بداية

56 14 15
                                    

فِي الثَّامِنِ وَالْعِشْرُونَ مِنْ نُوفَمْبِر عَام 2009 صَبَاحِ يَوْم الْجُمُعَةِ
.
.
.
فِي تايْوان
اسْتَيْقَظَت تِلْكَ الَّتِي اُتُّخِذَتْ هَذَا الْيَوْمِ لَهَا بِدَايَة جَدِيدَة بِكُلّ نَشَاط ، بِعَزْم وتحدي تُفْتَحُ عَيْنَاهَا لِتَقَابِلَ الشَّمْسَ الَّتِي أَنارَت غُرْفَتِهَا لَيْسَت كَالْبَاقِي تتجهمُ مِنْهَا بَلْ كَانَتْ مبتسمةً لاعتقادها بِأَنَّ الشَّمْسَ رَمَزٌ للإيجابية .
صَبَاحُ الْخَيْرِ .
قالتها بَيْنَمَا تَجْلِسُ عَلَى مَائِدَةِ الطَّعَامِ لِتَحْظَى بفطورها الْأَخِير مَعَ عائلتها
صَبَاحُ الْخَيْرِ طفلتي .
اِبْتَسَم الْوَالدُ بِتَكَلُّف
صَبَاح النُّور .
أجَابَتِهَا بغصة ف الْأُخْرَى لَمْ تَكُنْ رَاضِيَة عَن قَرَار ابْنَتِهَا لَكِنْ لَيْسَ بِيَدِهَا حِيلَة
"أَحَقّاً لَا يُمْكِنُكِ الِابْتِسَامُ لِي وَلَوْ قَلِيلًا هَذَا آخِرُ يَوْمٍ لِي فِي تايْوان أُمِّي يَجِب عليكي تَقْبَلُ الْمَوْضُوع لَمْ أعُدْ طِفْلِةً صَغِيرَة تنصاعُ لِأَوَامِر وَالِدَيْهَا كُفِي عَن التَّدَخُّلِ فيِ شؤوني وَفَرْض رَأْيِك عَلِيّ بِحُجَّةِ إِنَّكِ تَعْلَمِين مَا هُوَ الْأَفْضَلُ لِي"
تَحَدّثَت وَفِي كُلِّ كَلِمَةٍ تَقُولُهَا تَعْلُو نَبْرَةُ صَوْتَهَا أَكْثَر
" أَوْه رَائِع جويو تصرخينَ فِي وَجْهِ وَالِدَتُكِ الْآن فلتذهبي وَلّ تَفْعَلِي مَا تشائين لَن أتدخلَ فِي حياتكِ أَو أنْصَحُكِ نَصِيحَةً أُخْرَى مَا حَيِيت"
"أُمِّي ألَّا يُمْكِنُكِ حَقّاً أَنْ تتوقفي عَنْ التَّمْثِيل لَقَد مَلِلْت تمثيلكِ تُرِيدِينَ مِنِّي الْبَقَاء وَدِرَاسَةَ الطِّبّ لأعملَّ فِي مشفاكم الْغَبِيّ وَفِي آخَرَ الْمَطَافِ تَقُومُون بتزويجي لِشَخْصٍ ثريٍ أَحْمَق يَعْمَلُ فِي نَفْسِ الْمَجَال لِتَزِيد ارباحُكم وَتَكَبَّر أَعْمَالِكُم أَنَا لَسْتُ دُمْيَةً وَلَسْتُ حَمْقَاء لأجهلَّ مَا هِيَ مخططاتكِ"
تَحَدّثَت وَهِي تَصِر عَلَى أَسْنَانَهَا مُحَاوَلَةً كَبَحَ دُمُوع غضبها فَاَلَّذِي يَحْصُلْ لَمْ يَكُنْ عَادِلًا لَقَد رَأَت أَخَاهَا أَمَامَهَا وَكَيْف كانُو يخططون ويرسمون حَيَاتِهِ كَمَا يرغبون
" انتِ حَقًّا لَمْ تتعلمي الْأَدَب أَشْعَر بِالْخِزْي حَقًّا هَل أنتِ ابْنَتِي ؟ ؟ هَا لَم أَرَى فِي وقاحتكِ أَنَا أَفْعَلُ كُلِّ شَيْءٍ لمصلحتكم وَأَنْتِ فِي كُلِّ بجاحةٍ تَقُولِين بِأَنِّي لَا أُرِيدُ إلَّا زِيَادَةَ أَمْوَالِي وَتَوْسِيع أَعْمَالِي خيبتي أَمَلِي حَقًّا "
صرخت فِي وَجْهِ الصُّغْرَى وَفِي كُلِّ كَلِمَةٍ تَقُولُهَا كَانَت تُسْكَب السُّمّ دَاخِلٌ قَلْب ابْنَتِهَا
إنّ الْحَرْبَ قَدْ اِنْدَلَعَت الْآن أَصْوَاتُهُمَا تَعْلُو أَكْثَر شيئاً ف شيئاً وَذَلِك الصَّامِتُ بَيْنَهُمَا يُحَاوِل كَبَح نَفْسِهِ لَا يُرِيدُ أَنْ يَتْرُكَ ذِكْرَى مُوحِشَة لطفلتهِ قَبْلَ مغادرتها وَلَا يُرِيدُ أَنْ يَحْزَنَ تِلْك الْأُمّ الّتِي لَا تَقْوَى عَلَى فِرَاقِ طفلتها لَكِن طَفَح الْكُلّ
"كَفَى وَاللَّعْنَة"
صوتُ صُرَاخٍ ترافقهُ ضَرَبَةُ يَدٍ عَلَى طَاوَلَةِ الطَّعَام دَوَّى المكان
تَوَجَّهَت عُيُونُهُم لِذَلِك الْوَاقِف مترئساً المِنْضَدَة بعيونه الملتهبة تَكَادُ النَّارُ تَخْرُجْ مِنْهَا
تَحْدث َبِصَوْتٍ يملئهُ الْغَضَب
"جويو اخبري السَّائِق أَنْ يَحْضُرَ حقائبك ولنذهب للمطار حالاً"
أَوْمَأْت بِرَأْسِهَا لِتَذْهَب وَتَفْعَلُ مَا أَمَرَ بِهِ لَمْ يَكُنْ هُنَالِكَ مَجَالٌ لِلْمُنَاقَشَة ف وَالِدَهَا حَقًّا يَشْتَعِلُ مِنْ الْغَضَبِ
"أَحَقّا مِيرِي لَم تستطيعي أَن توقفي الْمَشَاكِل وغضبكِ الْيَوْمِ هِيَ ذَاهِبَةٌ لَن تَعُودَ إلَّا بَعْدَ أَعْوَامٍ اترغبينَّ فِي ذَهَابِهَا وَهِيَ تَحْمِلُ ذِكْرَى حَزِينَةٌ غاضبة !
ذِكْرَى رُبَّمَا تَمْنَعُهَا عَنِ العَوْدَةِ لَنَا مُجَدَّدًا"
تَحْدُث بعتبٍ وَحَزِنٍ بَيْنَمَا يحتضن زَوْجَتِهُ الَّتِي لَمْ تَسْتَطِعْ كَبَحَ دُمُوعُهَا عَن التَّدَحْرُجِ مِن عَيْنَاهَا ليربتَ هُوَ عَلَى ظَهْرِهَا
" أَنَا أَسْفَه أَنَا حَقًّا لَمْ أَقْصِدْ لَا أُرِيدُهَا أَنْ تَذْهَبَ مِثْلَمَا فَعَل أَخَاهَا لَن أَقْوَى عَلَى فِرَاقِهَا هِيَ أَيْضًا أَنَّهَا طفلتي"
"لَا أَعْلَمُ مِنْ مِنْكُمَا الطِّفْل حَقًّا توقفي عَنْ الْبُكَاءِ ولنذهب لنودعها ونشجعها فَهِي تَسْتَحِقّ ذَلِكَ فِي الْآخَرِ"
قبلَ عَيْنَاهَا بِحُبّ وَأَمْسَك بِيَدِهَا خَارِجَيْن للسيارة
.
لطالما كَانَ أَبِي مَصْدَرٌ للْحَنَّانِ فِي الْمَنْزِلِ دَائِمًا مَا كَانَ يشجع الْجَمِيع وَيَطْمَئِنُّ الْجَمِيعْ هُوَ مِنْ كَانَ يشجعني لاذهب واحققَ حِلْمِي هُو حَقًّا قَلْبُ الْمَنْزِلِ فحنانهُ كَانَ يَشْمَلُ جَمِيعَ مَنْ فِي الْمَنْزِلِ حَتَّى الْخَدَم هُوَ مِنْ عَلَّمَنِي أَنْ لَا فَرْقَ بَيْنَ غَنِيٍّ أَوْ فَقِيرٍ وَأَنَا ممتنة لَه
.
هُدُوء مُخِيف يُمْلِي الجَوّ لَا أَحَدَ يَتَحَدَّث كُلٌّ مِنْهُمْ عَلَى هاتفه
قَطَعَ ذَلِكَ الصَّمْت صَوْتَهَا وَهِيَ تَقُولُ
"أَسْفَه ، إنِّي أَسْفَه أُمِّيٌّ لَمْ أَقْصِدْ جرحكِ فِي كَلَامِي . ."
"لَا بَأْسَ أَنَا أَيْضًا أَسْفَه أَتَمَنَّى أَنْ تحققي حلمكي وتجعلي والدكي فخوراً بكِ فَهُو يَسْتَحِقّ"
"وَصَّلْنَا سيدتي"
لَقَد انْقَضَت لحظاتها الْأَخِيرَةِ مَعَ عائلتها وَحَانَّ الْآن مَوْعِدُ رَحْلةِ بِنَاءِ نَفْسِهَا بِمُفْرَدِهَا ، وَدَعَت الْجَمِيع بِحُزْن وَفَرِح مختلطان لِتَذْهَبَ نَاحِيَة طائرتها ، طَائِرَةٌ تَأْخُذُهَا فِي رَحْلِةٍ تَجْهَلُ مَا تُخْفِيهِ تَجْهَلُ مالذي سَوْفّ يَحْصُلُ لَهَا

وُجُومWhere stories live. Discover now