تلك الليلة *هازان*

3K 46 58
                                    

في احلامي 

في تلك الليلة..  تلك الليلة التي من المفترض ان تكون اسوأ ليلة في حياتي واظلمها

تلك الليلة التي دفنت فيها حية وقطعت فيها كل امال النجاة… 

تلك الليلة الي دفنت فيها وعدت الى الحياة على يديك…

لا اعلم هل اقول هذا حقيقة ام مجازاً..

اخرجتني من ذلك القبر واخرجت حبي من عتمته…  رأيتك امامي املا ونورا وبسمة وحياة… رأيتك امامي قلبا ينبض لي وروحا تنتظرني وانسانا لم يفقد الامل حتى بعدما رآني تحت التراب لم تستسلم للبكاء لم تاخدك رهبة القبر ولكنك اعتقد وامنت وايقنت انني هناك انا وقلبي نناديك بكل حياة وببالغ فقدان الامل معاً ….

في تلك الليلة 

بعدما اطفأت الانوار … وصمت الجميع… وارتاحت كل القلوب عدا قلبي…  وفرحت جميع الوجوه عدا وجهي … وغفت كل الاعين… حتى عيناي…  

في تلك الليلة 

اتيت انت..  فتحت باب غرفتي ودخلت بكل هدوء وسكينة…  جلست بجانبي ووضعت يديك على رأسي.. قبلتني كطفلة صغيرة…  حضنتني وكانني املك الاخير… احسست بك التفت ووجدت عينيك اللتان لطالما حدثتني عن الكثير ولطالما اخفت عني الكثير… 

عيناك ويال جمال عينيك … لا ادري هل اصف الرموش الكثيفة ام اصف لونهما الي يخطف الالباب زرقتهما في البحر وخضارهما عندما ترتدي ذلك القميص الاخضر الذي عكس لونه فجعلك اية من الجمال ام رماديتهما يوم حضنتني وبكيت على كتفك … اتظنني لم اسرح بهما كثيرا…  اتظنني لم احلم بهما اكثر…

وفي تلك اللحظة شعرت بالامان قد عاد الي وشعرت بكوابيسي قد تحولت الى احلام سعيدة ضممتك الى صدري وكانني اود ان ازرعك في قلبي عله يشبع من رائحتك من نفسك من نبضك ومن حنانك … لم اود في تلك الليلة ان تتركني ابدا جلست في حضنك وظهري على صدرك اشعر بك سندي بالحياة … لففت يداك حولي لتحرسني عندها لمحت ذلك الجرح الذي حككته كثيرا في اصابعك…  لم احتج ان اعرف من اين اتى احساسي قال لي انه حدث وانت تنشل التراب عن قبري … شعرت بغصة وخنجر في قلبي اخدت كفك الى راحة يدي وقبلته… قبلت ذلك الجرح وذلك الالم الذي تسببت به… لم يكن الجرح الوحيد طبعا ارجعت راسي للخلف ووضعت يدي على عنقك علي التمس ذلك الحرج الاكبر… اشعر به وكانه جرحي انا وكانه غصة في قلبي …

اه ياز…

لم اود ان ينقذني احد غيرك هل تعلم… لم افكر باحد غيرك اصلا…  حتى نفسي الاخير لم المح احدا غيرك امامي…

طبعت قبلة تحت ذقنه.. وكانني اعتذر عن كل هذا الالم عن كل ذلك الخوف الذي تسببت لك به … اعتذر… اعتذر لانه وبسبب غبائي وحماقتي وعيناي اللتان ترفضان وتتمردان على ارادتي وتلحقان بك في كل مكان …

كنت السبب لجرك الى ذلك المكان ايضاً… لم اعد ادري.. هل هذه الدموع التي تتساقط من مقلتاي هي دموع حبك ام دموع خوفي ام دموع سعادتي بوجودك معي… بحضنك لي…  بقدومك الجميل هذا الذي سلب كل قواي… اشكرك ياغيز… اشكرك على ما اعطيتني وما تعطيني من هذا الحب والامان والسكون… برغم عواصف حبك وبراكينه… برغم زلازل قلبي التي لا تهدأ ولكن السكون الذي اشعر به الان وخصوصا هذه الليلة بين يديك لم اشعر به في حياتي.. ماذا فعلت بي ياز…

ااه انظر الى كم الافكار التي تتصارع في عقلي والحقيقة اننا صامتان.. مستمتعان بهذا الامان بهذه اللحظات التي لعلها تكون مسروقة…  والتي لعلها تكون في احلامي فقط….  

في احلامي ❤ ياغهاز Opowieści tętniące życiem. Odkryj je teraz