رديت ببساطه :
- من على النت يا بنتي ، هو النت خلي حاجه وما عملهاش
سميره باعجاب :
- بجد هو النت في حاجات حلوه كده
غاده بتأكيد :
- طبعا اكثر من كده كمان ، هو انت لسه مدخلتوش النت برضه
هزت رأسها بنفي و قالت بيأس :
- للاسف لا بابا مش هيرضى
غاده بلؤم :
- يا عبيطه شغلي مخك ، و اتحججي انك عاوزه للدراسه ، وفي مناهج ومش هتلاقيه غير على النت

نظرت لها باعجاب من تفكيرها :
- يا بنت الايه انا ازاي مفكرتش اعمل كده
في المساء ،
كمال بغضب :
- نعم ! نت ايه ؟! اللي يخش البيت انتي اتهبلتي يا بت ، هو احنا بتوع الكلام
سميره بخوف :
- يا بابا و ايه يعني أنا عايزة عشان المذاكره ، و ممكن أخواتي كمان يذكروا المحاضرات منه
قالت امها و هي تضع طبق الطعام علي الطاوله:
-و ايه يعني يا كمال اهي حاجه تسلينا إحنا كمان

رد بعدم رضي :
- لا انتي عارفه مصاريفه كام كل شهر
قال علي :
- يا بابا مش كثير ولا حاجه
خالد :
- ايوه يا بابا احنا لازم يكون عندنا نت ، وبعدين الناس كلها بقت شغالة عليه
حدقت بهم بسخريه :
- والله عال ، انتم كمان عاوزينه
سميره بلؤم :
- خلاص يا بابا بلاش تتدخل النت طالما مش عايز ، بس أعمل حسابك بقي بي ٣٠٠ ج مصاريف كل أسبوع

نظر له بصدمه قائلا :
- نعم ليه 300جنيه هتعملي بيهم ايه
ردت بارتباك وهي تكذب :
- مصاريف الثانويه يا بابا انت مفكر أن الدروس ببلاش
- بس ٣٠٠ج كتير اوي على كل اسبوع ، وأنا هلاحق عليكي ولا علي اخوتك
- ما انا عشان كده بقول لك تدخل النت ونوفر المصاريف دي كلها
خالد :
-ايوه بابا مصاريف الثانويه دلوقتي غليت اوي
سعاد :
- ما توافق بقي يا كمال وخلص ، واهو هيفيد اكثر ما يسلى
نظر لهم بضيق وهي يفكر و قال :
-طب خلاص سيبني افكر
- انت لسه هتفكر يا حاج وافق طبعا
***

في المدرسه الثانويه للبنات ،
غاده باعجاب :
- يا بنت الايه و ابوكي وافق
سميره بثقه :
- طبعا وافق ، ما انا قلت لاخواتي ودخلت الموضوع في دمغهم و فضلت ازن لحد ما اقتنعوا، وفضلوا هم كمان يزنوا علي بابا لحد ما اقتنع

غاده بتسأل : طب ما رحتيش لمامتك ليه من الأول كانت ممكن حاولت معا
نفخت بضيق و تقول بيأس :
- ماما لو كنت قولتلها كانت هترفض طبعا ، ومخها يروح لبعيد أني عايزه اعمل بيه حاجه غلط ، لكن انا رحت من ناحية اخواتي هتوافق
حدقت بها بعد فهم :
- ايه ده اشمعنا يعني
سميره :
- اهي كده ما اعرفش بقى المهم سيبك من الموضوع ده

ثم قالت بحماس:
- انا كنت عاوزاكي تعلميني على النت
غاده :
- بس كده ماشي ايه رايك نبدأ به فيسبوك
سميره بتردد :
- ماشي
***

دخلت من باب المنزل قائله :
- احم ازيك يا ماما هو
قاطعتها وهي تطلعت فيها بسخريه :
- ايوه يا اختي اشتغل خلاص ، ادخلي شوفي وبطلي وجع دماغ
صاحت بسعادة :
- بجد !!

