١٧) الصـراحة.

Start from the beginning
                                    

تصلبت يد فراس المُمسكة بالنرد وقال رائف بابتسامة وهو ينظر لشقيقه:

"لديه أختان وأكبرهما اسمها ملاك.. ".

"اسمٌ على مُسمّى.. ".

تمتم أخوه بصوتٍ هائم.

"لقد سرقت قلب أخي.. ".

غضب من تعليق شقيقه وكاد يرميه بصندوق الطعام، لكنه نأى عنه فزفر بغضب وهو يعيد الصندوق ويقول وهو يرميني بنظرةٍ من طرف عينه:

"كنتُ أملك فرصةً ضئيلةً قبل مجيئه.. ".

"ماذا تعني! ".

"لا شيء.. ".

مرر النرد لي وهو يبتسم بخبث:

"ليبدأ أكبرنا.. ".

حركتُ النرد وألقيته فظهرت ثلاث نقاط في إحداها وخمس في الأخرى،  لم تتطابق،  ناولته إياه وأنا أبتسم نفس ابتسامته:

"دورك".

ابتلع ريقه وهو يلقي به ولم تتطابق أيضًا،  أعطى النرد لأمجد الذي ألقاه فظهرت ست نقاط في الاثنتين،  سحب بطاقة وطلب منه فراس أن يقرأها بصوتٍ عالٍ.

"لو أُتيح لك العيش مع أحد والديك دون الآخر،  فمن ستختار؟ ".

امتقع لوني لدى سماعي السؤال، قال له رائف أن لا يُجيب لو لم يُرِد،  لكنه أجاب:

"لا أحد منهما.. "..

"عليكَ أن تختار.. ".

لكز رائف شقيقه لكنه أصر على سماع جواب..

"أختار العيش مع مروان.. ".

نقل سامر بصره بيننا في حيرة وتساءل ببراءة:

"اعتقدتُ أنكما أشقاء.. ".

لم يستطع أخويه تمالك نفسيهما فضحكا،  وغضب منهما وهو يطالب بتفسير:

"أخي نابَ عن وجودهما..".

أطرقتُ وأنا أبتسم بألم،  لم أحدثه عن والديّ من قبل تقريبًا،  تجاهلتُ التحدث عنهما كي لا يعيش على ذكراهما ويأسف على غيابهما،  كما هو حالي.
بدا لي أني أفلحتُ في ذلك.

لم يُحالف الحظ كلًا من رائف وسامر في رمي النرد،  وتفاداني الحظ كذلك،  أعطيته لفراس فألقاه دون مبالاة وهو يعلم أن النقاط لن تتطابق،  ولكن حصل العكس.

أشِقّاءWhere stories live. Discover now