CH.1

3.6K 172 56
                                    




أغلق َ باب غرفته ِ ليقع َ خلف َ الباب محتضنا ً ركبتيه .
رجفة ٌ سرت في جسده ِ داعية ً إياه ُ للبكاء .
دموعه ُ سقطت مبتعدة ً عن جفنيه .. و يال الحظ ّ التعيس .
مُحرج ٌ من حقيقة ِ أن ّ والدته ُ رأته ُ يرتدي فستانا ً ، و تلك َ كانت غلطته ُ لأنه نسي َ الباب مفتوحا ً .
شهقة ٌ تسربت من بين ِ شفتيه و دموعه ُ إستمرت في النزول .
محرج ٌ من والدته حدّ الموت ، كما أنها لا تساعده ُ أبدا ً ..
طبيب ٌ نفسي ؟ كيف َ استطاعت عرضه ُ على طبيب ٍ نفسي ؟ 
لقد أخبرها مرارا ً و تكرارا ً أنه لا يعاني من شيء ٍ لتعرضه ُ على الطبيب النفسي .
كل ّ ما فعله ُ هو أنّه ُ يحب ُّ ملابس َ الفتيات ، يحب ُّ كيف َ أن ّ تفاصيلها دقيقة ٌ جدا ً .. كما أنّه ُ يحب ُّ تجربتها و قياسها .
رفض َ عدّة َ مرات ٍ الذهاب َ إلى الطبيب النفسي ، لكنه ُ أُخذ َ بالقوة ِ و لم ينطق بشيء ٍ .
هو متأكد ٌ من أنه ُ سليم ، لا يعاني من شيء .. متأكد ٌ تماما ً .
نهض من الأرضية ِ القاسية ِ الباردة ِ ليتفحص َ مجموعة الملابس ِ التي قد ّ ترفّه ُ عنه ُ و تنسيه ِ ما حدث .
أخرج َ لنفسه ِ شيئا ً يرتديه ثم ّعاد َ ليتأكد َ من أن الباب مغلق ٌ جيدا ً ..
خلع َ معطفه ُ بهدوء ٍ شديد ، يحدّق ُ في نفسه ِ بالمرآة ، عيناه ُ الواسعتان متورمتان ِ ..أنفه محمّر ٌ بشدة ٍ و شفتيه ِ الممتلئتان مبتلتان ِ بالدموع .
تأمل َ مجموعة َ الفساتين المرصوصة ِ بعناية .. جميلة ٌ جدا ً ..
لامست يده ُ أقمشتها و تأملها لنصف ِ ساعة ، قبل َ أن يُخرج َ تنهدا ً مكبوتا ً و يعود َ للملابس ِ الملقاة ِ على سريره .
كنزة ٌ واسعة ُ و سروال ٌ داخلي ٌ قصير .
حدّق َ في ساقيه ِ و كيف َ أنهما تشعان ِ بياضا ً ، ناعمتين جدا ً .. ثم ّ جر قدميه ِ يلقي نفسه ُ على سريره .
أصابعه ُ لامست خديه ِ الرطبين و بقيتا هناك .
هل تعتقد ُ والدته ُ أنه منحرف ٌ أو ما شابه ؟
سحب َ الغطاء َ ليغطي ساقيه ِ من نفحات ِ الهواء الباردة و أغمض َ عينيه ..
متعب ٌ جدا ً من كل ّ ما يحدث .





" سيدة دو ، أؤكد ُ لك ِ أن ّ إبنك ِ سليم ٌ تماما ً و لا يعاني من أي ّ أمراض ٍ نفسية .. "
صرخت والدته ُ بغضب " كيف َ يمكنك َ قول ُ هذا ؟ إنه ُ أنثوي !! يرتدي ملابس َ الفتيات !! من المؤكد ِ أن ّ هناك َ شيئا ً أثر عليه ! "
تنهد َ الطبيب بقلّة ِ صبر " مجرد ُ ميول ، إنها هواية .. كما يهوى أي ّ فتى ً الرسم أو الغناء أو حتى لعب الكرة إبنك ِ يهوى ملابسَ الفتيات .. إنه طبيعي ٌ تماما ً ."

تذمّرت والدته لتسأل بنبرة ٍ مترجية ٍ " ما الذي يمكنني فِعله ُ لجعله ِ رجوليا ً ."
حدّق َ بها بقلة ِ صبر .. ما الخطب ُ معها ؟ لماذا لا تتقبل ُ إهتمامات ِ إبنها و تصمت لأجل الإله .
" لديك ِ حل ُّ واحد فقط ..."



تحت المظلة - Under Umbrella // كايسوحيث تعيش القصص. اكتشف الآن