عندما أبصرت الحقيقة .. حقائق لا يسع اهل نجران جهلها

5.5K 4 2
                                    

المقدمة

الحمد لله الذي خلقنا ولم يتركنا هملاً، ودلنا على توحيده بأنواعه الثلاثة بقوله سبحـانه :  رب السماوات والأرض وما بينهما فاعبده واصطبر لعبادته هل تعلم له سمياً .

وأبان لنا سبب خلقنا فقال تعالى : وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون فلا تصرف العبادة إلا لله ولا ركوع ولا سجود إلا له تعالى حيث قال سبحانه: يا أيها الذين آمنوا اركعوا واسجدوا واعبدوا ربكم وأفعلو ا الخير لعلكم تفلحون  وعلم عباده أن يقولوا : إياك نعبد وإياك نستعين  فلا يستعان إلا بالله فيما لا يقدر عليه إلا هو سبحانه، والله قريب من عباده :  وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداعي إذا دعان فلا يتخذ الشفعاء والوسطاء عنده في الدنيا، ولا تصرف العبادة لأحد بدعوى القربى والشفاعة لأن ذلك حال المشركين :  ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى ، ودين الله واضح ليس فيه خفاء ولا أسرار ولا أخذ للعهود والمواثيق على الكتمان قال تعالى : وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيننه للناس ولا تكتمونه فنبذوه وراء ظهورهم واشتروا به ثمنا قليلاً فبئس ما يشترون  وقال سبحانه :  إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعدما بيناه للناس في الكتاب أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون ، والإسلام هو دين الحنيفية السمحة لا يزيغ عنها إلا هالك، وهي من السهولة بحيث أن الأعرابي يأتي إلى النبي  وفي جلسة يكون داعياً إلى الله ومبشراً بهذا الدين، والله قد جعل لنا مرجعاً عند الاختلاف فقال سبحانه: فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسولوالرد إلى الله رد إلى القرآن والرد إلى الرسول  رد له في حياته ولسنته الثابتة بعد مماته.

أما المكارمة فقد لخص العلماء حالهم بأخصر عبارة فقالوا: " دعاتهم زنادقة وعوامهم رافضة"، دعاتهم زنادقة إذ اتخذوا موالات آل البيت ستاراً لبث سمومهم الإلحادية ، إذ ألحدوا في أسماء الله وصفاته وجحدوا أن يكون الله خالقاً- تعالى الله عما يقولون- ولما كان هذا الإلحاد لا تقبله أصحاب الفطر السليمة صبغوا مقولاتهم بصبغة فلسفية معقدة صعبة مستقاة من الفلسفة الافلاطونية والفيثاغورية ملبسين دينهم لباس الكتمان والألغاز الذي لا يصل إليه كل أحد إذ أن المكرمي أدخل في عقول أتباعه مبدأ التسليم بدون حجة، لأن عقولهم لا تقدر على إدراك العلم المكنون الذي يخفيه، فكان العامة متبعين له عن جهل في دينهم متأثرين بما أظهره من موالاة آل البيت وزهد في الدنيا مزعوم، وما أوعدهم من صكوك الغفران ودخول الجنان، فكانوا كأسراب القطا متبعين له بدون إعمال فكر، بل كانوا كالفراش يتهافتون على النار متخذين دين الرافضة منهجاً في العبادة، إذ أقرب القرب عندهم تلحيس الركب، وسب الأصحاب، والتوسل الشركي بأصحاب القبور، والتمرغ عند عتباتهم، في غفلة عجيبة، ولسان حالهم يقول: إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مقتدون ، وزاد الطين بلة أن جعل المكرمي تقديسه مرتبط بمشايخ القبائل فالطعن فيه طعن في القبيلة، والكلام فيه كلام في العرض. فأصبحت الحمية حمية جاهلية للعشيرة والقبيلة:

You've reached the end of published parts.

⏰ Last updated: May 17, 2008 ⏰

Add this story to your Library to get notified about new parts!

عندما أبصرت الحقيقة .. حقائق لا يسع اهل نجران جهلهاWhere stories live. Discover now