إثنا عشرَ.

276 34 12
                                    




حلَّ الظلام الكاحل ...
الثانية عشر بعدَ مُنتصفِ الليل ...
قُرعت أجراس البرج العالي، أُسدلت الستائِر القاتمة، عمَّ الهدوء القاعة.
كلٌ أخذَ مكانهُ ...
وقفَ الخدم بشكلٍ مستقيم والرؤوسُ حانية ...
خفقان القلب يزيد، ونبض الشريانِ يتدفق ... حان وقتُ إراقةِ الدماء، فالكلُ جائع!
بدأت الثُريا بالإرتجاف مُصدرةً أصوات النحيبِ البالي ... والأرض تهتزُ من تلّقائها وكأنها تُرحب بالمقام العالي!

إثنا عشر ثوباً يتراقصُ في المكان ورؤوس اصحابِها التي أُعدمت مُعلقة على أحفافِ الجُدران، ناظِرة لأناقة الألوان.

دخلَ القزم يحمل الشمع الاسود ليُنيرَ طريق الأقدام... بدأت اللوحات تقطرُ دموع الوجوه العابِسة، مُرغمةً على النظر والسمع دونَ الكلام!

أعلمُ رائحة من هذه ... فهاهو وسيمي يدخل وهو يسوقُ عنقَ إحدى الفاتنات ليبدأ بها وليمتهُ الأولى وينشر السعادةَ في الأجواء..
بدأت الصرخات تعلو والطالبين للرحمة بالموت السريع لا يتوقفوا.

حلّقت في الهواء مُسرعةً وحلّقت غرباني معي، تبعثر الريش الاسود والغبارَ معها.

لألمِس وجههُ وأضع قبلتي على يديه ليُكافئني بشبحِ ابتسامته، وقبل وصولي بثانية أوقفتني السلاسل الطويلة المُقيدة لكاحلي، والأفاعي استدارت حول عُنقي تنتظر الأشارة فقط.

صرختُ بصوتي العالي ... أشعرُ بالعطش!
قطرات دماءٍ بسيطة تفي بالغرض، 

نظرَ لإحدى الأفاعي السامة!    فوقفت الغربان في المقدمة وطار الخفاش يصدر اصواتَ بداية المعركة!
تحركت التماثيل والأنيابُ برزت!
طاقةُ شرٍ هائلة أنتابتني وعطشي تضاعف، وشحوبي زاد!

ماكانَ منهُ إلا أن نطقَ بفحيحة البارد..." إهدأي فلم يحن الوقتُ بعد"

جسدي ارتخى وأقدامي لامست الأرض والكلُ عادَ إلى موضعهِ، والسلاسِلُ ألتفت حول الأقواس المهترئة.
لأعودَ لهدوئي وأستمتع بمشاهدة القلوب التي تؤكل في أجمل وليمةٍ خُضعت.

....................................

Poker girl♠️♦️Where stories live. Discover now