. جلب دفء الحساء والنبيذ الأحمر ظلاً جميلاً من اللون الوردي على خديه وتحت الأضواء الفخمة للقصر لمع شعره بشدة وإشراق.. يُحب جونغكوك السرحان بوجهه أحياناً ومشاهدته عندما لا يكون مُلاحظاً لنظراته كي يحفظ كل شيء في ذاكرته.. كان يعرف بأن ما لديه لن يذهب بعيداً ولكن لم يسعه إلاّ أن يكون جشعاً.. ثم استقرت عيناه على الخاتم الذهبي اللامع في إصبع جيمين وأخذ كل شيء معنى جديداً له.. الخاتم الذهبي الذي وضعه هناك ، الشيء الذي يربطهما معاً إلى الأبد.

إلى الأبد.

لن ينسى تلك اللحظة التي فتح فيها عينيه منذ كل تلك الأسابيع الماضية ، ورأى ضوء النهار والألوان في غرفته نابضة بالحياة وحادة.. وبعد ذلك رأى.. جيمين.

ستبقى تلك اللحظات محفورة في ذاكرته إلى الأبد بغض النظر عمّا يفعله وهو يعرف ذلك.. كان قد فتح عينيه وهو يأمل بأن يكون على قيد الحياة من أجل جيمين.. توقع أن ترحب به الصور الظلية الغير واضحة، لذا فقد ترك عينيه تتكيف قليلاً، لكنها قوبلت بمنظر خصلات شعر شقراء جميلة.. كان يرمش مراراً وتكراراً في انتظار انتهاء هذا الحلم.. جيمين ، الذي كان نائماً ورأسه على يد جونغكوك ، ومستقراً بجانب سريره ، استيقظ حينها بابتسامة جميلة جداً تنتشر على شفتيه.

لم يكن جونغكوك بحاجة إليه للتحدث كي يعرف بأنه جيمين ، فقد كان يعرفه بالفعل.. طيلة تلك الأشهر لم يكن يشعر إلاّ بوجوده بجانبه ، وقد نحت جسده تحت أطراف أصابعه ليتذكره.. والآن وبعد أن رأى حبه بعينيه ، كان هذا مؤلماً لدرجة أنه بكى.

"لماذا تبكي يا حبيبي؟"، سأله جيمين وهو يقترب من وجهه، "نحن أحياء.. انتهى الجزء الأسوأ.. لقد ذهبت ولن تستطيع إيذائك بعد الآن".

يتذكر جونغكوك بأنه قتلها ، نعم يفعل.. وهو يعلم بأنه غير قادر على فعل شيء من هذا القبيل..هو لم يكن ليقتلها أبداً.. إذا كان هناك أي شيء ، فهو يفضل نفيها.. ولكن حتى مع عقله الضبابي وبصره الغامض ، فقد رآها تقترب من جيمين من الخلف - ظل كامن جاهز لإيذاء جيمين وأخذه منه، و هذا كان شيئاً لن يسمح به- .. يمكنهم أن يؤذوه ، لكنهم لا يستطيعون إيذاء جيمين ، ولن يسمح لهم بفعل ذلك..وبناء على هذا ، كانت خطوته التالية بمثابة ردة فعل.. كان قد سمع قعقعة سيف جيمين يسقط بجانبه قبل أن يأخذ الصبي الأكبر بين ذراعيه إلى حضنه، لذلك بالنسبة له للوصول إلى السيف وطعن من يقترب منهما كانت لعبة حظ للحظات.

لكن وبلا قصد، ما فعله أوصل حياتهما من أعماق اليأس نحو السماء المشرقة والواضحة.

"لقد كسرت قلادتها"، قال له جيمين، وما زال وجهه بين يديه حيث كان ينظر إلى عينيه ،جاهلاً لحقيقة أن جونغكوك يستطيع رؤيته الآن ،"لقد أزلت كل السحر الأسود منا ، لقد ذهب...".

"جيمين ..." ،نادى عليه ورفع يده لتصل إلى وجهه. مدركاً مرة أخرى كم كان جميلاً .. تتبعت أطراف أصابعه ملامح جيمين ، من عينيه البنية الفاتحة إلى أنفه الصغير ، ووجنتيه المغطاة باللون الوردي الباهت والشفاه الفاتنة الممتلئة.. اتسعت عينا جيمين حين أدرك أخيراً بأن جونغكوك لم يكن يحدق به بلا هدف فحسب ، بل كان يحدق فيه مباشرة ، "أنت حقاً جميل جداً ، حبي".

حينها سمع تكسر أنفاس جيمين.. صوت لن ينساه أبداً.. كان يلمس عينيه ، وشفتيه متفرقتان بالمعرفة المكتشفة حديثاً، "أن...أنت يمكنك ... يمكنك رؤيتي؟".

أومأ جونغكوك برأسه فقط ، وأخرج جيمين شهقة قصيرة قبل أن يضغط بشفتيه على جفنيّ جونغكوك ويقبّلهما، "جونغكوكاه.."، انتحب جيمين باكياً ،  "حبي.." ، وجونغكوك لم يفعل شيئاً سوى سحبه أقرب وذراعيه بكل ألفة تلتف على جسد جيمين الذي يتناسب مع جسده مثل القطع المفقودة.

القطع التي تجد طريقها دائماً إلى بعضها البعض.

***

كانت لدى جونغكوك فكرة بأن جيمين أراد أكثر من مجرد بعض القبلات البريئة بعد انتهاء الإحتفال مباشرة.. قبّله الصبي الأكبر بشدة ، ربما كان بسبب الكحول وربما لا ، لكن جونغكوك رأى من خلاله.

لذا في اللحظة التي وجدا فيها أنفسهما يعودان إلى غرفتهما ، جيمين ثبت جونغكوك على الحائط ،ملصقاً شفاههما وأصابعه تتخلل شعره.. عرف جونغكوك أن جيمين كان في جزء فقط في حواسه ، حيث كان غارقاً في كل الكحول الذي لم يكن في جونغكوك.. لم يستغرق وقتاً طويلاً في إدخال لسانه ، مما جعل ساقيّ جونغكوك تضعفان تحته.. أصابعه الناضجة كانت تفك أحزمة جونغكوك وتدفع معطفه إلى أسفل كتفيه.. وصلت يدا جونغكوك المرتعشة إليه ليبعده ببطء.

"جيم.. جيمين.." ، حاول مناداته.

"همم؟"،  كانت شفاه جيمين تطارده.

"يجب أن أستحم"، قال له،  "تو..توجهت مباشرة للإحتفال عند وصولنا .. لم يكن لدي وقت..".

"يمكننا الإستحمام معاً"، اقترح جيمين، وأخذ قبلة قصيرة من شفتيّ جونغكوك ،"سأغسلك وأعتني بك"، وصلت أصابعه إلى بنطال جونغكوك.

"لا"، استنشق جونغكوك نفساً طويلاً من الهواء ، باحثاً عن تمالك نفسه ، "ابقى هنا ، واشرب بعض الشاي..أريدك أن تكون رصيناً عندما أعود".

"أنا رصين .."،  تذمر جيمين ، وقضم فك جونغكوك وكل ثانية ،كان يصعب عليه دفع جيمين بعيداً لأنه يشع كالنار.

"جيمين ، حبي"، رفع جونغكوك وجهه بقوة ، وتراجع ليشاهد وجهه، "أريدك أن تتذكر كل شيء غداً".

بطريقة ما ، استمع جيمين إليه واستقر على البقاء في الغرفة ويوقظ نفسه بكوب من الشاي.. انجز جونغكوك استحمامه بسرعة ، حيث غسل الأوساخ ورائحة الكحول..كان يبدو الماء الدافئ جذاباً ولم يريد المغادرة تقريباً ، لكنه فكر بعد ذلك في جيمين ، وبالوعود الأكبر التي تنتظره هناك.. عندما خرج من الحمام ، لاحظ جيمين جالساً على سريره في رداءه الليلي ، وهو يرتشف الشاي..كانت وجنتيه تبدو أقل احمرارًا وشعره مسرحاً للخلف.. في الأضواء الخافتة لغرفهما ، كان وجه جيمين واضحاً ومشرقاً وجذاباً، و شعر جونغكوك بموجة من الحرارة في معدته.

كان هذا الرجل له ليأخذه.

جلس بجانب جيمين على فراشهما بينما يرفع الصبي المذكور عينيه في جونغكوك، "لقد انتهيت من الشاي"، أخبره بخجل وجونغكوك كان مولعاً به بأكثر من طريقة.. هذا هو نفس الشخص الذي كان يسيطر عليه منذ لحظات و تفوح رائحة الهيمنة من سلوكه.. نفس الشخص الذي هو مجرد تجسيد لكلمة لطيف في الوقت الحالي.

لم يسعه إلاّ أن يتكئ ، ويضغط بقبلة على جبين جيمين، "هل تشعر بتحسن؟".

همهم جيمين ، وأومأ برأسه وهو يغلف وجه جونغكوك ، ولم يتركه،  "تبدو لطيفاً جداً بعد الإستحمام ، هل تعلم؟".

"كيف ذلك؟".

ابتسم جيمين ، متتبعاً أصابعه على شعر جونغكوك، "شعرك مبلل ولامع"، وصل إلى خديه ليفرك أصابعه بفكه، "تتحول وجنتيك إلى هذا اللون الوردي الجميل ويتحول الجلد إلى درجة نعومة.."، سقطت عيناه على شفتيه، ورمش حيث فقد كلماته.

"وشفتاي...؟".

"هما.."، جيمين لعق شفتيه ، واندفعت الحرارة إلى خديه، "أريد تقبيلهما".

جونغكوك لم يسمح له بالإنتظار ، مال إلى الداخل وألصق شفتيهما معاً، "ليس عليك أن تطلب"،  تمتم على فكه وقبّله ببطء وأمسك برقبة جيمين ليداعبها ، ويشعر بشفتيه الممتلئة حوله .. كان طعمه كالنعناع والعسل ، لاحظ ذلك بكسل.

بعد لحظة ، تراجع جيمين بعيداً ، وأغلقت عيناه وهو يتنفس بسرعة، وقبل أن يسأل جونغكوك عن السبب ، تكلم أولاً،  "عندما أتناول النبيذ ، فأنا أشعر بالحر الشديد ، وأريد فقط.. القفز عليك كالحيوان البري.. وعندما لا أتناول النبيذ ، فأنا دائماً أذهل بك، وبكم أنت جميل"، تنهد بلطف ، وهو لا ينظر إلى جونغكوك،  "بمعنى آخر، فأنا لا أدرك نفسي حقاً من حولك عندما نكون حميمين".

رفع جونغكوك رأسه لأعلى ، "لم تشعر بذلك من قبل..".

"ليس عندما..عندما لم تكن قادراً على رؤيتي"، أجاب بصدق، "كنت حينها أحدق فيك فقط ، ولم تعرف"، أمسك بيد جونغكوك فوق رقبته، "أنت.. حقاً أثيري".

"أتمنى منك أن تفكر بنفس الشيء عن نفسك ، جيمين"، جونغكوك قبّل خده، "لقد تعرفت على شخصيتك كثيراً في وقت لاحق من حياتي.. لكن بالنسبة لي ، فقد أحببتك لسنوات وهذا كان يعتمد فقط على حقيقة أنك كنت جميلاً.. قد يبدو الأمر غريباً الآن"، اعترف، "لكنني لم أعتقد مطلقاً بأنني سأراك مرة أخرى".

عند هذه الكلمات، ابتسم جيمين بإشراق لتختفي عينيه في أهلّة جونغكوك المفضلة، "هل يمكننا أن نقول فقط أننا كلانا في حالة حب يائسة؟".

"يائسة للغاية ، في الواقع"، ضحك ، وأومأ برأسه ، "على الرغم من أن هذه الليلة ، أريدك أن تشعر بكم أحبك".

"جونغكوك...".

"شششش "، جونغكوك قبّل شفتيه ، "دعني أحبك".

قام جيمين بإلقاء رأسه للخلف وهو يقبّل رقبته ويقضم جلده الناصع.. أصبحت أنفاس جيمين متكسرة في اللحظة التي فك فيها جونغكوك عقدة رداءه ليدفعها لأسفل كتفه ، متخلفاً بالقبلات على امتداد بشرته.. يريد تقبيل جيمين في كل مكان الليلة ، يريده أن يعرف كم هو جميل كما يراه..حرر إحدى ذراعيه من الرداء وقبّله على طول كوعه ومعصمه.. نظر إلى الأعلى ليرى جيمين يحدق فيه بشفتين مفتوحتين وهو يقبّل معصمه من الداخل، غارقاُ بها.. عينيه نظرتا من خلف يده ، بمكر وشفتاه تقبّل كل من أصابعه ، وبالطبع الخاتم الذهبي.

دفع جيمين للخلف على الوسادة وحام فوقه وهو يقبّل شفتيه قبل أن يحرره من رداءه.. مشهد جسد جيمين العاري كثير جداً بالنسبة له ، كما هو الحال دائماً.. لكنه يثيره ، ويجعل أصابع قدمه تتلوى وترتعش من الداخل.. حلمات جيمين متصلبة بالفعل تحت الجو البارد للغرفة و لم يستغرق الأمر وقتاً طويلاً من جونغكوك للتشبث بها وتذوق المسحة المالحة لبشرة جيمين.. دوّر الأخرى بين أصابعه وشعر بأن أصابع جيمين تمسك بشعره المبتل،  "كو..كوكاه.."

جيمين لم يوضح ما يريد. لذا رفع جونغكوك رأسه ،"انظر إليّ"، أرشده، وسحب قبلاته نحو الحلمة الأخرى.. انخفض بعدها ​​تدريجياً نحو معدته ، تاركاً القبلات المفتوحة من فمه وامتص علامة فوق عظمة فخذه..شاهد جيمين بالكاد يحافظ على اتصاله بالعين وهو ينشر ساقيه ، وقضيبه المنتصب بالكامل يستدعي الإنتباه.

"اخلع رداءك ، كوك" ، قال جيمين بأنين.

جونغكوك امتثل بسرعة ، وعاد إلى وضعه بين ساقيّ جيمين، "عليك أن تنظر إليّ ، حبي"، سمع نفسه يقول.

هو يعرف أنه يبدو مغيظاً ، وكلماته تعمل كالنار في الهشيم مع تسارع أنفاس جيمين ولمعان جميل من العرق يغطي جسده بالكامل ولا يريد جونغكوك أكثر من تذوق كل شيء ، وهو يلف لسانه على مساحة بشرته.. كان جيمين جميلاً جداً وله بالكامل ، مجرد التفكير في الأمر جعله يرتجف..سحب شفتيه إلى أسفل منحدر فخذيّ جيمين ، حيث تفترق ساقيه بشكل جميل وتنفجر القشعريرة عبر امتداد جلده ولكن هذا لم يمنع جونغكوك من امتصاص كدمة في جلده..استمرت شفتيه في الضغط بالقبلات المبتلة على طول الطريق ، وعيناه تتعجبان من مشهد الإنتصاب القاسي لجيمين أمام فمه ، جذاب وجميل - تماماً مثل باقي جسده-.. ألقى نظرة سريعة على جيمين ووجد الصبي الأكبر يتنفس بصعوبة ، وحلماته بارزة على صدره ، ورأسه متراجع إلى الوراء وعيناه مغمضتان بمتعة.

"انظر إلي ،جيميناه"،جونغكوك أمر والصبي رفع رأسه على الفور ، ونظر إليه من خلال ضبابية ذهنه.. التدفق على خديه من كل التقبيل يعمل فقط على جعله يبدو أكثر جمالاً مما هو عليه بالفعل ..وجونغكوك يريد أن يأكله كله،  "قلت لك أن تنظر إلي"،  كرر.

أومأ جيمين برأسه مرتعشاً ، وناهضاً على مرفقيه لينظر إلى جونغكوك.. ابتسم الصبي الأصغر ، وعيناه واسعتان وهما تحدقان في جيمين عندما أخفض رأسه ليضع فمه على طول قضيبه ، ويصل إلى طرفه ليضغط بقبلة على التاج ، "أخبرني يا ملكي. ماذا تريد مني أن أفعل؟".

"أوه..جونغكوكاه..."، تنهد جيمين ، وعيناه تدحرجان خلف رأسه،  "أرجوك..".

"لن أعرف إذا كنت لا تخبرني"، بوّز، غارقاً في انتصاب جيمين، "هل تريد هذا؟"، سأل ، وهو يلعق لعقة طويلة على امتداد قضيبه ليصدر جيمين صوتاً يشبه الإختناق في حلقه ، وبالكاد ظلت عيناه مفتوحتين بينما يهز رأسه بشكل محموم.

"أجل ..أرجوك..".

ضحك جونغكوك ، وهو يقبّله على طول قضيبه ويفتح فمه أخيراً ليمتص رأسه.. جيمين كان يسرب المذى الذي ترك طعماً مريراً في فم جونغكوك.. ترك لسانه يتعمق في الشق ، وهو يجعد شفتيه حوله.. جيمين أساساً كان يصعد إلى الجنة ، ورفرفت عيناه بينما يحاول جاهداً إبقائهما مفتوحتين.. جونغكوك نظر إليه بأجرامه السماوية المستديرة ، تاركاً الرأس الحساس وهو يدور بأصابعه حول طوله، ويمسده ببطء..شاهد وركيّ جيمين يتمايلان مع الإيقاع ، والأنين المنخفض يهرب من حلقه ..جيمين هناك مشهداً بحد ذاته لرؤيته ، مفتوحاً وضعيفاً لجونغكوك ، وهو يثق به في كامل جسده..انحنى جونغكوك ليتكلم في خصيتيه.. إنهما ثقيلتان بالحمل بينما يناورهما جونغكوك على لسانه ويمتصهما برفق.. فخذيّ جيمين كانا يرتجفان حول رأسه ، وأنين طويل تجاوز شفتيه.. في هذه المرحلة ،كان صاخباً جداً لدرجة أن جونغكوك لن يتفاجأ إذا سمعهم أحد من خارج مقصورتهما.

سمح لهما بالذهاب بصوت رطب ومشاهدتهما وهما مغطيان بلعابه ، كان هذا يثيره بغرابة.. قام مرة أخرى بنشر القبلات على طول قضيبه ، ووصل لأخذ قضيب جيمين بالكامل . هذه المرة ،نظر جيمين إليه وقد عض على شفتيه رغم أن هناك ظلام جديد في عينيه.. وصلت يده لتتخلل شعره وتثبته هناك، "جونغكوك..كوكاه.."، همهم جونغكوك حول قضيبه وزمجر جيمين، بينما يشد أصابعه في شعره ويسحبه ليرسل قشعريرة مباشرة بين ساقيه، "ابقى ثابتاً"، أمره جيمين.

أمسك برأس جونغكوك مثبتاً له في مكانه حيث بدأ ببطء في الدفع بفم جونغكوك الذي أرخى فكه كي يأخذه جيمين كما يشاء.. دفع الولد الأكبر برفق ، وتنهد من خلال أنفاسه اللاهثة بينما كل دفعة تنغمس في دفء حرارة فم جونغكوك.. عيناه لم تغادران جونغكوك أبداً، كانتا مظلمتان ومضيقتان عليه، "ياإلهي.."، تنفس ، "لديك عينان جميلتان ، أحب..عيناك.. أحبهما كثيراً"، زاد من وتيرته تدريجياً، ملاحقاً نشوته وهو في فوضى عارمة،  "أنا.. قريب .."، قال قبل أن يكسر اتصال عينيه في النهاية ويرمي رأسه للخلف.

في ضبابية جيمين الساخنة ، انسحب جونغكوك مبتسماً وهو يحوم فوق الصبي الأكبر وينغمس في قبلة ساخنة قوية.. كان لسانه يتلوى ضد جيمين ، وقضبانهما تفرك بعضها في احتكاك لذيذ ، "لا يمكنك أن تقذف على هذا النحو"، قال لجيمين على شفتيه.

"لماذا؟"، سأله جيمين.

"احفظه لي" ، أجاب، مُقبلاً فكه وأذنه قبل أن يمر بلسانه لاعقاً قشرة أذنه،  "للوقت الذي ستمارس الحب معي".

كان يمكنه أن يرى كيف يؤثر هذا على جيمين لأن الصبي ابتسم من خلال المتعة.. كان يبدو جميلاً جداً لدرجة أن جونغكوك رغب في أن يقرص نفسه للتحقق من أنه لا يحلم، "إذا كان هذا ما تريده" ، قال له ، وهو ينهض ليقلبهما ويصبح جونغكوك هو الشخص الذي يستلقي على السرير الآن.

جونغكوك ترك عينيه تشتعلان بالنار على جسد جيمين العاري قبل أن يقوم جيمين بتقبيله ، قبلة ناعمة وبطيئة..فرك أنوفهما معاً قبل أن يبتعد ، ويتنفس في فم جونغكوك ،"أنت تحدق بي كثيراً الليلة"، قال بلا تفكير.

"ما زلت أذكر نفسي كم أنت جميل"، مد جونغكوك يده ليقوم بتمشيط شعر جيمين بعيداً عن وجهه، "ظللتُ محروماً من رؤية هذا المشهد لفترة طويلة.. لا يمكنك إلقاء اللوم عليّ".

مرر جيمين يده الكسولة على صدره ، وأطراف أصابعه تلعب بحلمات جونغكوك ، "وأنت لا ترى الجمال الذي أنت عليه؟"، سأله، "أنظر إليك و.. وأتساءل ، كيف هو لي لأخذه؟".

ابتسم جونغكوك بتكاسل ، "لأنه يحبك".

لم يُجيب جيمين ، وبدلاً من ذلك ، ارتسمت ابتسامة عريضة من خلال وجهه وهو يقترب أكثر فأكثر حتى شعر جونغكوك بشفتيه مضغوطتين على جيمين.. قبّله الصبي الأكبر بعمق ، وترك ألسنتهما تتلامس مع بعضها البعض وهو يتشرب كل الأصوات الصغيرة التي تهرب من حلق جونغكوك..مد يده إلى الأسفل ليداعب جسده ، وتلتف أصابعه حول عضوه ويعطيه تمسيده قبل أن تسافر إلى أسفل فخذه ويفرق بين ساقيه ، مشيراً إلى ما سيأتي ..جونغكوك نشر ساقيه ، أكثر من مستعد للمسة جيمين.

وهذا مافعله الملك.. سخن الزيت حول أصابعه ، ووصل إلى فتحته ليعطيها تدليكاً ..جونغكوك تنهد ، ورمى رأسه للخلف وهو ينظر إلى جيمين من خلال ضبابية ذهنه .. زوجه كان يُركز عليه، مستعداً لغزو فتحته.. في اللحظة التي أدخل فيها إصبعه الأول دون أي مقاومة، رفع حواجبه متساءلاً، وفمه إلتصق على الفور بأذن جونغكوك.

"أنت متوسع جداً"، قال، وهو يقترب من فمه ويتمتم، "فقط مارست الحب معك هذا الصباح.. هل فتحت نفسك في الحمام ، يا حبي؟".

رفرفت عينيّ جونغكوك مغمضة ، والأفكار من وقتهما السابق هذا الصباح تملأ ذهنه ، حول كيف كان الوقت ينفذ منهما من أجل مطاردتهما الصباحية ، لكن جونغكوك أراد جيمين لذلك مارسا أثناء الاستحمام.. كانت ساقاه تعانيان من آلام من حيث كان يرتد على قضيب جيمين ، لكنه شعر بشعور جيد.. على الرغم من أنها كانت ممارسة سريعة ، إلاّ أنها تركت جونغكوك راضياً.

اهتزت إيماءة خافتة من خلال كيانه.. جيمين ، من هذا القرب رائحته طيبة جداً.. تقريباً كما لو أنه دخل في حقل كامل من الليلك المنعش..ياإلهي كم يريد أن يغرق في هذه الرائحة.

جيمين دفع إصبعه بالكامل للداخل دون سابق إنذار ، وفرك الإصبع الثاني به، "هل فتحت نفسك؟"، سأل مرة أخرى.

"لقد فعلت"، ارتعش جونغكوك، "أردت أن أكون.. جيداً لك".

"يا إلهي"، زمجر في عنقه، "جونغكوك.. جونغكوكآه.. الأشياء التي تفعلها بي".

أرسلت كلماته قشعريرة أسفل ظهر لجونغكوك ،وفي ذات اللحظة دفع جيمين بإصبعه الثاني مستمراً بتمديده.. انتشر الحرق على ساقيّ جونغكوك وهسهس ، دافناً وجهه تلقائياً في رقبة جيمين بجانبه - برائحته-.

"هل يؤلمك؟"،سأل.

"قليلاً".

"المس نفسك لأجلي"، أمره جيمين.

دون تفكير ثانٍ ، وجد جونغكوك نفسه يصل إلى أسفل معدته ليمسد نفسه ،المذى كان يجعل الإنزلاق أسهل.. في اللحظة التي لامست يده فيها عضوه ، انفجرت موجات من المتعة الساخنة في بطنه والحروق من أصابع جيمين ، مما أعطى جيمين الميزة كي يدفع إصبعاً آخر .. مسد جونغكوك قاعدة قضيبه،مغلفاُ خصيتيه بالطريقة التي تجعله يشعر بشكل جيد.

"ذكرني بالجلوس ومشاهدتك وأنت تلمس نفسك في المرة القادمة التي نمارس فيها"، تنفس جيمين في أذنه.

"أ..أنت لن تلمسني؟"، سأل ببراءة ، وشفتيه بين أسنانه.

"أنا لا أثق بنفسي مع أي من الخيالات التي أؤويها لك"،  قال جيمين ، وهو يسحب شفتيه إلى أسفل صدر جونفكوك ويمتص كدمة بجوار حلمة ثديه ، "أنت لا تُقاوَم يا ملكي".

جونغكوك ترك قضيبه ليلف ذراعه حول رقبة جيمين ويسحبه لقبلة ،"أنا مستعد"، تمتم على شفتيهما.

شعر جيمين بحرارة شديدة بداخله والنسيم البارد الذي يرقص أحياناً على جلده لم يفعل شيئاً لتهدئته.. الصبي الأكبر تحرك ببطء و بالسرعة المفضلة لديه.. ساقيّ جونغكوك انغلقتا حول جيمين لجعله أقرب ، وذراعيه تمتدان لتلتف على رقبته.. تنفس جيمين في فمه ، وهو يصدر أصواتاً طفيفة في مؤخرة حلقه بينما يهز أجسادهما معاً.. فرك بأنفه على خد جونغكوك ، مسافراً إلى أسفل رقبته ليمتص مباشرة فوق مكانه المفضل ، حيث يعرف جسده جيداً.

"ممم..." ، تأوه جونغكوك بهدوء ، وهو يشعر بأسنان جيمين ترعى جلده ، بينما يتشبث به.

"أه..كوك.."، تلعثم جيمين، ووركيه يرتجفان في حركتهما.

جونغكوك تركه ، متلمساً طريقه لوجه جيمين كي يُقبّله، الأمر الذي امتثل له جيمين بسرعة ومنحه قبلة بفمه المفتوح ، ليتراجع بعدها ويأخذ المشهد.. جونغكوك فتح عينيه لينظر إلى جيمين المستلقي فوقه ، وهو يتعرق في هذا البرد الشبيه بالعاصفة الثلجية بينما يغطي التدفق الجميل للإحمرار جسده بالكامل..ياإلهي.. يريد أن يتذوقه ، يريد أن يعرف كيف سيكون رد فعل جيمين عندما يفعل ذلك.. هل سيجعله ذلك مجنوناً لأنه يقود جونغكوك للجنون الآن؟ هل سيشعر بالحر والثقل بداخله؟.

"هل أجعلك تشعر بشكل جيد ، يا ملاكي؟"، سأله جيمين ، وهو يدعم نفسه على ذراعيه لكن وركيه لم يتوقفا ، مما جعل جونغكوك يرى النجوم.

"أجل"، أومأ برأسه ، "بشعور رائع".

دفع جيمين مرة أخرى ، والإرتجاف يركض أسفل جسده وينتقل إلى جونغكوك.. مال إلى أسفل وغرق بفك جونغكوك، "أنت تفعل ذلك أيضاً"،قال له ، وقد وصلت يده للعب مع تجعيدات شعر جونغكوك،  "أنت مثالي جداً لي.. دائماً.. حبي .." ، قبّل شفتيّ جونغكوك،  "جميل جداً لي" ، لعق شفة جونغكوك السفلية وامتصها ،"سوف أحبك إلى الأبد..".

"نعم ..أرجوك..".

