الفصل الرابع

ابدأ من البداية
                                    

زم شفتيه ثم عاد يفتح فمه بهمهمة بعد ان لمح داخل عينيها المعرفة :" لماذا تنكرين معرفتك بي يا فريدة .. بعد اعوام فراق ..أخيراً ألتقينا !!".

غمغمت بالمقابل :" وما الفائدة الآن من الإعتراف ؟!!.. فقد ضاع العمر سدى .. بسبب الخذلان ".

ثم غمغمت بضيق :" من فضلك اتركني ، ولا تعد هنا مرة أخرى ".

تتذكر هي الأخرى ماضٍ مقيت .. هرولت عندما علمت أن جميل المعداوي قد خطبها من أبيها .. أبيها الذي تقدم نحوها يهديها موافقته :" فريدة يا ابنتي هناك أحد أصدقاء أشرف عز الدين جارنا قد حضر لي لخطبتك اليوم .. أراه ملائماً.. وأنا يا ابنتي في عمر أن حيت اليوم لن أكون معكِ في الغد ..سيكون هنا في الغد لترينه .. قبل أن تعلميني رأيك النهائي".

إرتبكت وماد قلبها بين ضلوعها .. غمغمت داخل عقلها:" ما هذا الخائن .. كيف لجميل هذا ان يخطبني .. ".

وضعت يدها على قلبها تثبته مكانه محدقة في الفراغ فقلبها معه هناك .. هل كان يعلم بتلك الزيجة .. تركت منزلها هاتفة بأبيها :" سأذهب للخالة أم أشرف حتى أجلب منها الهاون لدق الثوم ".

أي حجة كانت ستكون مناسبة لها .. هناك أخذت الهاون ثم نظرت نحو أشرف لتسأله رأيه :" أشرف .. هل تعلم أن جميل المعداوي قد طلبني من أبي ".

لحظتها تحقق لها ما تمنته منه رؤية حدقتيه تموت هناك داخل جمجمته .. تذهب بظلال الضباب هناك نحو البعيد فسألته بلهفة مستغيث أملاً:" ما رأيك فيه ؟!!.. لو ذكرت لي أن أرفضه سأفعل بلا مناقشة ".

لكنه عاندها ، وانصاع للأقدار .. حرك رأسه بنعم .. نعم فقط اضاعها من يده .. وضعها داخل تلك الكوة من نيران مشتعلة .. ليت رؤى تعلم أن قلبها لم يكن لجميل .. كان لمن خذلها في البداية ..

حاول الحديث لتوه فخرجت من أنهار قهرها هاتفة فيه :" وداعاً أشرف .. وداعاً لأنك لم تستحق .. سوى الخذلان .. الخذلان عقابه الخذلان .. غادرني وأنساني كما نسيتني في السابق ".

لم يستطع الضغط عليها أكثر فقط وقف وفي يده بطاقة مطبوعة .. وضعها على أطراف فراشها :" فريدة .. ربما حان وقت فتح الجراح القديمة .. لقد وجدتك أخيراً.. يجب ..".

عادت تصرخ بتعب :" أخرج من هنا .. هذا ما يجب عليك ان تفعله .. المغادرة من ذات الباب .. فأنا لم أسمح لك بإجتيازه .. هيا هناك ".

لم يجد غير تنفيذ طلبها .. خاصة وأنه يعلم مرضها فليس هناك من داع لقتلها حتى تفهم ما حدث .. غادر يجذب قدميه بتعب .. يجرهما بتخاذل .. .. تحركت نحو البطاقة تقبض عليها بيدها .. بين أصابع كفيها مزقتها كما مزق عرى قلبها في الماضي عندما تركها لغيره..

*****************

جالس يحدق فيها الآن يدق بقوة هامساً بتهويدة متناغمة مع أجواء داخليه لا يشعر معها بما يدور في الخارج .. هنا في حديقة المشفى .. يشعر معها ان كل النساء الآن في حالة حب .. يكاد يقسم أن كل امرأة هرة تموء بلحن الحب اللطيف وكل رجل تحول لساحر جذاب يحاول بشدة التمسك بليلة يتناثر فيها العشق على الطرقات.. هتف ضياء بكل عشق :" أشعر ان كل العالم يعيش حالة حب ".

واكتملت [الجزء الخامس من سلسلة فراء ناعم ][ الليلة فصل جديد ]حيث تعيش القصص. اكتشف الآن