عشق تخطيّ عنان السماء (بريق ا...

By ayet_alrahman

133K 4.9K 1.4K

«.. عشاق قادهم قلوبهم إلي العشق ليصبح للقدر رأي أخر عكس رغباتهم...» More

المقدمه
الفصل الأول
الفصل الثالث
الفصل الرابع
الفصل الخامس
الفصل السادس
الفصل السابع
الفصل التامن
الفصل التاسع
الفصل العاشر
الفصل الحادي عشر
الفصل الثاني عشر
الفصل الثالث عشر
الفصل الرابع عشر
الفصل الخامس عشر
الفصل السادس عشر
الفصل السابع عشر
الفصل الثامن عشر
الفصل التاسع عشر
الفصل العشرون
الفصل الواحد والعشرين
الفصل الثاني والعشرون
الفصل الثالث والعشرون
الفصل الرابع والعشرون
اقتباس
الفصل الخامس والعشرون
مهم جدا
الفصل السادس والعشرون

الفصل الثاني

6.5K 250 78
By ayet_alrahman

   "2"
(الفصل الثاني)
#عشق_تخطيّ_عنَان_السَماء(بريق العشق)

«.. أستغفر الله العظيم وأتوب إليه عدد خلقه ورضا نفسه وزنه عرشه ومداد كلماته..»  أستغفررروا أولاً

دلفت نهله داخل المنزل بخفة ورشاقة بعد ان عادت من الخارج، يُصاحبها رجُلا من رجال والدها حاملاً مجموعة من الحقائب الكثيرة، جلست علي أقرب مقعد قابلها واضعة قدم فوق الأخري بأرتياح ناظرة إلي الجالسين بعدم اهتمام،ثم عادت النظر الي الرجل شاكرة اياه :-
-كتر خيرك يامسعود حط الحاجات أهنيه وروح شوف مصالحك
وضع مسعود الأغراض علي المقعد جانبها،ثم أنصرف مُسرعاً الي الخارج..تركت أعتماد مقعدها اَخذه طريقها نحو ابنتها.. حدقت نهلة النظر بها بعُمق قبل ان تستمع الي حديت والدتها التي هتفت :-
- ايه ده يابت يانهله.. كل دي خلقات
اجابت نهلة بضيق قائلة :-
-وبعدهالك ياأمه كل مره الحديت اللي ما هيخلصش ده..  كله من خير أبوي متخافيش
لوت أعتماد فمها بتهكم،ثم اجابت مُتعدية عدم الفهم :-
- عملتي ايه المرادي يابختي المقندل.. أوعاكي تكوني خدتي حاجه تاني من ورا أبوكي والله المره دي فيها قطع رقابتك
شهقت نهلة بعدم تصديق لما تستمع الية مُبررة :-
-واه!..ايه الحديت اللي يودي في داهيه ده... خدت ايه ياأمه انتِ هتلبسيني بلوه وأني معملتش حاجه.. كل الحكايه أن صحاب المحلات لما كانوا بيعرفوا إني بت مين كانوا بيعملولي خصم فقولت بدل ما اجيب حاجه اجيب تنين
عقدت أعتماد ملامح وجهها بشك مُجيبة :-
-طيب يانهله هعمل نفسي مصدقاكي المرادي بس وربي لو كتي بتكدبي عليه لأ أني اللي قول لأبوكي، هخلية يقطع رقابتك
أسرعت نهلة متجها نحوها هاتفة برجاء جلي علي صوتها  :-
-بالله عليكي لاه ياأمه وحدي الله بس أبوي ايه اللي دخله في الحديت بناتنا دا حتي شوفي إني جيبالك ايه أقعدي أما أفرجك
رمقتها أعتماد بنظره فهمتها نهلة جيداً، لكنها لا تُريد تعكير صفواها أكملت في أنشغالها بالأغراض حتي تتفادي تلك النظرات المُحرقة المُسلطة عليها بأتهام تعلمه جيداً، تقدمت أيناس نحوهم مُلقية عليهم تحية السلام،ثم جلست علي المقعد بأرتياح واضعه يدها علي قدمها قائلة :-
-عاش من شافك يانهلة.. فينك من الصبح أكده ممبيناش زي عوايدك يعني
رمقتها نهلة بضيق مُجيبة بأقتطاب :-
-كت بجيب شويه خلقات جداد ياإيناس عندك أعتراض
لوت إيناس فمها بأستهزاء رادده :-
-وهعترض ليه ربنا مايجيب اعتراض..  كت بسأل بس أصل البيت كان هادي وزي النسمه وفجأه بقي كله شرار وخنقه ايه محساش بيها
قالت إيناس جُملتها الأخيره بضحكه سمجه محاوله استفزازها، وبالفعل نجحت في ذلك حيث هبت نهلة تاركة المكان بغضب وانفعال قائلة :-
-قصدك ايه يامرت أخوي لمي الدور أكديه بدل ما ألمك باللي في رجلي
جاءت إيناس لتتحدث وتُلقيها بما فية النصيب لكنها لمحت عبدالله زوجُها يدلف إلي الداخل أجهشت في البكاء هاتفة بنبرة مُعاتبة حزينة وكأنها مغلوبه علي أمرها :-
- أضربيني ياخيتي اقلعي اللي في رجلك وأديني بيه ما هو ده اللي إني باخده منيكم قله القيمه وبس
بحلقت بها أعتماد بذهول وعدم تصديق لما تراه قائلة :-
- يابتي حد جه جارك ولا انتِ اللي ماشية تقولي شكل للبيع
اعتلت صوت شهقاتها المُزيفة راددة بزعل مُصتنع من أجل اوقاعهم في بئرها  :-
-حتي أنتِ ياما!.. هقول ايه ماني مبقاش ليا مكان وسطيكم خلاص بس العيب مش عليكم العيب علي راجلي اللي بيشوفني بتهزق وبيتقل بكرامتي قدامه ومبيعملش حاجه مين يتحمل كل يوم اكدية دي بقت عيشة مرار
أقترب عبدالله منهم ناظراً اليهم ثلاثتهن بضيق شديد هادراً بصوت جمهوري :-
- ماهنخلصش من موال كل يوم ده.. عملتولها ايه النهاردة
جاءت والدته ان تقص عليه ماحدث موضحة سوء الفهم، لكن أسرعت إيناس بخطاها وقفة جواره هاتفة برقة وهدوء :-
- عبدالله جيت ميته اني
قطع حديثها راددً بنبره مُستهزئة :-
-من وقت ما بدأتوا موال كل يوم اللي قرفت منيه.. جهزيلي الوكل وجبيه علي فوق
اجابتة بطاعة وابتسامة هادئة قاصدة بكُل هذا مُضايقت أعتماد :-
- من عنية دقايق والوكل يكون عندك.. خلي بالك مالك نايم متعملش صوت
لم يستجيب لأفعالها المُزيفة كما يعتقد، فالاوضاع بينهم ليست كأي زوجين طبيعيين لدلالها هذا، اكتفي بكلماته البسيطة الذي قالها اثناء مُغادرتة  :-
- هاتي الوكل علي شقتنا مش طالع أهنيه
رمقتهم إيناس بنظره أخيره مُتوعدة،ثم أسرعت نحو المطبخ.. أمرت غزل بتحضير الطعام لزوجها من ثم لأعلي الي غرفه الخاصه بزوجها القابعة بمنزل والدها منذ كان عاذباً حملت صغيرها علي ذراعها قاصدة طريقها نحو غزل.
فتحت باب شقتها بهدوء مُتقدمة الي الداخل خلفها غزل تُلاحقها حامله صنيه الطعام، وضعتها علي الطاولة ثم انصرفت مُغادرة أكملت إيناس خطاها لداخل غرفتهم وجدته يبدل ملابسه وضعت الصغير بفراشه ثم اقتربت نحوه تُساعده في خلع ملابسه بدلال كأي زوجة، لم يُعطيها الفرصة لذلك تركاً الغرفة، زفيراً قوياً خرج منها بغضب شديد من ذلك الزوج البغيض التي أصحبت تكره العيش معه وبشده لا حياة لها في هذا القبر ماهذا الحظ التعيس الذي اصابها، اختنق صوتها بالبكاء محدثة نفسها بحسرة علي ماوصلت الية  :-
-هتفضل لميته مهملني ومسألش فيا أكديه تعبت من الوضع المقرف ده والحياة اللي مترضيش ربنا أبداً
ارتخت قدميها فجلست علي حافة الفراش بتعب جسدي مُتهالك لم يعلم أحد عن كم الألم والمُعاناه التي تُعانيها وحدها، لم يعلم أحد بكم الصراعات التي تُهاجمها، فتحت جفونها المُغلقة في محاوله لأستجماع شتاتها من جديد.
نظرت إلي انعكاس صورتها في المرأه بتفحص وتركيز، تُدقق النظر في تفاصيلها، رفعت يديها تُلمس علي وجهها تتفحص ملامحها الجميلة، عينيها الملونه، بشرتها البيضاء، جسدها الرشيق، طولها الذي زادها جمالاً ابتسامة مُستهزئة علي حالها شقت ثغرها قائلة  :-
-ادفنتي بالحيا ياإيناس.. خدوكي ورده مفتحه وادي حالك دلوق
حسمت أمرها بأنها لن تيئس كما اعتادت تسحصل علي ما نوت عليه مهما يُكلفها الأمر تركت مكانها ثم اتجهت نحو خزانه ملابسها اخذه ملابس منزليه خاصه بالمتزوجات عادت نحو المرأة بعد قليل ثم بدأت في تزين نفسها بوضع لمسات رقيقه علي خديها وأحمر شفاه بلونها المُفضل، ألقت علي نفسها نظره أخيره بأرضاء تام ثم ذهبت الي لخارج وضعت بعض الشموع علي الطاوله بعدما وضعت العشاء بطريقة مُبسطه.. أغلقت الأنوار العاليه وتركت الأضاءه الهادئه فقط ثم جلست علي المقعد تنتظره.. تقدم نحوها بعدما انتهي من أخد حمامه وأرتدي ملابسه المنزليه، القي عليها نظرة بعدم أهتمام وتجاهل لما فعلتة من اجلة، امسك بالملعقة ليبدء في تناول وجبتة وكأن شيء لم يحدث، غصة مريرة علقت بحلقها منتجاهلة لها التي تكرة بشدة مدت يدها بقطعة من اللحم لتطعمه في فمه، ابعد يدِها هادراً بأنفعال  :-
-عيل إني إياك معرفش أوكل حالي.. بطلي دلع الحريم الماسخ ده
ردت بأستهزاء ساخرة من قولة :-
-ماسخ!.. وماله ياعبدالله كل بألف هنا علي قلبك.. مقولتيش يومك كان عامل ازاي
رد بأقطتاب ووجه مُنعقد  :-
- زيه زي أي يوم.. ايه اللي هيبقي جديد يعني
لم تشعر بحالها إلا وهي تُلقي بالملعقة ارضًا بأنفعال شديد مبوخة اياه  :-
- ايه ياعبدالله الكلام أخد وعطا مش أكديه.. قفلتني خلاص أني قايمه أشوف ولدي
تركته وأنصرفت إلي الغرفه أرتدت الروب فوق ملابسها، دفنت وجهها في الوسادة تبكي بصمت.                                    ★★★★★★   

