الجزء التاني

291 16 2
                                    

وقفني قبل ما افتح الباب والحقيقة اني حتى ما التفتش ابصله وهو بيقولي :  
- الورقة اللي في إيدك فيها أسم رقم اتنين  بالكامل بعد بكره هتكوني هنا معها  الساعه 3 بالظبط هتكونوا في  العيادة مفهوم!  
 
فتحت الباب وخرجت من غير حتى ما أرد عليه، ومن العيادة فضلت ألف في الشوارع مش عارفه اروح فين او حتى مين يساعدني؟!  
فكرة الانتحار بدأت تبقى منطقية جداً في حالتي دي وخصوصاً وأنا واقفه قدام النيل،  
الحاجه اللي هتخلصني منه هي الموت ! ما انا مش هقدر عشان اعيش أموت عشر بنات !!
حطيت الورقة اللي فيها اسم البنت في شنطتي وانا مرعوبه حتى أني أبص فيها ومسكت السور الحديدي اللي على الكوبري اللي فاصل بيني وبين النهر وطلعت أول درجة ورجعت نزلت تاني وصورت أمي وأبويا قدام عيني!!  
رجعت بيتنا مشي وانا في حالة يرثى لها لحد ما وصلت، دخلت اوضتي بعد ما طمنت والدي ووالدتي عليا واني كويسه الحمد لله ، وطبعاً اقنعت امي بالعافيه اني أكلت في الشغل عشان تسيبني ،  
قعدت على سريري وألف سؤال بيزنوا في دماغي اولهم البنت اللي ودتني له راحت فين  ؟!  
فتحت الفيسبوك وجبت الاكونت بتاعها ولقيت اخر بوست لها كان يوم ماكنت معايا واخر ظهور ليها على الماسنجر كان في نفس اليوم!  
العجيب اني لقيت صفحتها مافيش فيها اي شئ يدل على قلق اصحابها عليها او ان حد سأل عليها ومنشن لها ولا اي حاجه!  
فتحت الماسنجر وجبت اسمها وكتبت رسالة وانا معنديش ذرة أمل واحده انها ترد عليا، بس حقيقي كنت قلقانه عليها برغم اللي عملته معايا،  
استنيت شويه وعيني على التليفون يمكن ترد ، ما فيش!  
غلبني النوم فمددت مكاني وحطيت التليفون جنبي ونمت  ، مجرد ما غمضت عيني لقيتها واقفه قدامي، شبه الهيكل العظمي بالظبط ملامحها مش باينه من كتر العضم اللي في وشها، جلدها أزرق مايل للسواد وقفه تبصلي ولكن المره دي مش بتبص بغضب بالعكس بتبصلي بشفقه  ،
منظرها رعبني بشكل خلى قلبي يدق بسرعة جدا لدرجة أني سمعاه، بدأت أردد،  
- لاء أنا مش نايمه ! أنا أكيد مش بحلم  
حاولت أفتح عيني لقيتها بتشاولي براسها  " لاء " ، ما اهتمتش للي هي بتعمله كل اللي كان على بالي اني أصحى من الكابوس دا وخصوصاً أني سامعه امي بتكلم والدي بره انا مش نايمه!!  
حاولت اصرخ انادي أمي معرفتش ، حاول أفتح عيني برده ما عرفتش، حاولت احرك جسمي لقيتني متكتفه!  
قربت هي  من مرايتي اللي في الأوضه ولفتها قدامي عشان أشوف نفسي فيها  ، لقيتني واقفه وواحد شكلها بالظبط زي ما يكون توأمها لافف رجله على جسمي كله بطريقة مرعبه وايده الاتنين حاططهم على فمي   !  
اترعبت من عينه الحمرا اللي بيبصلي بيها بغضب في المرايه وبدأت أحرك جسمي بذعر وهو يبصلي بغضب أكبر، لقيت البنت قربت مني وانا بتنفض وما زلت بحاول افك جسمي من بين رجليه وبدأت دموعي تنزل من الرعب وهي لسه بتقرب عليا ببطئ شديد زي ما تكون مش عارفه تمشي من تعبها وجسمها الهزيل  ،
جت جنب ودني وبصوت ضعيف جداً قالتلي :  
- أنا جيتلك زي ما طلبتي مني في الرساله أنا مش هأذيكي صدقيني أنا عاوزه أنقذك  
وقفت جسمي عن الحركه وأنتبهت ليها وأنا بلف راسي مش فاهمه حاجه  ، هي الرساله وصلتلها فعلاً؟! هو دا حلم ولا حقيقة ؟!  
لقيتها قربت على ودني تاني :  
- أنا هخليه يسيبك بس أوعي تصحي أنا فعلا عاوزه أنقذك وهجاوبك على كل أسئلتك ،
هزيت راسي موافقة لقيته سابني واللي معها لسه بيبصلي بغضب شديد ،  
بعدت عنه وعنها بسرعه ووقفت وأنا لافه إيدي حواليا ودموع عيني مش راضيه تقف  ، البنت شاورتله وفجأة اختفى!  
وقفت قدمها ومسحت دموعي وحاولت اطلع صوتي بعد الرعب اللي شوفته دا وأنا بسألها:  
- أنتي عايشه ولا ميته؟!  
لقيتها بتقرب مني تاني لحد ما وقفت قدامي وقالتلي بهمس :  
- حاولي توطي صوتك عشان ما يسمعناش  
بصيت حواليا برعب و أنا بقولها :  
- ميسمعناش ازاي ؟! هو دا حلم ولا حقيقه!!  
ردت عليا بنفس الهمس :  
- بلاش أسئله مالهاش لازمه هتضيع وقتنا على الفاضي، أنا قدامي دقايق معدوده ولازم أرجع بسرعه  
قاطعتها برعب :  
- ترجعي فين؟!  
لقيتها اضايقت وهي بتقولي :  
- بطلي اسئله هتعرفي إجابتها قريب جدا خلينا أقولك اللي أنا جايه علشانه،  
ما ردتش أقطعها تاني لانها واضح انها تعبانه وبتتكلم بالعافيه، فكملت وهي بتنهج بتعب شديد :  
- الدكتور اللي وديتك ليه اسمه الحقيقي قذاف الدم واحد من أحفاد أحد سحرة فرعون امهم الأولى كان أسمها
"إيزا أم حور " كاهنة من أيام الفراعنه ماتت وفي رقبتها قلادة عليها وشم ، القلادة دي كل السحرة كانوا بيدوروا عليها لان فيها سحر كبير  ، باختصار ما حدش عرف يوصل لمقبرتها غير قريب حد من بتوع الأثار لقى مقبرتها ولما شال من عليها البرادي اتبخرت في الهوا ومفضلش غير قلادتها المسحوره ، القلادة فيها سحر لو إيزا اختفت القلادة تروح لحد من دمها وطبعا راحت لقذاف الدم اخر حفيد من سلالتها  ،  
وقفت عن الكلام وبدأت تبص حواليها برعب وهي بتقولي :  
- معتش عندي وقت للأسف قذاف قرب يوصل  ، اللي عاوزه اقولهولك بسررعه ان ما حدش هيعرف ينقذك منه هو كداب واعدني اني لو جبتله عشر بنات هيسيبني وانتي كنتي رقم عشره لو جبتيله البنات التسعه هياخدك اخر واحده ويخلي الاخيره خادمه ليه زيك بالظبط  ،  
بدأت ابكي تاني برعب وانا بسألها :  
- طب أعمل إيه ؟! أروح لمين يساعدني ؟!  
هزت راسها بخوف وهي بتقولي :  
- ما حدش هيقدر يساعدك غيري وانا معتش قدامي غير بكره وهختفي للابد الحل انك غ البنت اللي قالك عليها بكره بدل بعد بكره عشان انا افضل كمان يومين بس اساعدك فيهم،  
هزيت راسي زي المجنونه وانا بقولها :  
- اجيبها ازاي ؟! انا ما اعرفش اعمل ايه؟!  
قالتلي بسرعه قبل ما تختفي :  
- انا هحاول ابعت لها الوشم انهارده وانتي اتصرفي صدقيني لو اختفيت ما حدش هيقدر لا يساعدك ولا يساعد اللي بعدك وذنب كل اللي جايين هيبقى في رقبتك أنتِ !  
- قمت مفزوعه من سريري بلف حوالين نفسي وانا متأكده اني كنت بحلم وبخرف ، مستحيل يكون دا حقيقي، بصيت لنفسي في المرايه لقيت دموع نازله على وشي وحوالين فمي صوابع حمرا على خدي مكان ما كان حاطط  إيده !!  
 
