١٣) دمـوعٌ ومطر.

Start from the beginning
                                    

"تلك الحقيقة".

قالها ببساطة، بنبرةٍ أشد برودة من الثلج،

"لم نحضركَ هنا لتحامي عن أخيك، بل لتعلم أنه مذنب وسينال عقابه".

قال المدرس بنبرةٍ عالية، فلم أملك فعل شيء، وقلتُ بأسى:

"ما الذي فعله بالضبط! ".

وجهتُ حديثي لكل أحد وأي أحد عداه، لم أرده أن يقول بلسانه ما يؤكد اعترافه للتو.

"تهجم على ابني فجأةً فما كان منه إلا أن لكمه دفاعًا عن نفسه وهذان كانا معه وشاهدان على ما حصل".

فهز الاثنان رأسيهما في صورةٍ آلية واللذان كانا كما توقعتهما صديقين له.

"حتى وإن فعل، لا شك أن ابنك فعل شيئًا له ".

"كفاك دفاعًا! أوما رأيتَ ما فعل أخوك بوجه ابني؟"

لاحظتُ لأول مرةٍ وجود خدوشٍ على خديه، فقلتُ على أمل أن ينتهي كل شيء.

"لقد رد الضربة وأخذ حقه ألا يكفيه هذا!".

"لا".

قال ماهر فجأة وأردف بصوتٍ كسير:

"أنتَ لا تعرف معنى أن يتهجم عليك شخصٌ ويشتمك ويشتم أباك.. أنتَ يتيم لا تعرف معنى أن تغضب ممن يسب أباك".

كانت كلماته مثل صفعةٍ أخرستني.

"ماذا لو اعتذر هنا والآن؟".

قال المدير محاولًا إنهاء تلك المعمعة التي بلا جدوى:

"لن أقبل، لقد أهانه أمام الطلبة وأريد أن يُرَد اعتباره أمامهم أيضًا".

"لا تقارن أعداد الشرذمة التي تجمعت أثناء الشجار بأعداد طلبة المدرسة".

"بفضل أولئك الشرذمة صار الجميع يعرف ما حصل، أنت تتساهل معه، إن تغاضيت عن هذا فسيتمرد بقية الطلاب وأنتَ وحدك المسؤول".

"أنا.... موافق".

التفتنا كلنا لصاحب الصوت، كان صوته هزيلًا جدًا، وباردًا جدًا.

"غدًا، سأعتذر من ماهر أمام الجميع".

غادر مباشرةً بعد قول تلك الكلمات، لمحت ابتسامات اغتباطٍ على أوجه ماهر وصديقيه،

تنهد المدير بتعب وترك المدرس الغرفة دون قول كلمة، وغادر الثلاثة وهم يرمقونني بتشفي.

أشِقّاءWhere stories live. Discover now