علي الجهة الأخري كان سالم يقود سيارتة عائدا إلي منزل يدندن مردداً كلمات الأغنيه التي يستمع إليها عبر سماعات الاذن بأستماع غافلاً عما حولة، أستمع الي صوت الرنين أخذ الهاتف من المقعد جواره ليري من المُتصل وجدها « خلود » أخذ نفساً عميقاً وفور قبوله للمكالمه أستمع إلي صوتها تبوخه أطلق زفيراً قويا ثم هتف قائلا :-
- مالك ياخلود داخله عليا بزعبيبك ليه؟
ردت برجاء ونبرة باكية :-
- الحقني ياسالم أني في مصيبه ومعرفش أطلع منها كيف
مسح علي وجهه بكف يده ثم اجابها بهدوء مختلط بالقلق :-
- مصيبه ايه أهدي امال
جلست علي طرف الفراش بضيق وقله حيله رادده :-
- أبوي حبسني في أوضتي وضربني علقه موت لما عرف إني كت وياك الصبح.. واد  عتمان شافنا وداير في البلد كلياتها كل ما يقعد مع حد يقوله.. إني زهقت من الوضع ده شوفلك حل يابن الناس إني مرمطت سمعتي وسمعت أهلي عشانك ومهمنيش حد غيرك أبوي حالف ماهو مطلعني من أوضتي إلا لبيت جوزي أو علي قبري اتصرف ياسالم لو بتحبني اني مليش غيرك
ظهر الضعف في نبرة صوتها، تبدلت قسمات وجهه الي الغصب ليهتف بنبره حاده هادراً :-
- خلاص ياخلود سبيني كام يوم أكده وهتصرف
استقامت في وقفتها صارخة به ببكاء هستري  :-
-كام يوم!..  بعد كل اللي قولتهولك ده وتقول كام يوم
ثم اكملت بتهديد ونبره احد :-
- أسمع يابن الرفاعي أني خلود وانت عارف مين هي خلود ولما بتجن بتعمل ايه..قدامك لبكره أخر النهار وتكون قاعد قدام أبوي بتطلب يدي منيه و الا...
انقطعت احبال صوتها عندما استمعت لصوت انغلاق الهاتف، تملك الغضب الشديد منها فألقت بما في يدها بعُنف لعلها تُفرغ طاقتها السلبية بعد خيبة املها به واغلاقة للهاتف في وجهها ايعقل ان يكون يكن مشاعر الحب نحو تلك العمياء التي أصحبت بين ليلة وضُحاها زوجته، وهي من حفت من اجلة لن تقدر حتي علي اقناعه لفعل شيء من اجلها يُثبت لها انها كانت علي صواب يوم اختياره!...
أبتسامه شيطانية شقت شفتيها عندما أتي بعقلها فكره ما  :-
- وغلاوتك عندي ياللي قلبي ماحب غيرك لا هتجيني راكع
امسكت بخصلات شعرها،وعينيها يتتطاير منمها شرارت الغضب والانتقام مُكملة حديثها مع ذاتها  :-
-وشعري ده ما يبقي علي مره أن ما نفذت اللي براسي حتي لو كان التمن قتلي كيف أبوي ما قال
                ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ                                       

