الفصل الثاني

37 4 16
                                    


خَطَّ القَدَرُ كَلِمَتَهُ

مالت الشمس للغروب أثناء صعود السيارة لمنحدر جبلي، السماء اكتست باللون الأحمر وهي تراقب الشمس التي أخذت أشعتها الذهبية تختفي رويدا بين الجبلين الضخمين، حتى استحال احمرارها سوادًا حالكًا، ومع التفاف الطريق حول الجبل، بدأت تظهر من بعيد أضواء المدينة الجميلة
ألصقت خديها بزجاج السيارة بينما أضواء المدينة تلمع في عينيها «أهذه هي يا أمي؟»

التفتت برأسها لها «نعم هي يا صغيرتي، هل أعجبتكِ؟»

صرخت بحماس «سألعب فيها كثيرا»

مدت آخر كلمة بنبرة عالية، مما دفع بأخويها ليغطيا أذنيهما بينما يقول الأكبر «ألا تعلم وزارة السكان بوجود صخب هنا أعلى من صخب الأفراح ومكبرات الصوت التي تطوف الشوارع؟»

رد عليه شقيقه بهمس «أظن عامين في السجن سيجعل الأمر كفيلا لها لكي تعيد حساباتها معنا»

تمتم الأكبر «أتظن ذلك سيردعها؟ إنها جبروت يا أخي»

ختم آخر كلماته بتذمر طفولي، ليوافقه الأصغر بإيماءة من رأسه، أظلم وجهها وهي تنقل بصرها بينهما «ماذا تقصدان؟ أتريدان إلقائي بالسجن؟ حسنا إذن، إلياس أولا»

لم تكمل عبارتها وأصابع يديها تلتف حول عنق إلياس  الذي رفع يديه ليبعد أصابعها «لا انتظري! مازلت صغيرا على الموت بهذا الشكل البشع»

«شرف لك أن تموت على يدي»

نظر لشقيقه الذي تعالت ضحكاته «تعال وساعد أخاك بدلا من....»
انقطعت الكلمات واختنق صوته نتيجة ضغطها عنقه بقوة، و...

«كفى يا روان»

أمر والدتها كان كفيلا لكي تبعد يديها عن عنقه «أنقذتك أمي تلك المرة »

«لديكِ مستقبل إجرامي مشرق»

عقدت حاجبيها وهي تنظر للخلف بغضب «يبدو أنك ستكون التالي»

أرادت رفع يديها لكنها شعرت بشيء يلتف حول خصرها ويقيد حركتها «لا أسمح لكِ بلمس صغيري»

«إذن أنت من ستموت بدلا من صغيرك»

حاولت تخليص نفسها من قبضتيه، لكنه كان أكبر وأقوى منها، ولم يخطر بباله أن قبضتيه قد آلمتها، فاستسلمت بعد دقائق ليتركها ويعود للنظر من نافذة السيارة، ثوان ونظر لها بطرف عينه ليجدها تحدجه بنظرات ساخطة وقد لمعت عيناها ببعض الدموع...

ابتسم بتوتر وهو يضع يده على شعرها مبعثرًا له «أنا آسف، لم أقصد إيلامكِ أبدا»

عبست ملامحها وهي تبعد يده بغيظ، فقد أفسد مظهر شعرها المرتب، نسيت سبب غضبها منه وهي تعيد ترتيب تلك الخصلات التي تمردت بفعل يده «سأقتلك إن فعلتها مجددا»

نحو الله نمضيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن