حكايات شعبه-2

Start from the beginning
                                    

<P dir=rtl>وذات يوم، بينما كان في الصيد، إذ بعد عن الخدم والأصحاب، فضلّ وتاه، وأخذ يبحث عن طريق العودة، وبينما هو كذلك، رأى خيمة بعيدة، قصدها، فخرجت إليه صبية حسناء، رحبت به، وأضافته، وقدمت له اللبن والتمر، فوجد فيها الذكاء والجمال، وحسن الخلق وحسن التدبير، فلما سألها عن أبويها، أخبرته أن أمها ماتت منذ زمن، وأن أباها خرج ليرعى الغنم، فشكر لها حسن ضيافتها، وطلب منها أن تدله على الطريق، ثم ودعها ومضى في سبيله، ولم تسأله من هو ومن يكون تقديراً منها لحق الضيف. </P>

<P dir=rtl> </P>

<P dir=rtl>وأسرع إلى أبيه الملك يخبره عن الفتاة، ورغبته في الزواج منها، ثم دل الجند على موضع الخيمة، فجاؤوا بوالد الفتاة، وأخبره الملك برغبة ابنه في الزواج من ابنته، فأجاب والد الفتاة أن عليه أن يسألها رأيها قبل أن ينطق بشيء. </P>

<P dir=rtl>ورجع الراعي إلى ابنته، وحدثها عن رغبة ابن الملك في الزواج منها، وأخبرها أنه هو نفسه الفتى الذي كانت قد أضافته في الخيمة، فطلبت من والدها أن يرجع إلى الملك ليسأله عن عمل ابنه، ولما رجع الراعي إلى الملك وسأله، دهش الملك، وقال له: "ابن الملك لا يعمل شيئاً، هو ابن الملك، وسيرث من بعده العرش". </P>

<P dir=rtl>ورجع الراعي إلى ابنته ليخبرها بجواب الملك، فطلبت من أبيها أن يرجع إلى الملك ليخبره أنه لا مانع لديها من الزواج من ابن الملك، ولكن على شرط أن يكون له عمل، وإذا كان جاداً حقاً في رغبته في الزواج منها، فليتقن مهنة ما، وليعد بعد ذلك إلى خطبتها. </P>

<P dir=rtl>ورجع الراعي إلى الملك، وأخبره بالجواب، فدهش الملك، ولكن الابن طلب من الراعي أن يخبر ابنته أنه يعدها بأن يتعلم مهنة لأجلها. </P>

<P dir=rtl> </P>

<P dir=rtl>ونزل ابن الملك إلى الأسواق، وأخذ يتأمل المحلات والمتاجر والبضائع والحاجات، فأعجبه السجّاد فعزم على تعلم صناعته، وهكذا أحضر إلى القصر نولاً وأصوافاً ونساجين، وأخذ يتعلم تلك المهنة. </P>

<P dir=rtl>ولما أتقنها أرسل الجند إلى الراعي ليخبروه بذلك، وعندئذ وافقت ابنته، وتمت الخطبة، ثم أقيمت الأفراح، وتمّ زفاف ابنة الراعي إلى ابن الملك. </P>

<P dir=rtl>ومرت الأيام وهما يعيشان في هناءة وسرور، ولا يكدّر صفو عيشهما شيء، ولكن ذات يوم أغار ملك مجاور على المملكة، فهزم الجند، واستولى على العرش، وهرب الملك مع ابنه وزوجته، ولجؤوا إلى بلاد أخرى، وقد تنكروا، حتى لا يعرف أمرهم أحد، وكانوا قد غادروا البلاد على عجل، من غير أن يحملوا شيئاً من الذهب أو الجواهر. </P>

<P dir=rtl>وهنا ظهرت قيمة المهنة التي كان ابن الملك قد أتقنها، إذ سرعان ما عمل في صناعة النسيج، وأخذ يكسب الرزق له ولزوجته ولأبيه، وعاشوا في أمان واطمئنان، فسبحان مغيّر الأحوال. </P>

You've reached the end of published parts.

⏰ Last updated: Jan 08, 2011 ⏰

Add this story to your Library to get notified about new parts!

حكايات شعبه-2Where stories live. Discover now