دلفت حسنيه إلي غرفه أبنتها بفرحه عارمه مُهللة :-
- ألف مبروك يابتي الف بركة ياضنايا، أبوكي قري فتحتك خلاص والشبكه علي القد أكديه بكره
تركت خلود مقعدها هاتفة بسعادة وعدم تصديق، ايعقل ان يكون أتي من اجلها بهذه السرعة  :-
-بتتكلمي جد ياأمه سالم جه أتقدملي اني ممصدقاش نفسي فرحانه قوي..قوي يامه 
عبث وجه حسنية التي هدرت بصرامه :-
- هو واد الرفاعي لسه هيبص في وشك..فوقي يابت بطني هو أتجوز بت عمه وكوش علي اللي وراها واللي قدامها وقال يتسلي بيكي طول ماهو شايفك سلعه رخيصه في يده.. وأحمدي ربنا انه في حد خبط علي باب بيتنا وطلب يدك من أصله.. قومي ألبسي خلقات زينه وأطلعي شوفي عريسك
صفعة قوية تلقتها عند سماعها لتلك الكلمات اللزجة، خيبة الأمل جلت علي وجهها، عنفت والدتها بصراخ :-
- أشوف مين ياأمه أنتو أجنيتوا ممتجوزاش غير سالم حتي لو السما أنطبقت علي الأرض ياسالم يابلاش
امسكت بكف والدتها كالطفل الصغير هاتفة برجاء وقلب مُمزق :-
-سالم هياجي يما، قلبي بيقولي انه هايجي، هياجي عشاني صدقيني
رمقتها حسنيه بحزن شديد علي ماوصلت الية ودت لو تأخذها بين احضانها تواسيها علي خيبة املها، لكنها قامت بجذبها موجهها اياها نحو الخزانه هاتفة بصرامة  :-
-شهلي يابت وبكفياكي حديت ماسخ لا هيودي ولا هيجيب..ممكفكيش فضحتنا وسط الناس من ورا عمايلك السوده وفجرك وقله تربيتك عاوزه تصغيرنا قصاد الناس كمان دا أني أدفنك بيدي دي مكانك وربي شهلي
قالت كلمتها الاخيرة دافعة اياها بقوة، ارتخ جسدها فسقطت جانباً بكت خلود بحرقة وقله حيلة داعية ربها بتوسل ان يُرسلة إليها ليُنجدها من تلك الزيجة المُرغمة عليها، بعد ما يُقارب الربع ساعة خرجت من غُرفتها مُرتدية عبائة سوداء منزلية اعلاها حجاب اسود اللون وعينيها مُفحمة من كثرة البكاء من يراها يظُن انها قادمة إلي عزاء عزيز عليها، وليس لرؤية « عريس » قادم لطلب يدها...نظرة ذهول خرجت من اعيُن الجميع مُسلطة عليها، تنحنحت والدتها بأحراج شديد متجهة نحو ابنتها، تحدث أحد الحضور وهو الحاج « اسماعيل»  عم العريس وفي مقام والده المتوفي متسائلاً  :-
- هي دي بتك ياحاج أبو القاسم
اجاب ابو القاسم بأحراج لايقل عن زوجتة  :-
- أيوه ياحاج أسماعيل هي.. قربي يا خلود سلمي علي عمك أسماعيل ومحسن ابن اخوه عريسك
اقتربت منهم قائله بحنق :-
- السلام عليكم.. متأخذنيش ياعمي أصلي مبسلمش
قالت جُملتها بأقتطاب ناظرة إلي من يُدعي « محسن » من أعلاه الي اسفله بضيق وتقذر رمقها محسن بتسلة..فقد اعجبة كثيراً ضيقها كونها لن يعجبها الأمر، بادلته النظرة بمعني ان يُغادر فأستجاب لطلبها بأبتسامة مُتحدية هاتفًا :-
- إني شايف أن العروسه زينه ياعمي دخلت دماغي
رمقته خلود بضيق شديد ثم عادت النظر إلي الفراغ، أبتسم محسن بخبث رافعًا حاجبية ثم عاد النظر لعمه مستمع لما يحدث بصمت واهتمام مُتابعًا الأتفاق الذي يدور بينهم
          ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ                       

بالمساء.. عاد سالم من الخارج وجد عشق جالسه في الحديقه مع والدته وشقيقته ووالده يتشاركون الاحاديث اثناء ارتشافهم لأكواب الشاي، تقدم بخطواته نحوهم مُلقياً تحية السلام  :-
- السلام عليكم
رد الجميع تحيه السلام فأكمل موجه حديثه لها قائلا :-
- قومي يلا خلينا نطلع
وقفت بهدوء ومدت يدها بالفراغ تبحث عنه ليساعدها علي الصعود، وضع يده مُمسكاً بكف يدها اخذاً اياها معه بهدوء مُكملين طريقهم حتي وصلوا إلي شقتهم أخرج المفتاح من جيبه وقام بفتح الباب وأبتعد لها قليلاً لتدخل هي اولاً ثم هو خلفها.. جلست علي الأريكه ثم تحدثت بأبتسامتها الجميلة قائلة :-
- انادم علي غزل تجبلك الوكل
رد بهدوء مختلط بالضيق قائله:-
- معوزش وكل أني داخل أنام ومعاوزش دوشه ولا حديت في التلفون طول الليل
عقدت ملامحها بضيق وانزعاج مُدافعة  :-
- بتحدتت مع أختي هتحدتت مع مين يعني!.. انت علي طول مهملني وبزهق من قعدتي دي..أبقي هملني قاعده تحت واطلع انت أني أصلاً وجودي أهنيه زي عدمه ملوش لازمه
رد عليها بحده وصوت مرتفع :-
- لاه ياعشق ما هملكيش رجلك علي رجلي منين ما أروح..أطلع تطلعي معاي أنزل تنزلي معايا ومعاوزش عند عشان مكسرلكيش نفوخك ده
انهي حديثه ودخل مباشره إلي الغرفه، هتفت بيأس قائله:-
- أمرك غريب ياواد عمي.
                          ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 

في الصباح:-

أعتلي صوت رنين الهاتف « المنبه » مد يده أخذ الهاتف من علي الكومود غلقه ووضع الهاتف بمكانه مره أخري بنعاس، ازال الغطاء من عليه ثم استقام معتدلاً في وقفتة أخذ ملابسه ثم ذهب إلي المرحاض ليأخذ حمامه ومن بعد يذهب إلي عمله سريعاً قبل أن يتأخر...
خرج من الغرفة بعد أن أنتهي يتجول بنظره في المكان يبحث عنها لكن لم يراها ظن أن تكون بداخل المطبخ أو جالسه أمام التلفاز لكن لا أثر لها 
أطلق زفيرا قوياً مُكملاً طريقه فهو لا يهتم لأمرها...أستمع إلي صوت باب الشرفه ينفتح وينغلق مع حركه الهواء
خرج إلي الصالون ليُغلقة وجدها واقفه في الشرفه بملابسها المنزلية وعدم أرتدائها الحجاب تستنشق نسمات الهواء الصباحية بتلذذ وأستمتاع.. تقدم نحوهو بصمت جاذبًا اياها من ذرعها للداخل بغضب غالقًا الباب، تأوت من قبضته بألم قائلة :-
-في ايه ياسالم وجعتني.. حد يشد حد أكديه دراعي وجعني الله يسامحك
قالت كلمتها الاخيرة بعتاب، لم يهتم له اجاب مُستهزءً :-
- وهو ده اللي همك واقفه في البلكونه بشكلك ده ومخيفاش حد يشوفك
تحدثت بتوتر وعدم فهم :-
-مخدتش بالي أني طلعت أشم هوا..والبت غزل قالتلي قبل أكديه أن مفيش حد قصادنا 
رد بأنفعال علي حديثها  :-
-لو شوفتك واقفة أكديه تاني هرميكي من البكونه لتحت طوالي من غير ماتردد لحظه
ليكمل بسخط :-
- خشي ألبسي خلجاتك ومشوفكيش واقفه أكديه تاني قدامي بالخلقات دي فاهمه ولا لاه.. وده أخر تحذير ليكي ياعشق وكلامي مهكررهوش تاني غوري من قدامي.
حبست دموعها بمقتليتها ثم أنصرفت من أمامه علي الفور إلي غرفتها مُحاوله منع دموعها من السقوط أمامه، اغلقت الباب خلفها بعُنف.. ألقت بجسدها علي الفراش وأنهارت بالبكاء.
هبط الدرج بخفه مُكملا في طريقة أتجاه سيارتة وقعت انظارة علي غزل تروي الورود بالحديقة.. زفر بضيق عندما تذكر تلك البائسه الجالسه بمفردها باالشقة بعد شجاره معها، نادي عليها بصوت حاد مرتفع قليلاً :-
- غزل.. غزل
أسرعت إليه رادده بطاعة وخشوع :-
- نعم ياسالم بيه أؤمرني
امرها سالم بنفس النبره ناظراً لساعة اليد :-
-أبقي أطلعي شوفي عشق عاوزاكي
ردت عليه غزل قائله :-
- عيوني ليها طلعالها حالا عن أذنك
أشار لها بيده أنصرفت مسرعه من أمامه صعدت الدرج سريعاً قابلتها إيناس وهي تهبط من شقتها رمقتها بنظره مطوله بصمت وأكملت طريقها هتفت غزل بضيق قائلة :-
- بتبحلق فيه دي ليه علي الصبح أكده
أكملت طريقها حتي وصلت إلي الشقه المقصُدة، وطرقت علي الباب بهدوء وأنتظرت حتي فتحت لها عشق التي تحدثت مُبتسمة :-
- غزل أدخلي
ردت غزل بأبتسامه واسعة :-
- واه وعرفتي منين إني غزل محدش تاني
ابتسمت عشق لحديثها، فأجابتها وهي تسير للداخل :-
- أني ما هشوفش أه لكن بحس..وبعرف أميز أي حد وأي حاجه..
تحدثت غزل وهي تسير خلفها :-
- سالم بيه قالي أنك عاوزاني أؤمريني ياست الناس
ردت عشق بأستغراب بعدما جلست علي الأريكة :-
- واه مطلبتكيش يابت
غزل بأستغراب :-
- ماخبراش هو قالي أطلعلك جيتلك طوالي.. طب ما هتندليش لتحت
اجابتها عشق بضيق قائله:-
- لاه.. ما هندلش الطلوع والنزول صعب عليه مدام طلعت هفضل أهنيه
استقامت غزل واقفة قائله:-
- اللي يريحك يـاست الناس إني هندل أجهز الفطور للجماعه ووقت ما تعوزيني نادم عليا هتلاقيني قدامك طوالي
أكتفت عشق بأبتسامه هادئه، أنصرف غزل بهدوء وتركتها جالسه بمفردها تسطحت بجسدها علي الأريكه واضعة يدها أسفل رأسها شاردة تُفكر به، أطلقت تنهيده حاره ثم هتفت قائلة :-
- ياتري شكلك كيف..حتي مقدراش أشوفك عشان أتخيلك يلا الحمد لله أني أحسن من غيري بكتير وراضيه باللي قسمتهولي يـارب
أغمضت عينيها لعلها تنام قليلاً فهي قضت ليله أمس بأكملها دون نوم.
                    ★★★★★★

خرجت نجمه من كُليتها بعد أنتهاء المحاضره، جلست علي الدرج الخارجي بضيق أقتربت منها صديقتها جلست جوارها مُتحدثة :-
- ماله الجميل قاعد أكديه ليه
زفرت نجمه بضيق مُجيبة :-
- مخنوقه ياسعاد وطهقانه!.. بصي أكديه شايفه عمايل واد عمي المهببه.. وأني الهبله اللي رافضه عرسان البلد كلياتها وماسكه فيه وهو ولا همه عمال يتسرمح مع كل واحده شويه وأول ما أقوله هتاجي تخطبني ميته يركبه ميه عفريت
كانت تستمع اليها وعينيها مُسلطة علي أحمد الجالس مع أصدقائه الذين يقومون بالتغزل بالفتيات، حولت انظارها لصديقتها ثم هتفت قائله :-
- ياما حذرتك منيه وانتِ مسمعاش غير صوت قلبك اللي موديكي في داهيه ده.. قومي ياحبيبتي خلينا نعاود العصر قرب يأدن
قامت نجمه مع صديقتها ليعاودوا إلي منزلهم، ألتقت عين أحمد بعينيها فكانت ترمقه بنظره ناريه شدد علي شعره بأحراج فهو يعلم جيداً ما سيحدث بعد هذه النظره.
زفرت بضيق ووقفت بمكانها بمنتصف الشارع أمام باب منزلها عندما أستمعت لصوت يُناديها، تعلم جيداً هويه هذا الصوت أستدارت بجسدها هاتفة بنفاذ صبر:-
- أزيك ياخاله وداد كيفك
ردت وداد وهي ترتب عليها بود :-
- زينه يابتي أمك جوه
- ماخبراش ياخاله أني لسه معاوده من الكليه شوفت عينك أها
- ربنا يعينك يابتي.. لو لقيتي أمك قوليلها خالتي وداد عاوزاكي
تركتها وداد وغادرت لمنزلها، دخلت نجمة الي المنزل نادت علي والدتها التي خرجت من غرفتها فأخبرتها قائلة :-
- خالتي وداد عاوزاكي
- طيب يابتي ادخلي غيري خلقاتك وأعمليلك لقمه كليها وأني هروح أشوفها عاوزه ايه
خرجت توحيده إلي منزل جارتها ودلفت نجمه لغرفتها..
بعد مرور ما يقارب النصف ساعه عادت توحيده إلي منزلها وجلست علي الأريكه بأرتياح منتظرة قدوم ابنتها، خرجت نجمه من غرفتها جلست علي المقعد جوارها متسائلة :-
-خير ياأمه خالتي وداد كانت عاوزاكي في ايه
-كات بتشوف رأينا ايه في موضوع والدها
تسائلت نجمة بتراقب :-
- ها وقولتيلها ايه
- قولتلها البت محطاش في دماغها الجواز دلوق وأحنا جيران وحبايب.. كسفاني دايما يابت بطني
- كسفاكي ايه بس ياأمه هو الجواز عافية
تركت توحيدة مكانها قائلة  :-
-أني داخله أريح شويه القاعده معاكي تجلط
ذهبت توحيده إلي غرفتها هتفت نجمه بضيق قائله:-
- هو ياأتجوزه عافيه ياتزعلي دا ايه المر ده.. أما أقوم أطمن علي البت عشق وأقولها علي العريس
ذهبت هي الأخري سريعاً لغرفتها لتحاكي شقيقتها..

حاول أحمد الأتصال بها كثيراً لكن لم ترد عليه وبعدها أعطاه مشغول ألقي بالهاتف علي الفراش بعنف ثم جلس يفكر بضيق كيف سيُراضيها هذه المره..
أستمع لصوت طرقات الباب هتف بصوته القوي قائلا :-
- أدخل
دلفت نهلة الي الداخل ثم غلقت الباب خلفها مُتحدثة بأبتسامه قائلة :-
- كيفك ياأخوي طمني عليك
رمقها أحمد بنظره سريعه ثم هتف قائلا :-
- أني بخير يانهله..خير جايه لحد أوضتي في ايه
أبتسمت علي ذكاء شقيقها مُجيبة :-
- دايما قفشني أكديه ياأخوي بس مش هطول عليك.. كت عاوزه منيك ألفين جنيه سلف لأخر الأسبوع وهديهم ليك لما أخد فلوس من أبوك..أصلي الصراحه خدت منيه فلوس كتير قوي من يومين وخلصتها كلها في شرا الخلقات  
تجدث أحمد بأستهزاء قائلا :-
- اه قولتيلي..وماله يانهله الصبح هبقي أعدي عليكي الفلوس همليني دلوق عشان عايز اريح شويه
ردت علية وهي تغادر قائله :-
- ربنا يخليك ليا ياأخوي فوتك بعافية
تركته وأنصرفت ألقي بجسده علي الفراش قائلا بتنهيده قوية :-
- وبعدهالك يانجمه
                     ★★★★★★

عاد إلي المنزل بأخر اليوم بتعب وأرهاق
صف سيارته بمكانها المخصص،ارتخي في جلستة عائداً بجسده الي الخلف مُغمض العينين بألم ينخذ قلبه..فقد علم أن اليوم حفل خطوبتها علي شاب ببلد مجاورة لهم  نظر إلي الفراغ من خلف زجاج السياره بصمت.. فقط مايشعر به هي ضربات قلبه المتسارعه وكأن قلبه سيتوقف من شدته الضربات القوية، أطلق تنهيده قويه بضيق خرجت من جوفة مُعلنه عن ما يشعُر به يلوم والده علي ما فعله به.. نظر إلي شقته وجد الضوء مُشتعل علم أنها بها وليس أسفل، حسم أمره تاركًا مكانه مترجلً من السيارة قاصداً شقتة للانفراد بنفسة، قابله شقيقه علي الدرج مُتسائلا  :-
-جاي ضارب بوز ليه ياولد أبوي
زفر سالم بضيق مُعنفًا اياه :-
-بقولك ايه ياأحمد غور من وشي السعادي إني مطيقش نفسي
تحدث أحمد اثناء مغادرتة :-
-شكل الموضوع واعر استأذنك أني
لم يُجيبه سالم بشيء بل أكمل طريقه حتي وصل إلي شقته، اغلق الباب خلفه بهدوء وسار للداخل بخطوات هادئه ألقي بجسده علي الأريكه واضعاً يده أسفل  رأسه ناظراً الي الفراغ بشرود.
أما هي فكانت جالسه في الجهه الأخري بصمت تام، شعرت بوجوده وأستمعت إلي صوت زفيره وتنهيداته القويه.. ترددت للحظات أن تأتي إلية وتسأله مابه.. لكن جلست مره أخري خوفاً من رد فعله وقلبها يأكلها خوفا وقلقا عليه..
حسمت أمرها فاقتربت منه جلست علي الطاوله الصغيره بهدوء دون أن يشعر بها
ظلت صامته للحظات متردده أن تحاكيه وبنفس الوقت غاضبه منه بسبب تصرفاته معها..
اطلقت تنهيدة قويه مُنادية عليه :-
- سالم.. سالم
أنتبه لها قائلا بتأفف :-
-  ايه ياعشق عايزه ايه
عشق بتوتر:-
- أني؟..اني معوزاش حاجة هو بس.. إني كت جايه أشوفك مالك شكلك مخنوق ومضايق
ىد سالم بهدوء واختناق :-
- لاه مفيش أني بخير
تجدثت عشق بأبتسامة مُغيرة الحديث :-
-طب أعملك شاي
رد عليها بأستهزاء قائلا :-
- وانتِ هتشوفي تعملي الشاي!..ربنا يكرمك همليني لحالي إني ما طيقش نفسي
أبتلعت غصه مريره من قسوه حديثه التي لم تتغير لترتسم الأبتسامه علي محياها :-
- مالك بس ياواد عمي قولي مالك وأني هسمعك وبس أكنك بتتحدتت مع حالك لو قدرت أفيدك بحاجه هتحدتت مقدرتش هداني ساكته
رمقها بنظره مطوله وهو يتأمل وجهها البشوش ونظرتها الصافيه.. نظر إلي عينيها التي تلمع بشغف لسماعها لحديثة،  لعيناها سحر خاص سحر جذبه للنظر إليهم مطولا تحدث في نفسه قائلا :-
-بقه معقول العيون دي ما هتشوفش
فاق من شروده علي صوتها قائلة :-
- سالم روحت فين ياواد عمي
هتف بنبره قويه قائلا :-
- سرحت شويه ياعشق إني قايم أريح عشان تعبان تصبحي علي خير
تركها ذاهبًا إلي الغرفه، خلع سترته ثم قميصه والقي بجسده علي الفراش لينعم بنوم هادئا لكن أرتسم في خياله صوره عيناها التي كان دائما يعايرها بها وأنها لم ترأ بهم، لكن في الحقيقة هو الذي لم يرا وليست هي.

 ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

#آية_الرحمن 
             
         
                

Continue Reading

You'll Also Like

280K 11.3K 64
فتاة تقع في يد رجل ذو شخصيه قوية وشجاعه، حيث انه لا يهاب شيئاً ألا ﷲ سبحانه وتعالى، فأذا اراد ان يحقق حلماً يبذل مابوسعهُ حتى يحققه فالاستسلام لا يعر...
1.1M 80.2K 84
الجروح أدمت قلوبهن ومازالت كلًا منهن تحارب للبقاء، مذاق الألم لا يفارق حلقهن، جروحهن متشابهة ولكن لكلًا منهن حكاية خاصة هي ضحيتها، الأولى نهشتها الذ...
595K 47K 45
قصة مقتبسه من الواقع تكتب بنسيج وخيال الكاتب تروي تفاصيل غامضة تحدث في بلاد النهرين
133K 5.6K 49
مدري شصَاب گلبي ومادري شصَابه فقد شوگة وحنينه ولذة عتَابة بجيت بلا حِزن بجية عيون المَاي وضحكت بلا فرح ضحكة اللعابة