عندما أبصرت الحقيقة .. حقائق لا يسع اهل نجران جهلها

ابدأ من البداية
                                    

انتقال رئاسة الدعوة السليمانية إلى نجران:

بعد أن استلم محمد الدعوة في طيبة حصل بينه وبين الزيود حرب هزم فيها، فخرج إلى القنفذة يريد الهرب إلى الهند، إلا أن الإسماعيلية اليامية في نجران دعوه ليكون بينهم، فحضر إلى بلاد نجران، وسكن بلدة بناها وأسماها الجمعة وهي الآن خراب. وبوصول الداعي محمد بن إسماعيل المكرمي إلى نجران تولى السلطتين الروحية والزمنية، وأيقظ النشاط الحربي في اليامية -وهم المعروفون بالغارات والغزوات-، واشتغلوا مرتزقة لمن يدفع لهم المال (وقد سبق ذكر ذلك في تاريخ نجران).

واستمرت قرية الجمعة مركزاً للمكرمي حتى سنة (1352هـ) حيث انتقل إلى "حبونة". وفي عام (1370هـ) انتقل إلى "خشيوة" وهي مقر الداعي المطلق إلى الآن.

وأصبحت نجران موطن الفرقة السليمانية الطيبية المستعلية الإسماعيلية إلى اليوم، ولها أتباع في كل من اليمن في منطقة "حراز" التي يوجد فيها بالإضافة إلى السليمانية داؤودية وزيود وشوافع وفي الهند في بمباي وسورة وكجرات وأحمد اباد وبدرباغ وحيدرأباد . وقد اشتهروا بصناعة الزجاج إلا أن السليمانية في الهند أقل من الداؤودية.

افتراق فرقة المكارمة السليمانية الإسماعيلية إلى حسينية ومحسنية:

أصحبت نجران هي موطن داعي السليمانية، وكل داع يوصي عند وفاته بمن يخلفه. وفي عام (1413هـ) كان داعي السليمانية يسمى الحسين بن الحسن المكرمي، ونائبه يدعى محسن بن علي المكرمي وهو وكيله والمسؤول عن بيت المال.

وكان محسن يعظم ويقدس لاعتقاد الأتباع أنه هو الخليفة لحسين. إلا أنه بعد وفاة الحسين وجدوا خلفه ورقة الوصية تنص على أن الخليفة بعده رجل يسمى الحسين بن إسماعيل المكرمي (وكان يسكن الطائف). وصارت هذه الوصية بمثابة الصاعقة على محسن لأنه بموجب تنفيذها سوف يواجه مستقبل غامض، وسيفقد منصبه ومكانته وتعظيمه من قبل الأتباع والأهم أيضا بيت المال، فرفض هذه الوصية، ,وأعلن خروجه على الحسين بن إسماعيل، ونصب نفسه داعياً مطلقاً للمكارمة الإسماعيلية. فانقسم المكارمة قسمين: قسم إنساق مع محسن، وقسم يؤيد الحسين بن إسماعيل. وذهب المؤيدون لحسين إلى الطائف وبشروه بانتقال الإمامة إليه فاستبشر، وجاؤوا به إلى نجران ليتسلم منصبه ويستقر في "خشيوة" المقر الرئيسي لمذهب الإسماعيلية المكارمة. عند ذلك لجأ محسن إلى استخدام السحر لصرف الحسين بن إسماعيل عن هذا المنصب وسكنى "خشيوة" فأثر السحر في نفس الحسين فكره "خشيوة"، وأصيب بمرض فقام أتباعه وعرضوا أمره على السحرة فكشفوا لهم السر بأن محسن هو الذي سحره. ولما اتهم محسن بذلك قام وفضح من كان قبله، وأن هذا المنصب لم يدرك إلا بالسحر من قبله، وأنها جادة مسلوكة من قبله في كل أدعياء المكارمة، فاستولى على "خشيوة" وبسط نفوذه على بيت المال. أما الحسين بن إسماعيل فقد استقر في "دحضة". واستمر أتباع الحسين بن إسماعيل في ممارسة الضغوط على محسن حتى شهر ذي القعدة من عام (1416هـ) حيث استطاع الحسين بن إسماعيل وأتباعه ان يستعيدوا المركز الرئيس للفرقة، والجامع الكبير وبيت المال، بعد أن تركها محسن وقد اختلس مبالغ ضخمة تقدر بعشرات الملايين من خزينة بيت المال. ولا يزال الخلاف قائماً بينهما إلى هذا اليوم. وبذلك تكون السليمانية قد افترقت إلى: الحسينية والمحسنية. والداعي الحالي وهو الحسين بن إسماعيل تعتبر نشأته غامضة. وهو إنسان عامي ولم يدرس دراسة نظامية حتى أتباعه لا يعرفون عنه شيء وكأن لسان حاله يقول:

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: May 17, 2008 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

عندما أبصرت الحقيقة .. حقائق لا يسع اهل نجران جهلهاحيث تعيش القصص. اكتشف الآن