16

23K 827 67
                                    

رواية مشاعر قاسيه
الحلقه السادسه عشر
للكاتبه وسام أسامه...
..................................
قضمت مي شفتيها بتوتر بالغ..اليوم سيتم عقد قرانها  علي الدكتور طارق وجدان..لم تبالي بأستنكار بعض النساء لفرق السن بينها وبين طارق..أو دهشتهم أنها ستقترن به وهو قد سبق له الزواج والأنجاب..وستخدم ولده ايضا
لم تبالي بأي شيئ سوا انها الآن أسعد فتاه قد خُلقت

حتي نظرات والدتها المتحسره لم تنغص سعادتها
يكفيها قبلته الدافئه التي طبعها علي وجنتها عقب عقد القران...جعلت قلبها الفتي يطرق بخجل وسعاده

أستفاقت علي صوت رنا وهي تغمزها قائله..
-اتكتب كتابك علي حب العمر..من غير خطط او تدخلي زي ماكنتي عايزه

اتسعت بسمه مي وهي تمتم شاكره..
-الحمدلله يارنا..انا مؤمنه ان تدابير ربنا أحسن من خططنا واللف والدوران..كان لازم طارق يتقدملي بأرادته

اعطتها رنا أبتسامه سعيده وهي تتمني ان لا تعلم مي
ان طارق أراد الزواج بأي فتاه..لترشحها رنا في المقدمه..بتثرثر فوق راسه عن مميزات صديقتها طيية القلب..والتي تعلم حبها الشديد لأخاها طارق

غفي الصغير علي يد طارق الذي ظل يهدهده بحنان بالغ،متجاهلا عقد القران..والضيوف والعروس نفسها
وقد لاحظ الجميع انزوائه بعيدا عن الضجه يحمل ولده الصامت دائما..ولكن ينكسر صمت الصغير حين يحاول احد جذبه من والده..لينطلق في صراخ لا نهاية له

رمقت رغيدها أبنتها مي متحسره علي أختيارها الذي ستتألم وتندم عليه فيما بعد
ثم نظرت لأبنتها مياده..والتي أصبح الهاتف لا يُترك من يدها أبدا..لتتفاقم الشكوك داخل قلب الأم..لتهمس برجاء..
-يارب ما توجعني في بناتي..انا تعبت وشقيت عليهم

انقضي حفل عقد القران سريعا..والذي لم يحاول طارق خلاله بالأختلاء بزوجته مطلقا..حتي همست له والدته بتأنيب..
-الواد نام هاته امسكه،وروح الحق اقعد مع مي شويه
البنت عماله تبصلك بقالها ساعه وانتا ولا معبرها

لم يهتم طارق لحديث والدته عن مي..في الوقت الحالي وعقله منشغل تماما في حالة ولده الصغير..فهو في المقام الأول قبل أي شيئ وأي شخص

ولكن أطاع أمرها بعد دقائق وهو يدرك ان لابد ان يجلس مع عروسه الصغيره قبل رحيله
ذهب اليها قائلا بأبتسامه...
-تعالي يامي نقف في البلكونه شويه

غزي الأحمرار وجهها ..لتقف ويدها تعتصر فستانها البنفسجي الرقيق من فرط التوتر..لتسير خلفه نحو شرفتهم الواسعه

أخذ طارق شهيق طويل وهو يدخل بعض الهواء المنعش لرئتيه..قبل ان يقول بلطف..
-مبروك علينا حياتنا الجديده يامي

أنخفض وجه مي خجلا..وهي تهمس داخلها بشوق..
"مبروك عليا أنتا ياطارق"

ليتابع طارق متجاهلا خجلها..
-هتروحي بكره الكليه تسحبي ملفك !

مشاعر قاسيهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن