•الفصل الثالث•

326 38 206
                                    


إمرَأة شَديدة الحُسن بَالغه مِن الجَمال ما شَك بكونها شيطانًا، أقراص قُرمزية لامعه بعينيها وشَفتين كالتُوت معاك لبشرتها البَيضاء وكأنها لم تعش بالشَمس يومًا شاحبه ويبدوا عليها الوَهن للوهلة الأولى، الحرير الأسود المنسدل على ظهرها بكثافته الجذابة كان جمالها نادرًا خارج القارة الشيطانية وما يُذهل ان الطفل الذي جَذبه يبكي بحضنها!

مِن المُستحيل على هذا الطِفل ان يعُطي بركته لأحد، فهو مَلك الأرواح كبرياءه أعلى مما أن يُزاور نفرٌ من الشياطين!

فَالأرواح لَم تَكن ترى الشياطين سِوى عَابثين ومفسدين لا خَير لهم، الجِنس المكروه مِن الأجناس.

لِما مَن يكره الشياطين بشده وبِحقد الآن يَسكن حُضن تلك المرأة؟ وعلى وجه الخصوص انها ابنه ملكهم ؟!

تَتبع حركة يدها التي تُمسد على رأسه وعينيها تظهر الشفقة، لديها القدره على لمسه..

لمح الأضواء الباهته كغُبار الجنيات والذي يَدل عَلى الحُزن و الوداع، كاد الفضول يَقتله لمعرفه سبب حزنهم عليها! تحديدًا انها شيطان!

لَم تشأ قدميه الثبات عَلى الأرض وأتجه نحوهم بمهل مُرتبًا أفكاره الفوضوية، ناظرًا الى تلك المَليحة ذات الأجفن المُنسدله لتظهر طول رموشِها.

فلم تشعر به بسبب خطواته الرَزينه لولا انه دهس عشبًا بجوارها لتلقي نَظره عليه ولم تُظهر اي لمحه خَوف بعينيها رَغم تلوثه بالدماء أمامها.

سَيفه المتشبع بالدماء حتى تقطر مِنه فائضه، والجليد الساكن بعينيه لم يبتعد عن تلك الجواهر الحمراء " مَن تَكونين ؟"

" لا اعلم حقًا من أنا "

أعتقد انها تُمازحه رَغم نفاذ صَبره ولكنها تسخر؟ رفع السَيف نحو عُنقها لتراقبه بسُكون ولم تترك كلماتها للثواني الأولى قَبل ان تُردف" شِد على سَيفك وكُن نظيف المَذبح "

' أتمازحني؟!'

لَم ترى عينيه شَخصًا يُملي عليه هذا سِوى مَن حَمِلوا بداخلهم قُوةً وثباتًا لا يُضاهى، سِوى مَن يملكون القُوة ولكنهم يَرغبون بالموت ان يطَلبون هذا.

توهجت عينيه نَحو الطِفل الذي أهجش بالبكاء الشَديد و صَوته مسموع، حُضنه الشديد لها لا يَرغب بفقدانها، لم يفهم من هَذا سوى أنها كنزه الوحيده بَعد ان عاش كَروح وحيده.

هَذا المنظر جَلب له شعورًا غريبًا وطعمًا مريرًا بحلقه، ضاق صدره على ما يراه " حقًا..مَن أنتي؟"

سلام الشياطين || مُستمرةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن