ضرب قلبها بقوه وهي تلتفت الي الشرفه لتجد غيث أستدار ونظر لطيفها بصمت..وكأنه يهديها تلك الكلمات التي تقطر حزنا وعتاب..وكأن عيناه المبتله تلومها بلا شفقه
وكأنها من جعلت الدمع رفيق وليس هو من فعل بها ذالك
وكانها هي من امرت الشتاء ان يغمره بعطف

اشاحت نظراتها عنه وأتجهت سريعا الي غرفتها تحتمي من نظراته التي تطلب الصفح وتعاتبها لبُعدها
لتصلها الكلمات من جديد
"الصبر عله الجروح ..مجروح علي عنادك
انا البُكا حالي وأنتي الغُنا حالك
هنيالك..هنيالك..هنيالك هنيالك "

وضعت يدها علي أذنيها تحجب صوت الأغنيه التي بات يزعجها..ويؤلمها كلما تذكرت نظراته ..ولكن انخفض الصوت من تلقاء نفسه
لم تستطع ألا التوجه للخزانه وتجلب منشفه كبيره وتخرج له سريعا ليجفف نفسه من تلك لأمطار التي شربتها ثيابه الثقيله

ولكن حالما وقفت امام الشرفه وجدتها خاليه..وقد اغلقها خلفه..نظرت الي باب غرفته الذي يعكس اضائه الغرفه
لتسقط يدها جوارها بسكون..اذن تدبر أمره

جلست علي الأريكه وكتفت يدها تدفأ نفسها بشرود
شرود طويل في علاقتهم الصامته وهي تسأل نفسها..الي متي!
او ما الخطوه القادمه في تلك العلاقه
وخاصه انها أشتاقت لأطفالها كثيرا..لم تعد تُكفيها مكالمه بصوت والصوره..لم تعد تكفيها..تود الرجوع اليهم وتكتفي من البُعد عنهم..وعنه

تنهدت بحيره لتجد باب غرفته يُفتح ويخرج منه بثياب جافه وكأنه يستعد للخروج في هذا المطر الغزير..اصتدمت عيناه بها لثوان..قبل ان يشيح عيناها عنها بوجوم..قبل أن يجلس علي المقعد المواجه لها قائلا بهدوء..
-عايز اتكلم معاكي...في حياتنا

نبرته اليائسه في كلمه "حياتنا" جعلتها تعتدل في الأريكه لتستمع لكلامه الذي يود ان تسمعه منه تنحنحت بجمود قائله..
-اتكلم

ابتلع كلمتها الآمره لينظر اليها بجديه وبعض اللين في عيناه...
-انا آسف..غلطت كتير وجرحتك كتير مش بقصدي
انا ماخونتكيش ولسه مصمم علي الكلمه دي..انا ماخونتش
انا سيبتلها المجال تتكلم..ودا غلط مني مش هنكره..انا اسف..وفي نفس الوقت انا بحبك وبحب ولادنا
ومستحيل اختار او اقول اننا ننفصل..عمرها ماتطلع مني ياشهد عمري مااقدر الاختيار اني ابعد عنك

انكمشت ملامحها بصمت ولمعت بالدموع..ليكمل بملامح نادمه يائسه..
-انا لما سيبتيني دورت عليكي كتير اوي..وقولت اول مااشوفها هضربها وابهدلها علي انها تعمل حركه متهوره ومراهقه زي دي..ازاي تسيبني وتسيب ولادها
ازاي نهون عليها..وقولت اني هعرف الومك واعتذرلك واصالحك

لكن لما وصلتلك وقعت من الصدمه والضغوطات الي وصلت لجلطه..قدر الله وماشاء فعل..بالعكس انا فرحت ان جتلي جالطه..فرحت جدا كمان..ولا لومتك او اعتذرت ولا صالحتك

اتسعت عيناها بدهشه وهي تسمعه يسرد بجديه ليتابع..
-قولت ان تعبي هيلين قلبك عليا..وبالعكس اتمنيت تكون حاجه اقوي من الجلطه..يمكن تشفقي عليا وتسامحيني
لكن المفاجأه ان قلبك جمد ومبقاش يفرق معاه اعيش او اتعب او اموت حتي

مشاعر قاسيهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن