تكملة البارت الثالث

753 43 4
                                    

راشد: ايه افتحي الباب......
غضبت سلمـــى وفتحت الباب بإجفاء..... وطلت برأسها.....
سلمــــى: انت انجنيت؟؟؟ وش جايبك؟؟؟ وشلون تنادي باسمي؟؟؟
راشد: ما فيه أحد.....أبي أكلمك.....
سلمـــى: ضروري الحين!!!!
راشد: أيه ضروري..... ماني رايح لحد ما اكلمك......
سلمــــى: انت ناوي تفضحني!!!!
راشد: يا بنت الحلال ابيك بكلمتين بس.......
سلمـــى: طيب....طيب.... اسمع.... تعرف خيمة أبو مطلق؟؟؟
راشد: أيه.....شفته قبل كذا......
سلمــــى: خلاص قابلني هناك.... و تأكد إن ما حد يتبعك.......
راشد: طيب....بس لا تأخرين علي.....
سلمـــى: لا ما راح اتاخر.....يا الله روح قبل لا أحد يشوفك.....
ذهب راشد وأقفلت سلمـــى الباب.......كانت في موقف لا تحسد عليه ولكن يجب عليها أن تتصرف ......رأت التهور في راشد وتهوره هذا سيكلفها الكثير إن لم تجد طريقة للتحكم به.......هي فتاة ذكيه وحتى هذا اليوم تمكنت من خداع كل شخص تعاملت معه خلال الشهور الماضية ليس لسوء في نفسها ولكن مجرد طريقة تمكنها من العيش في هذه الظروف تماماً كما تغير الحرباء ألوانها لتتكيف مع محيطها و بالتالي تظلل المفترسين......فكرت بما يمكن أن تفعله فلم تجد أسلوباً غير المراوغة والمسايرة كسبيل لكسب راشد فالمجابهة والصدام سيدفع راشد بعيداً حيث لا يمكنها معرفه ما يدور في رأسه وبالتالي لن تستطيع التنبؤ بردة أفعاله......فهاهي الآن على خلاف شديد مع طلال وكسب عدو جديد لن يفيدها بشيء......
هرعت إلى دولاب الملابس كي تغير بيجامتها و ترتدي ملابسها الرجالية ولكنها غيرت رأيها......فلا يهم الآن ما ترتديه لأن راشد يعرف حقيقتها.....لذلك قررت سحبت الدرج السفلي وأخرجت منه بنطال جينز و قميص "تي شيرت" وردي اللون..... ارتدت ملابسها على عجالة وربطت شعرها كذيل حصان وأخرجت حذاء رياضي أبيض اللون كانت ترتديه أحياناً أثناء عملها في المزرعة..... نظرت إلى نفسها في المرآة وهي جاثيه على ركبتها تربط الحذاء.....وعادت بها الذكريات إلى أيام دراستها في الجامعة فقد جلست نفس الجلسة وهي تربط خيوط حذائها الرياضي و كانت ترتدي ملابسها بنفس الطريقة ال "Causal" وقالت في نفسها ما أشبه اليوم بالبارحة......ولكن أين اليوم وأين البارحة.......
أطفاءت الأنوار وفتحت النافذة...... طلت للتأكد أنه لا يوجد شخص بالجوار...... كان الظلام دامساً والنجوم ساطعة.....كان باب منزلها يطل على منزل أبو طلال لذلك لم ترد أن تخاطر بالخروج من الباب..... قفزت من النافذة وتسللت إلى خيمة أبو مطلق والتي تقع في طرف المزرعة الشرقي والذي تحده رمال الصحراء.......
كان ظهر الخيمة مواجه للمزرعة .... رأت سلمــــى ضوء النار وظل راشد على رواق الخيمة وعندما تأكدت انه لا يوجد شخص آخر في الجوار تقدمت إلى أمام الخيمة ورأت راشد جالساً قرب النار..... التفت إليها راشد......
راشد: سلمـــى....تأخرتي.... خفت انك ما راح تجين.....
سلمــــى: كان لازم أتاكد ان ما حد شافني وانا جايه......
تقدمت سلمـــى وجلست بجانب النار......
نظر إليها راشد فهذه هي المرة الأولى التي يراها فيها في كامل مظهرها كفتاة...... بدت وكأنها شخص آخر.....
