"لديكِ رموش طويلة، سيكون من الممتع رؤيتها تذوب"

كززت على أسناني لأصرخ بها "لن تجرؤي"

"سنرى بشأن ذلك" قالت بسخرية وأخرجت عود ثقاب من العلبة، كتمت أنفاسي برعب عندما شاهدت عدم مبالاتها، حكّت رأس الكبريت بطرف العلبة وشبّت النيران فجأة في أكمام قميصها، بدأت تريس بالعويل وركضت بأقصى سرعتها لتضع ذراعيها في ماء المستنقع وكانت تلهث بخوف وتشهق بينما أصدقائها اجتمعوا حولها بذعر.

صرخَتْ بهم بقوة "ابتعدوا عني!" نهضت ونظرت إلي ببكاء وصاحت بي بكلّ شرّ "سأريكِ لاحقاً"

ركضت مبتعدة مع رفاقها المزعجين حتى تعالج ذراعيها بأسرع وقت وتركوني هناك، مربوطة بالشجرة، لم يكن هناك المزيد من السحر، لم أستطع تحرير نفسي، كنت أصرخ بالنجدة ولكن لم يسمعني أحد.

هاتفي الآن بالبحيرة، ربما لا يوجد أي شخص قريب ليسمع صوتي، لكني ابتلعت صراخي عندما لاحظت وجود أضواء غريبة وكثيرة من خلف الأشجار، لم تكن تلك إلا عيون الذئاب تشعّ من بعيد، ألن تنتهي المصائب اليوم؟

بدأت إحدى تلك الأضواء تقترب، ليبدأ قلبي بالخفقان معها، كان ذئب ضخم يمشي إلي، فراؤه أسود بينما عينيه صفراء تُشِعّ بالظلام، سرعان ما شاهدت حجمه الكبير تذكرته جيداً، إنه الذئب الذي رأيته المرة السابقة.

بدأت بالعويل، لعل أحد ينجدني، لم يُسمَع صوتي وعندها قررت إغماض عيني حتى لا أرى نهايتي.

شددت على جفني بقوة لكني لم أشعر بعضّ في جسمي، كانت هناك أيدٍ تفك وثاقي، فتحت عيني على مصرعهما ورأيت رجل حنطيّ يملك شعر أسود وذو بُنية ضخمة، إنه أرتيم! لم تكن تتواجد أي ذئاب حولنا وهذا أثار دهشتي أكثر..

حرر لي يدي، رفعت رأسي حتى أرى وجهه وعندها سقطت في تلك العيون من جديد، لأول مرة أعترف بوجود عيون أجمل من خاصة ماكستون، كانت مقلتيه تشعّان بالظلام، كان لدي تيار الكهربائي في جسمي، تماماً مثل أول مرة رأيته فيها.

أخيراً عدت للواقع وحركت أنظاري عنه لأتلفظ "شكراً لك... لقد أنقذت حياتي"

"هل أنتِ بخير؟ مَن فعل بكِ هذا؟" تحدث بطريقة غريبة وانتقامية، كأنه يعرفني منذ ألف سنة، أمسك يدي المليئة بالضمادات والخدوش ورفعها إليه، بدى غاضب جداً.

سحبت يدي بسرعة "لا بأس... أنا بخير أحتاج فقط أن أعود للبيت" قُلت وأنا أفرك معصميّ بخفة محاولة محو آثار الحبال عن جلدي.

قال باِهتمام "دعيني أوصلك بأمان إلى البيت... أعرف أين يقع بيت وليام"

حركت رأسي باِستغراب "هل أنتما صديقان؟"

"يمكنه إخباركِ بنفسه" تلفظ ومشى باِتجاه منزلي، لحقته باِستعجال لأستطرد "رجاء... لا تخبره شيء"

|| ستولد ساحرة ||حيث تعيش القصص. اكتشف الآن