إحدى عشر دقيقة

Start from the beginning
                                    

عندما تلامسا , فى العتمة الكاملة , نسيت العاهرة والزبائن وامها وأباها . كانت قد قضت فترة ما بعد الظهيرة نتساءل عما بامكانها ان تفعل لتسعد رجلا أعاد اليها كرامتها , وأفهمها أن البحث عن السعادة يفوق فى أهميته الأهمية التى نوليها للألم وضرورته فى حياتنا .

اريد أن يجعلنى اكتشف شيئا جديدآ , لان هذا ما يسعده . بالأمس أظهر لى سر العذاب , وحكى لى قصة الدعارة والعاهرات , عاهرات الشارع والعاهرات المقدسات . يسعده أن يعلمنى . فليرشدنى اذن وليعاملنى . اريد أن اعرف كيف يبلغ الجسد نشوته قبل الروح , الأيلاج والمتعة .

مدت ذراعها نحوه , وطلبت اليه أن يحذو حذوها . دمدمت بعض الكلمات , هذا المساء , فى هذا المكان المجهول المنسئ الذى لا طابع له , أريد أن يتلمس جلدى , وهو الحد الفاصل بينى وبين العالم .

سالته أن يتحسسها بيديه , لأن الأجساد تتفاهم قبل الأرواح , أن يلمسها وتلمسه متجنبين المناطق المثيرة فى جسديهما , وكأنهما يتعقدان ذلك لكى يطيلا أمد الرغبة البطيئة المتمهلة , لا تلك التى تشعر فيها الطاقة الجنسية باندفاع لا رجوع منه .

لامست أصابعه وجهها فاشتقت فيها رائحة الأصباغ , رائحة معاندة لا يستطيع ازالتها , حتى لو غسل يديه ملايين المرات , رائحة رافقته منذ الولادة , منذ أن لمح أول شجرة , أول بيت , ورسمها فى أحلامه . وهو أيضاً لا يدر أنه أشتم رائحة ما فى يديها , لكنها تجهل مصدرها , ولا تريد أن تعرف , لان كل شئ يصير جسدها فى هذه اللحظة , والباقى صمتآ . تتداعب جسده ويداعب جسدها , وبامكانها ان تبقى هكذا طوال الليل , لأن هذا ممتع ولذيذ ولا يفضى بالضرورة الى اى فعل جنسى . وفجأة , لأن الامر كذلك , لأنها حرة ولا تمارس ضغوط عليها ولا اكراه , أحست بحرارة تسرى بين فخذيها , وبأن عضوها رطب . بعد قليل , سيلامس عضوها ويجده رطبآ . ولا بأس أن كان ذلك جيدى أم سيئآ . المهم أن جسدها يتفاعل بهذه الطريقة , ولا تنوى ان تقود الرجل فى خطواته , كأن تقول له مثلا ألمسنى هنا أو هناك , بطريقة أبطأ أو بأيقاع أسرع ...

ها ان يدى الرجل تتجهان الان الى تحت ابطيها فينتصب وبر ذراعها . تريد أبعاد يديه لانها تشعر بالألم . داعبته فى المكان ذاته . لاحظت أن ملمس البشرة تحت ابطيه مختلف تمامآ عنها, هل السبب مزيل الرائحة الذى يستعمله ؟ لكن ما بالها تفكر على هذا النحو ؟ يجب الا تفكر بشئ أطلاقا . يجب أن تلمس جسده بيديها ...هذا كل شئ .

رسمت أصابعه دوائر حول نهدها , كما يرسم الحيوان المفترس الدوائر حول الفريسة التى يتربص بها . ودت لو تتحرك أصابعه بسرعة أكبر فتلامس حلمتها . تستبق أفكارها لمساته . لعله يتباطآ فى حركاته لكى يستفزها فتسرى اللذة على مهل مؤجلة الفعل الجنسى الى ما لا نهاية , تنتصب حلمتاها . يعبث بهما قليلا . يقشعر شعربدها ويذوب عضوها رغبة . يجيل الأن اصابعه ويمررها حول بطنها نزولا حتى ساقيها وقدميها . يدخل يديه بين ساقيها , ويتحسس حرارتها دون أن يقترب لمساته عذبة , خفيفية , ذات خفة هاذية .

You've reached the end of published parts.

⏰ Last updated: May 12, 2008 ⏰

Add this story to your Library to get notified about new parts!

إحدى عشر دقيقةWhere stories live. Discover now