Colors Of The Wind.

By Mefree2020

209K 11.4K 8.9K

ألوان الريح.. بدأ الأمر مع بارك جيمين ، إبن الجنرال الذي تلقى عرض زواج من الأمير الأكبر جيون. كان غاضباً من ع... More

الفصل الأول:مقدمة- الأزرق،الأخضر والأصفر الجميل
الفصل الثاني:إذا كان هذا هو معنى الحب،فأنا لا أريده
الفصل الثالث:انهيار النقاء
الفصل الرابع:خذني،أحبني،احميني
الفصل الخامس:الجاذبية لعالمي الغير مستقر
الفصل السادس: لامسافة بيننا
الفصل السابع: أنا هنا، ولن أختفي أبداً
الفصل الثامن:أنت لوني الأزرق،كما كنت دائماً
الفصل العاشر: مملكتنا الذهبية
الفصل الحادي عشر:أحلم بالألوان
الفصل الثاني عشر:طالما أحب، وطالما أحيا
الفصل الثالث عشر:عندما ينقسم قلبك لنصفين،ينكسر قلبي لأجلك
الفصل الرابع عشر: لمسة ميداس
الفصل الخامس عشر: في جنتنا
الفصل السادس عشر:خذها ببطء، لأنني خائف من تركها.
الفصل السابع عشر:أنت من أحبه، ومن سأودعه
الفصل الثامن عشر:حبي لن يموت أبداً
الفصل التاسع عشر:خاتمة- عيناك تتحدث

الفصل التاسع:حاولت الصراخ،لكن رأسي كان تحت الماء

10.7K 640 604
By Mefree2020

بعد ليلة من الأمطار الغزيرة ، أشرقت الشمس متألقة ودافئة.. استيقظ جيمين على نفث نفسٍ ناعم أسفل رقبته ، وكتفه يؤلمه من النوم في نفس الزاوية طوال الليل.. بمجرد أن تكيفت رؤيته ، لاحظ أن جسد جونغكوك ملتصق ضده.. رمش ونظر إليه.

لم يرى جونغكوك نائماً هكذا من قبل.. رأس الصبي الأصغر كان مدفوناً في رقبة جيمين ، وكان يتنفس بهدوء شديد يتبعه شخير صغير، وفكر جيمين أنه أصبح مشهداً محبباً لديه حتى لو كان قد بدأ برؤيته منذ بضع ساعات فقط..كانت يديه مغلقة بقبضات صغيرة على صدر جيمين.. تبدو يده الكبيرة عادة أصغر بهذه الطريقة وفي وهج الصباح أضاء الخاتم الذهبي في إصبعه.. قرّب جيمين يده منه وابتسم بحماقة كما لو أن كل هذا حلم.

لم يكن يعتقد أنه سيقع لجونغكوك هكذا، وأن يبدأ في الإهتمام بكل التفاصيل الصغيرة عنه.. لقد كان مخطئاً جداً بشأن أشياء كثيرة وهذا كان أحدها.. تعريف الحب الذي كان يحمله كل ذلك الوقت لم يكن صحيحاً ايضاً، لأنه في غضون بضعة أسابيع فقط أصبح يشعر بأن عالمه سينتهي إذا لم يكن لديه جونغكوك قريباً منه..أصبح يريد حماية الصبي الصغير.. يريد أن يجعله يشعر بأنه محبوب ومُعتنى به.. ربما كان هذا هو الحب.

لكن أليست هذه الكلمة كبيرة؟ هل هو مستعد لقولها لجونغكوك؟ هل كانت مجرد رعاية وإهتمام عام؟ هل كان يعتني بجونغكوك فقط لأنهما يعيشان معاً منذ فترة أم أنه كان شيئاً أكثر من ذلك؟.

لقد قبّلا بعضهما.. أتت الذكرى إليه في ومضة ورفع يده إلى شفتيه..لقد قبّله ، كان يريد أن يفعل ذلك.. كان يعلم أنها لم تكن الرعاية فقط ما شعر به تجاهه.. لن تقبل شخصاً هكذا بسببها فقط.. إن كان صادقاً إذاً نعم ، سيقبله مرة أخرى إذا كان عليه ذلك.. إذا كان جونغكوك يريده.

لقد كان حقاً واقعاً بهذا العمق.

قرر مغادرة السرير والإستحمام وأن يطلب وجبة الإفطار قبل أن يستيقظ جونغكوك. كان يبدو بأن الصبي الأصغر لازال تحت تأثير جرعة كبيرة من الأدوية لأنه عندما كان جيمين يفك تشابك أجسادهما كي يبتعد، فإن رده الوحيد هو أنين قصير قبل أن يدفن وجهه في وسادة جيمين وتتحول ملامحه إلى سلام مرة أخرى.. سقطت خصلات شعره على وجهه حيث مسحت أصابع جيمين لإبعادها برفق ، وطبع قبلة على فكه.. تلاشت الخدوش على وجهه إلى خطوط وردية شافية ولكن تحتها جميعاً، لاحظ جيمين من المرات القليلة جداً كم هو جميل.

تنهد ، واستلقى على الوسادة ، بينما يزفر نفساً طويلاً.

كان مغرماً جداً.

***

عندما خرج جيمين من الحمام وجسده النظيف تحت رداءه، بينما يمسك بمنشفة في يده لتجفيف شعره المبلل، فإن أول ما لاحظه هو حزمة الملاءات على سرير جونغكوك - تلك التي قاما بمشاركتها الليلة الماضية.. كان جونغكوك يجلس في منتصف السرير بشعره الأشعث وقميصه الحريري يتدلى من أحد أكتافه.. هناك نوم باقٍ في عينيه مغطى جزئياً بشعره الجامح.. شفتيه ملفوفتان في عبوس صغير ويبدو أنه ضائع جداً ..ضائع جداً جداً ومع ذلك لطيف جداً.. جيمين لم يسعه إلاّ أن يبتسم كلياً عند المشهد.

"جيمين؟"، جونغكوك استشعره في ذلك الوقت ، ورفع رأسه بينما يبحث عن المزيد من الأصوات لإكتشاف مكان وقوف جيمين.

ابتسم فقط رداً على ذلك ، ومشى نحو السرير وهو يضع المنشفة على حافته.. ثنى ركبتيه فوقه المرتبة، ووصل إلى جونغكوك حيث رفع الصبي الصغير رأسه في اتجاهه.. مرر جيمين أصابعه من خلال شعر جونغكوك ، ومشطها ليكشف عن عينيه الصباحية المتورمة والوجه الجميل المنتفخ.

قبل أن يتمكن من قول أي شيء ، مال جيمين إلى الداخل طابعاً قبلة على فمه، "صباح الخير"، همس.

اتسعت عينا جونغكوك ، وشفتاه تتفرقان بدهشة، "هل نحن.. أنا..أنت قبلتني؟".

"أجل؟".

"اعتقدت أنه كان حلماً"، كان صوته مرتبكاً.

"لم يكن كذلك"، قال له جيمين ، وأصابعه مشغولة بفك كل خصلة من شعره.

ابتسم جونغكوك بفتور ونظر إلى الأسفل ، "لقد كانت أول قبلة لي ولم أكن حتى مركزاً بما يكفي لمعرفة ما إذا كانت حقيقية أم حلم".

شيئاً عن حقيقة أنها كانت أول قبلة لجونغكوك جعل صدر جيمين ينتفخ بالفخر.. لقد أعطى أول قبلة له لجيمين ، وكان يريد ذلك عن طيب خاطر..عاجلاً أم آجلاً، كان جيمين سيدرك كم هو محظوظ جداً لوجود شخص مثله في حياته، ولن يتوقف عن الشعور بذلك.

"ألم تعجبك؟"، سأل بشرود ذهن.

"لا ، لا.." ،قال، ويديه على الفور حامت حول ساقيّ جيمين ، وهو متردد قليلاً في لمسه ولكن عندما لم يقل جيمين شيئاً، احتفظ بهما هناك، "أنا فقط.. أردت أن تكون مثالية كما تعلم ، مثل تلك التي توجد في كتب الحب".

"كانت مثالية بالنسبة لي"، أكد له جيمين ،بينما أصابعه تلعب بشعر جونغكوك ويشاهد عينيّ الشاب تتدلى بتكاسل، مشيرة إلى مدى استمتاعه بها، "لم نكن نضع واجهة ، كانت حقيقية تماماً كما ينبغي أن تكون".

جونغكوك أغلق عينيه عند ذلك ، مستمتعاً بإحساس أصابع جيمين في شعره، "لقد بكيت ، أليس كذلك؟".

"كنت تحت تأثير الأدوية".

"أتمنى بأنني لم أقل أي شيء محرج".

"أنت لا تتذكر ما قلته؟"، انزلقت أصابع جيمين من فوق رأسه لتهبط على رقبته ، وتدلك بلطف العضلات هناك..ارتخى جونغكوك تحت لمسته.

"جزء صغير.."، تمتم ، "ليس كل شيء".

"أي جزء؟"، سأل جيمين ، بصوت رقيق للغاية في هدوء الصباح.

"عندما طلبت منك ألاّ تتركني".

توقفت أصابع جيمين في حركتهم.. نظر إلى جونغكوك الغارق بأفكار مختلطة في رأسه ، هناك الكثير من الأشياء التي يجب التفكير فيها ولكن بعد تجاوزها جميعاً، كان يبدو بأنه يفكر فقط في مدى تأثيره على جيمين.

ثنى ساقيه وجلس أمام جونغكوك ، ليسحبه في عناق..جونغكوك كان سريعاً في الإمساك به ودفن أنفه في رقبته.. لاحظه جيمين وهو يلقي قبلة خجولة على رقبته وابتسم بإشراق من محاولة جونغكوك قبل أن يطبع قبلة على خده ، "لن أتركك"، أخبره بصدق، "أبداً".

بقيا على هذا الحال للحظة ممتدة قبل أن ينسحب جيمين بعيداً لفحص الضمادة على ذراع جونغكوك ،"هل تؤلمك؟".

"ليس حقاً"،قال، "ربما لا زلتُ مخدراً".

"صحيح"، أومأ برأسه، "ما هو جدولك لليوم؟".

"مجرد بعض الأعمال الورقية والإحتفال لرفع رتب الضباط الذين قاموا بأداء جيد في الحرب"، شرح ذلك ، وربما كان عقل جيمين قد سجل حركة شفتيه فقط ، تلك الشفتان اللتان تشبهان البتلة الرقيقة الجميلة.

"ألم..ألم يكن من المفترض أن يقام هذا الحفل الأسبوع المقبل؟".

"أجل"، أماء له، "لكنني لا أعتقد بأنني أستطيع القيام بالكثير من العمل حتى تلتئم هذه الجروح ، فلماذا لا نقوم به مبكراً؟"، ابتسم ، وقلب جيمين تخطى الخفقان.

هل كان واقعاً له حقاً بهذا السوء؟.

"حسناً"، تنفس ، "طلبت إرسال الإفطار إلى هنا. هل لابأس بهذا؟".

"أجل"، مد ذراعه الجيدة ، "لا أعتقد بأنني سأتمكن من استخدام الطاولة الكبيرة".

قبل أن يشعر جيمين بالحاجة إلى تهليله بصوت عالٍ ، وجد نفسه يميل إلى الأمام ويقبل شفتيّ جونغكوك ليأخذ الصبي على حين غرة..خديّ جونغكوك على الفور تلطختا باللون الوردي بينما ينتظر إيقاعاً قبل أن يدفن وجهه في عنق جيمين مرة أخرى.

"عليك أن تحذرني قبل القيام بذلك"، تمتم بجلد جيمين.

ضحك ، "لماذا؟".

"أنا خجول!"، اشتكى.

"جونغكوك، لقد خضت حرباً بالأمس حرفياً"، سخر جيمين بصوت عالٍ ، ولا يزال صوته يتسم بالتسلية.

"أنا أقاتل كل يوم لكني لا أقبّل كل يوم!"، خرج صوته المكتوم.

وجيمين يعترف بأن لديه وجهة نظر.

***

عندما انتهى جيمين من تغيير ضمادات جونغكوك لليوم التالي بعد تناولهما وجبة الإفطار ، انطلقت الخادمات لتجهيزه لهذا اليوم.. كان جرحه يلتئم بشكل سريع.. بقدر ما يتذكر جيمين ، كان جرحاً بطول الإصبع ، لكنه عميق بما يكفي لأخذ أسبوع على الأقل للسماح للجلد الجديد بالتشكل.. ولكن في غضون ليلة واحدة فقط، كانت الغرز قد انضمت إلى الجلد معاً وشُفيت إلى حد كبير. نظر جيمين إليها بذهول ، ثم قرر فيما بعد ضد ارتباكه واعتبرها خدعة من الضوء. لقد عالج الجرح بينما كان الظلام أكثر في الليلة الماضية ، ربما لم يكن بهذا السوء طوال الوقت..

استقر جونغكوك على الملابس الخفيفة لهذا اليوم ، لا للمعاطف الملكية أو الكتافات ، فقط سترة بنية بسيطة فوق قميص حريري وبنطال مماثل.. عندما غادرت الخادمات ، حاول جونغكوك أن يضع التاج فوق رأسه بمفرده ولكنه فشل بطفولية في المحاولة بيد واحدة.. ساعده جيمين بابتسامة ، وترك خيوط خصلات شعره الداكن تتساقط حول صدغه تحت التاج الذهبي.

"أنت جاهز؟"، سأله جيمين.

"نعم"، أومأ برأسه ، "على الرغم من أن رأسي يشعر ببعض الضبابية. يبدو بأنهم قد أعطوني أقوى الأدوية التي تخفف الألم".

"لن ألوم المعالجين على هذا"، رد جيمين، "بدا جرحك سيئاً.. لكن كل شيء قد شفي الآن"، أضاف كفكرة لاحقة.

"كانت تؤلمني بشدة"،أكد جونغكوك ،"لثانية واحدة ظننت أنني فقدت ذراعي".

"من المستحيل أن لا يعود ملكي فى قطعة واحدة".

"وماذا لو كنت قد ..فقدت ذراعي حقاً؟"، سأل جونغكوك، عينيه منخفضة لكن ذقنه يميل إلى الأعلى لإعلام جيمين بأنه قد تمت مخاطبته.

أمسك جيمين بيده ، اليد التي بها الخاتم وضغط عليها عمداً، "إذاً سيكون لديك اثنتان أخرتان بدلاً عنها"، تمتم.

ابتسامة فورية ظهرت في زاوية شفاه جونغكوك، "شكراً لك على كونك.."، تنهد ، "مهما كان هذا.. فأنا أشعر بالسعادة".

"كما يجب أن تكون"، قال له جيمين ، "لنذهب. هناك الكثير من الأعمال الورقية التي يتعين القيام بها".

"جيمين اه"، ناداه جونغكوك، ولن يكذب عندما يقول أنه في كل مرة يقول فيها جونغكوك اسمه ، يبدو الأمر وكأنه أجمل لقب ثنائي المقطع سمعه على الإطلاق ،"لست بحاجة إلى أن تكون هناك اليوم".

"هاه؟".

"لقد عملت بجد"،قال وهو يضغط على أيديهما معاً، "توليت واجبات الملك على كتفيك و.. ربما لم تنم جيداً الليلة الماضية بسببي"،ضحك بهدوء ،"يمكنك أن تسترخي وأن تقرأ الكتب.. أو تأخذ نزهة في الحديقة، والمكتبة.. أياً كان ما تريده"، عض على شفته، "أعني ، ليس عليك العمل اليوم. أريدك أن تستريح".

ابتسامة جيمين ارتست على نطاق واسع بحيث فكر بأن وجنته ستؤلمانه.. كان جونغكوك لطيفاً أكثر من مصلحته ، "لقد نمت جيداً"، قال له ،"في الواقع ، أفضل من أي ليلة أخرى".

"حقاً؟"،كان صوته منخفض ، كما لو أن ما يتم التحدث به بينهما هو سر ، شيء يخصهما فقط.

"همم"، أومأ برأسه.

"لكني ما زلت أريدك أن ترتاح"، قال جونغكوك ،"هل ستفعل ذلك من أجلي؟".

جيمين ربما كان يفكر في الإنضمام إلى جونغكوك لإنهاء الأعمال الورقية لأنه في مكان ما بكل هذا ، أقسم عقلياً على حماية الصبي الأصغر والبقاء معه طوال الوقت. لكن طلب جونغكوك كان مُغرياً.. على الرغم من أن الراحة بدت جيدة ، لكن جيمين عرف بأنه سيفعل شيء آخر غير ذلك.

"سأفعل"، أكد له بغض النظر ، "سأكون فقط .. في المكتبة أو الحديقة".

"حسناً".

وبدون سابق إنذار ، وعلى عكس ما طلبه جونغكوك ، قام جيمين بطبع قبلة على شفتيه ، مما جعل وجهه يتورد على الفور تقريباً.. قرر جيمين بأنه يحب هذا المشهد كثيراً.

***

وجد جيمين نفسه في الحدائق.

الحدائق الملكية هي واحدة من أكثر الأماكن هدوءًا وجمالاً التي شاهدها جيمين على الإطلاق..كانت كل أنواع الزهور تتفتح هناك ، والمساحات العشبية منتشرة بشكل كبير ومغطاة بأشجار تظللها من كل زاوية - مجرد الجلوس بجانب تلك الزهور يمكن أن يجلب لك الكثير من السلام-.. وعلى الرغم من أنها كانت فكرة رائعة ، لكن جيمين كان هنا للقيام بشيء آخر تماماً.

لم ينسى الكتب الموجودة في المكتبة ، أو المرهم الذي يرتبط بها بشكل غريب.. ربما تكون أحداث الليلة الماضية قد شتت ذهنه قليلاً عن هذه الأشياء ، لكنه لا يزال يتذكر كل شيء بوضوح.. كان من الصعب نسيان اللغة والصور الغير معروفة التي رآها في تلك الكتب واللفائف.. استلقى الوزن الثقيل لذلك على كتفيه.. كان المرهم مخبئاً في حمامه حيث استبدله الليلة الماضية بعيداً عن أعين أي شخص قد يتعرف عليه.

كان بحاجة إلى اختباره.. هو فقط لم يستطع أن يدع الحقيقة تكبر بداخله من أن المرهم كان من المفترض أن يؤذي جونغكوك.. لم تكن هناك طريقة تمكنه من اختباره على أي إنسان آخر أو حتى على نفسه.. ربما كان مخطئاً، فكر أيضاً، ربما لم يكن ساماً أو أي شيء ، وربما مثل العديد من الأشياء في الماضي ، كان مخطئاً بشأنه.. لكن ما هي الإحتمالات؟ كان يتساءل عن الشيء الذي يمكن اختباره عليه وهذا الذي جعله يقف هنا.

في الحدائق الملكية.

من المؤكد أنه سيشعر بالسوء لإيذاء هذه المخلوقات الصغيرة التي لا صوت لها في حال كان المرهم ساماً بالفعل لكنه بحاجة إلى معرفة ذلك.. ترك الحراس يبتعدون وأخبرهم بأنه سيكون على ما يرام بمفرده ولا داعي للقلق.. بأسرع ما يمكن حشده ، مزق ورقة أو اثنتين من أقرب فرع لشجرة، وسار عائداً نحو غرفته.. حاول ألاّ يُظهر أي شيء خارج عن المألوف ، مما قد يجعله يبدو كما لو كان في منتصف مهمة ما.. مر بمكتب جونغكوك ولاحظه يعمل بجد إلى جانب المستشارين وبعض الضباط.. لقد عمل معهم أيضاً، ويمكن أن يقول بأنهم أشخاص جيدون ويهتمون بصدق.. لكنه كان يعلم أن أسبوعين لم تكن فترة كافية لمعرفة من كان مخلصاً بحق.. كان يتمنى أن يكون جونغكوك يعرفهم أفضل.. هم لم يحاولوا خداع جيمين ، ولم يفعلوا ذلك لأنه ذكي ويعمل بكل حواسه.. كان يأمل فقط في أن يبدأوا في رؤية أبعد من حقيقة أن جونغكوك يعاني من إعاقة ، وأن يلاحظوا مدى الكمال الذي كان عليه لقيادة هذه الأمة.

تائهاً في أفكاره ،استدار عند الزاوية بجانب الممر حيث توجد المكتبة وتوقف في خطواته ، ليُسرع بالإختباء خلف الحائط عندما رأى شخصاً كامناً خارج المكتبة.

الرجل كبير في السن ، أصلع وبدون جهد كبير تعرف عليه جيمين.. كان رئيس الخدم هيونغتشول.. لم يكن جيمين قد إلتقى به لأكثر من فترة وجيزة ، لأنه قام بأمره لمرة أو مرتين فقط ، وهذا لم يسمح له بمعرفة أي نوع من الرجال هو عليه.. لكنه بالتأكيد تذكر أنه الشخص الذي طلب منه جونغكوك تقديم فطوره بمقصورة الملك في صباح أول يوم له هنا في القصر.

رؤيته هنا كان أمراً غريباً.. كانت المكتبة الملكية مخصصة للعائلة المالكة فقط ، وتُفتح بالمفتاح الذي كان يرتديه جيمين حول رقبته من حين لآخر إلى جانب قلادة الزبرجد الكريستالية.. لكن ها هو هنا يحمل مجموعة من الكتب في يده ويعبث بالمفتاح لقفل الباب - وهو مفتاح برونزي مشابه جداً للمفتاح الذي يرتديه جيمين الآن-.

وصلت يده إلى رقبته على الفور ، بحثاً عن المفتاح وكان هناك آمناً.. إذاّ كيف كان لدى هيونغتشول مفتاح أيضاً؟ من أين أتى به؟ هل كان هناك أكثر من واحد؟ ثم خطر له. لقد أخبره جونغكوك أن هذا هو المفتاح الذي يفتح أبواب المكتبة وهو مخصص للعائلة المالكة فقط، لكنه لم يخبره أبداً إذا كان لكل عضو مفتاحاً مختلفاً أم أنه القطعة الوحيدة؟ أخذ ملاحظة ذهنية ليسأل جونغكوك عن هذا وهو يشاهد الرجل العجوز يوازن بين الكتب على ذراعه ويبتعد.

الإرتباك أصبح يسكنه بشكلٍ أعمق فقط.. لماذا سيفتح المكتبة إذا كانت للعائلة المالكة فقط؟.. إذا كان يريد القراءة ، فهناك مكتبة محلية مخصصة للجميع.. ربما شخص ما قد أرسله؟..لكن مع علمه بوجود تلك الكتب الغريبة في المكتبة ، لم يستطع جيمين إلاّ التفكير في أي شخص يحاول فتحها كمشتبه به.. كان لا يزال مندهشاً لأن أحداً لم يكتشف تلك الكتب.. لم يتم إخفاؤها جيداً وأي شخص مهتم بدرجة كافية بكتب الرف الأخير سيعثر عليها.

بعقله الذي كان يتسابق ، تجوًل عائداً إلى الجزء المنعزل من القصر، أو بمعنى آخر إلى مقصورته هو وجونغكوك.. حبس نفسه في الحمام وأخرج المرهم ليضعه على الأرض وغطاءه مفتوحاً بينما يركع بجانبه.. رائحة الفراولة الثقيلة ملأت المكان وجعلت أنفه يتجعد.. أخيراً وضع أوراق الأشجار على الأرض ، انتظر لوهلة ، متسائلاً كيف يختبرها دون لمسها. الأفكار كانت تثقل كاهله بالفعل وهو يحاول ألاّ يفكر كثيراً، لذا وبالقليل من التفكير بدأ في العمل، حيث وضع ورقة واحدة على سطح المرهم الرمادي.

للحظة جيدة ، لم يحدث شيء وشعر بقلبه يسقط في حفرة من القلق.. ربما كان مخطئاً بالفعل طوال الوقت.. لم ينبغي عليه أن يفكر بأفكار منقوصة عن الملكة.. لا يمكن أن تكون قاسية جداً لإيذاء ابنها بهذه الطريقة.. يمكن لجيمين أن يوبخ نفسه لتصديقه بحدسه الغريزي.

ولكن بعد وهلة حدث ذلك.. فقدت الورقة لونها الأخضر أولاً ، لتتحول إلى لون شاحب ثم أسود غامق.. الورقة تفتت إلى قطع لتصبح وكأنها محترقة ثم تحوّلت إلى رماد.. كانت القطع صغيرة جداً لدرجة أن جيمين كاد يعمى من محاولة النظر إليها.. خلال لحظة التفتت، ابتلع المرهم البقايا والرماد كما لو لم يكن موجوداً في المقام الأول.

تراجع جيمين ويده تغطي فمه.. كان متأكداً من أنه يتصبب عرقاً لأن ملابسه أصبحت فجأةً ثقيلة للغاية ومشدودة حول رقبته.. كان ذلك صحيحاً.. كان المرهم بالفعل ساماً.. لكن لا شيء مثل السم العادي الذي رآه من قبل.. لم يكن يعرف ماذا يسميه.. السم العادي لن يؤذي ورقة من هذا القبيل ، ولن يحولها إلى رماد ثم يبتلعها.. فقط ما هو نوع هذه المادة؟.

وجد نفسه يفكر في تلك الصور المخيفة في الكتب، في العظام، في الجماجم ذات تجاويف العين الفارغة والسوداء، في كل فصل ينتهي بالدم والدخان الأسود.. لم تكن طبيعية.. لم يكن أياً من هذا طبيعياً..

لم يؤمن جيمين أبداً بالسحر ، ولم يكن له سبب لذلك أيضاً.. لقد قرأ عنه في الكتب ولكن كل ما قرأه في الكتب بعيد كل البعد عن تصديقه.. لم يرى السحر أمامه ليصدقه أبداً.. ولكن ربما ، ربما كان هذا هو.. مهما كان هذا الشيء فهو يتجاوز معرفته وربما كان هو السبيل الوحيد لشرح الأمور.. لم يكن متأكداً لكنه كان بحاجة لمعرفة ذلك.. لقد تعمق في الأمور أكثر مما أراد.. لقد كان هنا دون اختياره ، لكنه بعد ذلك أراد البقاء.. إنه هنا من أجل جونغكوك الآن ، تعهد قد أخذه على نفسه لحماية الصبي الأصغر.. إذا لم يكتشف هو معنى هذا، فلن يفعل أحد غيره.. سيبقى جونغكوك جاهلاً كما هو، وستكون هذه دعوة مفتوحة لأي شخص لإيذائه.

كان بإمكانه أن يذهب ويخبر جونغكوك عن ذلك.. لكن ما هي الإحتمالات؟ لقد أخبر جيمين بالفعل بأن الملكة تصنع الأعشاب والأدوية وكأنه لم يكن شيئاً كبيراً.. هو فقط يعرف مايكفي لجعله جاهلاً؟..فقط لأي مدى كانت تسممه بالفعل؟ ..مجرد فكرة فقدان جونغكوك هكذا كانت تثير القشعريرة لتنتشر أسفل عموده الفقري.

كان يريد أن يعرف ..يريد أن يكتشف مالذي يعنيه هذا.

***

الحفل كان بسيطاً للغاية وليس بضخامة حفل تتويجهما والذي يتذكره جيمين.. شعر وكأن الأمر برمته حدث منذ عصور بعيدة بسبب كل الأحداث التي وقعت بعد ذلك وجعلته ينمو ليصبح شخصاً مختلفاً عما كان عليه في السابق.

جونغكوك لم يرقص ، جروحه وعرجه كانا يجعلانه غير قادر على الرقص.. أخبره جيمين بأنه لايمانع لكنه لا يزال يتذكر رقصتهما من التتويج وتمنى أن يتمكنا من فعل ذلك مرة أخرى..جيمين فقط عرف بأن هذه المرة لن تنتهي بقبلة على الجبين.

جونغكوك وعده بالرقص في الإحتفالات القادمة، قائلاً إن هناك الكثير في المستقبل.

