لا تبكي

3.9K 159 12
                                    

تقف امام خزانه الملابس حائره، اليوم هو ميعاد زيارتها لصهيب بالقصر كما اتفقت مع هارون، لا تعلم لما تريد ان تبدو جميله و راقيه امامه، لم يكن يشغلها سابقا كيف تبدو امام هارون و لكنها تغيرت، تعلم هذا، لقد تغير شيئا بينهما، تشعر أنها اصبحت اكثر فضولاً لحياته العمليه والاجتماعيه و...... العاطفيه
نعم، اصبحت تريد ان تعرف شكل زوجته السابقه و اذا كان يراها جميله مثلها ام لا ، ولا لوم عليها، فهارون معاملته و نظراته شجعتها علي أفكارها هذه،
تذكرت حين اتي لكوخها منذ اسبوع و كيف ودعها قبل ذهابه، لقد عانقها و هي بكل سهوله بادلته العناق، وكأنها كانت تنتظر ان يحتضنها و تشم رائحته و تشعر بذراعيه حولها ، كلما تذكرت كيف لفت ذراعيها حول عنقه وتركته يعبث بشعرها ينتابها الخجل ، ذهب بعدها دون ان يقول اي منهم شيئا للآخر ولكنها فقط.... سعيده الان وهذا يكفي.

................................................

نظرت للقصر من الخارج ، و القت نظره علي الحديقه الخارجيه، كم هي حديقه جميله لقد وقعت في حبها منذ اليوم الاول لها في القصر ،
طرقت البوابه الداخليه للقصر و فتحته آمال قائله

" سيدتي ، لقد اشتقت لكي"
احتضنتها سلسبيل ثم تركتها وقالت

" وانا ايضا آمال، كيف حالك و حال الصغير"

اخفضت آمال صوتها وقالت بهمس
" بالداخل ينتظرك منذ البارحه"

ضحكت سلسبيل و ادلفت للداخل ثم صعدت لغرفه الصبي، عند رؤيته لها انتفض من بين ألعابه و جري إليها ضاحكا و هو يهتف

" سلسبيل" .

...............................................

تعبت بحق ، صهيب لم يرحمها، لعب معها حتي خارت قواه و قواها و اطعمته ثم اخيرا ذهب للنوم
و حان وقت ذهابها و لكن قررت ان تصعد لغرفتها القديمه بجناح العاملون و تأخذ حماما سريعا حتي تشعر بالراحه علي الاقل ثم تذهب، في طريقها للغرفه قابلت آمال و طلبت منها ان تجلب لها بالفستان الذهبي الذي تركته في القصر حتي ترتديه، فعندما غادرت القصر أبت ان تأخذ الفستان لان هارون من اشتراه لها

قبل دخولها للغرفه تفاجأت بمن يلفها من كتفيها، رأت نفسها امام لارين ، تضع كالعاده مساحيق التجميل الكثيره و فستان ازرق يظهر منها اكثر مما يخفي

" اذن ايتها المربيه ، عدتي ثانيه، لقد كنت اتوقع ذلك"

كتمت سلسبيل غضبها وقالت " اهناك ما استطيع فعله لكي سيده لارين؟"

لوت لارين شفتيها و نظرت لطلاء اظافرها و ادعت التفكير ثم نظرت لها و ضيقت عيناها و اقتربت قائله بصوت مثل فحيح الافعي

" نعم ، اريدك ان تزيحي من رأسك كل افكارك اللعوبه حول هارون ، لا اعلم كيف ظننتي ان السلطان يمكنه ان ينظر لمن هو مثلك ، ولا اعلم الداعي من المسرحيه الكوميديه التي اديتيها في الاحتفال، و لكن كل ما اعلمه ان خادمه مثلك يجب ان تتذكر وضعها في قصر كهذا"

رفعت سلسبيل يدها ببطئ و ازاحت يد لارين التي كانت تضغظ بها علي كتفها ثم تنهدت وقالت

" اذن اضيفي شيئا آخر لمعلوماتك ايتها الجميله ، من هي امامك قضت نصف عمرها مع سلطانك يطعمها بيده و يفرش لها اسنانها يوميا "

قهقهت سلسبيل علي ملامح لارين المصدومه ثم اكملت
" و اضيفي ايضا، لست انا من لديها افكار لعوبه حول هارون بك و لكن دعيني اسألك سؤال سيده لارين "

ركزت لارين معها اكثر تنتظر سؤالها

فسألت سلسبيل " اذا كنتي تريدين السلطان لهذه الدرجه فما الذي تنتظرينه ، انتي هنا شبه يوميا واري ان هارون بك لا يكرهك ويرحب بك ، فلما لا يوجد ماهو جديد بينكما، ام انه يعتقدك بالفعل مجرد صديقه كما يقول؟ "

غضبت لارين من اخر كلمه قالتها سلسبيل ثم ارجعت شعرها للوراء و قالت بصوت مزعج

" تعلمين جيدا ايتها الصغيره انني لست مجرد صديقه لدي هارون، كل ما في الامر انني لا استغيث الرجال المتزوجون ، انتطر فقط طلاقه من زوجته ثم ستجديني في لمح البصر سيده هذا القصر ، و بالطبع اول مهامي ستكون طرد مربيه ابن زوجي العزيز"

لم تسمع سلسبيل اي مما قالته لارين بعد هذه الجمله
" الرجال المتزوجون " هارون مازال متزوجا؟
زوجته علي ذمته ، لم تنفصل او تمت كما اعتقدت؟.

......................................................
انتهت من اخذ حمامها ثم خرجت تلف جسدها بمنشفه متوسطه الطول و تركت شعرها يتساقط منه الماء
جلست امام المرآه تجفف شعرها بمنشفه اخري و هي سارحه
هارون رجل متزوج ، تشعر بالخنقه ، لا بل بشئ آخر، تشعر بالخداع ، لما لم يقول لها ، لم كان يقترب لهذا الحد منها و هو رجل مازالت علي ذمته إمرأه ، تريد البكاء الآن، و لكن في ذات الوقت حمدت ربها علي معرفتها قبل ان......
قبل ماذا؟ ، اللعنه ماذا بها ، فليتزوج او يطلق شيئ لا يخصها بالمره ، لا يوجد فارق ، هي بخير ، نعم فلا يوجد ما يضايق في موضوع كهذا اليس كذلك؟

لم تستطع ان تكتم شهقاتها اكثر من ذلك فاستسلمت للبكاء و شهقاتها تزيد ، رمت الفرشاه غاضبه و صرخت قائله

" آاه هارون، لما قبلتني و عانقتني و اقتربت مني ايها اللعين "

سمعت طرق علي الباب فأذنت لآمال بالدخول بعد ان مسحت دموعها ، فآمال تأخرت كثيرا عليها و بدأت تشعر بالبرد ، فُتح الباب و قامت هي من امام المرآه واعطت ظهرها لآمال تتأكد من ازاله اي آثار للبكاء قبل ان تراها

" اتركي الفستان ويمكنكي الذهاب آمال ، لا احتاج لشئ آخر سأرتديه واذهب"

سمعت سلسبيل صوته الرجولي الذي تعرفه جيدا يرد " و لما العجله؟ "

السلطان و هي Dove le storie prendono vita. Scoprilo ora