١٨) آباء.

Začít od začátku
                                    

"اِصعد،  أنا في طريق العودة.. ".

"هل كنتَ تعمل.. ".

قلتُ وأنا أجلس خلفه.

"نعم، لم أجد الوقت لالتقاط أنفاسي منذ الصباح،  هؤلاء النسوة لا يكفون عن دلق الطلبات علينا.. ".

استغرق منا الوصول عشر دقائق،  أوقف الدراجة في مكانها،  وترجلنا منها.

"هل تذكر رحلتنا لمركز العلوم؟.. "

قلتُ ونحن نصعد درج المدخل،  فقهقه ضاحكًا ثم قال:

"حسِبتُ أنك سترديني قتيلًا  لاضطرارنا للعودة مشيًا.. ".

أكمل.وهو يشبك يديه خلف رأسه:

"ولكن تسنت لنا الفرصة للتحدث يومها دون حواجز لأول مرة، كنتُ سعيدًا حقًا.. ".

تخطاني وهو يسرع في خطواته ويلوح لي:

"أراكَ لاحقًا.. ".

ذهب قبل أن أقول له بأنني كنتُ سعيدًا بقدره، مصارحته ليست سهلة،  فهو يلقي بكلماته ويفر هاربًا قبل أن أدلي بجواب.

..

لفحت وجهي رائحةٌ شهيةٌ حالما فتحتُ باب الشقة.

"ما هذه الرائحة؟... ".

أغلق الكتاب الذي كان منكبًا على قراءته وأجاب وهو يتجه للمطبخ:

"الغداء..  أعددناه أنا وجمانة.. ".

سرتُ خلفه وأنا أضع يدي على معدتي التي تتضور جوعًا..

"يبدو شهيًا...  مهلًا!  هل قلتَ جمان!! ".

جلس إلى الطاولة وأجاب بابتسامةٍ وهو يرى دهشتي:

"لقد جاءت بعد الواحدة وغادرت قبل قليل.. ".

"مـ مـا سبب مجيئها..! ".

"إنه سر.. ".

"منذ متى لديكما أسرار..! ".

"منذ اليوم.. ".

جلست على مقعدي مرتديًا قناع اللامبالاة،  كي لا أظهر له اهتمامي، بدأت بالأكل والفضول يتلبسني لمعرفة سبب مجيئها، لا أذكر حتى كيف كان مذاق الطعام، ففكري الذي انساق نحوها أفقدني حواسي.

اسندتُ ظهري للكرسي بعدما أنهيتُ طبقي حتى آخره،  وتمطيتُ بتعبٍ من وقوفي الطويل في المحل.

أشِقّاءKde žijí příběhy. Začni objevovat