بقيت محتارة اصدقها ولا اصدق مين ؟! وازاي بس هصدقها بعد اللي عملته فيا ما يمكن بتقولي كدا عشان اسلم البنات وانجيها هي!  
بس اللي هتجنن واعرفه هي دخلتي حلمي ازاي ؟! ومين كان معها؟! والراجل دا بيعمل فيها ايه طالما هي لسه مامتتش على حد كلامها؟!  
حسيت اني هتجنن من كتر الاسئلة اللي مش لاقيه لها اجابه منطقيه، بس منطقية ايه اللي بدور عليها في اللي انا فيه دا،  
 
رجعت على سريري وطبعا النوم هرب مني أو بمعنى أصح خفت أنام مره تانيه، فضلت قاعده ماسكه التليفون وعماله الف فيه مش عارفه أعمل إيه  ، لقيتني بجيب الورقه اللي ادهاني وبطلع منها اسم البنت وبعمل سيرش على الفيس بوك  ، لقيت نتيجة البحث طلعتلي فوق التلاتين اكونت بنفس الاسم!  
طيب ودي هعرفها ازاي من وسط كل دول؟! قولت انا كدا كدا قاعده ومافيش نوم الليله دي، فتحت الاكونتات بالترتيب عشان اتفرج عليهم يمكن الاقي حاجه تلفت نظري  ، وصلت للأكونت رقم 32 وما فيش اي حاجه غريبه كلها اكونتات عاديه لبنات ونصهم مقفولين للأصدقاء  وصلت لرقم 33 وبفتح لقيت الوشم اللي في بطني كأنه نار، رميت التليفون من إيدي ورفعت هدومي ابص عليه لقيته فعلا لون النار!  
حاولت أسيطر على صوتي عشان ما اصوتش واهلي يدخلوا عليا بس بجد مش قادره استحمل وخايفه احط ايدي عليها اتحرق، ببص جنبي وأنا ببكي من الألم لقيت زي ما يكون حد بيفتح اكونت البنت رقم 33 وبيفتح صورتها الشخصية،
مسكت التليفون بسرعه وانا مذهوله وهو شغال لوحده وكأن حد بيوريني البنت وبيقولي هي دي!  
دخلت ادور في المنشورات بتاعتها لقيتها ما فيهاش حاجة تلفت النظر لكن النار اللي طالعه من الوشم خلتني اتأكد ان هي ، الوجع بدأ يخف واحده واحده وأنا فاتحة الاكونت بلف فيه بس اللي كان مخليني مش قادره أوقف عياط هي صور البنت مع اصدقائها وأهلها ،  
 
قفلت الفون وأنهرت ، ما بقتش قادرة أوقف دموعي وأخدت قرار واحد طالما أنا كدا كدا ميته يبقى أموت لوحدي مش مش هقدر أموت كل العائلات دي عشان أنا أعيش !
فضلت على الحال دا ساعتين تقريباً لحد ما بقيت زي الغريق اللي بيتعلق بقشه ،  
قمت قعدت مره تانيه وبدأت أعمل سيرش على الإسم اللي قالتهولي " إيزا أم حور " لقيت كلام كتير عن أنها كانت كاهنه متمرسة في السحر الأسود وأنها كانت  بتتغذى على دماء البنات العذارى عن طريق السحر عشان تفضل شباب للأبد ودا كان واضح لما لاقوا تابوتها في أحد المقابر كانت شابة بجسد ممشوق ووشها كان واضح عليه الجمال الشديد برغم ان كان مدون على مقبرتها انها ماتت في سن كبير،  
التفاصيل بدأت توضح بالنسبه لي وخصوصاً لما لقيت مقال لصحفى أسمه عزت السعدني بيحكي على لسان صديقه المكتشف سامي جبرا لما لقى مقبرة الكهنة ومنهم إيزا ام حور الحقيقة اللي لفت نظري انه في اخر روايته قال  
" فجأة ودون سابق انذار .. لقيت جسد الكاهنة الجميلة والرشيقة أتبخر في الهوا في دخان أبيض. . وأختفى  معه قرطاس البردي وأتحول كل شيء في لحظات قدام عيننا إلي رماد!
ومفضلش من المشهد المرعب الغريب دا .. غير التميمة التي كانت على صدر المومياء!
كلامه بيشبه كتير الكلام اللي قالتهولي عن التميمة وأنها راحت لأخر أحفادها ، لحد هنا ومافيش اي معلومات تانيه ، دورت على أسم قذاف الدم مالقتش حاجه غير أنه أسم أحد اشهر السحرة المتخصصين في السحر الاسود ومافيش اي معلومات عنه !
 
حسيت ان دماغي هتتفرتك من كتر الصداع ، الفجر أذن والنهار قرب يطلع وانا ماوصلتش لأي حاجه مفيده ، اتحركت من مكاني وروحت اتوضيت وصليت وسجدت وانا ببكي وبدعي لربنا ينقذني من الكارثه اللي وقعت فيها ، خلصت صلاتي وروحت على سريري احاول أنام ساعتين قبل ما أروح شغلي ،
روحت في النوم والغريبه اني صحيت لما المنبه رن ومحلمتش بحاجه ، حمدت ربنا اني عرفت انام شويه لاني كنت قربت اتجنن من قلة النوم والكوابيس ،
روحت شغلي وتجنبت رولا على قد ما قدرت وحاولت اعدي اليوم بأي طريقه من غير ما أحتك بحد ، وخصوصا المدير اللي عدى من قدامي مرتين وفي المرتين كان بيبص لي بغيظ شديد ولكنه تجنب هو كمان الاحتكاك بيا وأكيد السبب معروف ،  
خلصت يومي ورجعت البيت حاسه اني خلاص هقع من طولي من قلة الأكل والنوم ، أمي شافت منظري عاتبتني بغضب شديد ولاني كنت محتاجه غذا أكلت معاهم ولأول مره من يوم اللي حصلي ،
خلصت وانا بحاول اهزر معاهم عشان ما حدش يحس بحاجه وكنت محتاجه جدا اني أفضل في وسطهم وفضلت أبص لهم بحزن كبير وأنا بفكر أن انهارده أخر يوم ليا على الأرض ! وأنا قاعده معاهم حسيت بالنوم بيهاجمني بشكل غريب ولأني خايفه ادخل اوضتي مددت ونمت على رجل أمي وصوت والدي وهو بيكلمها طمني أكتر وحسسني بالأمان ،
 
صوت والدي لسه ودني وأول ما بدأت أدخل في النوم لقيتها جتلي تاني  ، بس المره دي اللي كان معها كان واقف جنبها ووشه حزين وهي كانت هزيلة وتعبانه أكتر من المره اللي فاتت أضعاف وكأنها بقت شبح صورتها مش واضحه بشكل كافي،  
جسمي انتفض غصب عني من الخوف فسمعت أمي بتحاول تصحيني وهي بتقول لوالدي :  
- البت بتتنفض كدا ليه؟! اصحي يا أميره يا حبيبتي  
حاولت اسيطر على جسمي عشان متصحنيش قبل ما أعرف هي عاوزه مني إيه!  
قربت منى بشكل كافي لها وقالتلي بصوت ضعيف جداً :  
- معتش قدامي غير دقايق وأموت وبرغم كدا جتلك عشان اساعدك  
ظهر على وشي ملامح الذعر والخوف فقالتلي :  
- انا عارفه انك مصدقتنيش وكنتي فاكره اني بضحك عليكي زي ما عملت قبل كدا والحقيقية اني مش بلومك ولا زعلانه منك بالعكس انتي طلعتي أفضل أنا في رقبتي تسع بنات وديتهم للموت بإيدي أرجوكي متعمليش زيي لان العذاب اللي مستنيني أضعاف العذاب اللي شوفته وكل اللي حصلي الشهور اللي فاتت نقطة في بحر من اللي مستنيني  
وبرغم حزني عليها ورعبي من اللي جاي الا أني قررت اني اخلص من اللي اسمه قذاف الدم دا حتى لو هموت ،  سألتها بسرعه وأنا بد بتقطع على منظرها :  
- ارجوكي عرفيني انتقملك ازاي واخلص من الشيطان دا ازاي عشان ما يعملش كدا مع حد تاني  
لقيتها بتحاول تبتسم وهي بتقولي :  
- عشان كدا أنا جيتلك ، انا هارفه انك هتعملي اي حاجه غير انك تموتي بنات ملهمش ذنب انهم يموتوا عشان الشيطان يعيش،  
بصيت على رجلها لقيتها بدأت تختفي،  رفهت راسي ببص لها بذهول فكملت بسرعه :  
- انا خلاص كدا وقتي انتهى بس قريني موجود وهو اللي هيعرفك تعملي إيه وما تخافي البنات التسعه هيساعدوكي بس اوعي تستسلمي .....  
جسمها كله اختفى بس صدى صوتها وصلني وهي بتقولي اخر جمله :  
- لو ضعفتي وبدأتي بأول ضحية مش هتعرفي تقتليه يا أميره ،  لو إيدك بقى فيها دم الرجوع هيبقى مستحيل!  
قررت اني افوق من الكابوس دا بسرعه بس اللي كان معاها لقيته ورايا وبيقولي :  
هقابلك هنا بليل الساعه ١٢ اوعي تنامي قبل المعاد او بعده ١٢ بالظبط وتكوني لوحدك!  
وبعدين اختفى وهو بيسد ودنه وشكله مضايق وغضبان جدا،  فتحت عيني بسرعه لقيت أمي بتقرأ لي قرآن وهي بتمشي إيدها على جسمي وبتحاول تفوقني ،  
بصيت لها باستغراب لقيتها فرحت ان انا صحيت وقالتلي :  
- خليكي لما ارقيكي يابنتي شكلك كان صعب وانتي نايمه،  انتي كنتي بتشوفي كابوس يا حبيبتي؟!  
حاولت اضحك لها والحقيقة اني مش عارفه انا بطمنها ولا بضحك على نفسي،  بصيت في ساعتي لقيتها بقت ٨ مسكت تليفون لقيت اتصالات كتير من رقم غريب ومن نفس الرقم لقيت رساله  فتحتها لقيته هو بيقولي  :  
- ادخلي اوضتك  
 
انتفضت من مكاني واستأذنت أمي اني محتاجه ارتاح في اوضتي ودخلت بسرعه لقيته قاعد على سريري وبيبص لي بصه غريبه ما عرفتش افسرها وشاور لي جنبه وهو بيقول :  
- تعالي يا أميره اقعدي  
حسيت اني عاوزه اقتله حالاً مش ممكن يكون دا انسان طبيعي،  حاولت امسك نفسي ووقفت قدامه بس سيبت مسافه كافيه بينا وقولتله:  
-  عاوز مني إيه؟!  
نظرات الاعجاب اللي بيبص بيها بحسسني باشمئزاز رهيب،  بس حاولت اتجاهل احساسي وانا بركز مع كلامه :  
- تعرفي انك اول واحده من خدامي تكلمني بالإسلوب دا وما اقتلهاش في وقتها،  
ضحكت بسخريه على كلامه وانا بقوله بسخريه أكبر :  
- أنا لا خدامه ليك ولا خايفه منك واللي تقدر عليه أعمله  
لقيته قام وقف قدامي ونظراته ووشه اتحول لغضب خلاني أحس بالخوف بس مسكت نفسي قدامه ووقفت بثبات وهو بيقولي :  
- لاء أنا أقدر أعمل كتير وأنتي عارفه ولو فاكره اني محتاجلك تبقى غبيه لاني اقدر اجيب اي بنت غيرك ومش واحده بس وأقدر حالاً اخليك تتمني الموت وتطلبيه مني وأنا أرفض  
وبرغم رعبي من اللي بيقوله الا اني اتمسكت بشجاعتي وبكل ثقة حاولت اجمعها قولتله:
- طب ما تعمل  كدا من دلوقتي مستني إيه؟!  
ضحك ضحكته المستفزة وهو بيقولي :  
- للأسف أنتِ عجباني وعشان كدا لحد الان انتي عايشه،  
حسيت بملل رهيب من كلامه وبدأت انفخ بضيق :  
- انت عاوز مني ايه دلوقتي؟!  جاي هنا ليه؟!  
لقيته قرب مني أكتر فرجت بضهري لورا وانا بحذره يقرب أكتر لحد ما الحيطه اللي ورايا وقفتني وهو لسه ما وقفش،  مد إيده عليا فخبطهالي بغضب وأنا بشتمه،  لقيته بيتكلم بهمس كلام غريب وفجأه لقيتني متعلقه على الحيطه ومش عارفه اطلع صوت وكأن حد مكممني،  
حاولت أصرخ ما عرفتش ،  مد ايده تاني وحطها على بطني مكان الوشم فحسيت ان ولعه نر والألم بيزيد بشك خلاني أحرك جسمي بجنون،  قرب مني وهو بيقولي :  
- اول ضحيه لكل خدمه بتبقى صعبه فلازم احفزك عشان ما تترجعيش،  
لفلي ضهره وكأنه هيمشي بس لقيته رجع تاني يقولي :  
- الألم اللي في بطنك هيزيد والوشم مش هيظهر لحد غيرك لو لقيتي كل المستشفيات  ما حدش هيخفف آلمك ولو أخدتي مخدرات بالعكس الألم هيزيد الحاجه الوحيده اللي هتخففه هو انك تجيبلي البنت اللي قولتلك عليها في المعاد، مضيعيش في حاجات مش هتفيدك،  
اختفى وصوته لسه في الاوضه وهو بيقولي :  
- مستنيكي يا أميره  
وكأن اللي مكتفني سابني فوقعت على الأرض وانا بتلوى من الألم،  لحظات وفقدت وتي على الأحتمال وبدأت اصرخ زي المجنونه،  والدي ووالدتي جم جري على اوضتي يسألوني بفزع إيه اللي بيوجعني  ومن كتر الألم ما قدرتش أرد عليها بصرخ يس،  
شالني ابويا وجري بيا على اقرب مستشفى وامي معنا بتبكي بخوف فظيع ،  
 
وصلنا المسشفى واخدوني على الطوارئ والناس كلها بتسد ودنها من صريخي   احساسي ان النار بتاكل في جسمي كله مخليني مش عارفه ابطل او أسكت ،  
الدكاتره اتلموا حواليا وبدأوا يفحصوني وهما هيتجننوا ما فيش أي حاجه ظاهره وكل اللي على لساني  
" أنا بتحرق أرجوكم انقذوني  "
خدوني على غرفة الإشاعة وعملولي إشاعة ورجعوني لغرفة في الطوارئ وحقنوني بمسكنات وكل دا وانا مش مبطله صريخ وأهلي جنبي بدأوا ينهاروا، والدي بدأ يزعق للدكاترة وبدأ يبقى حالة من التوتر والغريب والدكتور بيقول لوالدي :  
انا اديتلها تلات حقن من أقوى المسكنات إيه المطلوب مني أعمله تاني  ،  
والدي رد عليه بعصبية :  
- انت بتسألني أنا امال انا جايبها ليه عند دكاتره البنت بتموت وانتوا مش عارفين تعملوا لها حاجه  ..
دكتور تاني جه ومعه نتيجة الإشاعة وبيقول لوالدي :  
- الإشاعة ما فيش فيها حاجه كل أعضائها الداخلية سليمه للأسف ما نقدرش نعمل أكتر من كدا مجرد ما المحلول يخلص بالمسكنات تقدروا تمشوا...
وابدي انفعل عليه وبدأت تبقى خناقه والكل بقى يحجز بينهم وانا ما فيش في ايدي حاجه اعملها ، هو كان عنده حق ما حدش هيقدر ينقذني ولا حتى هعرف أنام عشان أعرف من قرين البنت اعمل إيه!  
حاولت اتماسك واتحمل شويه عشان خاطر اهلي بس للأسف ما قدرتش الألم فوق الإحتمال  ، وبيزيد ما بيقلش  !  
غمضت عيني في محاولة بائسة اني استرخي ومازلت بإن بوجع رهيب ، بصيت في الساعة لقيتها وصلت 12 الا كام دقيقة  ، الأمل الوحيد ليا أني أقدر أنا ولو دقايق وإلا هعمل الحل الوحيد اللي انا شيفاه اني أنتحر وأخلص من اللي انا فيه  ،  
 
ضغط على إيدي واسناني وغمضت عيني بكل قوة أملكها وحاولت أفكر في أي حاجة تانيه تلهيني عن الألم اللي أنا حاسه بيه  ، لحد ما حسيت أني روحت مكان تاني وما زلت سامعه صوت همهماتي من الوجع،  
لقيته واقف قدامي وحزنه باين عليه، قولتله برجاء وكأنه هو اللي هينقذني :  
- أرجوك خفف ألمي أنا مبقيتش قادرة أستحمل ارجوك  
قرب مني وبنظرة غضب قالي :  
- عرفتي هي كانت بتتألم قد إيه مجرد ما تقول لاء  ،  
وبعدين شاور قدامه فلقيت تسعه غيره واقفين حواليه ووششهم كل غضب على حزن على حاجات مش قادره أفهمها  ، سألته والخوف بدأ يسيطر عليا :  
- مين دول  ؟!  
جاوبني وهو بيبص على واحد فيهم :  
- دول قرين كل واحده في التسع بنات اللي ماتوا جايين معايا عشان ينتقموا من قذاف  
- فرحت جداً وأنا بسأله :  
- يعني أنتم  هتخلصوا منه؟!  
وشه بان عليه الغضب وهو بيجاوبني :  
- للأسف ما نعرفش نعمله حاجه وهو عايش  
الوجع بيزيد وتماسكي اني أفضل نايمه بدأ يقل فقولتله :
- الألم هيموتني قبل ما أقدر أساعدكم  
رد عليا بثقه :  
- ما تخافيش مش هيموتك هو بس عاوزك تسمعي كلامه ودا أسلوب ضغط مش أكتر  ،  
- وبعدين بص للتسعه اللي واقفين وشاور لهم فاتلموا كلهم حواليا  ، انا من رعبي حاولت اتحرك فزعق لي :  
- اوعي تتحركي انتي كدا هتصحي خليكي مكانك ومتخافيش احنا هنا عشان نساعدك  
سمعت كلامه واتسمرت مكاني وقلبي هيقف من الرعب من شكلهم ومن الألم اللي بيحرق في كل جسمي، مشاعر كتير مش عارفه اتحكم فيها ولا قادره اسيطر عليها  ،  
كلهم فردوا إيديهم على بعض وحطوها على بطني وقرين البنت بيتمتم بكلمات غريبه وهما بيقولوا نفس الكلمات دي وراه  !  
بدأت أحس ان الألم بيخف شويه بشويه  ، حمدت ربنا وبدأت أخد نفسي بشكل طبيعي  وسمعت امي بتقول لوالدي بسعادة  :  
- وشها بدأ يرتاح وبطلت تأن من الألم الظاهر ان المسكن عمل مفعول  ، احمدك يارب ،  
شكرتهم على اللي عملوه وسألته :  
- عرفني إيه اللي المفروض أعمله دا عاوزني اروح له بالبنت بكره الساعة 3...  
بص حواليه وبدأ ينده اسم غريب بعد ما نده تلات مرات اكتشفت انه نفس اسم البنت رقم اتنين بس بالمعكوس، مجرد ما نده المرة التالته جه واحد شكل البنت اللي شوفت صورها بالظبط ووقف قدامي، ولقيته بيقولي :  
- دا قرين البنت رقم اتنين قدامه ساعات قليلة ويبقى خادم لقذاف زي قرينك بالظبط ووقتها مش هنقدر نكلمه او نقرب منه،  
سمعت الدكتور بيقول لوالدي تقدر تفوقها وتاخدها ترتاح في البيت قولتله وانا خايفه أنه يمشي وما يجيش تاني :
- أنا معنديش وقت ممكن تأجل كلامك لحد ما اروح وأنام ،  
للأسف رفض في الأول وقالي انه هيبقى صعب عليه يجمعهم تاني ،  اترجيته لما لقيت امي بتفوقني عشان نمشي فوافق على   مضض واداني مهله نص ساعه اكون فيها نايمه تاني ،  
صحيت وطمنتهم عليا برغم ان الألم لسه موجود بس على الاقل قادره استحمله،  بالاضافه لان صوتي راح من كتر الصريخ وكمان جسمي كله في وجع رهيب ،  
تحاملت على نفسي وسندت على والدي وخرجت من المستشفى وانا بقولهم يروحوني بأسرع ما يمكن،  وبالفعل وصلت قبل النص ساعه ما تخلص بعشر دقايق ،  دخلت فيهم على اوضتي وبعد صراع عنيف واصرار من أمي انها تنام معايا  وافقت عشان ما ضيعش وقت،  
وزي ما انا وبهدومي روحت على سريري وامي غطتني ونمت ، لحظات قليله ولقيتهم واقفين قدامي زي ما هما ،  
سألته بدون مقدمات :  
- أنا محتاجه أعرف اجابات عن اسئلة كتير بتدور في دماغي،  وقبل ما تقولي على المفروض اعمله لازم أفهم الأول ،  
ملامحه اتغيرت وحسيت انه بدأ يزهق مني وبرغم كدا قالي :  
- مش هقدر اجاوبك على كل الاسئلة لان معندناش وقت كبير المفروض ان قذاف حالياً بيجهز تعويذته انه يسيطر على قرين رقم اتنين  وانتي معندكيش وقت للكلام لان المفروض انك هتتفقي معها  على اللي هنقولهولك ،  
وقفته باستغراب :  
- هتفق معها ازاي وهي ما تعرفنيش؟!  وبعدين احنا متفقناش اننا هندخلها في الموضوع  بالإضافة لان قذاف قالي لو عرفتي اي حد حاجه هقتله ؟!  
رد عليا بضيق :  
- أولاً لو اتفقتي معها قبل ما قذاف يسيطر على قرينها مش هيعرف حاجه  ثانياً هي لازم تدخل في الموضوع لان الحل معها ثالثاً ودا الأهم أقناعها مسؤوليتك انتي ولازم تصدق وتعمل المطلوب منها قبل ما قرينها يبقى خدام قذاف،  
حاولت اقاطعه تاني وقفني بنظرة غضب وهو بيقولي :  
- قذاف بيتغذى على دم الضحية عن طريق تعويذه خاصه وبيساعدوا فيها قرين الضحية دي واختياره للضحيه بيبقى عن طريق قرينها برده ، الوشم هو التعويذة المرسومة على التميمه الحل الوحيد اللي قدمنا اننا نسمم دم رقم 2 وقتها قذاف هيضعف  ،ساعتها هنقولك تعملي إيه تاني  ،  
طبعاً كلامه صدمني ولقيتني بقوله اللي بفكر فيه :  
- نسمم دم البنت ازاي طب كدا هتموت يبقى ايه الفرق بينك وبينه؟!  
قرين البنت اللي أتكلم المره دي وقالي :  
- لو في خطر على حياتها مكنتش هبقى موجود هنا،  
قاطعه والمره دي نبرة صوته بقت أهدى :  
- دي مهمتك انك تلاحقيها قبل ما تموت وأحنا هنبقى معاكي ما تخافيش  ...
اختفى كل اللي كانوا واقفين وفضل هو  ، قرب مني وبحزن كبير قالي :  
- يارا عرفت تتواصل معايا عن طريق سحر اتعلمته من واحد اسمه براء كان ساحر ممارس للسحر الاسود ولكنه بيساعد بيه الناس تقدري تروحيله عشان يعرفك ازاي هتسممي دم البنت وطبعا هتاخديها معاكي وقبل كل دا لازم تعملي حاجه تخلي قرينك ما يقولش للقذاف اللي انتي بتعمليه لانه حاليا هو اللي بيراقبك عشان كدا ما بنعرفش نقابلك غير وانتي نايمه لأنك وقتها بتبقى خارج مجاله  ،  
قرب من ودني وهمس لي بعنوان الساحر والطريقة اللي هضلل بيها القرين بتاعي  وبعدين اختفى  ،  
صحيت من النوم لقيت أمي نايمه جنبي والحمد لله كانت في سابع نومه  ، اتسحبت من جنبها براحه ودخلت الحمام وأنا بتسند على كل حاجه تقابلني بإرهاق شديد  ،  
مسكت موس الحلاقه الخاص بوالدي وشجعت نفسي على قد ما قدرت وفتحت بيه ايدي لحد ما الدم غرق الحوض  ،  
قولت الكلام اللي قالهولي بسرعه قبل ما انسى وفي لحظات كان قريني هو انعكاسي في المرايه  !  
حسيت اني هيغمى عليا من التعب أولاً والرعب ثانياً ، قريني شبهي بالظبط وكأننا توأم بس هو بشرة لونها أبيض شاحب وعينه طوليه زي كل اللي شوفتهم  !  
وبتعب شديد قولتله :  
- كل اللي هعمله الكام ساعه الجايين قذاف ما يعرفش عنهم حاجه  ،  
رفع ايده الاتنين عشان يوريني الاصفاد اللي مكبله إيده ويعرفني انه مسجون مع قذاف ،  
قولتله بأسلوب أشد وصوت حاولت أطلعه ثبات ومش مهزوز  :  
- أنا عارفه أنك مسجون وأنا محكوم عليا بالموت ساعدني عشان أحررك وأنقذ نفسي  ،  
هز راسه انه موافق ولقيت امي بتخبط عليا باب الحمام  ، بصيت عليه تاني لقيته اختفى  ،  
رديت على أمي عشان تطمن عليا وفتحت الميه عشان اخفي الدم دا بسرعه وخرجت وانا مداريه مكان الجرح اللي عملته،  
رجعت على سريري وأمي رجعت جنبي تسألني عامله ايه، طمنتها عليا على قد ما قدرت ولو ان شكلي باين عليه التعب الشديد مهما حاولت اداري، ولكن اللي شاغلني دلوقتي هقنع البنت دي ازاي انها تصدقني وتثق فيا لدرجة اني اسمم دمها؟!  
الموضوع شبه مستحيل بس لازم أحاول وإلا هموت أنا وهي!  
استنيت لما أمي نامت وربط جرحي بسرعه قبل ما ينزف تاني  ، مسكت تليفوني و فتحت الفيس بوك ودخلت على الاكونت بتاعها لقيت اخر ظهور ليها  من كام ساعه  ، بعت لها رساله وصفتلها فيها الوشم وقولتلها لو ظهرلك كلميني ضروري لان في خطر على حياتك  ،  
استنيتها حوالي ساعه ماردتش  ، بعتلها فويس قولتلها فيه كل الاحداث اللي حصلت لي ومن قبلها حصلت ليارا  واستنيت تاني وللأسف برده ما ردتش عليا  ،  
غلبني النوم ونمت والتليفون في إيدي  ، صحيت على صوت الاشعارات بصيت في الساعه لقيتها وصلت 8 صباحاً للأسف الوقت بيجري مني  بس اللي خلاني اتعدلت في مكاني اني لقيت البنت ردت على رسالتي وقالتلي انا عاوزه اقابلك ضروري  ،  
طبعا بعتلها فوراً وقولتلها ساعه واحده وهكون عندك  ، بعتتلي عنوان كافيه مش بعيد عني كتير،  
امي مكنتش جنبي وعلى الاغلب كانت بتحضرلي أكل ودا اتأكدت منه لما لبست وخرجت من اوضتي،  
والدي وقف قدامي وأمي بدأت تزعقلي بغضب شديد وحلفوا عليا اني مش هخرج قبل ما افهمهم إيه اللي بيحصل معايا،  
حاولت ألف أي قصه تخص لارا ولأول مره أكذب عليهم  ، ولكن مافيش في إيدي غير كدا  ،  
خرجت وانا تقريباً بجري لحد ما وصلت لقيت البنت مستنياني والرعب والفزع هو سيد الموقف  ،  
قعدت معها وبعد السلام قالتلي أن الوشم ظهر لها امبارح بليل فعلاً وكل اللي قولتهولها في الفويس حصل وانها هتجنن وتعرف انا عرفت الحاجات دي منين  ،  
جاوبتها بكل صراحة ووضوح :  
- انت هتموتي انهارده وأنا كمان هموت بعدك  وحياتي في إيدك حالياً لو عاوزه تنقذي نفسك وتنقذيني هتسمعي وتصدقي كل اللي هقولك عليه!  
البنت بصت لي بذهول وفجأة قررت انها تقوم تمشي ، حاولت اوقفها رفضت واتهمتني بالجنون،  الحقيقة انا لو في  مكانها هعمل كدا برده ،  طلبت منها تيجي معايا الحمام لثواني وبعدها تقدر تروح مكان ما تحب ،  
طبعا في الأول رفضت وخافت وبعد ألحاح كبير مني وافقت،  مشيت معايا بحذر لحد ما دخلنا الحمام بتاع الكافيه،  كان في بنت واقفه على الحوض بتغسل ايدها وتظبط مكيجها  استنيتها لما خلصت واتأكد ان ما فيش  حد في الحمام  ،  قفلت الباب علينا وبرده حاولت تعترض بس سابتني لما قولتلها اني هوريها حاجه تحت هدومي،  وبالفعل رفعت التيشرت اللي كنت لابساه ووريتها الوشم وطبعاً شكله كان عباره عن جمرة نار،  
البنت اتفزعت ورجعت لورا وهي حاطه ايدها على فمها وخايقه صوتها يطلع للناس بره ،  دموعي بدأت تنزل غصب عني وأنا بترجها :  
- أرجوك ساعديني  
هزت لي راسها بالموافقة وطلعنا بره نقعد على نفس الطربيزه اللي كنا عليها،  بدأت أحكيلها اللي حصلي من اول ما ظهر الوشم لحد اللي حصل امبارح ودخولي المستشفى فسألتني سؤال منطق :  
- طب الدكاترة ما شفوش الوشم دا ازاي  
قولتلها ان قذاف قالي ان ماحدش هيشوفه ولا حد هيعرف ينقذك ،  وطبعا السؤال المنطقي التاني :  
- امال انا شوفته ازاي؟!  
 
وكانت اجابتي انها مسحورة زيي وعشان كدا عرفت تشوفه،  كملت لها اللي حصل بكل أمانه طبعا كان صعب على عقلها يستوعب كل اللي بقوله بس لحسن حظي انها مش من الناس اللي بتنكر وجود عالم آخر وشان كدا قناعها كان سهل لحد ما وصلت للي قالهولي قرين يارا ،  
البنت كانت له بتدرس وتخصصها كان في مجال الكيميا الحيويه،  طبعا اول ماوصلت لنقطة انا تسمم دمها رفضت رفض قاطع وقالتلي بالنص :  
- انتي مش عارفه اللي انتي بتقوليه دا ممكن يعمل فيا ايه حتى لو ما موتش،  
حاولت افهمها  ان الموضوع  كل سحر  ولا يمت للواقع بصب س عقلها لسه مش مستوعب،  طب الحل اللي كان  قدامي اننا نروح للسحر الي قالي عليه القرين وهو يحاول يقنعها ،  
وفقت بعد محايلات ورجاء انها يجي معايا بس على شرط لو الكلام معجبهاش هتمشي  وهتختفي خالص من البلد عشان قذاف مايوصلهاش،  
وافقت لان مافيش قدامي حل تاني ،  خرجنا من الكافيه والساعه قربت توصل ١١ وما فضلش غير ساعه او أقل وقرينها يبقى خادم قذاف ،  
- ركبنا تاكسي  ووصفتله العنوان زي ما قلهولي القرين ،  وصلنا في خلال ربع ساعه للبيت اللي قالي عليه ،  حي شعبي بس يطمن الناس كتير في الشارع وفي قهوه تحت البيت  والبيت نفسه من  البيوت اللي ادورها قليلة ،  
هو كان في الدور التاني ،  طلعنا والظاهر ان البنت اطمنت شوية من المكان اللي كان كل ناس ريحة وجايه واطفال بتلعب وجيران بتتكلم مع بعضها بس الغرييه ان ماحدش سألنا طالعين لمين او حتى بص لنا باستغراب !  
خبط على الباب فتحت بنت صغيره سألتا  على اسمه قالتلي انه موجود وهتندهله ،  
 
طبعا استغربت جدا من الوضع الظاهر ان دا بيته ، البنت سابت الباب مفتوح ودخلت،  فضولي غلبني وزقيت الباب بإيدي براحه وقررت ابص على الشقه اللي بالمناسبة لقيتها بسيطه خالص وعاديه ومافيهاش اي حاجه تلفت النظر،  
وانا مندمجه قوي وبتلفت حواليا وسط الصاله بلف فجأة لقيته قدامي ،  
اتخضيت ورجعت خطوتين لقيت البنت في ضهري وكاتمة ضحكتها على منظري اللي طبعا كان محرج جداً،  حاولت اتدارك الموقف وانا بقوله بصوت ضعيف من الاحراج :  
- انت براء؟!  
جاوبني بلطف شديد :  
ايوه انا تحت امرك  
أنا طبعاً مكنتش مصدقه ان هو دا اللي قالي عليه القرين ، ففضلت اقيم شكله  شاب في اواخر العشرينات وللعجب انه وسيم جدا ما يبن عليه أبدا حكاية انه ممارس للسحر الاسود،  
اتنحنح بخفة وهو بيهز راسه ويسألني :  
- خير ممكن عرف حضرتك عاوزه ايه؟!  
لطفه الزايد خلاني ارتبك للحظات حاولت فيها اجمع انا جيه هنا ليه لحد ما سألته :  
- تعرف بنت اسمها يارا  
علامات التعجب على وشه شككتني أكتر ان مش دا اللي قصده القرين ابدا أكيد انا اتلخبطت في العنوان ،  بس ازاي وهو قالي انه فعلا اسمه براء اكيد مش هتلخبط في العنوان والاسم كمان ، خرجت من افكاري على صوته وهو بيقولي :  
- مدام جيتي هنا يبقى يارا ماتت  
لقيتني بقوله بصوت متقطع وكأني ما صدقت لقيته :  
- أرجوك ساعدني  
اتقدم خطوتين ناحية الباب وقفله وهو بيقولنا تعالوا ورايا،  روحنا وراه انا والبنت اللي معايا ولقيتها مسكت في إيدي بخوف واحنا داخلين في الاوضه وراه،  
 
اوضة انتريه عاديه بس مكركبه شويتين،  قفل بابها علينا ومن هنا بدأ الخوف يتملك مننا احنا الاتنين،  البنت اللي معايا همست انها هتقوم تمشي حاولت اطمنها اني معها وانه مش هيعمل لنا حاجه،  ما اعرفش انا جبت الثقة دي منين بس احساسي بيه كان مختلف ،  لا شكله ولا هيئته تبان انه ساحر او انه ممكن يأذينا،  قعد على كرسي قدمنا وبصلي بإهتمام ما حسيتوش من حد قبل كدا وطلب مني احكيله كل اللي حصل،  بصيت في ساعتي لقيت الوقت بيقرب فحكيتله اللي حص بأقصى سرعه عندي وعرفته ان فاضل اقل من ربع ساعه وقرين الينت اللي معايا هيبقى خدام لثذاف ولو حصل فهو هيعرف حالا اللي بنعمله وبكدا مش هنعرف نهرب منه،  
سمعني للنهاية بدون ما يقاطعني وحول نظره للبنت اللي معايا وسألها :  
- موافقه تساعديها وتساعدي نفسك ومش كد وبس انتي هتساعدي بنات كتير بعدك هيبقوا ضحية لقذاف،  
حسيت ان البنت زيي بالظبط حاسه من ناحية براء براحة ودا باين على ملامحها وانها بدأت تقوله مخاوفها ،  
رد عليها بهدوء غريب خلاني ببص له وانا مذهوله :  
-  انا مقدر موقفك جداً وانا لو مكانك مكنتش هقتنع باللي بيحصل دا بسهوله وخصوصا لو هتعرض حياتي للخطر بس خلينا نقول بعض الحقايق ،  
قذاف حقيقه للأسف انا بحاربه من سنين كتير ولنا عرفت اخلص عليه ازاي ولا واحده من الضحايا عرفوا يوصلولي غير يارا ولما عرضت عليها انها تسمم دمها وتنقذ نفسها والبنات اللي جابتهومله ما رضيتش رفضت واختارت الطريق السهل وهي انها تبقى عبده ليه وتصدق كلامه،  ولما الذنب تقل عليها وما بقتش عارفه تنام من قرناء البنات اللي سلمتهم جت لي بس الاوان كان فات وجسمها كله بقى وشوم الضحايا ومكنش ينفع اعمل لها اي سحر في جسمها والا كانت هتموت مني ،  بس انني وضعك مختلف انتي لسه الوشم ماظهرش في جسمك بشكل نهائي مش زي أميره سمك لسه بيور وبكدا تبقى انتي الحل المثالي بالنسبه لي وهأكدلك تاني حياتك هتبقى في آمان مجرد ما قذا يضعف انا هخلص عليه وأميره هتعمل اللي هقولها عليه وقتها هافوقي وترجعي زي الاول،  
البنت قامت وقفت وفضلت تفكر وهي بتلف حوالين نفسها وانا ببص في الساعه كل دقيقه تقريباً ،  لقيته قرب مني ومسك ايدي،  انا بصيت له بدهشه وقلبي بدأ يدق بسرعة رهيبه لقيته بيقولي :  
- ما تخافيش انا مش هسيبك لقذاف  
وبعدين ساب ايدي وقالها :  
-  التعويذه هتاخد وقت لازم نبدأ حالاً  
الخوف والرعب بانوا عليها جداً لدرجة انها صعبت عليا فقولتله :  
- طب ينفع تعملي انا كدا  
وبحزن شديد بان عليه قالي :  
- قذاف هيعرف لو قولت اي تعويذه عليكي  
في وقتها البنت قالت وعنياها مليانه دموع  :  
- تمام انا موافقة  بس ارجوكم اوعوا تسيبوني انا والدتي ممكن تموت لو جرالي حاجه  
حسيت بيها جدا وخصوصاً اني في نفس الوضع وبرغم كدا ما قدرتش غير اني اخدها في حضني واقولها :  
-  لو حكمت اني اضحي بنفسي عشانك صدقيني هعمل كدا  
براء قاطعنا وهو بيقول :  
- يلا نبدأ عشان معدتش وقت  
شال التربيزه اللي كانت قدمنا وحطها على جنب وطلع صنينه خشب مدوره قلبها الناحية التانيه لقيت لونها أسود وعليها وشم يانترا  مرسوم بشكل بارز وظاهر !  
حطها في النص وطلع احجار غريبة بالوان اغرب وحط  حجر على كل برج من ابراج  الوشم  وعلى العمودين حط عصيتين خشب  ،  
وبعدين قام شد ستاير الاوضه كلها لحد ما بقت ضلمه جدا  ، قعد قدام الديرة الخشب وبدأ يقول كلام بلغة مش مفهومه   ، الأحجار دي بدأت تنور حجر ورا حجر والعصيتين الخشب ثابتين في مكانهم  لحد ما اخر حجر نور بدأت الأحجار دي تترفع لفوق وتلف حوالين العصايتين  ،  
 
وبعد لحظات وقفوا العصايتين بشكل أفقي  شبه الوشم بالظبط ووقفتهم عليهم الأحجار بشكل رأسي كل دا وبراء لسه بيتمتم بكلماته الغريبة وأنا والبنت اللي معايا ماسكين في بعض من الخوف  لحد ما العصايتين والاحجار اتحركوا ووقفوا فوق دماغ البنت وفجأة ومع أخر كلمه ليه وقعوا عليها  ،  
هي اغمى عليها والأحجار اختفت ورجعت الضلمة تاني زي ما كانت،  
قام براء من مكانه وفتح النور واداني ورقه ومعها شارة عليها رسمة يانترا وقالي على اللي هعمله لما أروح لقذاف  ،  
بصيت على البنت لقيتها بدأت تفوق قالي ان ما فيش قدمها غير ساعتين بالظبط في الوقت دا لازم نكون عند قذاف وانا المفروض هسيبهاله وهمشي او هعمل نفسي مشيت وهستنى لحد ما يبدأ يعمل طقوسه وبمجرد ما دمها يتنقل له بعد بنص ساعه هيبدأ يتعب ساعتها هيكون هو معايا هندخل انا هاخد  البنت واعمل اللي قالهولي وهسيبله قذاف  ،  
بالفعل فوقت البنت ونزلنا ووقفنا تاكسي وروحنا على عيادة قذاف، البنت استقبلتنا كا العادة ودخلتنا عنده  وقتها الساعة كانت لسه 1 طبعا بص لي باستغراب وازاي انا جايه قبل معادي بساعتين  ،  
عملتله حركه بعيني فهم منها انه غصب عني  ، وبدأت أحكيله اللي حصل مع البنت وانها محتاجه مساعدته  ، طلب مننا نمشي معاها ودخلنا الاوضه اللي دخلهالي قبل كدا وبدأ يعيد نفس السيناريو  ،  
بدأ يعمل الطقس المعتاد وبدأت أنا احس بألم رهيب مكان الوشم والبنت اللي معايا تقريباً بترتعش من الرعب  ، فجأه بدأت دماغها تتقل وهو بيردد كلماته الغريبه الوشم بدأ يظهر على كف إيديها ويترسم بالدم وقذاف ملامحه بتتغير وانا مكان الوشم بتاعي بدأ يبقى نار،
 
