1.....مَــنْــبُـوذْ ....

Start from the beginning
                                    

مسح فمه بالمنديل معلناً عن شبعه ليوجه نظرة بتردد شديد لزوجته مخاطباً إياها بهدوء
"إيما ايمكنني ان احادثك في موضوع مهم لأن ؟"

"الأن ؟"
ردت بإستغراب فهو لا يطالبها بنقاش إلا إن كان هنالك شيء مهم جداً لترمي بنظرة لإبنتها ذات العشر سنوات "آيريس أكملي طعامك مفهوم ؟ "
اومأت آيريس بإبتسامة رغم معرفتها التامة أنها لن تتناول طعامها جميعه فنصفه خضروات تكرهها ليقطع سير أفكارها صوت أخيها الأوسط دانيال
"إني أتسائل عن ماذا يريد والدي من أمي"
وضع جيمس  كفه على وجهه سانداً رأسه ليردف بينما يمسك الملعقة بتفكير
"لا اعلم  ما الأمر و لكني لست مطمئنا لمواضيع والدي  الجدية ... هيا آيريس  دعيني اساعدك في دروسك "
ابتسمت لتعتدل ماشية ورائه ناحية غرفتها  و قد حصل مرادها فلم يسألها أي أحد عن خضرواتها التي تجاهلت تناولها للتو .

بينما تبادل دانيال و آلن النظرات بشيء من القلق فلا بد أنهم سيسمعون محتوى النقاش عاجلاً أم آجلاً غير أنهم يأملون ألا يكون شيءً يذكرهم بالأحداث التي حصلت قبل خمسة عشر سنة و التي وضعت بقعة سوداء في نفس كل واحد منهم  ليفترقوا لغرفهم فلا فائدة من التفكير حالياً و قد حضر الخدم ورائهم جامعين طاولة الغذاء فور نهوض الجميع  .

                         ____________
                         ____________

اغلق باب غرفته و زوجته متأكداً من غياب أي أحد فهو لا يريد من أي أحد أن يسمع نقاشه مع إيما لتستغرب من أفعاله و حرصه الشديد على سرية ما يدور حولهما
"عزيزي ! فلتخبرني ما يحدث فأنت تجعلني أقلق"
جلس على السرير ليؤشر لها بالجلوس ممسكا يديها بحنية و شيء من الذنب قد إرتسم على وجهه
"إيما ...عزيزتي ... أسف و لكن اتتذكرين يوم ...يوم خنتك ؟ مع روز ؟".

تغيرت معالم وجهها من القلق على تصرفات زوجها لحزنٍ شديد متذكرة أكثر أيام حياتها قسوة على روحها ، يوم خانها زوجها ،و يوم تركها متجاهلاً كل تضحياتها من أجله ، حطمت تلك الأيام جزءً كبيراً من روحها بالرغم من أن ندم زوجها و عودته إليها و لأولاده و توقفه تماماً عن ما يحزنها قد رمم قليلاً من الصدوع التي أحدثها و لكن أثارها لا تزال موجودة في أعماق روحها لتردف بعد شرود شديد و قد إحترم أدريان ذلك الصمت الذي تلى جملته
"إذن ، ماذا بخصوص هذا الشأن؟" .

تنهد بعمق مجهزا نفسه ليردف بخفوت " اتتذكرين ؟ لقد أخبرتك يومها أنني تركتها حاملاً بطفل "
انعقد حاجبيها لترد
"نعم ، أذكر"

تنهد لمرة أخرى و كل جملة منه تسحب مقداراً كبيراً من طاقته " إيما ، إنني أحب أبنائي بشدة و أنت تعلمين هذا ، لا أنكر الأثر السلبي الذي تسببت به أفعالي عليهم  و لكن أنت تعلمين مدى حبي لهم و أنني أبذل ما بوسعي لتعويضهم عن تلك السنة ، إنني أفكر إيما ، ماذا عن إبني الذي تركته مع روز ، إنه لا يعرفني حتى ".

مُـذَكَـرةُ ديـسَمـبِـرWhere stories live. Discover now