( ما كنتش اعرف ان سعادتي دي بدايه الجحيم ليا )
***

قالت سميره وهي تتحدث عبر الهاتف بتوتر :
-الو يا غاده الحقيني أنا شكلي كده عملت مصيبه 
غاده بأستغراب :
- ليه في ايه ؟! اللي حصل ؟!
-عملت فيسبوك اللي انت قلت عليه وسميته باسم مش اسمي زي ما قلت لي ، بس لقيت شباب كثير دخلوا يكلموني ، اتصرف ازاي في الموضوع ده بابا أو ماما لو عرفوا هيطينو عشتي

أردف غاده من بين ضحكتها عليها من خوفها الساذج قائله :
- في ايه يا بنتي كل ده عشان حد دخل يكلمك ، سهل جدا ما ترديش هما لما ما يلاقوش رد هيبطلوا يبعتوا
قالت بتردد :
-متاكده

-يا ستي ايوه ، انتي بس عشان لسه جديده في الموضوع ، وبعدين ده العادي بتاعهم كبري دماغك ، المهم عجبك الفيسبوك
قالت بسعادة مثل الاطفال :
- قوي يا غاده ، ده طلع حاجه حلوه قوي
***

استمرت سميره هكذا لمده أشهر تذهب المدرسه في الصباح و تأتي من الخارج بعجله و تجلس علي الكمبيوتر والانترنت ، حيث أصبح مثل الإدمان بالنسبة لها حيث تعرفت عليها من الاصدقاء البنات ، و تحدثت معاهم في كل الاشياء و أصبحت تعرف اشياء لم تكن تعرف عنها شئ، كأنها في عالم آخر ، و لم تتوقف مراسله الشباب لها عبر الانترنت الفيسبوك لكن كانت تحاول بقدر الإمكان ان لا ترد عليهم
***

طرق كمال معلقه الطعام و قال بغيظ :
- هو ما محدش من عيالك ناوي ياكل معنا
ردت زوجته بعدم اكثر :
- كل واحد في اوضه قاعد علي الكمبيوتر
قال بعدم رضي :
- ما انا من ساعه ما جبت الزفت ده وعيالك ما بقتش اشوفهم
ابتسمت براحه :
- يا سيدي اهو يحلو عن دماغك ، حتي البيت بقى هادي

كمال بقلق :
- طب ابقي خالي بالك من بنتك و عينك عليها ،
في النهاية هي بنت ، لكن هما ولاد
تطلعت سعاد بحزم :
- وهي بنتك تقدر تعمل حاجه من ورانا ده انا كنت كسرت دماغها
- انا بنبهك وخلاص انا طول اليوم في الشغل انتي اللي قاعده معاهم يعني العيال مسؤوليتك انتي
***

دخلت والدتها الغرفه عليها ، و تضغط سميره علي زر الالغاء صفحه
-وبعدين يا بنت هتفضل على طول كده قاعده على الزفت ده
ردت بتوتر :
- وفيها ايه يعني يا ماما بذاكر
قالت بسخرية :
- بتذاكري عليا انا برضه
سميره :
- ما انا بذاكر شويه وبلعب شويه عليه ، هو يعني هيبقي طول اليوم مذاكرة وبس
سعاد بحده :
- ايوه يا اختي احنا دخلنا عشان مذاكره وبس اتلمي بدل ما اقول لابوك
نفخت بضيق :
-حاضر

بعد مرور شهر .

أنتهت سميره من دروسها سارت للخارج مع أصدقائها في طريقها للمنزل حتي وصلت ودخلت غرفتها ، و جلست علي الكمبيوتر كالعاده لتتحدث مع أصدقائها لكن قطعها صوت رساله و تطلعت علي الشاشة لمن يرسلها باستغراب و قالت بصدمه :
- يا نهار اسود ؟!

** ** **

يتبع.

مذكرات خائنة (كامله) لــ خديجه السيدNơi câu chuyện tồn tại. Hãy khám phá bây giờ