(4) أنت أفكارك

10.3K 583 32
                                    


شئت أم أبيت، فإن الحوار الذي يدور داخل عقلك هو
من يسير حياتك، فما انت إلا مجموعة من الأفكار، وما تفعله في حياتك كل يوم ماهو إلا تنفيذ للأفكار التي تسيطر على عقلك، وإذا أردت أن تحسن أي جانب من جوانب حياتك فلا بد أن تحسن أفكارك تجاه هذا الجانب، وهناك مبدأ نفسي يقول:

" ايا كان اعتقادك بأنك سوف تنجح في أمر ما،
أو لن تنجح فيه، فأنت على صواب في الحالتين "

فأنت لا تستطيع أن تنجح في أمر إلا إذا اعتقدت أولا إنك تستطيع أن تنجح فيه.

عندما سئل الملاكم الشهير "محمد علي كلاي" عن سر نجاحه، قال إنه كان دائما يردد عبارة "أنا الأعظم" _ والتي غيرها بعد أن أعلن إسلامه إلى "الله الأعظم" _ حتى أصبح بالفعل أعظم ملاكم عرفه التاريخ، وهذه العبارة كانت تساعده على الإلتزام بأداء التدريب اليومي، وكان يستخدمها في اللحظات الصعبة في كل مباراة، ولو لم تكن هذه الفكرة تسيطر على عقل "كلاي" لما إستطاع أن يحقق هذا النجاح.

لا تستهن بالأفكار المختزنة داخل رأسك، فكل الأعمال النبيلة كانت نتيجة أفكار، كذلك كل الجرائم والحروب كانت بدايتها أفكار، يكفيك أن تعلم أن سلاح إبليس الوحيد هو الوسوسة، وما الوسوسة إلا التأثير السلبي على الأفكار لذلك عليك أن تحمي عقلك من الأفكار السلبية والهدامة وأن تستبدلها دائما بأفكار إيجابية بناءة.

عقلك مثل التربة التي تقبل زراعة أي نوع من النباتات، أي شيء تبذره فيها ستحصده، فهو يقبل أي أفكار تزرعها فيه دون أن يجادلك أو يسألك ما إن كانت هذه الأفكار صحيحة أم خاطئة، بنائة أم هدامة، مع مرور الوقت تصبح هذه الأفكار هي من تشكل عاداتك وسلوكك.

تذكر مرة شعرت فيها بالإحباط أو الضيق أو الحزن بسبب كلام سمعته من شخص ما، وتذكر أيضا مرة شعرت فيها بالإمتنان أو السعادة بسبب كلمة قالها لك شخص ما سواء كان هذا الشخص صديقك أو أحد أفراد عائلتك أو حتى لا تعرفه.

يمكن لكلمة يقولها لك أي إنسان أن تؤثر على شعورك بدرجة كبيرة لذلك قال سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام "الكلمة الطيبة صدقة" لأن الكلمة الطيبة لها أثر بالغ على من يستقبلها.

كذلك الكلام الذي تُحدث به نفسك في صورة أفكار يؤثر عليك بنفس الدرجة حتى وإن كان صامتا ظاهريا، فيمكن لحديث النفس أن يجعلك تشعر بالسعادة أو الحزن، بالأمل أو الإحباط، بالإمتنان أو التذمر، فالأولى أن تتصدق على نفسك وتُحدثها بالكلام الطيب.

ما تحدثك به نفسك عن الصلاة، وصورتك الذهنية عنها يسهمان بقدر كبير في حفاظك على الصلاة أو تركها.

ربما يكون لديك بعض الذكريات السيئة مع الصلاة التي رسمت صورتها في ذهنك على أنها عمل ثقيل أو عبء عليك الإنتهاء منه أو تركه وجعلك تحدث نفسك بأنك لا تستطيع أن تحافظ على الصلاة أو أنك لم تتعود عليها ولن تخشع فيها أو أن المصلين لديهم قدرات وظروف خاصة ليست عندك.

فاتتني صلاة !! لـ ( إسلام جمال )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن