في غُرفَةِ جيون.

Start from the beginning
                                    

صَرخَ مُجَدداً حينَما لَم يَتلقى رداً وَلكِن قابَلهُ السّكونُ مُجدداً فتَنهَد واردَف.

" إفتَحِ لي البابَ إذاً سأُحَدِثُكَ قَليلاً ثُم ارحَل...مازِلتُ اشتاقُ لِصَديقي كَما تَعلَم ؟ "

إنتَظرَ قليلاً فَسمِعَ خُطواتِ جونغكوك تَقتَرِبُ مِنَ البابِ وتَفتَحُه بِبُطء ، وَلكِنهُ سُرعانَ مافَتحَ
الباب وعادَ الى فِراشِه مُستَلقِياً بإحباط.

" يا إلَهي ! هَل إستَقبَلتَ مِهرَجانَ طينٍ لِلخَنازير ؟! رائِحَةُ غُرفَتِكَ مِثلَ زَريبَةِ الحيوانات ! "

قالَ جيمين مُمازِحاً فورَما دَخلَ الغُرفه ، لَكِن لا حياةَ لِمَن تُنادي.

" هوّن عَليك ! ، فَتاةٌ سَخيفَةٌ مِثلَها لا تَستَحِقُ كُلّ هَذا العَناءِ والتّعب "

حالَما سَمِعَ جونغكوك كَلِماتَهُ تِلكَ فَتحَ عينيهِ نَتيجَةً لِكَلامِ جيمين.

" هيَ تَبدوا رَخيصَةً حَقاً ! ، اعني...هَل رأيتَ وَجهَها ؟! كيفَ احبَبتَها اصلاً ؟!! "

" إذا كُنتَ تَعتَقِدُ ذَلِك فالتَخرُج مِن هُنا فوراً ! "
لَم يُكمِل جيمين جُملَتهُ المُهينَةَ لِحُبِ جونغكوك الاول إلا وَقد تَم مُقاطَعته.

" إهدأ ! انا اقولُ الحَقيقَةَ فَقط ! "
قالَ جيمين بِنَبرَةٍ مُستَفِزّه...

" اللعنه ! ، انتَ لا تَعلَمُ فَقط..."
وكّم احبَ جونغكوك اخفاءَ مَشاعِره ! اربَعُ كَلِماتٍ فَقط خَلفَ كُلّ حَرفٍ مِنها مُعاناةٌ اخرى تَصِفُ مُعاناةً اخرى
اكبَرَ مِنها.

" يا إلهي يا ابنَ جيون...انتَ تُبالِغُ مُجدداً ! انتَ لا تُحِبُها ولا تَعلَمُ لونَها المُفَضّل ، هَل عَلِمتَ
ما بُرجُها ؟ او حتى ما طَعامُها المُفَضل ؟؟ لا تّتَظاهَر بأنّك تَهتم لَطالَما كُنتَ قِطعَةً مُجَمـ "

" اجل ! اجل انا لا اعلَمُ ما بُرْجُها ولا لونُها المُفضل ولا طَعامُها الذي تُحِبُه ولا اعلَمُ حتى ما الاشياء التي تُفَضِلُها
ولا اذكُر حتى مَتى وُلِدَت ولا اعلَمُ مَعلوماتٍ كافِيَةً عَنها ! وَلكِن...
إيّاكَ ابداً ان تَظُنَ بأنّ مَشاعِري مِن اجلِها مُزيّفه !! ، اجل ظَننتُ ذَلِكَ انا ايضاً لِمُدَةٍ طَويله ! اطوَلَ مِن ما تَتَخيّل ، لَكِن إتَضحَ
في النّهايَة بأنني وَقعتُ لَها مُنذُ ان تَكلمتُ مَعها اوّلَ مَره !! حَسنا ؟ انا اعتَرِف الأن !! هَل انتَ مُرتاح ؟! "
ابتَلعَ ماءَ جوفِهِ بِصُعوبَةٍ ثُم اكمَل : " وَلكِن...هَل تَظُنّ بأنها تَعلَمُ كَم احبَبتُها ؟ "

لَم يَستَطِع ان يُكْمِلَ بِسَببِ الدّموعِ التي داهَمت وَجنَتيه...
"ماهَذا ؟ هَل انا ابكي ؟ "

اومأ جيمين لَهُ بِحُزن بيْنما يَلعَبُ بأصابِعِ يَدِهِ وَلكِنهُ تَحدَث :
" ما نوعُ الفَتياةِ التي تَجعَلُ رَجُلاً يَبكي ؟ ، مَن تّكونينَ يا جون ؟ "

" هِيَ مَن سَلبَت عَقلي مِنّي وسَرقَت قَلبي وإستَعبَدت احاسيسي...وتَحَكمَت بِحياتي وَجعَلت كُلّ شيءٍ يَنهارُ فوقي
بِقرارٍ واحِدٍ مِنها ! كَم اثرَت فيَ هَذهِ الفَتاةُ الغَريبَة ! "

قالَ جونغكوك مُسارِياً جيمين في الكلام بينَما يَبتَسِمُ قَليلاً وَيُجاهِدُ دُموعَهُ كَثيراً.

وَقفَ جيمين وسَحبَ الاخر نَحوَ حِضنِهِ بِدون اي كَلِمَةٍ اخرى لِتَتعالى صوتُ شهقاتِ جونغكوك التي لَطالَما حاوَلَ كَتمَها...
" هِيَ سَتعود...عاجِلاً ام اجِلاً "

وَحمداً لِله بأنّ جونغكوك إمتَلكَ صَديقاً يَعلَمُ كيفَ يَستَفِزُهُ حتى يُخرِجَ مشاعِرَهُ الحَقيقيه...في النّهايَةِ سَيُساعِدُه هذا
في الشّفاءِ مِن الاجراحِ الحَديثَةِ والقَديمه !

***

نَظرتُ نَحوَ هاتِفي مُفَكِرَةً : " هَل كانَ ما فَعلتُهُ صَحيحاً ؟ ، هَل سأندَمُ لاحِقاً ؟ "

كانَت إجابَتي لِنَفسي واضِحَةً وصَريحه...لا في السّؤالِ الأوّل و نَعم في الاخر.

لَطالَما تَصرّفتُ مَع كُلّ مَشاكِلي بِدرسِ المَوقِفِ اولاً وَلكِنّ ذَلِكَ الجونغكوك يَجعَلُني خارِجَ نِطاقِ التّفكير.

هُوَ يُخرِجُني مِن العالَمِن الحَقيقي ويَسحَبُني لِعالَمٍ لا يوجَدُ سِوانا فيه...

وكَم أُحِبُ ذَلِك ! ، لَكِن عَليّ ان اتعَلّمَ كيفَ اترُكُ الامورَ واتَخلى عَنها ! عَليّ التّحلي بالقُوَةِ وَحدي.

وَلَكِن مَن اخدَع ؟
نَظرتُ مُجّدداً الى حِسابِهِ الذي قَد حَظرتُه بالفِعل مُنذُ مُدّة...

"لَن تَصِلَني رسائِلهُ بَعدَ الأن صَحيح ؟"
سألتُ بِصوتٍ مَسموع في غُرفَتي ، يُتعِبُ التّفكيرُ رأسي ويَجلِبُ لهُ الصداع !

ماللذي فَعلتَهُ لي جيون جونغكوك !؟!

استَلقيتُ على فِراشي وقَد فَتحتُ الصّور التي إلتَقَطتُها له اتأمَلُ كُلّ كَبيرَةٍ وصَغيرَةٍ في وَجهِه.

" هَل سأراهُ مُجَدداً ؟ "

———

اريدُ ان اراكِ...إشتَقتُ لكِ...انا اعلَمُ بأنكِ مازِلتِ تُحبينَني لَكِنكِ تُنكِرين...

لَن ألومّكِ...فَعلتُ ذَلكَ ايضاً سابِقا ، وانا مُستَعِدٌ لإعطائِكِ كُلّ الوَقتِ الذي تَحتاجينَ وَحدَكِ.

سأكونُ هُناكَ انتَظِر...

———

apricot flower || J.JK ✔︎Where stories live. Discover now