تلعثم ولم يدر ماذا سيقول......
سلمـــى مستفسرة: قلت تبي تتكلم معي.....
راشد: ايه..... كنت أبي أكلمك على اللي حصل الليلة.....سلمـــى أنا ما قدرت أتحمل أشوفك كذا...... يعني مو قادر أستوعب كيف انك كنتي قاعدة بوسطنا تقهوين وطلال قاعد يهينك على الرايحه والجايه......سلمـــى كذا ما يصير....
شعرت سلمــــى بأن راشد رغم ذكائه إلا انه يدع للعاطفة المجال للتحكم في تصرفاته فوجهه كالكتاب المفتوح وأدنى ضغط من طلال سيجبره على البوح بسرها وردات فعل طلال غير محسوبة......كان عليها أن تتصرف وتجعل راشد يقف في صفها فهي الآن لا تعني له شيئاً كذلك سرها..... أما طلال فهو صديق عمره ومنذ رآه مع الفتاة ,والتي لا تعرف سلمـــى من تكون لطلال, وهو في حاله شك واضحة من عصبية مزاجه وتوتر أعصابه..... منذ ذلك اليوم وهو يحاول أن يستفزها بأي طريقة حتى تحدث مشكلة بينهم وتكون عذراً لتهجم جديد عليها من قبله......خافت أن يفشي راشد سرها لطلال كي يخفف من حده لموقف ويريح صديقه من الشك وستدفع الثمن لوحدها..... عليها كسب راشد بأي ثمن.....
سلمــــى: راشد أنا متحمله وراضيه..... أصلاً أحمد ربي أني لسى عايشة بعد اللي حصل...... أنت مو فاهم وش اللي مر علي..... أنا يا راشد شفت الموت بعيوني...... ومع ذلك هذي انا قدامك..... ولو أن ها اللي عايشتة مو عيشة.......لكن كله يهون ولا أرجع وأجيب لأهلي الفضيحة......يا راشد مرن أربع شهور يعني أمداهم نسوني.....خلاص ما أقدر أرجع......
تنهدت سلمـــى وأضافت: أنا مالي أحد بها الدنيا ألجأ له...... أبو مطلق اللي كنت عايشه عنده ومات......وين تبيني أروح؟؟؟
راشد: شوفي أقدر أكلم أبوي يقدر يساعدك.......
سلمــــى بحده: أرجوك..... ما ابي اسمع ها الكلام.....ولا تنسى وعدك لي ياراشد..... انت وعدتن ما تجيب سيرة لأحد.....
طأطأ راشد برأسه ومسح وجهه بيده في حيره.....
سلمـــى في محاولة للتخفيف على راشد: أنا عارفه ومقدره إهتمامك بموضوعي.....بس صدقني يا راشد ما بيدك شي تسوي.....
راشد: وشلون ما بيدي؟؟؟
سلمـــى: تبي تساعدني خل طلال يتركني بحالي......
راشد: أنا كلمته وحلفت أن ما بينك وبين البنت شي......هو طبعاً ما يدري أنك بنت..... على العموم بدا يصدقني لكن صديقي وأنا أعرفه شكاك.....لكن أوعدك أني راح أحاول قد ما اقدر أخليه يقتنع وينسى الموضوع......
سلمــــى محاولة تغيير مجرى الحديث حتى لا يعود راشد لمناقشة موضوعها: من متى و انت وطلال أصحاب؟؟؟
راشد: من يوم كنا صغار....كنا حنا وأهله جيران بسكاكا قبل لا ينتقلون للرياض.....بس كانو يجون من بالعطل لبيتهم اللي بسكاكا ونشوفهم......
سلمــــى: ما ني عارفه كيف صرت انت وطلال أصحاب!!!!
راشد: ليش؟؟؟
سلمــــى: يعني..... ما انتم زي بعض...... عندك طلال جاف بتعامله وطبيعته قاسية...... أما انت.....
ترددت سلمـــى في إكمال جملتها.....
راشد: وأنا ؟؟؟
سلمـــى: انت.....يعني....مختلف عنه....
راشد: بأيش مختلف؟؟
سلمـــى: يعني ما أقدر أقول عنك إنسان قاسي.....
راشد: وكيف استنتجتي ها الشي؟؟؟؟
ترددت سلمـــى في إجابتها ثم قالت : ما أحد يعزف العود وما يكون شاعري.....
نظر راشد في عينيها وابتسم.....
أكملت سلمـــى دون أن تبادله الإبتسامة: أنا أخوي الكبير بدر يعزف العود وهو الوحيد بين أخواني اللي يكتب القصيد ويحفظة......هو أطيبهم وأكثرهم حنيه.....
راشد: كم أخوانك؟؟؟
ابتسمت سلمـــى وبدأت الدموع تترقق في عينيها......
سلمــى: عندي أربع أخوان, بدر متخرج ويشتغل بالهاتف وخالد يدرس بالجامعة برا آخر سنه تقنية معلوماتية وسلطان بأول لمتوسط و أحمد اللي هو آخر العنقود ودلوع البيت برابع إبتدائي..... وخواتي ثلاثه, نهله بأول كليه قسم فيزياء وربى بثاني ثنوي علمي وأماني بثالث متوسط.....
نظرت سلمـــى إلى راشد وكان يستمع إليها والابتسامة مرسومة على وجهه وقالت: معليه.....ما كان ضروري أسمعك تاريخ العائلة.....
راشد: بالعكس.....بس ما قلتي لي عن نفسك.....
سلمــى: وش تبي تعرف؟؟؟
راشد: كل شي....
سلمـــى: تخرجت الصيف الماضي من جامعة مانشستر تخصص إدارة أعمال وقدمت على وظيفة بآرامكو الشرقية وانقبلت..... كان راح أنتقل للشرقية عند عمي صالح هو وزوجته خالتي بدرية وأباشر العمل بشوال....
راشد متعجباً: درستي برا؟؟؟
سلمـــى: وليش مستغرب؟؟؟
راشد: لا أبداً.....بس ما تخيلت أهلك متفتحين كذا.....كنت متوقع إنهم متشددين ومنغلقين عشان كذا كنتي خايفه ترجعين لهم......سلمــى إذا اهلك متفتحين كذا معناه راح ياقفون معك ويقدرون اللي مريتي فيه.....
تنهدت سلمـــى وقالت: هذا بلا ابوك يا عقاب.....أدري ان أهلي راح ياقفون معي وراح يضحون براحتهم عشاني .......لكن يا راشد أهلي وقفوا معي بكل شي......حنا من بيئة منغلقه ومجتمع ما يخلي أحد بحاله..... أهلي تحملوا كلام الناس وذمهم يوم رحت أدرس برا......وتحملوا زيادة يوم وافقوا على إني أروح أشتغل بآرامكوا......وفوق هذا وقفوا بوجه جماعتنا يوم تقدم لي شخص من برا العيلة ووافقت عليه.....والحين بعد كل اللي سووه أجي و أدس روسهم بالتراب وأقطع نصيب خواتي......
راشد: انتي مخطوبة؟؟
بعد لحظة صمت.....
سلمـــى: ايه مخطوبة لواحد من الشرقية وكان المفروض يكون زواجي بعيد الأضحى اللي فات......بس الحين كل شي إنتهى..... حلم الوظيفة....الزواج.....كل شي......
راشد: كل شي ممكن يتصلح.....
تنهدت سلمـــى بيأس: ما أظن....
نظرت سلمـــى في عيني راشد وقالت: هذا انا قلت لك كل شي عن نفسي.....والحين لازم أمشي قبل لا يجي أحد....
وقفت سلمــــى وهمت بالذهاب......
راشد: دقيقة....
سلمـــى: ما أقدر....
راشد: طيب.... لازم أشوفك مره ثانية......
سلمـــى: ما هي مشكلة أشوفك بعدين......
راشد: وعد؟؟؟
سلمـــى: وعد .....تصبح على خير....
راشد: وانتي من اهله....
راقب راشد سلمـــى وهي تتسلل عائدة إلى منزلها......وقف ينظر إليها تمشي حتى تورات في الظلام وغابت عن نظره......ثم ذهب إلى سيارته وعاد بدورة إلى منزله.......

يومها أصبحت رجلاً يدعى سالم Onde histórias criam vida. Descubra agora