الاوضه بدأت تلف بيا والبنت تقريباً فقدت الوعي ووقعت على الأرض، قذاف وقف تعويذته وبصلي بصه غريبه وقتها حسيت اني هموت من الخوف  ،  
بدأ يقرب مني وعينه بطلع شرار مسكني من رقبتي وبدأ يخنقني وهو بيقولي :  
- أنتِ عملتي فيها إيه؟!  
نفسي بدأ يختفي وانا بحاول أشيل إيده من على رقبتي بس هو كان أقوى مني بأضعاف  ،  
بدأت اتحرك تحت إيده زي المجنونه وخلاص تقريباً باخد أخر نفس ليا لقيت براء كسر الباب ودخل  الاوضه، قذاف سابني اقع على الأرض وانا بكح بشكل فظيع وبحاول ادخل هوا لصدري قبل ما افقد الوعي  بس للأسف ما قدرتش وأغمى عليا!  
ما اعرفش قعدت قد إيه بس سمعت صوت قريني في ودني بيفوقني  ، فتحت عيني وانا حاسه بدوخه والاوضه بتلف حواليا، حاولت اتحامل على نفسي وقمت بتسند على الأرض وشايفه خيالات كتير قدامي  ،  
بدأت ادور على البنت وانا بحاول اتوازن وللأسف مش شايفه كويس ومش عارفه ايه اللي بيحصل حواليا  ، فجأة الصوره بدأت توضح وشوفت براء مربوط ومتكمم ودماغه تقريبا بتنزف  ، جريت عليه زي المجنونه أحاول افك ايده وانا بسأله إيه اللي حصل؟!  
شال الكمامه من على فمه وهو بيقولي برعب باين على كل ملامحه :  
- يلا بينا من هنا بسرعه  
مصدقتش وداني ووقفت اسند على الحيطه ورايا وانا بقوله :  
- يلا فين؟! فين البنت اللي كانت معنا  
هز راسه بأسف وهو بيقولي :  
- للأسف صعب ننقذها  
محستش بنفسي وانا بمسك قميصه وبصرخ فيه :  
- يعني إيه الكلام دا ؟! انت وعدتها انها هتبقى كويسه وانا وعدتها اني هضحي بنفسي عشانها لو انت كداب انا مش كدابه، قولي بسرعه وداها فين؟!  
شال ايده من عليه بحزن وهو بيقولي :  
- قذاف مش هيعرف يموتها لان دمها مسمم بس للأسف انا ما اعرفش هو اخدها فين ومعتش قدمها وقت وتموت من السم اللي في دمها،  
كملت صراخ في وشه وانا مش مصدقه اللي هو بيقوله :  
- طب وهو هياخدها ليه وهو اكيد عرف انك سممتها؟! وبعدين انت مش قولتلي مجرد ما يضعف هتخلص عليه؟!  
بدأ يزعق بعصبية :  
- كتفني وهرب وما اعرفش راح فين  
فضلت الف حوالين نفسي ادور على ايه مراية  ، طلعت بره الاوضه لحد ما لقيت مراية في درج من ادراج مكتبه، طلعتها وبدأت اتمتم بالكلمات اللي حفظهالي قرين يارا لحد ما طلع قريني ، سألته عن مكان البنت قالي انها مع قذاف وقذاف حالياً في مخبئه بيحاول يعالج نفسه  ،  
وبعد إلحاح قالي مخبئه، أخدت براء وجرينا على المكان اللي قالهولنا قريني، منطقة مهجوره وفيها مكب نفايات  ، حاولت امسك نفسي أكتر من مره اني ما اتقيئش من الريحة الكريهة جدا اللي انا شماها  ،  
وصلنا عند قذاف ولحسن الحظ ان المكان اللي كان فيه مكنش في باب  ، حاجه كدا شبه العشه، دخلنا احنا الاتنين لقيناه ممد على الأرض والبنت مرميه جنبه، حمدت ربنا اني اخدت المرايه معايا اللي بقدر اتواصل بيها مع قريني  ،  
خليت براء ساعدني وشلنا البنت وقذاف لسه نايم الحقيقه معرفش هو نايم ولا بيستعيد قوته  اللي همني وقتها اني انقذ اببنت دي بأي تمن  ،  
طلعت مرايتي واستدعيت قريني وبدأت اعمل الطقوس اللي قالي عليها براء وهو دخل لقذاف مره تانيه، بدأت أسمع صوت براء وهو بيصرخ بكلام مش مفهوم ودا خلاني اترعبت اكتر ، حاولت اركز في الورقه اللي معايا واقول الكلام اللي فيها وانا حاطه ايدي على الوشم اللي في ايد البنت ولكني فقدت تركيزي لما سمعت صوت قذاف المرعب  ،  
ملامح قريني في المراية بدأت تتغير ويظهر عليه الخوف الشديد، حاولت اتجاهل كل اللي بيحصل حواليا لحد ما خلصت اللي مكتوب في الورقه وفي نفس اللحظه صوت براء اختفى وضحكات قذاف بدأت ترج المكان اللي انا فيه،  
فضلت افوق البنت اللي قدامي وأنا ببكي من الرعب انها تكون ماتت وصوت قذاف واصلني وهو بيردد  اسمي ، فضلت اترجها تفوق وبعد ما قربت افقد الأمل لقيتها بدأت تفوق وتفتح عينيها  ،  
قولت لقريني يستدعي باقي القرناء بس رد عليا ان الوقت فات وهو بقى سجين قذاف تاني  ،  
فوقت البنت بسرعه وسندتها وبدأت اجري في محاولة يائسه للهرب  ، وفعلا لقينا مكان مهجور زي ما يكون مبني بس لسه بيتبني  ، دخلنا فيه ورينا جنب الحيطه وانا والبنت بنعيط بشكل هيستري وبنحاول نكتم في صوتنا مش عارفين من الخوف والإلم الوشم بدأ يسببلي ألم لا يحتمل  ،  
فجأة لقينا قذاف واقف قدمنا بيضحك ضحكته المعتادة  ، وبيقولي :  
- انتي فاكره انك هتضحكي عليا  
وقفت قدام البنت وقولتله بشجاعه حاولت اتمسك بيها :  
- سيبها في حالها وخدني انا هي ملهاش ذنب  
قرب مني ومسك دراعي وكأنه هيكسره في إيده وقام للبنت ورايا ومسك ايدها هس كمان وجرنا وراها زي الخرفان وهو بيقول :  
- انا هاخدكم انتوا الاتنين ..  
- وفي لحظة يأس بدأنا نبكي فيها واحنا متساقين لمصير افظع من الموت لقيت الدنيا نورت واتلف حوالينا عشر قرناء لعشر ضحايا وبحواليهم عشر تانين في دواير ورا بعض لحد ما وصلوا لأربع دواير،  
اول مره من ساعة ما شوفت الشئ دا المح في عينه الخوف والرعب، ايده بدأت ترتعش وكلماته الغير مفهومه بيقولها بشكل هستيري وصوت عالي جدا،
استغليت ضعفه وشديت إيدي من إيده وأخدت البنت ورجعنا ورا وسيبناه لوحده وسطهم فضل يصرخ بنفس الكلمات ويلف حوالين نفسه  وهما يضيقوا الدائرة عليه  لحد ما صوته بدأ يختفي،  
ما قدرتش اقف اشوف اللي بيحصل واخدت البنت وجرينا في اتجاهين مختلفين  وصوت صراخ قذاف واصلنا،  
انا روحت ناحية العشه اللي فيها براء وهي راحة ناحية الطريق، حاولت توقفني واهرب معاها بس انا رفضت اسيبه في المكان دا حتى لو هو ميت وطلبت منها تهرب  ،  
كملت جري ناحية العشه وقبل ما اوصل لقيتها ورايا وقالتلي انها مش هتسيبني لوحدي،
دخلنا العشه لقينا براء مرمي على الارض حاولنا نفوقه ما عرفناش بس الحمد للله انه كان لسه بيتنفس  ،  
سندناه احنا الاتنين وطلعنا على الطريق نوقف اي عربيه، ولحسن حظنا ان اول عربية وقفت لنا واخدتنا على اقرب مستشفى  ،  
الدكاتره فحصوا براء وقالوا انه ممكن يكون سبب الإغماء ان ضغطه واطي وحقنوه بمحلول فيه شوية ادوية لحد ما فاق  ، شكرنا على اللي عملناه معاه وأحنا شكرناه على وقفته جنبنا وخرجنا من المستشفى كل واحد في طريقه ،  روحت على البيت وانا حاسه اني الحمد لله فوقت من الكابوس اللي كنت فيه  ، لقيت اهلي مستنيني حضنتهم زي ما اكون مش مصدقه اني عايشه  ، قعدت معهام وأكلت وانا حاسه اني مكلتش بقالي سنه وبعدها استأذنت منهم ودخلت أخدت حمام دافي واول حاجه عملتها اني بصيت على مكان الوشم ملقتوش  ،  
حسيت براحه فقدتها من سنين وروحت نمت على سريري وفي دقايق كانوا كلهم قدامي  ،  
للحظه اتخضيت من وجودهم حواليا وسألته باستغراب :  
- جايلي ليه تاني ؟!  
الحقيقة فاجأني وهو بيشكرني على مساعدتي ليهم، للحظه مكنتش فاهمه حاجه وانا بقوله :  
- انا اللي المفروض اشكركم  على قتلكم لقذاف  
ابتسملي ابتسامه غريبه وأختفى  ،  
احساسي كان بيقولي ان في حاجه غلط بس كدبته وكملت نومي وأنا مقرره أني مش هسمح لحاجه تخليني أعيش التجربة دي تاني ومن بكره الصبح هبدأ أتعلم  السحر الأسود ومحطتي الأولى هتبقى براء!   ….
 
النهاية.....  
 
 
 
 
 
 
 
     
 
 

You've reached the end of published parts.

⏰ Last updated: Feb 16, 2020 ⏰

Add this story to your Library to get notified about new parts!

يانتراWhere stories live. Discover now