(4) أنت أفكارك

ابدأ من البداية
                                    

هذه الصورة لا تعكس جوهر الصلاة الحقيقي وكلما ذكرت نفسك بالله عزوجل وزاد علمك به سبحانه -كما ورد في الفصل السابق- تغيرت هذه الصورة تدريجيا.

▪الألم والسعادة:

يخبرنا علماء النفس بأن كل ما نفعله من نشاطات في حياتنا اليومية انما نفعله بدافع أن نتجنب الألم الناتج عن عدم فعله أو لجلب السعادة الناتجة عن فعله، فالألم والسعادة هما اللذان يسيطران على دوافع بني البشر.

فمثلا بعض الأشخاص يحملون أنفسهم على الذهاب إلى أعمالهم كل صباح رغم عدم حبهم لها لتجنب شعور الألم الناتج عن عدم الذهاب إلى العمل، وهو الفصل وعدم القدرة على دفع الفواتير وما يترتب عليه.

بينما نجد اشخاصا آخرين يحافظون على الإستيقاظ مبكرا بإنتظام حتى في ايام العطلات _وهو الأمر الذي لا يحبه الكثير_ لأنهم وجدو الإستيقاظ يجلب لهم شعور السعادة.

والعجيب أن ما يكوّن قناعتنا حول ما يسبب لنا الألم أو ما يجلب لنا السعادة هي افكارنا فقط؛ ربما تتذكر إحدى المرات التي كان يتوجب عليك أن تقوم بأمر معين لا تحبه وكيف أن افكارك صورت لك صعوبة هذا الأمر وثقله عليك؛ لكن بجرد أن تبدأ في هذا الأمر وتستغرق فيه تنسى أصلا ما كنت تشعر به من قبل، وتجد أن الأمر لم يكن بالصعوبة التي تصورتها.

بالطبع تأتي هنا أداة الشيطان الأساسية وهي الوسوسة فيصور لك الصلاة على أنها عمل ثقيل مؤلم مرارا وتكرارا حتى تترسخ هذه الصورة في ذهنك.

▪ميل الأربع دقائق:

ربما تعد قصة ميل الأربع دقائق من أهم القصص التي توضح كيف أن تغيير القناعات يمكن أن يحقق ما يظنه الناس مستحيلا، فلآلاف السنين كان الناس يتمسكون بالأعتقاد بأن من المستحيل على الإنسان أن يقطع مسافة الميل في أقل من أربع دقائق
غير أن روجر بانيستر Roger Bannister حطم هذه القناعة فى عام 1954 بعد أن نجح فى قطع مسافة الميل فى أقل من أربع دقائق!!

ويحكي روجر بأن السبب فى ذلك لم يكن فقط التدريب الشاق بل إنه كان دائماً يتصور نفسه وهو يحطم الرقم، ويُحدث نفسه بأنه يمكنه تحقيق ذلك حتى أصبح الأمر من قناعاته الشخصية التى لا تقبل النقاش.

علاوة على ذلك، ففي غضون عام واحد مما حققه روجر كان 37 آخرون من ممارسي رياضة الجري قد حطموا هذا الرقم أيضاً، فتجربته شكلت بالنسبة لهم نقطة مرجعية قوية Reference Point غيرت قناعتهم حول ما يمكن تحقيقه.

لم يكن هؤلاء الذين حققوا أرقاما قياسية يمتلكون قدرات بيولوجية خارقة، هم فقط غيروا أفكارهم وقناعتهم.

▪صورة الصلاة:

غير أفكارك تجاه الصلاة ، اغتنم أيا من ذكرياتك الجميلة مع الصلاة واجعلها تعكس صورة الصلاة في ذهنك، تذكر يوماً صليت فيه صلاة خاشعة مطمئنة كان فيها المسجد هادئاً صافيا،ً تذكر تلك المشاعر التي ملئت قلبك وانت تصلي التروايح في رمضان أو تذكر صلاة أحد المصلين التي أحببتها وتمنيت أن تصلي مثلها.

فاتتني صلاة !! لـ ( إسلام جمال )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن