الفصل الخامس عشر
الجزء الأول
ألقت بجسدها علي الفراش بنفس الطريقة التي ألقت بها حقيبتها الصغيرة علي الكرسي، بإهمال وقسوة، كان جسدها كله يؤلمها بشدة، وقد إحتاحت لكامل قوتها حتي تتماسك أمام والديها اللذان ظلا مستيقظين بإنتظارهما ، ولم يتركاها إلا بعد أن وعدتهما أنها سوف تتجنب تماما هذا النوع الليلي من العمل.
لم تدرك كم من الوقت مر عليها وهي مستلقية علي فراشها بكامل ملابسها، مغمضة العينين، عقلها يعمل بكامل طاقته في إستعادة ما حدث لها مع رياض، حاولت تحليل كل الأحداث، حاولت إيجاد أسباب ، مبررات، أي شئ يجعل ما يحدث لها معه طبيعيا ، لكن كل محاولاتها ذهبت هبائاً ولم تصل لأي نتيجة، وبالطبع إنتهت بتأنيب نفسها علي بعض التصرفات التي وصلت بشاهر لتخمين بعض ما يحدث هناك ، وأولهم الجرح الذي كذبت عليه بشأنه يوم أمس، مصاحبة شاهر كان خطأً كبيرا منها.
عادت من رحلة عقلها وفتحت عينيها بضعف شديد حينما سمعت طرقات منخفضة الصوت على باب الغرفة، كأن الطارق لا يريد أن يسمع أحد طرقاته، وكان بالفعل هكذا، حين وقفت تفتح الباب لتجده شاهر والذي إندهش لأنها مازالت كما هي ، دخل الغرفة وبدأ بإخراج بعد الأشياء من جيب بيجامة نومه ويضعها علي الكومود الخشبي بجانب الفراش وهو يقول
" وريني الجرح "
تيبست مكانها وهي تهمس بتساؤل " الجرح؟
فقال" آه، الجرح ياشيماء، مش جرح برده، ومن حادثة رياض صبري إللي قلتي متعرفيش عنها حاجة؟
إقتربت منه خطوة وهي تهمس قائلة
"هششششش، وطي صوتك والنبي لحد يسمعك"
جلس علي حافة الفراش وهو يقول
" متخفيش، إتأكدت إنهم ناموا الأول، ما أنا مش هجازف إنهم يعرفوا حاجة زي كدة ، إنك خبيني وكدبتي ياشيماء"
كان كلامه ممتلئ بالعتاب المخفي والذي آلمها أكثر من حتي إدراكها الشخصي لهذا.
أشار للمكان بجانبه علي الفراش وهو يقول
" إكشفي جرحك وتعالي هنا"
وفعلت، خلعت سترة البدلة لتكشف بها عن قميص بدون أكمام كشف ضمادة بيضاء ملتفة علي أعلي زراعها، وإقتربت منه وجلست بجانبه.
بدأ شاهر بفك الضمادة فيما كانت هي تحاول كتم صوتها الذي يعبر عن ألمها الذي تتحمله بصعوبة حتي وصل للجرح نفسه والذي كان قد بدأ بالإحمرار قليلا وبدأ يتحسس سطح الجرح بأطراف أصابعه وهو يقول
" الجرح ده ملتهب أوي ياشيماء، إنتي مبتخديش مضاد حيوي ولا إيه؟
فعلا، لم تتذكر الأقراص إلا عندما ذكرها الآن، لقد فوتت جرعتين متتاليتين الآن ومن قبلهما لم تكن تتناولهم إلا عندما تتذكر أقراص المسكن إذا آلمها الجرح.
قال وهو يضع ضمادة جديدة بعد أن طهر سطح الجرح " لازم حقن مضاد حيوي لمدة ٣ أيام علي الأقل ، مينفعش أقراص "
YOU ARE READING
انا وهى والمخادعة ،، هناء النمر
Romanceالمقدمة شيماء بطبعها انسانة منظمة وذات شخصية تخطيطية هادفة ، تحدد الهدف ، وترسم له خطة طويلة او قصيرة الامد وتلتزم به بصبر وتفان حتى تصل لهدفها ، ومن آن لأخر تقيم ما وصلت اليه وتغير فى طرقها ان احتاجت ، لهذا لم تكن فكرة العمل الجديد نفسها او حتى...