***

بغض النظر عن العوامل الأخرى التي تسببت في ألم رأس جيمين ، لكن كان هناك القليل من العوامل التي دفعته حقاً إلى الشعور بالسلام لسلسلة قصيرة من اللحظات.

كان جونغكوك يتعافى بسرعة.. في غضون أسبوع ، إلتئم جرحه على الأغلب، وهو أمر غريب بالنسبة لجيمين ، لكنه لم يشكو أبداً.. لا تلتئم الغرز بهذه السرعة ، بقدر ما كان يتذكر من الدروس التي أخذها ولكن ربما يكون نظام المناعة عند جونغكوك قوياً حقاً، تماماً مثل بقية شخصيته.. ويمكن أن تكون هناك عوامل مختلفة ، فلا داعي للقلق كثيراً.

الشفاء السريع للملك جعله يقوم بجميع أنواع الأنشطة المعتادة دون أن يكون مقيداً بوجوب الراحة، ولا شيء يمكن أن يجعل جيمين أكثر سعادة من رؤية ابتسامة جونغكوك مشرقة وجميلة..كان يتناول وجباته في صالة الطعام الملكية مع جيمين وبقية أفراد أسرته، وعينيّ الملكة الثاقبة تحرق جيمن من أعلى إلى أسفل لكنه كان يقدم عرضاً رائعاً في تجاهلها كما لو أنها لم تكن موجودة.. إينوو ظل غير مهتم وأي محاولة من جونغكوك لبدء محادثة معه كانت تذهب سدى.. تأكد جيمين من وضع يده تحت الطاولة كي يؤكد له بأي طريقة ممكنة بأنه لم يكن بمفرده.. كما أنه أضاف لنفسه مهمة سحب كرسي جونغكوك قبل جلوسه ، متذكراً أول يوم له هنا وكيف كان يفكر إذا كان من المفترض أن تكون وظيفته.

لم يعتقد أنه سيصيغها بهذه الطريقة.. كان من الممكن أن تكون وظيفته لأنه كان متزوجاً منه وكان عليه أن يعتني به.. لكنه لم يعتقد أبداً أنه بدلاً من هذه العقلية ، سيأخذها على أنها دافع قوي لحماية جونغكوك لأنه أصبح أكثر ولعاً به.. كان معجباً به بطريقة لم يُعجب بها بأي أحد من قبل.

كان يستمر في تغيير ضمادة الجرح ، وتحويلها إلى ذريعة للنوم بجانب جونغكوك كل ليلة.. لم يشتكي الصبي الأصغر أبداً، ببساطة كان ينزلق بعيداً لإفساح المجال له والنوم ملتفاً إلى جانب جيمين - مثل اتفاق غير معلن بينهما-.. لاحظ جيمين كيف ينام جونغكوك بشكل مسالم عندما يداعب شعره بأي شكل من الأشكال ، يمكنه تمرير أصابعه من خلاله ، وفك تشابك خصلاته ، ومجرد تقبيل شعره أو حك فروة رأسه بلطف ، كان جونغكوك يبدو بأنه يحب كل شيء وقرر جيمين بأنه لن يتوقف عن فعل ذلك بأي وقت قريب.

كانا يتبادلا القبلات - لا شيء سوى بعض النقرات الخجولة - في معظم الأوقات كان جيمين يبدأهم لأن جونغكوك لا يعرف أبداً كيف يستجيب لشيء أكبر من النقر.. لقد كان بريئاً جداً من أجل مصلحته.. وسط الفوضى التي كانت تغزو دماغ جيمين ، كان يشعر حقاً أنه وجد السعادة - متمثلة بجونغكوك-.. لم يكن يظن أبداً بأن أيامه السيئة ستضيء عند رؤية ابتسامة جونغكوك أو مجرد كيف يسيطر التورد على خديه عندما يتم تقبيله.. حتى أنه بدأ في البقاء مستيقظاً في وقت متأخر عن جونغكوك فقط لمشاهدته وهو ينام.. وكيف أن انتقاله من التمتمة إلى النوم فجأة هو أمر صحي ونقي للغاية ، ولن يفوّته جيمين لأي شيء.

إذا كان يتحدث عن جونغكوك ، فيمكنه القول بأنه سعيد.. ولكن مجدداً كانت هناك أمور في متناول اليد من شأنها أن تجعل مزاجه على الفور سيئاً وثقيلاً.. ما زال لم يخبر جونغكوك عن هيونغتشول أو هذا المرهم ، كان قد حاول عدة مرات ولكن حينها يكون جونغكوك سعيداً ومبتسماً وهو لا يريد إفساد ذلك أبداً.

كان يعلم أنه يمكنه مناقشة الأمر مع جونغكوك وأن الصبي الأصغر سيستمع له.. بغض النظر عما إذا كان الأمر منطقياً أم لا ، إذا كان لدى جيمين ما يقوله ، فإن جونغكوك سيجلس ويستمع.. هو قد أثبت أنه يستحق ثقة جونغكوك طوال هذا الوقت ، حيث كان يتولى مهامه المشروعة وينجزها بطريقة رائعة ولم يستطع تحمل فكرة فقدان ذلك الآن.. منطقياً بما فيه الكفاية ، حتى إعجابه الطويل منذ سنوات بجيمين سوف يتلاشى أمام حقيقة أن ما يخبره جيمين به هو شيء سلبي عن والدته.. لقد عاش معها لفترة أطول من جيمين ، ولم يكن متأكداً من أن ما لاحظه هي الزاوية الصحيحة للصورة أم لا.

***

في المساء الهادئ في منتصف الصيف من يوليو ، وبعد ثلاثة أسابيع من الحرب ، جلس ملكا أليفارد في الحديقة لتناول بعض الشاي.. ليس كل يوم يحصلان على فرصة للهروب من روتينهما القاسي وقضاء بعض الوقت لأنفسهما، بغض النظر عن نومهما متشابكان في كل ليلة.. كانت الأمسية جميلة وهادئة.

نمى شعر جونغكوك ليصبح أطول ولم يقم بقصه لأنه ذات مرة، في ضبابية ، أخبره جيمين بأنه يحبه هكذا.. بالطبع كان شعره يبدو ساحراً عندما كانت أطرافه تلتف لتعطيه مظهراً جديداً تماماً.. عندما يكون ممشطاً للخلف تحت التاج يجعله يبدو أكثر نضجاً مما هو عليه، وفي الليل عندما يكون منتشراً على وسادته ،يكون فقط مشهد بحد ذاته يريد رؤيته.. كان لطيفاً ومحبباً.

الغيوم المظلمة التي تتجول فوقهما كانت تشير إلى وصول موسم هطول الأمطار في وقت قريب.. لطالما كان الصيف البارد في أليفارد هو الشيء المفضل لدى جيمين وكان من الرائع قضاءه مع جونغكوك في القصر بطريقته الخاصة هذه المرة.

"الأمور تستقر الآن"، تحدث جونغكوك ، وهو يخبر جيمين عن هذا الإقتراح التجاري الوحيد الذي قبله من مملكة بعيدة.. لم يكن جيمين يعرف ما هي الصفقة بأكملها نظراً لأنه كان لديه أمور أخرى لينظر إليها ، "أعتقد أنه إذا استمر هذا الأمر ، يمكن أن يُصبح أكبر مصدر للحرير في شبه جزيرة أليفارد".

"أعتقد ذلك"، قال جيمين مع رشفة من الشاي، "إذا كنت تعتقد أنها جديرة بالثقة".

"العينات التي أرسلوها إلينا رائعة ، عمّالهم أناس محترمون ويمكننا أن نتعلم الكثير منهم"، أجابه.

"إذا كنت تريد هذا ، فأنا أدعمك".

"أعلم أنك تفعل ذلك دائماً"، قال جونغكوك بابتسامة، "ألقي نظرة على العرض وكل شيء لأجلي ، حسناً؟".

"حسناً"، أومأ جيمين برأسه ، وهو يعلم كيف أن جونغكوك لن يفعل شيئاً ما لم يحصل على إبهام جيمين المرفوع لأعلى أولاً.

"لقد تلقيت بلاغاُ من..."، توقف جونغكوك في منتصف جملته وضغط على شفتيه في خط رفيع، "من القصر الآخر".

عرف جيمين أنه لم يعد قصر آلدوين بعد الآن، لقد أصبحت أليفارد هي المملكة الحاكمة وكان القصر تابعاً لها، لكن جونغكوك لم يشير إليه بهذه الطريقة ، ولم يكن مرتاحاً أبداً.

"قصر آلدوين؟"،سأل جيمين ، ووضع كوبه على الطاولة بينما يميل نحو جونغكوك.

"لا أعرف حتى ما إذا كان لا يزال بإمكاني تسميته بذلك"، رد جونغكوك بهدوء ، وابتسامته تتلاشى من وجهه ،"لم تعد حتى ألدوين بعد الآن".

"ليس إذا كنت لا تريد ذلك".

جونغكوك رفع رأسه ،"لقد كانت أرض أمي".

"ولا تزال"، أكد له ،"لا أحد يلومك على أي شيء".

"قال التقرير إن الناس هناك سعداء بالعهد الجديد"، أخبره جونغكوك، "هناك بعض القصص عن فساد الحكام السابقين.. أعتقد أنهم كانوا يتوقعون القليل جداً منا".

عرف جيمين بأن عليه مواساته وإخباره بأفضل الأشياء الحقيقية التي يعرفها عنه.. لكن للحظة ، ظل عالقاً مع استخدام جونغكوك مصطلح "منا" ليشير إليهما.. كانا في هذا معاً، كان يعلم ذلك، لكنه شعر بالرضا بشكل غريب لتضمينه أيضاً.

"وسنواصل فعل ما نقوم به.. الناس في أليفارد سعداء ، وسيكونون كذلك.. أنت ملك عظيم ، جونغكوكآه".

"أنت أيضاً"، أجاب، ممسكاً بيد جيمين.

للحظة صامتة ، جلسا هناك فقط ، أيديهما متشابكة بينما تتحول السماء من الأزرق إلى الأبيض ، هب النسيم البارد والغيوم الداكنة أصبحت تغطي السماء من جانب واحد.

"جيمينآه".

"أجل؟".

"هل يمكنني .. هل يمكنني أن أسألك شيئاً؟"، قال جونغكوك بحواجب مقطبة.

"ما هو؟"،تساءل جيمين عما يحتاج إلى معرفته.

"لقد قمت بجمع مجموعة الضباط والمستشارين ليتم إرسالهم إلى آلدوين بعد الحرب"، بدأ ، منتقياً كلماته بعناية، "لقد جعلت المستشار لي يرأسهم.. هل كان هناك سبب معين؟".

جيمين انتظر لحظة ليستوعب سؤال جونغكوك..لماذا يتساءل عن ذلك؟ كان تيمين مستشاره ، كان يجب أن يكون مقتنعاً بأنه تم إرسال شخص موثوق به. بماذا كان يفكر؟.

"لا"، أجاب،"إنه فقط ..موثوق به".

مشطت أصابع جونغكوك على الخاتم الذهبي في يد جيمين وهو يومىء رأسه ببطء.. بعد كل هذا الوقت ، يمكن لجيمين معرفة أن جونغكوك يفعل ذلك عندما يكون متوتراً، متمسكاً بجيمين مثل المرساة.

"انظر.. لقد كنت أقصد أن أسألك هذا لفترة طويلة ولكن.."، تنهد ، "هل كنت تعرفه من قبل؟".

