أميري اللطيف - My Lovely Prin...

By BayanZahdeh

777 74 55

لم يكن لي الاختيار ... فاحتجزت في قصر بعيد ... لم أكن لأخرج لولا أميري اللطيف ! More

المقدمة
الهدنة
إعلان الحرب
القفص الذهبي
الرهان
ربما بسبب الحمى!
فتاةٌ مطيعة!
إنها استراتيجية
لن تفعلي ذلك مجدداً!
لا تقلقن، سوف تهدأ قريباً
لا أحتاجها!
أنتِ لستِ في منزلك
الكثير من الازعاج
ليكن كلا الطرفين راضياً - محدث
خطة من أجل البقاء
لو لم تكن هناك حاجة إلى الطبيب، لم يكن عليك فقدان وعيك

لدى والدتك ذوقاً جميلاً

18 2 3
By BayanZahdeh



مرت عدة أيام على خروج ماشا من القصر، كان مشهد خروجها أشبه بالحلم، لم يتوقع أحد أن تصل الأميرة أميليا بجرأتها لفعل ذلك! فانتشرت الشائعات عنها في القصر كالنار في الهشيم. بضع أيام فقط، لم تخرج أميليا من غرفتها، حتى أنها لم تتناول الطعام الذي كان يقدم لها، قدت وقتها في قراءة الكتب الصغيرة التي أهدتها إياها والدتها، استمرت بالحفاظ على هدوءها، حتى أتى الحارس وقدم لها مكتوباً باسم والدتها.

أخذت الكتيب وخرج، جلست على سريرها وأخذت تمزق المظروف بسكين فتح الرسائل، الرسالة متوقعة، فوالدتها لن تصمت على تركها بهذا الحال، وعودة ماشا بهذا الشكل، سيجعلها موقنة بأنهم يخفون عنها شيئاً.

قرأت أميليا الرسالة:

"عزيزتي آمي، وصلني البلاغ من وصيفتك ماشا، أنا آسفة حقاً لإرسالي شخصاً بهذا الضعف، سأتولى أمر إرسال شخص جدير بالثقة، أود حقاً إرسال الفارس إيان لحمايتك، ولكن ذلك سيسبب الكثير من المشاكل الآن، أرجو أن تتماسكي إلى حين إرسال الدعم.

أمك"

تنهدت، وضعت الرسالة على المنتضدة وهمست:

- كان عليها أن تفعل ذلك منذ البداية.

نهضت لكنها توقفت فجأة، حاولت تمالك ألم رأسها، اغمضت عينيها لبعض دقائق، ثم فكرت: "علي أن أهتم بجسدي أولاً" ثم نظرت نحو باب غرفتها حيث يقف خلفه الحارسين، ثم نظرت إلى النافذة التي خرجت منها مسبقاً، واتجهت نحو السياج، لتجد البستان على حاله، لم تكن تحلم إذاً، نظرت حولها ثم حاولت تسلق السياج، وقفزت نحو الجهة الأخرى من الحديقة، نظرت حولها، الأشجار نضرة ومزهرة، ويوجد على الجانب الآخر مزرعة صغيرة مسيجة بسياج خشبي صغير، حيث يتفجر اللفت فيها كزهرة نضة، رائحة الطماطم الناضجة امتزجت مع رائحة التفاح والخوخ، سارت نحو الأشجار وأخذت تقطف من كل جزء منها، ثم توجهت نحو المزرعة الصغيرة ودهشت لجمال الخضراوات المتراصة بانتظام، انشغلت بالتقاط ما تستطيع التقاطه حين داعبت أنفها رائحة شهية للتفاح، استدارت حولها تبحث عن مصدر الرائحة، ظنت ربما أنها رائحة عابرة حتى ازداد ثقلها في الهواء وبدأت تستطيع رؤية البخار يقودها، تحركت على إثر الطريق التي رسمها لها البخار، لتجد نفسها أمام كوخ صغير، تتبعت الرائحة لتقودها إلى النافذة الصغيرة، وهناك رأت سيدة صغيرة تزيل الغطاء عن الطبق الذي أمامها، لتفوح منه رائحة التفاح كأنها وجدت مهرباً، شدت الرائحة أميليا لوهلة، وحين التفت الفتاة شعرت أميليا بالذعر وهمت تختبئ بعيداً عن النافذة، لكن حظها لم يكن معها هذه المرة، فالفتاة فتحت النافذة وتركت فطيرة التفاح الشهية تسيل عصارة التفاح بين تجاويف العجين ببطئ وسلاسة، شعرت أميليا بلعابها يسيل إثر رؤيتها للفطيرة، أرادت أن تقضم قطعة صغيرة، لكنها لا تستطيع أن تكشف نفسها.

- هل أنتِ على ما يرام سيدتي؟

قفز قلبها من مكانه، حين التفت نحو النافذة ببطئ، لتجد فتاة يافعة بوجه مشرق وشعر مجدل جميل تنظر نحوها بدهشة، حاولت أميليا أن تفكر في حجة مقنعة، نظرت حولها، وهمست:

- أظن ...

وقبل أن تكمل عبارتها، قاطعها صوت معدتها، نظرت أميليا نحو الفتاة بذعر، فضحكت الفتاة بعفوية، ضحكتها لطيفة أشبه بفتاة بريئة، لكن ذلك أحرج أميليا فأخذت تزم شفتيها بانزعاج، حينها أتى صوت الفتاة الرقيق:

- أعددت وجبة الغداء قبل قليل، ولا أملك أحداً ليشاركني إياها، هل تودين مشاركتي؟

نظرت أميليا نحوها بدهشة، كلماتها مراعية للغاية، حتى أنها لم تذكر كونها جائعة، يا للطفها! شعرت لوهلة أنها تذوب في تأثرها، أيقظها من شرودها ابتسامة الفتاة، هتفت:

- ابقي مكانك للحظة!

