"أسرعي يا كاثرين، ليس لدي الليل كله لأنتظرك لتفعلي ما أقوله." كلماته ترن في أذني مثل نغمة مؤلمة، وكانت الضغوط تتسارع في وجداني، لا تترك مجالاً للتردد. بلا خيار، أمسكت بمقبض الدلو بقوة وانطلقت بخطوات ثابتة نحو المكان المحظور، انحنيت بتضافر الحزن والألم.

كنت أقوم بمهمة تنظيف بقايا اللحظات الصعبة، وفي صمت مؤلم، كنت أبكي وأسعل في نفس الوقت، حيث كان البكاء الوحيد الذي يأتيني بالراحة في هذا العالم المظلم.

عندما انتهيت من التنظيف، كنت في انتظار توجيهاته حول الخطوات القادمة. بلا تردد، نقل إليَّ دلوًا صغيرًا يحتوي على ماء ورغوة، جنبًا إلى جنب مع منشفة صغيرة.

"نظفي نفسك."

أخذت المنشفة وغمستها في الماء، ثم بدأت بفركها بلطف على وجهي وجسدي. وفي لحظة عابرة، تذكرت فجأة أنني بحاجة ماسة إلى الحمام. بلعت بصعوبة وقلت:

"أرغب في استخدام الحمام."

نهض واتجه نحوي بخطوات ثابتة، وهنا تسارعت نبضات قلبي. أمسك بذراعي بقوة مما جعلني أتعثر على ساقي. غادرنا الغرفة بسرعة وانتقلنا عبر الممر المظلم، وصولاً إلى نهايته. فتح الباب، وقبل أن يسمح لي بالدخول، أمسك بوجهي بقوة وأجبرني على التركيز على وجهه بعناية.

" افعلي ما يجب عليكِ فعله ولا تحاولي الهروب، فذلك أمر مستحيل."

أُطلِقَ سراحي بحماية الظلام الذي انسكب من الممر المُظلم، وتوجَّهت إلى داخل الغرفة، حيث أُغلِقَ الباب بحذر ونظرت حولي، اكتشفت حمامًا صغيرًا مزدحمًا بالظلمات، يحتضن مرحاضًا وحيدًا بلا نقاء. لم يشتغل في خيالي حتى فكر في فرصة الهروب، فكانت النوافذ غائبة عن الحمام، ما يجعل الفكرة تبدو كالحلم البعيد. الضوء الخافت أضاء مرآة تكشفت لها وجهي المتعب، تحلمت اللحظة بتلك العلامات البنفسجية على جسمي.

انتقلت بعد إنهاء مهمتي المرهقة إلى "أسرتي"، حيث أكملت تنظيفي بوسائل محدودة، فالحمام لم يكن سوى مكان مرور للمنشفة المبللة على بشرتي، ما أدى إلى إحساسي بالراحة الطفيفة. ثم طُلِبَ مني الجلوس على الأرض أمام الحائط، وأنا أمتثلت للأمر. اقترب فيكتور، ومعه صندوق صغير، الذي احتفظت فيه بمجوهراتي، تلك التي كنت أرتديها في يوم فراري وخاتم زواجي.

فتح الصندوق واستخرج الخاتم، فسطعت المجوهرات الماسية ببريق لافت، محاطة بألق يعكس تاريخاً من اللحظات الجميلة والتحديات الصعبة.

امتدت دقائقٌ كثيرة، حيث لبثتُ جالسًا في هدوء عميق، وأفقتني صمتٌ لامع يعلو المكان، يُظهر فقط بموازات همس تنفسي الثقيل. تحوّل الاهتمام إلى الخاتم الزواج الذي يزيّن إصبعي، تلك الختمة المعدنية الباردة التي تُعَدّ رمزًا للحب والرفاقة بالنسبة للكثيرين، أما بالنسبة لي، فإنها ترمز إلى السجن، رباط لا يُمكِنُ كسره.

Dark emotionحيث تعيش القصص. اكتشف الآن