لوهلة شعر جيمين بأن الوقت قد توقف ، سمع رنيناً في مؤخرة أذنه، "كيف..كيف علمت بأنه...؟".

"سمعتك تتحدث معه"، أجاب بصوت خافت ، بريء وخائف، "في الليلة التي سبقت الحرب كنت أسير عائداً إلى مقصورتنا وكنت.. كنت في مكتبه"، عض على شفته ،"أنا.. أنا أثق بك في كل شيء وأعلم بأنك كنت ستخبرني عندما يحين الوقت ولكني لم أستطع.. أنا ..أنا آسف".

"جونغكوكاه"، جيمين خفف من نبرته لتصبح أنعم على الفور ، "يجب أن أكون الشخص الذي يقول آسف ، وليس أنت.. قلت لا أسرار بيننا ولم أخبرك بهذا.. أنا آسف".

"لا ، أنا...".

"استمع"، ضغط على يده، "قبل أن نتزوج..تيمين وأنا.. أه ، كنا شيئاً"، لاحظ خطوطاً مرئية تظهر على جبين جونغكوك، "ولكن بعد ذلك اكتشفت أنني لم أعجب به أبداً بهذا الشكل.. هو.. فكر بي شكلٍ خاطىء وأنا.. أنهيت الأمور".

"ثم وافقت على الزواج مني..؟"،  كان صوت جونغكوك يشبه الهمس الصغير وهذا كسر قلب جيمين.. لقد تعهد بأن لا يدع أي شخص يؤذيه ولكنه هنا كان يؤذيه بنفسه.

"فعلت"، اعترف، "لكن صدقني ، لستُ نادماً على ذلك ولو قليلاً.. أنا أسعد مما كنت عليه في أي وقت مضى. فقط معك".

"هل.."، ابتلع ، "هل أنت معجب بي هكذا؟".

يا سخيف ،أنا أحبك ، "أنا معجب بك أكثر من ذلك".

تفرقت شفتيّ جونغكوك من الدهشة..و في انتظار إيقاع ميت تساءل جيمين عما إذا كان الأمر مفاجئاً للغاية بالنسبة له ، لكنه بعد ذلك ابتسم وتنهد بينما يهز رأسه ، "أنا آسف ، ما كان يجب أن أسألك عن ذلك".

"لا بأس"، أجاب، وهو يخرج نفساً لم يكن يعرف حتى أنه كان يحبسه ،"قلت لا أسرار بيننا وأنا أفعل ذلك".

"عندما سألتك عما إذا كنت تعرفه ، لم أكن أتوقع حقاً هذه الإجابة ، كما تعلم"،ضحك ، مضيفاً في وقت لاحق عندما جلسا متكئين على كراسيهما مرة أخرى، "قلت بأنني سمعتك تتحدث. أنت كنت هناك تهدده بجدية شديدة أنه إذا حاول إيذاءي فلن يكون على قيد الحياة بعد الآن..لذا تساءلت فقط عما إذا كان حقاً شخص موثوق به"، هز كتفيه ، وعيناه تتسعان بتلك الطريقة الرائعة أثناء حديثه، "لم أتوقع قصة أخرى".

"لقد تغير"، قال جيمين أولاً ، "هو ليس نفس الشخص كما كان من قبل".

"أستطيع أن أقول ذلك".

"لكنك خدعتني لأعترف!"، ضحك جيمين مضيفاً بعد لحظة.

"لم أكن أعرف الخلفية الدرامية الأصلية!"، رفع جونغكوك يديه دفاعاً، "لكنك لم تكن تخطط حقاً للإعتراف لي بإعجابك في أي وقت قريب..؟"، سأل بصدق ، وشفتاه تتدحرج إلى تبويزة صغيرة.

"ربما كنت في انتظارك".

عند هذا ، ضحك جونغكوك وهز رأسه ،"هل تحتاج بعد الآن إلى دليل بخلاف حقيقة أنني كنت معجباً بك منذ أن كنت في العاشرة من عمري؟".

شيء عن هذا جلب الحرارة إلى خدي جيمين.. لقد كان محبوباً حقاً ، وفجأة لم يعرف ماذا يفعل حيال ذلك.

"ما هو شعورك عند معرفة أنني معجب بك أيضاً؟"، أغاظه.

وحان الوقت لجونغكوك هذه المرة كي يتحوّل إلى اللون الوردي تحت السماء الساطعة ، شفتيه الجميلة التي تشبه بتلات الزهور شكلت كلماته، "أشعر وكأنني حصلت على كل ما أريده".

***

انتهى الشابتر التاسع

*** 

Continue Reading

You'll Also Like

16.1K 932 10
"شُكراً لِتلكَ الذِكرَياتِ الجَميلَةِ.. سَأَذكُرُ رَمادَها الذي نَثَرتَه.." - namjin Finished at : march 2018
93.7K 8.8K 34
هل جربت أن تكون مُبهماً لدرجة المرض ؟ لدرجة شعورك أن هُناك كُتلةً ثقيلة تتجمع في حلقك لِتُرغمك على الإستفراغ كلما تذكرت لأي درجة أنت مُبهم ؟ هذا هو أ...
32.8K 1.9K 8
قصص قصيرة غالباً حتكون لجيكوك حتكون متنوعه ، قصيرة خفيفة بعضها مُنعشه و بعضها حزينه ع حسب مودي انا في الكتابه
113K 7.8K 20
- صَدِق أو لَا تُصَدِق..لَديّ ألفُ سَببٍ و سَبب للُوقُوعِ بِشِبَاكِ حُبِك. مُسَيّطِر : بَـارك جِيمِين. خَاضِعْ : جِيـونْ جَنغكَوك. مُهم.! - اذا كنت م...