فخذيّ جيمين تحركتا بشكل أسرع وهو يضرب ذلك العصب الذي جعل جسد جونغكوك يتشنج وهو يئن بصوت عالٍ ، ويرمي رأسه للخلف وتشتد ساقيه حول جذع جيمين.

"هل تحب ذلك؟"، لف جيمين وركيه في دائرة متجنباً العصب عن قصد.

جونغكوك كان يئن، غير قادر على تشكيل كلمات متماسكة.. كان يريد فقط أن يضرب جيمين هذا العصب مرة أخرى ، ويجعله يشعر بشكل جيد والسماح له بتذوق النعيم.. على الرغم من أنه عندما ضرب الصبي الأكبر المكان مرة أخرى ، احترقت دواخل جونغكوك ، مما أرسل الرعشات في جميع أنحاء جسده.

"لقد سألتك، ملاكي"، عض جيمين على رقبته ، ولف وركيه ليدفع في نفس البقعة مراراً وتكراراً..الأصوات الفاحشة من تصادم وركيهما كانت تملاً مقصورتهما بأكملها.

"أجل..هناك..هناك.."، تمتم جونغكوك،"ياإلهي..جيمين..تشعرني بشعور جيد.."، شد ساقيه حول جذع جيمين ليقربه.

"أنت تبدو جميلاً جداً" ، قال جيمين على شفتيه ، "دعني أسمعك".

ولأجل جيمين ، استمر جونغكوك في إصدار تلك الأصوات ، وهو يشعر بجيمين في كل مسام جسده.. نشوته اقتربت منه بسرعة..عيناه رأت البياض وجسده تشنج من المتعة عندما تمتم جيمين "اقذف من أجلي ،حبي. لقد أبليت بلاءً حسناً" على أسفل رقبته وهو يترك حمله الدافئ يملأ جونغكوك.. اتسعت عينا جونغكوك حين قذف ، وسمع جيمين وهو يُخرج القليل من التأوهات والأنين في رقبته بينما يهز وركيه ببطء ، نازلاً من نشوته.

كان قلبيهما يرتعدان ضد صدريهما..عندما انسحب جيمين من داخله شعر جونغكوك بأن المني يقطر منه.. ضغط على ساقيه وشعر بالفراغ من جديد.. استقر جيمين على كتفه للحظة ، يلتقط أنفاسه قبل الإستلقاء بجانبه.. شعره مبعثر في كل اتجاه ، ويستطيع جونغكوك رؤية التجعيد من حيث أمسك بشعره وابتسامة محببة ملأت شفتيه..أغلق جيمين عينيه وفي اللحظة التالية سمع جونغكوك شخيراً ناعماً بجانبه.

استدار نحو جيمين ، وهو يشعر بساقيه مثل الهلام وأذنيه تطن.. من المؤكد بأنه ليس لديه طاقة لتنظيفهما ومن الناحية التقليدية ، كان هذا من واجب جيمين ،"جيمينآه؟"، همس ، ومد يده ليلمس وجهه.. لكن الصبي نام بسرعة كالضوء..تنهد وابتسم له بخفة.. جيمين النائم يشبه كتكوت صغير ، وأخذ ملاحظة عقلية بأن عليه أن يخبره بذلك.. قبّل شفتيه المفترقتين قبل أن يغطيه بالبطانية ويستلقي على ظهره.

يمكنه بالتأكيد محاولة تنظيفهما الليلة.

***

تحرك جيمين داخل الغطاء وحوّل انتباه جونغكوك إليه من حيث كان يحدق خارج النافذة ، حيث ضوء القمر يرسم أنماطاً ظلية على غطائهما.. نظر إلى الصبي الأكبر وهو يحاول فتح عينيه النائمتين بينما الغطاء ينزلق على جسده العاري.. بشكل أعمى ، مد يده إلى جونغكوك، "كوكاه..."، قال بصوت أجش، "أشعر بالبرد" ، سحبه جونغكوك قريباً دون أن ينبس ببنت شفة ، ولف الغطاء حولهما بينما يخرخر جيمين على صدره ويدفن وجهه بعنقه.. هز جونغكوك رأسه ، ولعن نفسه لأنه نسي أن جيمين يميل إلى البرودة في الليل.. كان يجب أن يجعله على الأقل يلبس رداءه.. جيمين كان سريعاً في تشبيك ساقيه داخل جونغكوك ، وفرك أصابع قدميه الباردة ضد ساق جونغكوك.

"منذ متى وأنا نائم؟"، تمتم جيمين على صدر جونغكوك.

"ثلاثون دقيقة ، إذا كنت سأكون دقيقاً"، قال جونغكوك له، "لقد نمت بسرعة الضوء بعد أن قذفت مباشرة".

"أوه"، تراجع جيمين بعيداً لينظر إليه،"كان من المفترض أن أقوم بتنظيفنا"، بوّز،  "أنا آسف جداً، يا حبي".

"لقد قمت بذلك ، لا بأس"، قبّل جونغكوك أنفه ، "هل ما زلت تشعر بالبرد؟ تريد مني أن أضيف المزيد من الحطب إلى النار؟"، أشار نحو المدفأة في زاوية مقصورتهما.

"لا" ، رمش جيمين وفتح عينيه، كان يبدو أكثر نضارة الآن ، "تشعرني دائماً بالدفء"،  شد قبضته حول جونغكوك، "أنت تعرف لماذا أصاب بالبرد ، أليس كذلك؟".

جونغكوك يعلم..ابتسم ،"سأحتضنك دائماً"، أكد له ، "إلاّ عندما أكون متعرقاً ولزجاً".

"أنت دائماً نظيف".

"لن أكون كذلك إذا كنتُ من يثبتك لأسفل قبل بضع دقائق"، تراجع جونغكوك بعيداً ، وابتسم ابتسامة عريضة، "على الرغم من أنه كان من الممكن أن تتركني أقذف في حلقك وسنكون حينها بخير".

"جونغكوك، أنت وقح جداً!"، جيمين ضرب صدره بشكل مرح، ضاحكاً، "صبي قذر"،  استدار منزلقاً عن حضن جونغكوك.

ضحك جونغكوك، ومد يده نحوه ليعانقه من الخلف،"أنا آسف"، قبّل عنق وكتف جيمين ، وشعر أن الصبي الأكبر يسمح له بالوصول على الفور،  "على الرغم من أنك إذا فكرت في الأمر ، فهذه ليست فكرة سيئة تماماً بعد أن سمحتُ لك باستخدام فمي...".

"جيون جونغكوك، سأترك السرير إذا لم توقف حديثك عن الأشياء الفاحشة..".

"لم تكن فاحشة جداً عندما كنت عميقاً بداخلي حتى خصيتيك قبل بضع دقائق فقط"،سخر جونغكوك، "وأنت تريد أن تسمعني وكل ذلك لأن هذا الملاك يبدو جميلاً".

"هذا صحيح"،جيمين رفع يده لبعثرة شعر جونغكوك من خلفه ، ويتنهد بهدوء، "أنت ملاك حتى تبدأ في الحديث القذر".

"هيي ، إنها مجرد محادثة حميمة لا يمكنني إجراؤها مع أي شخص آخر.. وأنت تقول إنني لا أستطيع حتى أن أجريها معك؟"، أكد جونغكوك ذلك عن طريق امتصاص رقبة جيمين ليصبح الصبي الأكبر مشدودًا تحته ، ويشد أصابعه في شعره.

"جونغكوك"، ناداه ، بينما يسمح له جونغكوك بالذهاب، ليستدير جيمين ويغلف وجهه.. بعيناه ذات اللون البني الفاتح عريضتان للغاية ، وبؤبؤي عينه المتسعان وهو ينظر إليه بضبابية نعاسه وجلده الناعم وهمساته الباهتة ، لا يبدو جيمين أقل من ملاك من السماء، "هل أنت مستاء؟"،همس ، مضيفاً إلى قلب جونغكوك المفعم بالحب بالفعل.

"لا..".

ابتسم جيمين ، ممسكاً بيد جونغكوك ورفعها لتقبيل أصابعه، والخاتم الذهبي لعلاقتهما.. جزء من جونغكوك شعر بالإغماء ، وجزء آخر بالإرتباك، "يمكنك الحصول على أي شيء تريده".

"كنت ..أمزح وحسب..".

"أنا أعلم"، أجاب، "لكنني أعني ذلك.. أنت تعطني كل شيء ، لذا فأنت تستحق كل شيء".

"جيمين...".

"نحن نقف على قدم المساواة في هذه العلاقة ، جونغكوك"، قال جيمين،  "أريدك أن تعرف ذلك"، توقف مؤقتاً ، "عند ملاحظة أثقل ، لقد مر عام على وجودنا معاً.. لقد تأخرت كثيراً في فهم مشاعرك ..كان هناك سوء تواصل بيننا، وأشياء ... لم نكن نتوقع حدوثها لكنها انتهت الآن"،  قبضته على يد جونغكوك اشتدت وعيناه مغلقة معه.. الوهج الدافئ من المدفأة جعل بشرته تبدو جذابة للغاية ، مما جعل جونغكوك يقع له من جديد  ، "أنا أحبك كثيراً الآن.. ولن أفعل.. لن أفعل أي شيء قد يجعلك حزيناً..." ، صوته ارتعش قليلاً.

قلب جونغكوك انكسر ،"أوه جيمين ، حلوي.." ،مال إلى الداخل دون كلمة أخرى ليقبّله أسفل أذنه ، مُخلفاً القبلات الناعمة أسفل فكه ،"أنا أحبك كثيراً"، همس، "أنت تجعلني أسعد مايمكن أن أكون على الإطلاق... طوال هذه الأشهر ، وحتى بدون بصري ، كنتُ أكثر شخص محظوظ لأنك لديّ".

هو يحاول عدم التفكير في الماضي ،لا يريد التفكير في أي شيء يعيده إلى الوقت الذي قضاه وهو جاهل بكل شيء.. على الرغم من أنه لم يسعه إلاّ أن يتذكر كل ما فعله جيمين من أجله أو كان على استعداد للقيام به لأجله في منحنى الأحداث.. تراجع لينظر إلى وجه حبيبه ، الشخص الذي كان على استعداد للتضحية بحياته من أجله.. كيف يمكن أن يجعله حزيناً على الإطلاق؟.

"في الواقع، أعتقد أنني لن أتمكن أبداً من سداد ما فعلته من أجلي" ،قال له ،"الألم الذي تحملته ..." ، عيناه تتبعتا رقبة جيمين حيث تكمن أضعف ندبة من القتال في تلك الليلة . مرر أطراف أصابعه فوقها، "أتمنى أن أغير ذلك".

"كوكآه؟"، جيمين أعاد انتباهه تجاهه، "أنت ستفعل نفس الشيء من أجلي".

أومأ برأسه بسرعة ، وخصلات شعره الداكنة تقفز على رأسه، "ألف مرة".

الإبتسامة التي أعطاها له جيمين أصيلة ونقية للغاية.. إنه مثل اعتراف لم يُقال على شفتيه ويقرأه جونغكوك بسهولة.. مال إلى الداخل وقبّلا بعضهما قبلة مليئة بابتسامات راضية وتنهدات مرتاحة.. جيمين داعب وجهه ، ولعب بضفائر شعره ، "أنا أحبك" ، أخبره جيمين بالمقابل ، وفرك أنوفهما معاً.

جونغكوك أمسكه بالقرب منه واستلقيا في هذا الوضع للحظة ممتدة قبل أن يدرك جيمين شيئاً ثم ينقلب ، "لماذا كنت مستيقظاً، رغم ذلك؟".

"آه ، ذلك"، جونغكوك تنهد.

"مالأمر؟".

"لم أستطيع النوم"، أجاب بصدق.

انقلب جيمين بالكامل ، وأخذ جونغكوك بين ذراعيه حتى وجد الصبي الصغير منزله على صدره..أصبحا مرتاحين في غمضة ، حيث تشابكت أرجلهما تحت الغطاء وأذرعهما متعانقة، نظر إلى جيمين ، وعيناه واسعتان ومستديرتان.

"تحدث معي"، شجعه جيمين.

"حسناً.."،  تنهد جونغكوك ، ليجد نفسه يغرق في الصدمة الحالية مرة أخرى.. غداً سيغادران إلى أليفارد وعندما يصلان إلى هناك في المساء ، سيتوجهان إلى قصر بارك حيث تمت دعوتهما لتناول العشاء مع والديّ جيمين.. ليس الأمر كما لو أنه لم يلتقي بهما من قبل.. لكن الأمور مختلفة الآن ، المشاعر جديدة ولم يقابلهما مطلقاً كزوج ابنهما ، إذا كان يريد أن يكون صادقاً فهو يعترف بأنه متوتر ، وتساءل عمّا إذا كانا سيشعران بأنه ليس مناسباً لولدهما.

"ملاكي ، أنت تفكر بشدة"،  صوت جيمين وأصابعه في شعره أعادته إلى الواقع.

"أنا متوتر بشأن الغد...".

"الغد؟"، عبس جيمين.

"العشاء مع والديك".

رمش جيمين ، "لماذا أنت متوتر من مقابلتهما؟ لقد التقيتهما من قبل ، أليس كذلك؟".

"فعلت"،  قال له، "ولكن كملك ، يتحدث عن شؤون الدولة وكل ذلك"، توقف، "و ليس بصفتي زوج ابنهما".

عانقه جيمين وهو يربت ببطء على شعره ليصبح أكثر نعومة ، "هل تخشى أن يكون هذا مختلفاً".

"سيكون كذلك"، أجاب ، "لن يكون لديّ أوامر لإعطاءها ولن يكون لدى والديك استراتيجيات لشرحها".

جيمين ابتسم لهذا، "إنهما يعشقانك"، أكد له، "ثق بي".

تحرك جونغكوك ، وجعل نفسه أكثر راحة على صدر جيمين، "انظر ، هذا ما لا أريد أن أفقده.. ماذا لو أخطأت؟ ماذا لو قلت شيئاً لا أقصد قوله أمام والديّ زوجي؟".

ضحك جيمين، حنى اختفت عينيه، "أوه ، جونغكوكآه ، حبي. أنت محبوب للغاية"، مال إلى طبع قبلة سريعة على شفتيه، "كي أقول لك الحقيقة ، أمي تحبك كثيراً"، فكر للحظة، "أتعلم ، عندما أرسلت لي هذا العرض قبل كل تلك الأشهر ، رفضته".

"لماذا..؟!"، نهض جونغكوك.

"لأنني لم أعرفك!"، رد جيمين وهو يضحك بشكل لا يصدق ، "كانت والدتي مصرة على جعلي أتعرف عليك أو على الأقل أفكر بك.. اعتقدت أنها فعلت ذلك لأنك كنت دماً أزرق وأن هذه العلاقة ستكون مفيدة.. على الرغم من ذلك أدركت لاحقاً أنها لم تعجب بك بسبب مكانتك ، لكن بسببك أنت.. إنها تعشقك ، كل شيء عنك".

"لكنني لم أقابلها قط..".

"أنا لا أعرف"، قال جيمين وهو يقلب عينيه، "تقول فقط أنك زوج الأحلام لأي شخص نشأ في الغرب مثلها".

"حسناً، من المؤسف أنني وقعت في حب ابنها أولاً" ، نقر جونغكوك على لسانه مبتسماً ابتسامة عريضة.

"هل كنت تفضل لو وقعت في حبها أولاً؟".

"يا إلهي لا ، جيمين. ماذا تفكر بي؟"، ضحك.

"أنا أفكر بك بما أنت عليه بالضبط"، أخبره جيمين، "ملك متزن من الخارج ، لكن مثل هذا الفتى الشقي من الداخل".

جونغكوك هز رأسه ضاحكاً.. مشاهدة جيمين متحدياّ له هي متعة في حد ذاتها و جونغكوك لا يريد تركها أبداً.. مد يده وأمال ذقن جيمين نحوه ليقبّل شفته العليا، "نعم ، أنا أحبك أيضاً".

"أنا أعلم"، ابتسم.

"قد أكون شقياً لكنني حقاً لست فظاً بما يكفي لمغازلة والدتك"، جونغكوك ابتسم، "أخبرني الآن ببقية القصة ، هل قلت نعم لأنها تحدثت معك في ذلك؟".

شفتيّ جيمين تفرقتا وهو يفكر، بينما عينيه تنظران بعيداً، "لا..لا، لم يكن بسببها".

"إذاً..؟"،  استلقى جونغكوك مجدداً على صدره ، وعيناه فضولتان.

"حسناً، كما ترى.. "، جيمين لعق شفتيه ، "في وقت لاحق من ذلك المساء ، رأيت تيمين"، نظر إلى جونغكوك ليرى ما إذا كان الإسم قد أثر عليه.. على الرغم من اعتقاد جونغكوك بأنه لا بد قد بدا فارغاً لأن جيمين استمر بحديثه ، "قال بعض الأشياء الغير محترمة عني و.. وعنك.. وكنت غاضباً".

"إذاً. قلت نعم لأنك كنت غاضباً منه؟".

فتح جيمين فمه للرد ولكنه أغلقه مرة أخرى ، وأصابعه مترددة في خصلات جونغكوك،  "أنا...".

"جيمينآه"، جونغكوك لفت انتباهه ،"ألا تريد التحدث عن الأمر بعد؟".

"لا ، لا. إنه فقط.. بالطبع أريد أن أخبرك"، زفر ، وأومأ برأسه ، "لم أقل نعم لأنني كنت غاضباً منه ، على الرغم من أن هذا يبدو ماحدث تماماً"، عض على شفته ، ورمش مرتين، "كنت أعتقد بأن ما لديّ مع تيمين هو الحب ، على الرغم من أنه لم يكن كذلك.. لذلك عندما قال أشياء تؤذيني ، قلت لنفسي ، إذا كان هذا هو ما يعنيه الحب فأنا لا أريده"،  قال له، "وإذا كنتُ لا أريد الحب ، فلا يهم من أتزوج.. لذلك قلت نعم"، أعاد خصلة من شعر جونغكوك برفق خلف أذنه، "لقد مر عام وتغيرتُ بالكامل.. أعرف ما هو الحب الآن ، وأنا على استعداد لأن أشعر به معك طوال حياتي".

للحظة جيدة ، بقي جونغكوك عاجزاً عن الكلام ، فقط ينظر إلى جيمين.. عينيه الجميلة ذات اللون البني الفاتح وشعره الأشقر الأشعث اللذان يظهران بظلال أغمق في الأضواء الخافتة لمقصورتهما.. من منحدر أنفه إلى منحنى شفتيه الذي يعشقهما للغاية ، يبدو جيمين وكأنه جنية مخصصة له فقط.. ابتسم بهدوء ، ورمش بعيداً ضبابية النوم للحظة قبل أن يميل ليدفن وجهه في رقبة جيمين ، ويغلق عينيه.

"أنا بصراحة لا أعرف ما إذا كان يجب أن أعاقب المستشار لي على عدم احترامه لك أو أشكره على كونه غبياً جداً".

التنهد الذي هرب من شفتيّ جيمين مريحاً ، مما جعل جونغكوك يبتسم ، "لماذا لا ندعه وشأنه؟".

"فقط لأنك تريد ذلك"، همهم جونغكوك.

"شكراً لك يا ملكي. على الرغم من أنني أعتقد أنه قد تغير إلى الأبد"، سمع جونغكوك يبتسم، "هل تشعر بتوتر أقل الآن؟".

"أقل بكثير".

"لا تقلق بشأن والديّ"، أكد له جيمين مرة أخرى، "إنهما يحبانك".

"هممم"، بالكاد أومأ برأسه ، ورائحة الليلك بجيمين تُهدئه للنوم.

"تصبح على خير يا ملاكي".

"تصبح على خير ، مينآه".

***

"إذا غادرنا الآن ، يجب أن نكون قادرين على الوصول قبل أن يصبح الثلج أكثر سمكاً"، وضح جيمين هذه النقطة ، وعيناه الواسعتان مثبتتان في السماء من خلال النافذة التي تعطي لوناً أبيضاً وبارداً ، متنبئاً بالثلج الذي سيهطل قريباً.

"الثلج يغطي الطريق بالفعل"، أضاف جونغكوك وهو يشرب الحليب الدافئ حول مائدة الإفطار، "سيزداد الأمر سوءًا".

"ليس بالضرورة"، تدخل إينوو، "العربات التي أعددتها لك مصنوعة بتقنيات جديدة كما قيل لي.. العجلات مطاطية وتتحمل الممرات الثلجية جيداً".

"يجب أن نغادر بسرعة ، إذاً"، أومأ جيمين.

"لكنك لم تأكل أي شيء"، أشار إينوو نحو الطعام الذي لم يُمس أمام جيمين.

"أنا أميل إلى الشعور بالغثيان أثناء السفر"، أجاب، "لذلك أحافظ على شهيتي عند الحد الأدنى".

"أوه ، حسناً"، أومأ إينوو ، "إذاً سأجعل الخادمات يحضرن لك بعض الطعام".

"لست متأكداً تماماً مما إذا كان سيأكل أي شيء على طول الطريق"، جونغكوك ابتسم،  "على الرغم من ذلك ، أود أن ترافقني بعضاً من فطيرة التفاح هذه"، أشار إلى طبقه.

ابتسم إينوو ، ووجنتيه مغطاة باللون الوردي من البرد.. وجد جونغكوك نفسه ضائعاً للحظات في الذاكرة الضعيفة لطفولته.. كان لدى إينوو حالة تكون فيها وجنتيه وأطراف أصابعه دائماً ورديتين خلال فصل الشتاء على الرغم من أن الأمير الأصغر كان ملفوفاً في دفء قصرهم.. تذكر أن والده كان قلقاً وأجرى فحصاً سريعاً لابنه على الرغم من أن الأطباء اعتبروا الصبي بخير ، قائلين إنها حالة نادرة ولكنها طبيعية ولا داعي للقلق.

فكر أن شقيقه الأصغر لا يزال هو نفسه ، كما لو أن سنوات العداء بينهما لم تكن موجودة قط ، "سأجعلهم يعدون لك هذه"، إينوو رد عليه.

وهكذا تماماً، وسرعان ما تم تجهيز أغراضهما وارتدائهما ملابس السفر الدافئة ، انطلق الزوجان الملكيان للعربات.. اختار جيمين وشاحاً بنياً حول رقبته يغطيه حتى ذقنه وعندما تكلم ، نفث الضباب أمام وجهه..كان لدى جونغكوك رغبة مفاجئة في منحه قبلة على أنفه رغم أنه امتنع لوجود الخدم من حولهم.. العربات اقتربت منهم بسرعة ، محملة بالفعل بممتلكاتهما.. على الرغم من ذلك، فقد توقفت من خلفهم  عربة أخرى جعلت جونغكوك يقطب حاجبيه.

"نسيت أن أخبرك" ، صوت إينوو حوّل انتباهه نحوه وهو يسير من الخلف ، وخدوده الوردية مختفيه بداخل أطواق ملابسه الملكية ، "لديك بعض الضيوف".

قبل أن يتمكن جونغكوك من طرح المزيد ، فتح باب العربة وخرج مين زعيم نورثهافن مع فتاة شقراء صغيرة ممسكة بيده.. على مرأى منهم ، ركضت نحوهم وطرف فستانها متراكماً في قبضتيها بينما يطبع حذائها أثاره على ثلج الرصيف.. هبطت أمامهم مباشرة ، وانحنت برأسها، "جلالتكما!"، تنفست لاهثة ، ويبدو صوتها متحمساً جداً لوجودها.

"مينسوو!"، هذه المرة جيمين هو الذي شهق بسعادة ، راكعاً ليتناسب مع طولها.

"قالت إنها لن تتحدث معي إذا لم أحضرها إلى هنا لرؤيتك مرة أخيرة"، تدخل يونقي ، ويداه مؤمنتان خلف ظهره فوق ملابسه الشتوية الثقيلة. انحنى للثلاثة منهم ، "جلالتكم".

"زعيم مين ، قيل لنا أنك لن تكون قادراً على رؤيتنا في مثل هذا الإخطار القصير"، سأل جونغكوك، "كيف حدث ذلك إذاً؟".

"هذا صحيح"، أومأ برأسه، "ما زلتُ متأخراً ، أليس كذلك؟".

"كانا على وشك المغادرة"، أضاف إينوو.

"أتوسل إليك ، يا صاحب الجلالة"، تحدثت مينسوو ، وهي تنظر بحماس بين الجميع لجذب انتباههم،  "قيل لي إنك ستغادر ولم أكن أعرف ما إذا كنت ستزور نورثهافن مرة أخرى ، لذلك رافقت العم يونقي من أجله زيارة يومية إلى ألدوين".

"زيارتي اليومية ليس من المفترض أن تبدأ لمدة ساعتين أخرتين"، قال يونقي، "أنتِ جعلتيني أغادر في وقت مبكر حتى تتمكني من رؤية ملوكنا".

"لا ينبغي أن تكون هذه مشكلة ، يونقي شي"، جونغكوك ابتسم ، "وعلى الرغم من أننا لم يتم تقديمنا بشكل صحيح بعد ، فإننا بالتأكيد سنحاول الزيارة في أقرب وقت ممكن" ، قال لمينسوو،  "لا تحزني".

"آه ، إنها مينسوو ، جونغوكآه"، ادار جيمين رأسه تجاهه ، وبدأ في تقديمهما فوراً، "هل تتذكر المسرحية التي شاهدناها في الإحتفال عند زيارتنا الأولى لألدوين؟ هي التي لعبت دور شخصيتي لشعرها الذي يشبه شعري.. وقد التقينا بها بالفعل عند مدخل القصر".

"أرى التشابه"، أومأ جونغكوك برأسه بابتسامة ساحرة ،"أنتِ بالتأكيد قمتي بتذكرنا".

"أنت تستحق التذكر ، جلالتك"،أومأت برأسها سريعاً لدرجة أن خيوطها الشقراء فلتت من شعرها المربوط بدقة.

"انظري إليك ، وأنت تتحدثين ببلاغة"، جيمين أمسك بيديها ، "هل كنت تتعلمين الكثير؟".

"أنا أتعلم القراءة والكتابة ، يا صاحب الجلالة"، قالت له بسعادة، "الأطفال الآخرون لا يفعلون ذلك ، لكن العم يونقي يعلمني أحياناً".

"هذا لطيف جداً"، جيمين اخرج صوتاً مبتهجاً و جونغكوك كاد يغمى عليه من لطافتها.. كان فجأة سعيداً جداً وكان هذا كل ما يمكن أن يطلبه الصبي الأصغر.. تساءل عمّا إذا كان جيمين يحب التواجد حول الأطفال بهذا القدر أو إذا كان الأمر فقط لمينسوو.

"أود أن أعلّم الجميع ولكن آبائهم يفضلون أن يعملوا"، يونقي تنهد،"لن نأخذ المزيد من وقتكما الآن ، ربما تكونا متأخران بالفعل".

"نعم ، سوف نغادر قريباً"، أومأ جيمين.

"شكراً لك على منحي بعضاً من وقتك"، مينسوو انحنت لجيمين مرة أخرى، "وأتمنى لك أن تكون سعيداً دائماً، يا صاحب الجلالة"،  قالت وهي تتجه إلى جونغكوك.

"تم فتح الحدائق الملكية ، جلالتك"، اقتربت منهم خادمة ، وهي تنحني لإينوو، "يمكن مرافقة الزائرين إلى هناك".

"الحدائق الملكية ، واو!" ،صرخت مينسوو ،"هل يمكنني الذهاب لرؤيتها، عم يونقي".

"لقد فتحوا البوابات فقط لوجودك المبكر ، يا صغيرة"،تنهد وهو يهز رأسه ،"والأن أحسني التصرف ولا تقطفي أي زهرة مهما بدت مغرية".

"حسناً"، أومأت برأسها سريعاً، وهي تقف وراء الخادمة لتتوجها نحو الحدائق الملكية.

"العربات جاهزة"، أخبرهما إينوو، "هذا كل شيء ، إذاً؟"

أبواب عرباتهما فُتحت داعية لهما.. اعتبر جونغكوك ذلك بمثابة تلميح له كي يتحوّل ويقول وداعاً له..نظر إينوو إليه بترقب ، وأذرعه المترددة معلقة بجانب جونغكوك الذي لم يترك له الكثير ليفكر فيه واقترب لإحتضانه..لف إينوو ذراعيه حول جونغكوك ، وتنهيدة ارتياح هربت من شفتيه بينما يعانقه..قام جونغكوك ببعثرة شعره بمودة ، حيث تعمل قفازاته على إعاقة شعوره بالملمس..تراجع إينوو لمواجهة جونغكوك وظهر الصبي بعينيه الدامعتين.

"لماذا تبكي؟".

إينوو اظهر ابتسامة فوق دموعه،  "أشعر بأنني قد أهدرت الكثير من الوقت ، أليس كذلك؟".

جونغكوك هز رأسه ، وغلف خده ،"لا"، قال له، "يمكننا دائماً تعويض الوقت الضائع.. رغم أنك لم تخسر أي وقت في نظري".

عض إينوو على شفته ، كان يريد أن يقول أكثر مما يُخرج ، أومأ ومسح وجهه بظهر يده.. عرف جونغكوك أن الصبي يندم أكثر بكثير مما يجب لأنه لم يكن خطأه، وتمنى أن يتمكن من تغيير ذلك.. بعد كل شيء ، كانت هناك عدة أشياء يتمنى تغييرها ولكن هل ستكون الأمور كما هي الآن إن تغيرت؟ ربما كان سيؤمّن حياة أو اثنتين ولكن هل سيكون لديه جيمين بعد ذلك؟ هو لا يعرف.. اعتذر إينوو مرات لا تحصى ، على الرغم من أن ذنب السنوات الضائعة مع شقيقه يأكله في الداخل ويمكن لجونغكوك رؤية ذلك.

المجيء إلى هنا للإحتفال بعيد ميلاده كان مجرد ذريعة.. كان على الأمير الأصغر أن يتولى إدارة مملكة آلدوين بسرعة بعد تلك الليلة المؤسفة حيث كانت وفاة والدته لا تفارق عقله.. كان جونغكوك خائفاً مما إذا كان قادراً على تحمل مثل هذه المسؤولية ومع ذلك كان عليه اتخاذ هذا القرار.. كان البقاء في قصر أليفارد يثبت فقط أنه أمر مرهق لإينوو وكما قرر هو وجيمين ، كان من الأفضل أن يعيش الصبي الأصغر بعيدًا عن ذكريات والدته الشريرة.. والآن بعد أن رآه بحالة جيدة هنا ، أصبح قلبه مرتاحاً.

اقترب إينوو واحتضن جونغكوك مرة أخرى ،"ابقى آمناً"، قال، وتراجع لينظر إلى جيمين الذي يقف هناك بابتسامة محببة منتشرة عبر شفتيه ، "كلاكما"، قال إينوو.

"شكراً لك ، إينوو" ، قال جيمين بينما يحتضنه إينوو أيضاً.. ابتسم جيمين بشكلٍ أكثر إشراقاً، ونظر إلى جونغكوك من كتفه كمحادثة غير منطوقة بينهما تستحق أكثر من ألف كلمة.

***

كان جيمين قد طلب من جونغكوك أن يمسك بيده إذا كان الأمر أكثر من اللازم أثناء العشاء مع والديه.. وحتى الآن ، لم يمسك الصبي الصغير بيده إلاّ مرة واحدة.. ذلك أيضاً، عندما ذكرت والدته الملكة الميتة عن طريق الخطأ.

بالطبع ، الجميع يعرف ذلك ولم يكن هناك سرية من الطريقة التي دعت بها الجميع ليشهدوا احتضار جونغكوك فقط كي ينقلب الأمر عليها ويعود الجميع إلى منازلهم مع علمهم بموت الملكة بدلاً من ذلك.. لقد مر شهرين ويمكنك القول بأن هذا ليس الموضوع الذي يود جونغكوك التحدث عنه.. على الرغم من أن السيدة بارك كانت سريعة في إدراك خطأها لأن جيمين كان يمسك بيد جونغكوك تحت الطاولة ، ويغير الموضوع مع والدته في وقت واحد.. كانت قد مالت برأسها ، وانحنت قليلاً قبل التحدث عن حلوى جونغكوك المفضلة.

وبهذه الطريقة ، تناولوا عشاءً ناجحاً.. لم يكن تناول الطعام مع والديّ زوجه أمراً غريباً ومتيبساً كما كان يعتقد جونغكوك.. كان الجو دافئاً وسط الطقس البارد في الخارج وربما كان الزوجان أسعد الكائنات على سطح هذه الأرض.. كان جيمين على حق ، فقد عشقت والدته جونغكوك وكاد يغمى عليها حرفياً على كل شيء كان يقوله، واعترفت بأنها معجبه به أكثر من ابنها (الأمر الذي جعل جيمين يسخر منه).

كانت غرفة مكتب جيمين ليست واسعة مثل تلك الموجودة في القصر ولكنها بالتأكيد مصممة لتكون ممتعة من الناحية الجمالية وموقعها الهادىء للجلوس وإنجاز عملك.. كانت محاطة بالكتب المنظمة بدقة في الرف الكبير الذي كان بحجم الحائط على اليسار بينما يتواجد المكتب في المنتصف.. طفت مصابيح الشمع الأبيض حول الغرفة ، مما منحها توهجاً جميلاً دافئاً وأصفراً.. لحظة دخولهما إلى هناك ،لمع الضوء في عينيّ جيمين وهو يأخذ كل شيء، وتساءل جونغكوك كم من الوقت مضى منذ عودته إلى قصر بارك لكي ينظر إلى كل شيء في رهبة غير مسبوقة.

"لم يغيروا حتى تنظيم كتبي"، قال جيمين بهدوء ، وخديه متوهجان بلون قرمزي جميل.

"هناك الكثير من الكتب"، اتخذ جونغكوك خطوة للوقوف خلفه ، مستنشقاً رائحة الليلك من جيمين، "هل قرأتها جميعاً؟".

"لقد فعلت" ، أجاب جيمين كما لو كان هذا أمراً واضحاً بالفعل، "في الواقع ، كان لديّ عشرات الطلبات من الغرب لقراءتها لو لم أكن متزوجاً".

"لكنك وجدت أكثر من ضعف هذه الكتب في القصر ، أليس كذلك؟"، مال جونغكوك برأسه لينظر إلى وجه جيمين ، وشفتيه لأسفل.

"هذا شيء كنتُ ممتناً له على الفور"، وضع ذراعيه فوق صدره، مبتسماً بخجل.

احتضنه جونغكوك عن قرب ، ووضع ذقنه على كتف جيمين وهما يتأرجحان جنباً إلى جنب ، "ألم تكن ممتناً لي على الفور؟".

"لا"، جيمين ضحك ، وهو يضغط على نفسه أقرب إلى جونغكوك.

"آه ، نعم"،هز جونغكوك رأسه ، "أظل أنسى بأن الأمر استغرق منك بعض الوقت لتقع في حبي".

"لقد أعجبت بك ، على الرغم من ذلك"، صححه جيمين، وأعاد يده للربت على خده، "لا تفكر بي بهذا المستوى المنخفض ، حبي".

بهذا ، ترك جونغكوك يمشي نحو مكتبه.. تم وضع القرطاسية الخاصة به بشكل أنيق ومن خلال مظهرها ، يمكن لجونغكوك معرفة أنه ربما لم يتم لمسها منذ فترة.. لمس جيمين كرسيه ، وهو يداعب المخطوطات الفارغة على المنضدة ، مبطناً حواف أقلامه بينما تدور عيناه في حلم كما لو أنه عاد بالزمن إلى الوراء.. ومع ذلك ، لا يزال عقل جونغكوك عالقاً في محادثتهما السابقة.. خطى إلى الأمام للوقوف بجانب المكتب ، ومشاهدة جيمين وهو يلتقط المغلفات والطوابع الخاصة بقصر بارك.

"جيمينآه؟"، ناداه، ولفت انتباه جيمين على الفور، "هل تتذكر اللحظة التي وقعت فيها في حبي؟".

جيمين نظر إليه بعيون واسعة ، "هل تفعل أنت؟".

جونغكوك لعق شفتيه ، "بالنسبة لي ، لم تكن لحظة بل كانت سلسلة من اللحظات"، قال ، وهو ينظر إلى الخاتم الذهبي بإصبعه ،"لقد تطلعت إليك لفترة طويلة ثم تحوّل ذلك إلى إعجاب، ثم قبل أن أتمكن من التفكير بعد الآن ، أصبحت لديّ"، رفع رأسه ليلتقي بعينيّ جيمين التي بدت وكأنها سارحة به، "لقد كان دائماً حباً، بغض النظر عن ما أسميه، لذا في اللحظة التي اعترفت فيها لي ، كنتُ أكثر من مستعد أن أعيد إليك ما كنت أعتز به إلى الأبد"،قال، وهو ينظر إلى جيمين بترقب أن يطرح بدوره جوابه.

"أنا أتذكر اللحظة"، اعترف جيمين ، "تلك اللحظة بالضبط".

"متى كانت؟".

"أنت تدرك فقط ما كان لديك حين لا يعود موجوداً.. أنا أيضاً، لم أكن أعرف بأنني كنت أحبك حتى غادرت للحرب.. كانت المشاعر في ذهني وقلبي مثل الفوضى ، ولم أكن أعرف ماذا أسميها" ، قال جيمين ، "في الليلة التي عدت فيها.. وانهرت بين ذراعيّ ، بدا الأمر كما لو فجأة ، أصبح لتلك المشاعر اسماً.. كان بإمكاني رؤية الوضوح في الحاجة إلى الإقتراب منك ، لحمايتك.. وعدم السماح لك بالرحيل مطلقاً"، رمش جيمين وهو يعض على شفته السفلية ، ويبتسم بولع في جونغكوك، "كنت أعرف أنني كنت واقعاً في حبك حينها".

جونغكوك ، تماماً كما هو الحال دائماً، تُرك دون إجابة من صدق جيمين.. إنه مثل تجاوز ماضيهما بوجهة نظر جديدة وهذا جعله يريد أن يحب جيمين أكثر ، ليكون هناك من أجله.. لذلك دون أن ينبس ببنت شفة ، أمسك بيد جيمين والتي تم تثبيت الخاتم فيها بأمان على إصبعه، وشد الصبي الأشقر عن قرب ليعانقه ، بينما ترتفع ذراعيّ جيمين حول خصره ويقبّل شعره لم تكن هناك بحاجة إلى الكلمات حتى للتعبير عن الحب بينهما.

بقيا في هذا الوضع لفترة طويلة قبل أن يتراجع جيمين بعيداً ، وينظر إلى مكتبه،"هل تعتقد أن قصتنا كانت ستختلف لو تعرفنا على بعضنا البعض قبل الزواج؟".

"لا أستطيع أن أعرف"، أجاب جونغكوك بصدق.

"انظر إلى كل هذه المخطوطات"، قال، "ماذا لو كتبتُ لك رسائل؟ مثل قصص الحب الملحمية في الكتب؟".

"بقدر ما يبدو الأمر رومانسياً، لم أكن لأقدّر الفكرة".

"ولم ذلك؟".

"لأنه حينها يجب أن تذهب الرسائل إلى المستشار كي يقرأها لي"، أعاد جونغكوك خصلة شعر خلف أذن جيمين ، "لم أكن لأريدهم أبداً أن يقرؤا شيئاً يخصني ، لذا كنت بالإضافة إلى قلادتك سأحتفظ بالرسائل لنفسي وأنا لم أقرأها أبداً.. أخشى أن قصة حبنا كانت ستموت حتى قبل أن تبدأ".

ضحك جيمين بين ذراعيه ، "إذا اضطررتُ إلى ذلك ، كنت سأمشي إلى القصر لمجرد قراءة تلك الرسائل لك".

"قل لي لماذا لا أجد هذا غريباً ، حبي؟".

"لأنني سأفعل ذلك".

بقي الزوجان في المكتب لبضع دقائق أخرى قبل أن يطرح جيمين فكرة رؤية غرفته عندما تم إخبارهما بأنه سيتعين عليهما الإنضمام إلى الجنرال بارك وزوجته لتناول الشاي في غضون ساعة.. تجوّلا معاً في ممرات قصر بارك بينما يرشده جيمين نحو غرفته.. كان سعيد جداً وهذا وحده ملأ كيان جونغكوك بأكمله بالراحة..وصلا إلى غرفة جيمين ودخل الصبي الأشقر.. الغرفة مليئة بالظلام باستثناء بعض المصابيح ذات الإضاءة الخافتة والشرفة التي تُطل فوق حدائق القصر.. عندها فقط أدرك جونغكوك بأن غرفة جيمين تقع في الطابق العلوي من القصر..رفرفت الستائر البيضاء فوق الشرفة مع النسيم البارد الذي يملأ الغرفة.

"لم يلمسوا حتى الوسائد الخاصة بي ، كما يبدو"، قال جيمين، مما لفت انتباه جونغكوك من حيث يقف بجانب سريره.

"أنا متأكد من أنهم قاموا ببعض التنظيف"، أضاف.

"هذا صحيح"، بوز جيمين ، وهز كتفيه.. عيناه لاحظتا الشرفة لتهرب شهقة سعيدة من شفتيه، "الشرفة"،قال،  قبل القفز نحو الفضاء المستدير.

الستائر أثقل مما كان يتوقعها جونغكوك ، حيث كانت كافية لإبعاد النسيم البارد.. سحبهم بعيداً بينما يتبع جيمين إلى الشرفة.. أضاء القمر فوقهما تماماً ، ساطعاً للغاية كما لو أنه اقترب لرؤيتهما.. يبدو الثلج من الساعات السابقة مثل الألماس المتلألئ المنتشر عبر حدائق قصر بارك.. كل شيء يحمل جمالاً مميزاً لم يختبره جونغكوك من قبل.. نظر إلى كل شيء ، واقفاً للحظة لتقدير كيف يبدو كل هذا غير واقعي.

"سوف تتساقط الثلوج قريباً"، قال جيمين ، وعينيه معلقة على السماء.. يعرف جونغكوك بأنه يحب الثلج ، ويحب الطريقة التي يسقط بها وينقي كل شيء.. قال له ذات مرة إنه يبدو أكثر جمالاً عندما يسقط فوق شعر جونغكوك الداكن وبالنسبة له كان يبدو وكأنه قطعاً من الألماس الصغيرة قد استقرت على رأسه.. لكن جونغكوك يفضل أن يتذكر كيف إن الثلج يجلب السعادة الفورية لوجه جيمين لأن هذا كل ما يهمه.

"ألم تبرد من وجود الشرفة في مقصورتك؟"، سأله جونغكوك ، وهو يشاهد ضوء القمر يضيء خصل جيمين الشقراء.

"ليس حقاً"، هز رأسه، "دعنا نقول فقط بأن لديّ بعض الأسباب لجعل غرفتي في الطابق العلوي يتم إضافة هذه الشرفة لها".

"هل ستخبرني بها؟".

الإبتسامة التي ارتسمت على شفتيّ جيمين ممتلئة وهو يهز رأسه، "كان لدي هذا الإعتقاد الغريب"، بدأ،  "إذا حدث لي شيء غير سعيد ، فسوف آتي إلى هنا وأرى العالم ممتداً أمامي.. هو ليس بالأمر الكثير بعد أن رأيت عالم لا ينتهي من فوق سطح القصر الملكي ، أعرف هذا.. ولكن في ذلك الوقت ، كان هذا كثير بالنسبة لي"، نظر إلى الأراضي الشاسعة الممتدة أسفلهما، "كنت أنظر إلى هذا وأقول لنفسي مدى ضخامة العالم وكم هناك الكثير كي أراه، وأن أياً كان ما اعاني منه فهو شيء بسيط مقارنة بالعالم ، وأن الموقف الحالي لا يمكن أن يجعلني حزيناً.. وهذا كان يجعلني على الفور أشعر بتحسن ، لا أعرف لماذا".

ابتسم جونغكوك ، وهو يقترب من جيمين، "كان من الممكن أن تخبرني بأنك تستمتع بالشرفات داخل غرفتك وكنت سأختار غرفة مختلفة لنا".

"لا"، مثل اتفاقية غير مذكورة ، خطى جيمين بين ذراعيه ، ووجهه قريباً من جونغكوك،  "لست بحاجة إلى التمسك بهذه المعتقدات بعد الآن".

"ألا تعتقد بأنه لا يزال لديك الكثير لتراه في هذا العالم؟".

جيمين هز رأسه بهدوء، "أعتقد أنني رأيت كل شيء"،همس، "لقد أعطاني العالم حقاً أكثر مما طلبت"، خلل يده في خصلات جونغكوك الداكنة، "لقد أعطاني ممتلكات ثمينة".

مال جونغكوك إلى الداخل ، ومسح طرف أنفه على خديّ وشفتيّ جيمين ، "أنت أثمن ما لدي ، حبي.. أنا محظوظ لوجودك".

سد جيمين الفجوة بينما، وضغط على شفتيهما معاً.. سحبه جونغكوك عن قرب ، وعمق القبلة وهو يغلق عينيه ويتعمق في طعم شفتيّ جيمين..الصبي الأكبر داعب خده وابتعد بتنهيدة رقيق.. اتسعت عيناه واستغرق الأمر من جونغكوك لحظة ممتدة لمعرفة ما رآه.

"إنها تثلج"،  تنفس جيمين بينما يرى الرقائق الثلجية التي تشبه الألماس وهم يتساقطون على شعر جونغكوك الذي كان يعلم بأن جيمين يحب رؤيتها من الطريقة التي توسعت بها عينيه والإبتسامة التي امتدت على شفتيه الممتلئتين والتي قام بتقبيلهما قبل لحظات.

إذا كان هناك أي شيء يعرفه جونغكوك عنهما ، فهذا يعني السماح لأفعاله بالسيطرة على كلماته لأنه في مثل هذه الأوقات عندما يتدفق حبه لجيمين مثل العلاج عبر عروقه ، فهو يعلم بأنه من الأفضل إظهاره بدلاً من قوله.. ومن دون أن ينبس ببنت شفة ، وصل ليحمل جيمين قليلاً فوقه حتى يتمكن من تقبيله تحت ضوء القمر والثلوج ، وهما شاهدان على حبهما الذي سيظل إلى الأبد.

***

THE END

*** 

أتمنى بأن تكون رواية ألوان الريح قد حازت على إعجابكم..
كونوا بخير💜


***

Continue Reading

You'll Also Like

215K 12.5K 77
ترجمة للكاتبة : _microcosmo_ كيم جونغكوك صغير عائلة كيم، والذي يكبره ستة إخوة يفرطون في حمايته ويكونون صارمين في بعض الأوقات. كيف ستكون في حياته معهم...
11.8K 643 5
-مُتَّرجمه- [مكتمله] بعد ثلاث سنوات تمت دعوة جونقكوك الى مدينة نيويورك لمباراة ملاكمه ، كملاكم محترف قانوني - الى جانب زوجه وأفضل اصدقائه
457K 27.2K 49
[مكتملة] 『يحتاج جيمين إلى جليسة أطفال جديدة لأبنه لكنه يكره كل مرشح يقابله. كان هذا حتى ظهر جيون جونغكوك باعتباره آخر شخص تتم مقابلته. يبدو الألفا...
521K 18.9K 31
" أتعلم ما هو أكثر شيئ مثير بك ؟ نظاراتك ، هي تجعلني أود مضاجعتك بشدة " - جونغكوك تايهيونغ مدرس جامعي تخرج هذا العام ، لتكون تجربته الأولى مع جامعة...