الفصل الخامس عشر

Start from the beginning
                                    

إلتفتت له وقالت بشئ من الخوف
" حقن لأ"

رفض رفضها بقوله
" مش بمزاجك، جرحك ملتهب أوي، هتقلب بعدوي، وهتدخلي نفسك في موال طويل، ووقتها بابا وماما هيعرفوا غصب عنك، أحسنلك توافقي علي الحقن"

بدأ في جمع ما جاء به وهو يقول
" أنا عندي فيال من العينات المجانية، هروج أجيبه وأديهولك دلوقتي، وبكرة هشتري الباقي من الصيدلية وهخليهم عندي في الأوضة، لو ماما شافتهم عندي مش هتشك في حاجة "

وتركها وخرج وهو يقول
" غيري هدومك  "

كان غضبه منها ومن فعلتها واضحا، لكن دائما ما كانت هذه هي طريقة شاهر في غضبه وضيقه ، يبقي صامتا ومحايدا حتي يتغلب عليه أو ينتهي سببه، وهي الآن لم تكن قادرة علي إرضائه، فلم تكتشف حتي الآن ما وصل إليه عقله من إفتراضات ، ولن تفعل إلا بعدما تتحدث معه، ولم تكن قادرة أو مستعدة الآن.

عاد بعد عشر دقائق فوجدها قد بدلت ملابسها بأخري للنوم، بدأ في تحضير حقنتها وهو يقول في نفس الوقت
" كان عندنا دكتور في تانية، إسمه عبدالهادي، كان دكتور باطنة، وفي يوم كان عندنا محاضرة عن أضرار التدخين 🚭، وطول ماهو كان ببشرح، كان يقطع المحاضرة كل عشر دقايق عشان ويركن عند الشباك عشان يدخن سيجارة، واحد فينا إتجرأ آخر المحاضرة وسأله عن التعارض ده، بين إللي بيعمله وإللي بيشرحه "

أنهى تجهيز الحقنة وحقنها إياها مراعيا إختيار وريد مختفي تحت ملابسها حتي لا يلاحظ أحد مكان الحقن،  ثم بدأ في جمع مخلفات التجهيز وهو يتابع
" عارفة رد قال إيه؟  قال إن كدة كدة معروف إن الدكتور هو أكتر واحد بيعمل كل حاجة خطر علي صحته، من باب الممنوع مرغوب، غير إن الدكتور يقدر يعالج أي حد، إلا نفسه، بيجي عند وجعه وألمه هو وبيقف عاجز، مبيعرفش يعمل حاجة"

إستمعت له دون أن تفهم هدفه من قصته هذه، لكنها إستمعت بتركيز، وفي النهاية سألته

"  ليه الحوار إللي بتحكيه ده ، إيه لازمته "

إبتسم وهو يقف ويستعد للخروج وقال
" إيه ياشيما، رياض صبري أثر علي ذكائك ولا إيه؟

ضيقت عينيها ونهرته محزرة " شاهر"

لم يهتم بالتحزير وتابع سخريته المستترة
" الحوار ده يشبهك ياشيماء، إفتكرته لما شفت حالك إنهارضة "

سألت مستفسرة بتعجب  " أنا؟!

أجاب" آه، إنتي، فضلتي تنصحي وتضغطي علي قد ما تقدري، مش ناسنا ياشاهر، هبة دي مش بتاعتنا، ياشاهر، مش بيئتنا ولا مجتمعنا ولا عمرها هتكون ياشاهر ، خد بالك ياشاهر، هتتوجع ياشاهر ،  فضلتي تنصحي وتنبهي وتلفي ورايا وتلحقيني، لكن وقت الجد، وقت ما وقعتني إنتي، مقدرتيش تلحقي ولا تمنعي نفسك، ونصايحك ليا منفعتش معاكي "

إستمرت تستمع له وقد أدركت أن شاهر قد خمن كل شئ، لكن بطريقته هو، أو بمعني أصح بطريقة أي شخص سيكون مكانه ويري ما رآه الليلة، فقد كان مقتنعاً الآن أن هناك علاقة حب بينها وبين من لم يكن من المفترض أن يكون، كحال هبة، ليس من مجتمعنا أو بيئتنا أو يتخلق بأخلاقنا.

انا وهى والمخادعة  ،،   هناء النمر Where stories live. Discover now