ومره أخرى، شعرت بفيضانٍ ما يحدث بداخلي، إندفعت بمشاعري، وإبتسامتي سيطرت على وجهي
كما لو أنني أستطيع مواجهة بؤس العالم أجمع الآن

' مساءً بهيٌ لك
بالطبع، يسرني ذلك '

أغلقت هاتفي، سحبتُ معطفي
وخرجت

____

أُقلب الكتاب بدون فكره، أستمتع بالهواء المنبعث من بين صفحاته، كُنت أنتظره أمام مكتبةٍ كبيره، مع كتابٍ إستعرتُه بينما أنتظر

شعرتُ بخطواتٍ ثقيله خلفي، تدهس أوراق الشجر الجافه بقوه
إلتفت، وكان هو، كالمعتاد.. بهيٌ بطلّته، مُلفت ومُبهر جداً

" مساء الخير "
كان يبتسم بوسع، يا لصباحِي

" مساء الخير لك أيضاً"
إستقمت وأنظاري ثابته عليه

" أكنت تنتظرني! "
نطق لرؤية كتابٍ ما بحوزتي، لقد إعتقد أنني أخذته ليقضي الوقت

" لا لم تفعل، كنت بالخارج منذ وقتٍ طويل
مررت أستعير كتاباً بينما تأتي "

تحولت ملامحه المتفاجئه، وعادت إبتسامته الخفيفه
أنا حتماً لن أُفوت منظرك هذا وسأحفُره بعقلي

" جيد، الساعه الثامنة الآن
لنتناول العشاء أولاً ثم نذهب لنتسلى "
أستطيع رؤية إنهماكه من عيناه
رؤية ثقلٍ ما على روحه

ما بالك مُتعب؟

" لقد ظننت أنك فعلت هذا "
" لم أفعل، لم أشعر بنفسٍ لتناوله
عكس الآن، أشعر أن روحي عادت "
نظر إلي، لم أفهم لكن أستطيع الفهم أنه يُقصدني

" حسناً "

-

" إدخرت بعض المال، يكفيني لمده طويله، لا أحتاج للعمل "
قلت، أضع قطعة الجبن بداخل فمي، أمضغها ببطيء، وحواسي جميعها له

" إن أردت المساعده، يمكنني ذلك "
قال بينما ينظر إلي بإطمئنان، لا استطيع فهمه، علاقتنا ليست محدده بعد، هذا اول لقاءٍ رسميٌ لنا وهو الآن يأخذ دور الصاحب

" شكراً، لكن حقاً لا احتاجها، ربما أستطيع المكر بداخل مكتبك ليلاً للشرب سوياً، لا تثق بي إذ كنت تكره التملص، انا حقاً أجيد إزعاج الأخرين بطريقه مبدعه "
بوضوح، أردت التخلص من فكرة أننا مجرد أصحاب
انا لا اثق في ما بداخلي حقاً

هناك شيئاً ما له، يخطر في عقلي مئة مره، وكل مره يصحبها قلبي

وكانت قهقهته ما سمعته
" سأحب أن تكون لصاً في حياتي إن أردت، انا حقاً
لن أمانع ذلك"
نبرته اصبحت أكثر هدوءً وجديه
" انا استلطفك "

كاندليڤر | TK حيث تعيش القصص. اكتشف الآن