ثم اختفت، ما هي إلا لحظات حتى خرجت من الباب، وهمت نحوها، وسحبتها نحو الداخل. دخلت أميليا دون أي مقاومة، رأت بساطة المكان الذي تعيش فيه تلك الفتاة، المدفأة الخشبية، والمطبخ الخشبي يدوي الصنع، وتلك الكراسي الخشبية، ذلك الغطاء الذي يغطي الطاولة الخشبية المرقع بالقماش الأبيض المنقط، وتلك الأوشحة الصوفية المتروكة على الكرسي الخشبي الهزاز، تتربع عليها صناراتا الصوف. وضعت الفتاة الطبق الضخم، لتنهش رائحته المكان، أشكال مختلفة من أسماك البحر، محمرة بصلصة الطماطم الشهية، اقتربت أميليا من الطبق، الذهول لم يفارق ملاحة وجهها، من الواضح أنها ترى هذا الطبق للمرة الأولى، قاطع ذهولها تحرك شعرها عن وجهها، فنظرت خلفها بسرعة، حينها ابتسمت الفتاة وقالت بمرح:

- سيكون من الصعب أن تأكلي وشعرك على وجهك.

ثم ربطت لها شعرها بتسريحة ذيل الحصان، فكشفت عن وجهها الشاحب شديد البياض، وعينيها السوداوتين المزينتين بإطار داكن من الرموش الكثيفة، بدت امرأة مشرقة مختلفة تماماً عما كانت تبدو عليه.

- أوه ...

هتفت الفتاة بلطف:

- ألا تبدين أكثر جاذبية الآن!

ارتجفت شفتيها، بدت أنها كشفت عن شيء حساس بالنسبة لها، لكنها ربتت على كتفها لتجلس، وذهبت لتحضر باقي الأطباق، بدا الامر لها غريباً، يبدو وجهها طفولياً وهي تنظر إلى تلك الأطباق الملونة بطريقة عجيبة على غير ما اعتادت عليه. نظرت نحوها فابتسمت لها الفتاة، وجلست على الكرسي أمامها، وقدمت لها ملعقة نحاسية ورغيف خبز.

- أنا ...

نظرت نحو رغيف الخبز بتردد:

- ... لا أتناول هذا!

- حقاً!

هتفت الفتاة:

- اذاَ فقد فاتك الكثير، هل لديك حساسية؟

- حساسية؟

- أجل، هناك من يملك حساسية تجاه القمح.

أمالت رأسها تنظر نحو وجهها الذي أخفضته بحرج، فابتسمت ابتسامة ضاحكة وقالت:

- لا بأس، هذا الخبز لأصحاب الحساسية، لذا يمكنكِ تناوله.

هزت رأسها، ومضت عدة ومضات قبل أن تقسم منه وببطئ شديد وضعت القطعة الصغيرة في ثغرها، بينما تتبعها الفتاة بنظراتها باهتمام، أغمضت عينيها وهي تشعر بالخزف من الطعم المجهول الذي ستتذوقه، إلا أن مع أول قضمة فتحت عيناها باندهاش، وأخذت تتناول القطعة تلو الأخرى، ابتسمت الفتاة ببهجة، وهمت ترشدها أن تتناول من الأطباق أمامها، بينما التهمت أميليا الطعام بسعادة.

مر الوقت سريعاً، لم تتنبه لميلان الشمس واقتراب غروبها، همت تنهض على عجل، لكن الفتاة بادرتها بصرة صغيرة وهتفت:

- أرجو أن تأتي في المرة القادمة، سأكون مسرورة بمشاركة الطعام معك.

- شكراً لكِ، كان الطعام لذيذاً.

- سعيدة بأنه نال إعجابك، آه ... بالمناسبة أدعى كاتي، وأنتِ؟

- أميليا.

- أميليا، اسم جميل، لدى والدتك ذوقاً جميلاً.

ظهر على وجه أميليا شبح ابتسامة، ثم تذكرت:

- المعذرة، ولكن ألا يمكنك إفلات شعري.

- آه، المعذرة.

وهمت نحوها لتفلت شعرها ويعود منسدلاً على وجهها، فعادت لهيأتها الباردة المخيفة، وهمت خارجاً، ودعتها كاتي ووعدتها بزيارة قريبة، ثم عادت إلى طريقها مسرعة نحو السور، تعلم تماماً أن الحلم الجميل الذي كانت تحلم به سيتلاشى تماماً بعد هذا السور، وستعود لحياتها المقلقة.

...

Continue Reading

You'll Also Like

371K 17.7K 24
مًنِ قُآلَ أنِهّآ لَيَسِتٌ بًآلَأمًآکْنِ کْمً آشُتٌآقُ لذالك المكان الذي ضم ذكريات لن تعود
401K 15.5K 48
رجال آلقوة.. وآلعنف آلغـآلب آلمـنتصـر.. وكذآلك آلعقآب لآ نهم ينقضون على صـيده بــكسـر جـنآحـيهم آي بــضـمـهمـآ آوبــكسـر مـآيصـيدهم كسـرآ آلمـحـطـم آ...
1M 32.9K 44
لقد كان بينهما إتفاق ، مجرد زواج على ورق و لهما حرية فعل ما يريدان ، و هو ما لم يتوانى في تنفيذه ، عاهرات متى أراد .. حفلات صاخبة ... سمعة سيئة و قلة...
2.8M 57.9K 76
نتحدث هنا يا سادة عن ملحمة أمبراطورية المغازي تلك العائلة العريقة" التي يدير اعمالها الحفيد الأكبر «جبران المغازي» المعروف بقساوة القلب وصلابة العقل...