ابتسمت بدفء: لا بأس نحن غرباء عن بعضنا ومعرفة القليل عن كلينا لن يغير شيئا.

كان سيشعر بالامتنان أكثر لو قالت انها تثق به فقط كما فعلت البارحة لكن قولها بعث الانزعاج بداخله لكونها غير مهتمة به على ما يبدو. جلس يتناول طعامه لتردف.

"والدي متوفٍ منذ طفولتي، وعندما أصبحت تقريبا في العاشرة تزوجت والدتي السيد ستيفن، هو امتلك عائلة سابقا، ابنته سام هي بمقام أختي، و زوجته عمة لافار"

همهم مطرقا ثم نظر لها بصدمة "هل السيدة أوليف هورمان التي توفت قبل أشهر؟" أومأت له بابتسامة صغيرة "لذلك تعيش معنا ابنتها سام حاليا، لكنها غير مندمجة معنا.."

تجعدت ملامحه "لماذا؟" لم يمنع نفسه من السؤال فتبسمت: دهست امها سيارة، سام مراهقة، تؤمن انه خطأ الجميع.

تحاشت اضافة التفاصيل عندما قبضت على يدها اسفل الطاولة ثم هدأت نظراتها وارتشفت من القهوة: هي منزعجة، و بالطبع لا ترغب برؤية والدها و أمي، لكن لا تمانع البقاء معي.

"اها" همس فينتابها الإعجاب من تركيزه، ابتسم مشتِتا "لابد أن لك بريقا يجعلها تستلطفكِ" تغزل بعبث خفي لترفع كتفيها.

"ربما." لم تنف، لم تؤكد: على أيٍ سام تريد العيش مع لافار فهو مقرب منها اكثر، السيد ستيفن يثق به لذلك سيترك ابنته هنا.

أومأ: ثقة في محلها، اتمنى أن ترتاح هنا.
– ستفعل! هي و لافار كالأشقه! أتعلم أنها تراه اخاها أكثر مني و دوما ما يأتي للعاصمة لأجلها.. عرفته هكذا في المقام الأول. حتى آدم— ابن عمي، اتفق لأول مرة مع رأي السيد ستيفن.

لاحظ أنها تثرثر فعلا مع الغرباء، ابتسم بسخرية و داعب طرف الطاولة بأصابعه: أنت لديك مشكلة في المبادئ.

نطق فجأة لتنكمش ملامحها "عذرا؟" أتسعت ابتسامته: ما أعنيه، أنت تثقين بالغرباء ولكن ماذا لو كان الغريب ينوي التقرب منك فيصبح قريب يعرف عنك الكثير؟ هذا ليس منطقيًا.

ارتخت ملامحها بذهول: أتنوي ذلك؟
– بافتراض؟
– اجِب!
– لست مجبرا.

زفرت تعيد شعرها للخلف، لا تحب مناقشة مبادئها "حسنا لا أعلم ما سـ ، حتى انا لست مجبرة على الإجابة!" تداركت في النهاية لينزعج وتبتسم.

هي ليست بذاك الغباء.

بادلها بتهكم ثم استطرد: ترغبين بِبعض البسكويت؟
رفعت يدها بمزاح: اجل لو سمحت!

اتجه إلى أحد الرفوف. فكرت بأمر اختها التي ستأتي هذا الاسبوع مما يعني ضرورة فتح الطابق العلوي و تجهيز غرفة لها.

وضع القليل من البسكويت لتأكله بسعادة "أظنهُ افضل بسكويت أكلته قبلا" راقبها بابتسامة صغيرة أخفاها عندما رفعت عينيها نحوه.

ApricityWhere stories live. Discover now