مر يومان.. اقترب موعد سفر نديم.. اراد اخبار سارة بعلاقته بتلك الفتاه بكندا ولكن انشغالها بمشكلة اختها جعله يتراجع
نديم متحدثا الي سارة بالهاتف:لازم اشوفك وحشتيني وقربت اسافر.. ايه مش عايزة تشوفيني
سارة:اكيد عاوزة اشوفك
نديم:خلاص تعالي ومش هنتأخر هستناكي في نفس المكان اللي اتقابلنا فيه اخر مرة

عادت مي الي اكرم الذي حذره مهاب كثيرا من تكرار مافعله مع شقيقته
أكرم:حمد الله علي سلامتك يامي
مي:متشكره
اكرم:عارف انك زعلانه.. وعندك حق واكيد بعد ماعرفتي انك سليمه وان انا اللي مبخلفش شايفه اني مش مناسب ليكي
مي:انا مكنش فارق معايا اي حاجة في الدنيا غيرك.. انت عارف ومتاكد اني كنت بتمني الخلفه عشانك.. عشان محدش يعايرك ولا تحس انك اقل من اخواتك ومتنماش الخلفه دي من حد غيرك... لو انت نسيت الحب اللي كان بينا فانا منسيتش
أكرم:انا اسف
مي :خلاص يا اكرم اللي حصل حصل
أكرم:انا اعتذرت من مهاب وهتابع معاه زي ما قالي وان شاء الله ربنا هيكرمنا.. بس تسامحيني.. ويمكن ربنا يكرمنا من غير سبب ولا ايه؟

سارة:يعني ايه ياعزة! كان بيمثل انه بيحبك عشان فاكر انك بنت صاحب الشركة!
عزة بحزن:ايوة كان طمعان وفاكر اني بنت ناس اغنيا ولما عرف ان ابويا موظف علي اده وان عمي رضوان يبقي قريب بابا وبيساعدنا.. قالي ان جوازنا هيبقي عبئ عليه وان ظروفه صعبه ومش ناقص حد يصعبها اكتر.... وجعني بكلامه اوي ياسارة هو الرجاله حصلها ايه مبقاش واحد يحب واحدة غير لما يحسب هيستفيد ايه من وراها ومن ورا اهلها.. هو اللي كان بيشاغلني لحد ما حبيته
سارة:حبيبتي اه كتير بيفكروا بنفس طريقه صابر ده لكن في ناس كويسه ومحترمه احمدي ربنا انه ظهر علي حقيقته من اولها وبعدين هو لسه في حد اسمه صابر ياشيخه؟
ياعزة انتي جميله ومتعلمه واهلك ناس طببين واصلهم طيب احمدي ربنا انه بعد عن طريقك واحد زي صابر وصولي وبتاع مصلحته....

احست سارة بخوف يسيطر عليها.. طلاق اختها.. وصدمة عزة بأول تجاربها.. هل حقا الحب وهم لا وجود له ننبهر بالبداية بمن امامنا ثم تصدمنا الحياة بواقعها المرير.. ام ان الحب هو الحياة التي لا يجدها الكثيرون بسهولة ويظلون امواتا.. هل يختلف نديم عن غيره من اشباه الرجال هؤلاء ام ان قلبها اخطأ بالاختيار ؟

افاقت من افكارها علي اتصال من نديم
نديم:سارة حبيبتي.. انا وصلت المطعم اتأخرتي ليه؟
سارة:اسفه يانديم نص ساعه واكون عندك عزة صاحبتي كانت عندي واخرتني عليك
نديم:براحتك انا منتظرك خدي الوقت اللي يلزمك
وصلت سارة لمكان وجود حبيبها الغامض.. ابتسمت رغما عنها ونظر هو اليها باشتياق
نديم:وحشتيني ياسارة
سارة بخجل: متشكرة
نديم:متشكرة ازاي يعني.. حبيبتي مينفعش الكسوف الزيادة ده.. احنا مش فاضيين
سارة:وبعدين معاك هزعل منك بجد...انا عارفه انك بتتعامل مع بنات احلي مني واكيد عندهم جرأة اكتر.. بس انا اول مرة اتعامل مع شاب واخرج معاه لوحدنا
نديم:وانا معجب بكل شئ فيكي واولهم كسوفك ده.. واه فعلا البنات بكندا كتير بس مش فارقين معايا.... يلا بقي نتغدي انا مفطرتش ولا اكلت خالص النهاردة
سارة:ليه كده
نديم:برغم اني نفسي اسافر بسرعه بس قلبي تعبني اني هسيبك ولو بايدي وانتي توافقي هروح اتقدم لوالدك ونتجوز قبل ما اسافر واخدك معايا
سارة:صعب يانديم.. ماما وبابا بعد طلاق سما بقي عندهم عقدة واحساس بالخوف بزياده للاسف مسألوش كويس عن جوز اختي فلو انت اتقدمت وعرفو اني هسافر معاك وبصورة نهائية هيرفضو
نديم بغضب بسيط:ولو رفضو انتي ايه موفقك.. هتتخلي عني بسهولة كده؟
سارة:الموضوع مش بالبساطة دي.. سما اختارت جوزها ووقفت قدام الكل علشانه.. تخيل انها هددت بابا لما رفض جوازهم انها ممكن تنتحر..تخيل احساسها ايه بعد ما اكتشفت انها ضيعت نفسها واتحدت ابوها علشان واحد خاين.. باعها من غير سبب..
نديم:وانتي شايفه اني ممكن اعمل معاكي كده؟
سارة:مش قصدي.. انا بس خايفه
نديم:يبقي مبتحبنيش.. اهم شيء بالحب هو الثقه والاحساس بالأمان
سارة بعيون حائرة:ابدا والله انا فعلا بحبك جدا وده اللي مخوفني ارجوك بلاش تزعل

بينما نداء وسليم عائدان من بيت زينه تنظر اليه بغضب طفولي ويبتسم هو بمحبة
سليم:هتفضلي تبصيلي كده كتير
نداء:ليه مقلتليش علي مشكلة مهاب وزينة يادكتور
سليم: اولا لانه مهاب حكالي بصفتي اخ وصديق مقدرش اخون الامانة واقولك مع اني متأكد ان زينه هتحكيلك بس مكنش ينفع اقول
ثانيا بقي علشان مشفش التكشيرة اللي علي وش حبيبي دي وانا اكتر شئ بيضايقني اشوفك زعلانه
ابتسمت رغما عنها وتحدث هو بعد لحظات من نظراته العاشقة لها
سليم: دكتورة رحاب عاملة حفله بمناسبة عيد ميلاد سليم وسلمي وقالت انها عاملة الحفله مخصوص علشان تشوفك
نداء:الله.. نفسي اشوفها جدا امتي هنروح
سليم:بكرة الساعه ١٠
نداء: ان شاء الله
مضي اليوم وجاء موعد الحفل.. واقفا بانتظارها وبجانبه ابنه الروحي وامتداد أخيه.. من جمع بينه وبين حب حياته بعد سنوات عجاف افترقا فيهما رغما عنهما
لينظر سليم بانبهار وفرحة لا يمكن وصفها.. يشعر بأن العالم يتجسد بين يديها.. وتنظر هي اليه بخجل وتوتر من نظراته
نداء:ايه رأيك؟
سليم وقد حملها بين يديه يدور بها وهو يقهقه بسعادة.. حبيبته قد اكملت سعادته بعد ان عادت اليه واصبحت اما لاطفاله.. ارتدت الحجاب كما تمني لن يتمتع احد بجمالها سواه.. مفاجأه رائعه
نداء: ايه رأيك مبسوط يادكتور
سليم: بحبك يانداء.. بحبك

توجها معا الي الحفل كانا محط انظار الجميع يتأملهم الحاضرين باعجاب وتبتسم اليهم رحاب بسعادة واشتياق لتحتضن نداء بمودة.. تلك الطالبة الجميله المتفوقه التي كانت تري بها اختا صغيرة وربما ابنة
رحاب:وحشتييني جدا يانودي.. ماشاء الله زادك الحجاب جمال علي جمالك ربنا يحفظك
نداء:حضرتك وحشاني اكتر وكان نفسي اشوفك
اخذت نداء تتحدث مع استاذتها وقدوتها.. تلك التي شهدت اولي لحظات الحب الذي نشأ بين نداء وسليم.. وبالمقابل يقف سليم لا تحيد عينيه عنها ليقضي علي تلك الامسية وربما علي احلام وطموحات البعض.. صوت ناريمان تنادي بلهفة قائله:
دكتور سليم مش معقول ايه الصدفه الجميلة دي!

وصفولى الصبر 2Место, где живут истории. Откройте их для себя