بارت : 385
'
-
'
تجمّعت الدموع بمحاجرها بخفيف وعدل جلسته وهو يحاول يبيّن لها كل شيء لكنه سكت بخيبة أمل كبيرة من إستوعب حجم الحكي يلي بيقوله ، وش بيحكي لها عنّه ووش بينتهي عنده ولاقى نفسه يقول جملة وحدة فقط : خايف عليك من سيء أطباعي ..
هزت راسها بالنفي وكأنها بهاللحظة حتى هي عجزت عن الكلام وأخذت نفس بخفيف وهي ترفع أكتافها : وإذا قلت إني حتى سيء أطبـاعك أحبه ، تصدقّني ؟
ناظرها لثواني ورفعت أكتافها بعدم معرفة وهي تحس الدموع تحترق بمحاجرها وما قدرت تكمّل كلمة وحدة من تزاحمت كل مشاعرها بداخلها وهمست : ماودي أحس بهالغـربة كلها ، تحـرقني
عضّ شفايفه غصب عنه وإحتقنت كل ملامحه بالأحمر من حسّ إنها جدياً تبكي ، بدون مقدمات بكت ولهالسبب شد بحضنه لها وهو يحس روحه تحترق لأنها تبكي بهالشكل وهو السبب بهالبكي ، مسحت دموعها بهدوء وهي تحس كل رغبتها بالحكي إنقطعت ، ما عاد ودها بشيء لأنها جالسة تشوفه وتحس فيه كيف يحترق لجل يشرح لها لكنه بنفس اللحظة ما يقدر ولا تعوّد ..
سندت نفسها بكل هدوئها على صدره وهي تتأمل البحر يلي قدامهم ، ورجعت دموعها تنزل من جديد من حست فيه يقبّل راسها من الخلف ..
أخذ نفس وهو يحسّها لامست قلبه من أقصاه لأدناه لأنها جلست بهالطريقة عنده ، كيف إنها سكتت وجلست تتأمل البحـر حتى لو هالشيء ماهو من عاداتها .. لمح أول شعاع الفجـر بالسماء ، وأخذ نفس بهدوء : ودك الحقيقة خايف من أطباعي ، خايف من الغربة يلي يشوفها الكل حولي وأنا عجزت أشوفها ، خايف تكون واضحة هالقد عليّ وإنتِ شايفتها لكن أنا ما بعد إستوعبتها ، ولا بعد عرفتها وتأذيك ..
لفت أنظارها له بهدوء وهي تناظر عيونه بخفوت : ما تأذيني ..
هز راسه بإيه وتنهد بهدوء : ما أقدر ، بس غيري يقـدر
هزت راسها بالنفي ولازالت تناظر عيونه وعرفت قصده بـ"غيري يقـدر " ويلي يقصد فيه مهـا وكلامها المستمر عن أطباعـه وإكتفت بإنها ترفع نفسها بهدوء وقريب من شفايـفه : ما تقـدر ..
ضـاع منطقـه غصب عنه من قبّـلته برفق كان أشدّ عليه بالشعـور من كل شيء ، كان يحاول لجل يفهّمها كل شيء بهالليلة لكنها ضربت كل أوتاره بكل حركة سوّتها ، ضيّع كلامه يلي ما بعد حكـاه وضيّع المنطق بأكمله من حركتها يلي بيّنت كل حبها له وكيف إنها صار ما ودها بالحكي لأنه يهلكه ، وما تحب شيء يهلـكه حتى لو كان يعرّفها عليه ..
_
« بيــت هـداج ، العشـاء »
فـتحت عيونها بخفوت وهي تحس فيه بجنبها ولفت أنظارها له بهدوء وهي تتأمل ظهره ، غمضت عيونها بخفيف لأنه ....
_ بارت :386
'
-
'

غمضت عيونها بخفيف لأنه حاكاها عن كل شيء ، كل يلي صار بالمـزرعة بينه وبين فراس وإنه ما يلوم خوف أبوه ولا خوف أمه لأنهم يظنـون إنه بيشـابه جلوي حتى بالغضب ، حاكاها عن عمامه بالأمس وكلامهم وبيّن لها إنه من شدة حرصهم عليه فقط ، حاكاها عن الشـركة وسالفة المهنـدس والبنت يلي ربـطوه فيها وكيف إنه ترك الشركة كلها بعدها ، حاكاها عن جلـوي يلي لازالت وهج مبهورة منه لحد هاللحظة كيف هو كان يبيّن لهداج إنه يكرهه ، كيف كان مايحبّـه لدرجة رمى إسمه على خيله وتركه بهاللقب " هدّاج " وبعد وفـاته إكتشف هداج العكس تماماً ولازال مصدوم من هالشيء ، مصدوم من حب جلـوي له يلي جالس يتمثّل لحد هاليوم وكل شخص يعرف جـلوي قبل جالس يثبت لهداج حُب جلوي له وكأنه بيّن لكل الناس إنه هداج عزيز عنده ، لكن عند هداج نفسه ما وضّح ..
كل المواضيع يلي قالها كانت بكفـة ، ووقت عرف إنها عرفـت إسـمه كان موضوع لحـاله بكفـة ..
'
" قبـل ساعات من هالوقت "
كـان متمدد بجنبها بعد ما أهلك نفسه وأهلكها من كل الإعترافات وكل نوبة جنـون جات ببـاله ، ما قدر يمسك نفسه ما يقـول لها عن آخر شيء صاب نص قلبه ورجع يرفع نفسه بهدوء يقـابل وجهها :  ما كان حكيك أول عبث ، يوم قلتي إنه اشـابه البحـر والخـيل ، مرة هادي ..
هزت راسها بإيه وهي ترفع إيدها لوجهه وإبتسمت بخفوت : ومـرة جامح ، إسمك وتمثّـله أكثر من كل شيء
إبتسم غصب عنه من ميّلت شفايفها بخفيف ورجعت تنطق إسمه مّرات كثيرة كإنها تختار النبـرة المناسبة للنطق ، وناظرت عيـونه بخفوت : بالحـالتين بتقول سميّ صح ؟
إبتسم غصب عنه وهو يهز راسـه بـإيه : لي قـلب ما يقول ؟ '
رجعت لوقتـها الحاضر وإبتسمت بخفوت وهي تناظـره كيف هو إنسـان عجيب لهالقد ، كيف هو غـريب لكنها تحبّ غربـته ، كيف إنها ما تأثرّت بأحـد قد تأثرّها فيه ، وكيف إنها ما قد جربت شعور تفضل أحد على نفسها ورغباتها هالكثر إلا معـاه ، كيف إنه يعجبها بكل شيء حلو وسيء ، وكيف إنها إستوعبت وتركته يستوعب إنها تفهمه أكثر من نفسه وبهالإستيعاب خففت عليه كثير من الشعور يلي يحسّه وإنه يخاف عليها من أطبـاعه ، وخففت على نفسها من إنها تحس بالضيـاع وما تعرفه ..
قامت بخفوت وهي تلف الروب على جسدها وتتـوجه للحمـام - الله يكرمكم - لكنها هالمرة تحسّ بإحساس غير ، من كل النـواحي غير وكأن كل شيء كان معقد ، وصعب بنظـرها صار شيء جميـل بعد وضوحه ، شيء يقّربها منه أكثر ، ويقـربه منها أكثر ..
أخذت ملابسها بخفوت وهي تخرج من الغرفة وتسكر الباب خلفها لأنه باقي نايم ، وإبتسمت وهي تميّل شفايفها بخفيف لأنها أول مرة تصحى قبله : ...
_

على محيط خصرها تلتف المجراتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن