Part 1

30K 425 46
                                    

رواية
خذلان
@farahsabri_
اهداء
منها كانت البداية ومنها دوما سوف ابدأ ... منها ابدأ طريق النجاح .. توفيق.. والكتابة .. بدعاء منها هي فقط ... امي .
( وعدني ووفى بوعده ) :
وقفت بين الجميع اراقب تفاصيل هذه القاعة .. كل صغيرة وكبيرة .. نظرت للون الزهري الذي يغلب على بقية الالوان في هذا المكان .. تماما كما اردتها دوما ... يعلم هو جيدا مدى حبي لهذا اللون ... الستائر الطويلة المعلقة على الجدار تماما كما في حكاية سندريلا ... مقعد العروس جعله كعرش للاميرة ... جلب فرقة موسيقية كما اردت ... وعدني حبيبي وها قد وفى بوعده ..
( وعد الطفولة ) :
قبل عشرة اعوام تحديدا .. كنت اقف في حديقة المنزل جانبا انظر اليه وهو يلعب كرة القدم مع اولاد عمنا ... ناديته بملل : عمر يلا عاد .
لأنني كنت ومازلت عزيزة على قلبه .. ترك كل شئ واتز وهو يجري الي يتنفس بسرعة ... قال : هلا !.
قلت بزعل الاطفال : يلا تعال احل الواجب .
اشار لداخل المنزل بيده وقال : روحي جيبي كتابج وتعالي للمجلس .
بسرعة ركضت لداخل المنزل واتجهت للطابق العلوي حيث هناك غرفتي .. كانت اختي ليلى تقرأ رواية لشيكسبير ... دخلت بفوضويتي المعهودة ... بحثت عن حقيبتي الوردية التي تحمل صورة ( باربي ) .. اخرجت كتابي وهنا وعدت بسرعة لعمر ...
جلست بجانبه وانا اتنفس بسرعة بسبب جريي السريع .. قال : شسويتي باختبار امس ؟.
قلت بفخر : جبت عشرة من عشرة.
- شطورة يلا عشان تنجين وتروحين اعدادي .
- انا ابي اروح اعدادي بس مابيك تسافر .
- لازم اسافر عشان الجامعة .
- اوووف كم تتم ؟.
- خمس سنوات .
قلت بفزغ : امبيييه وايد وايد ماقدر .
ضحك : هههه بتعدي بسرعة وبعدين بتكونين فثانوي عشان بعد ادرسج .
- صج !.
- اكيد .
وسافر عمر الى امريكا للدراسة هناك ...
( مرحلة جديدة ) :
كنت متحمسة جدا لدخول المرحلة الاعدادية .. اخيرا سأترك تلك الحقيبة التي اجرها خلفي .. سأشتري حقيبة احلمها على كتف واحد ... عندما اخترت حقيبتي اخترت حقيبة تحمل صورة فرقة ( jones brothers )... كنت مجنونة بهذه الفرقة ... اشتري مجلات المراهقين فقط لأنهم يمنحون بكل مجلة صورة كبيرة لهذه الفرقة ... اول سنة في المرحلة الاعدادية كنت ارى بنات الصف السادس ابتدائي نظرة طفولية اي انهم اطفال وانا الكبيرة بينهم ...
بعد شهران من بدأ المدارس انتقلت فتاة جديدة لصفي .. كوني انا اجتماعية جدا واحب ان اقيم صداقات ... عندما دخلت الصف .. قال المعلمة : بنات بعرفكم على الطالبة الجديدة اسمها ريم .
الجميع قال : تشرفنا .
نهضت واشرت للمعلمة : مس خلها تجي تقعد في مجموعتنا .
قالت المعلمة لريم : ياحظج بتقعدين في اشطر مجموعة في الصف .
عندما قالتها شعرت بالتفاخر .. حيث عدلت اللوحة الصغية التي نضعها في منتصف المجوعة حيث كتب عليها اسم مجموعة الاميرات ... انا التي اخترت هذا الاسم .. لأنني مقتنعة انني مميزة .. بل اميرة ...
بعد ان انتهى الدرس اخرجت ملفي الزهري الذي اضع به الملصقات .. قلت لها : شوفي الستيكرات مالي .
فتحت الملف ورأتهم .. كانوا كثيرين .. قالت : واااو وايد عندج .
- تبين ؟.
- ايوة ... بطلع ملفي .
اخرجت ملفها ولصقت على ملفها ... منذ تلك اللحظة اصبحنا اعز صديقات ..
استمرت صداقتنا طوال فترة المرحلة الاعدادية .. كنا كل صباح لا نتناول الفطور في المنزل فقط ليتسنى لنا تناوله معا... كانت تجلب الفطور يوما ويوم اخر انا افعل ...
اشترينا الملصقات التي على شكل احرفنا انا وهي وعلقناها في كل مكان ..
حتى اصبحت ريم توأم روحي ...
( بنات الثانوي ) :
بسبب انتقال عائلة ريم لمنزل اخر فقد انتقلت الى مدرسة اخرى .. بكيت .. واصريت ان انتقل لمدرستها ايضا ...
في صباح اول يوم دراسي لنا في مرحلة جديدة .. وقفت امام المراة انظر لنفسي بفرح ( كبرت !! ) ... اتصلت بريم قبل ان اخرج قالت بحماس : صبااااح الناس الي كبرت .
ضحكت : ههههههه .. صباحج عسل انتي وين ؟.
- الحين بطلع من البيت .
- انا بعد .. اسمعي انطريني عند الادارة .
- اوكيك حياتو .
وصلت الى المدرسة الجديدة .. دخلت حيث اتبعت الاشارات للطالبات الجدد ودخلت للمدرج .. وجدت ريم تجلس على احد المقاعد .. سرت اليها واحتضنتها ...
قالت بحماس : كبرنا هههههه .
- خلااص صرنا بنات الثانوي .
امسكت يدي وسرنا حيث قرأنا اسمائنا معلقة على احد اللوح .. صرخنا انا وهي فرحا لأننا في نفس الصف ...
عندما كنا اطفال كنا متحمسين لنكبر .. ولكننا عندما كبرنا ندمنا على تلك الامنية .. ظننا ان كل شئ متعلق بالكبار جميل .. استعجلنا على مستحضرات التجميل .. على ارتداء حذاء بكعب عالي ... وبعد حقبة من الزمن ادركنا ان كل شئ يتعلق بعالم الطفولة هو جميل ... استعجلنا لرؤية عالم جديد ولكننا بعد ان دخلناه وجدناه مزيف .. كل شئ به بمقابل ... ليس كعالم الطفولة ... لدى الاطفال الابتسامة دليل على الحب .. ولكن مع التقدم بالسن ادركنا ان للابتسامة معاني اخرى .. مصالح .. مقابل ...
( حالة حب ) :
لاحظت ان ريم بدأت تتغير في الاونة الاخيرة .. تسرح كثيرا .. ترسم قلبا في دفترها ... تكتب حرفا مميزا .. حرف الالف ... كنا انا وهي نجلس في الساحة المدرسية .. تضع هي رأسها على كتفي وتغني بهيام ..
قلت : ترا حالج مب عاجبني شفيج ؟.
اعتدلت بجلستها وقالت : بس احلفي انج ماتقولين حق حد .
- والله ماقول .
- انا احب .
قلت بدهشة : تحبين !!.
- شششش صوتج فضحتينا .
قلت لها بحماس : من ؟.
- كنت رايحة الكورنيش وشفته ابتسملي .. كل يوم خميس اشوفه هناك بعدين في اخر مرة عطاني رقمه .
قلت ببراءة : امبيه واتصلتي له ؟.
- ايوة اول شي قال هلا من معاي بعدين تعرفنا .. اسمه حمد عمره 18 سنة .
- مممم حلو عمره اكبر مننا بثلاث سنين .
- ايوة ووايد كيوت في كلامه .
- انزين وبعدين ؟.
- قالي احبج .
- شقلتي له ؟.
وضعت يدها على وجهها وقالت : قلت وانا بعد .
- ماكان لازم بسرعة تقولين جي .
- لما تحبين بتعرفين .
- للحين بدري .
انتهت السنة في الثانوية وقد بدأت الاجازة الصيفية ....
( بين ضباب لندن لمحته ) :
اخيرا اتت الاجازة الصيفية .. قررنا السفر لمدينة الضباب .. انا وامي واختي .. وبنات عمي وزوجات عمي .. باختصار رحلة نسائية ... وصلنا الى الفندق .. اقمناه به يومان .. وبعد يومان بدأت حكايتي معك ..
كوني بطيئة بارتداء الثياب فأنا دوما اجهز متأخرة .. قرر الجميع ان ينتظرني في ردهة الفندق ... رتبت نفسي ونزلت للردهة ... وجدت الجميع يثرثرون مع رجل !...
ابتسمت امي وقالت : شوق شوفي المفاجأة .
التفت ذاك الرجل ... انه عمر !! .. بعد هذه السنوات .. اجل لم اره من ان كنت في الصف السادس ابتدائي ... حتى في اجازاته لم اره ... لقد اصبح رجلا ...
ابتسمت بخجل لم اعد تلك الصغيرة التي تعبر عن فرحها صراخا ..
قال : شوق كبرانة .
علقت ابنة عمي : بس للحين ماطولت .
ضحك الجميع :ههههههههه .
قالت والدته : بنات وين تبون تروحون اكاه جبنا لكم مرافق عشان تطلعون براحتكم .
قالت اختي ليلى : حلفوا يعني جي نطلع بروحنا !.
امي : لو مب عاجبكم خلاص تعالوا معانا .
قالت ابنة عمي سميرة : لا لا خلاص .. عمر خذنا تور كيفك اي شي .
عمر : خلص اوكي .
خرجنا معا .. كان عددنا سبعة .. انا وعمر واختي وبنات عمي اربعة .. جميعهن اكبر مني .. على الاقل بثلاث سنوات .. لذا كانوا يسيرون بمفردهن امامنا لأنهن يخجلن من عمر ...
لذا كنت انا اسير معه ... كنا انا وهو صامتان .. ابتسم بينه وبين نفسه قال : كبرانة .
قلت بخجل : اي مرت سنين وايد .
- عاد للحين شاطرة ؟.. تسمعين كلام .
- هههه ايوة .
- والاميرات ؟.
- للحين احبهم .
كنت اصل لأسفل من كتفه ... اشعر انني محظوظة بسيري معه ... انظر لأعين الفتيات اللاتي يحدقن بوسامته ...
لا اعلم كيف تجرأت ولكنني امسكت يده ... توقف عن السير ونظر ليدي .. قلت بتلعثم : أأ .. سوريخفت اضيع .
- هههه .. امسك يدي جيدا واردفت : جي عشان ماتضيعين كلش .
شعرت ان وجهي يشتعل خجلا !...
شعور لا يوصف لدى الفتاة عندما تلامس يدها يد شخص تحبه .. ضربات القلب تتسارع بقوة .. يدها تبدأ بحفظ ملمس يده ... بين حين واخر تنظر ليدها وهي تعانق يده .. ابتسم بيني وبين نفسي ...
ركبنا احد الباصات المكشوفة لتأخذنا في جولة .. جلست انا بجانبه .. سالته : خلصت دراسة جامعة ؟.
- ايوة .
- متى ترد ؟.
- برد معاكم اصلا .
- شنوو صج !.
- كنت ابي اخلص وارد الدوحة بس قلت لو رديت مابلاقي حد الكل مسافر عشان جيتكم لين لندن .
- احسن .. يعني .. أأ .
ابتسم هو وبانت غمازته .. سألني : استانستي لما شفتيني ؟.
- أأ .. اكيد ... يعني .. اي .
اشاح بوجهه ينظر للجهة الاخرى .. قال : انا اكثر منج .. بس تراني زعلان .
قلت بدهشة : من وشو ؟.
ادار وجهه نحوي وقال : وعدتيني انج بتمين تتواصلين معاي .
- أأ استحيت .. يمكن عندك دراسة .
- والحين خلصت ... بتكلميني ؟.
قلت بصراحة : لو انت تبي .
- انا ابي .. وابي .. وابي .
- اوكي خلص .
ابتسم وقال : اتفقنا !.
- ايوة اتفقنا .
( ايدك في ايدي ) :
اتعرفون ذاك النوع الغريب من العشق .. هو الذي يكون بالافعال بدون ان يعترف احد الطرفان بحبهما !!.. هكذا بدأت قصة حبنا ... بالافعال .. كان يمسك يدي في كل مكان نزوره ...
ذهبنا لمدينة الملاهي ... ركبن الفتيات معا الالعاب التي اخافها ... وقف بجانبي وانا احدق بهن وهن يصرخن في اللعبة ...
قال لي : ليش ماتبين تركبين معاهم ؟.
قلت كالاطفال : اخاف .
ابتسم بلطف لي وقال : عيل تعالي .
وقفت ونظر له .. قلت : وين ؟.
مد يده وقال : بنلعب انا وانتي .
مددت يده لي حيث امسكها هو سرنا معا .. رأيت لعبة الاحصنة الدوارة .. قال لي : للحين تحبين هذي اللعبة .
قلت بفرح : اي وااايد .
- عيل بركبها معاج .
0 ههههههههه من صجك !.
- ايوة .
قطعنا تذكرة وركبت على حصان وهو معي .. كنت اضحك بفرح ... ضحكة تخرج من القلب بمجرد ان يكون هو معي ... يمسك بيدي وانا بجانبه ... نضحك كالاطفال ...
الفتاة دائما تبحث عن رجل يعاملها كطفلة .. يحبها .. يدللها .. حتى عندما ترتكب خطأ يعاملها كالأطفال ويخبرها انه قد انزعج مما فعلت .. تبدأ هي بالبكاء فيعانقها وبهذا العناق يشعرها انها تملك العالم بأكمله ...
انتهينا من اللعب .. واتجهنا لشراء المثلجات .. كان يوما جميلا جدا .. ولكنه كان اخر يوم لنا في مدينة الضباب ...
عندما عدنا الى منزلنا .. كنت ارتب اغراضي واضعها في خزانتي ..قالت اختي لي : استانسنا وايد بس عمر كان مغثث مانقدر ناخذ راحتنا معاه .
قلت بعصبية : شدخل اصلا ماكنت بستانس بدونه .
- ع طاري عمر شوق اصحي ع روحج تراج كبرتي الحين وهو رجال يعني عيب تمسكين يده كل شوي .
- بس انا ماقصد .
- اعرف حياتي بس انتي كبرتي خلاص .
- اوك .
سمعت صوت هاتفي يرن يعلن عن وصول رسالة .. نهضت وامسكته حيث كنت اضعه في حقيبتي ... رأيتها من عمر ..
كتب : حمد الله ع السلامة J.
ابتسمت وكتبت : الله يسلمك .. بس زعلانة لانه بكرة مدرسة .
- خليج هذي السنة جدية .
- ان شاء الله بدرس وبتفتخر فيني .
- وعد ؟.
- اكيد .
كل مايلزمني لأتفوق هو شعوري انك بجانبي .. تساندني .. على الاقل انك تقول لي كل يوم كيف حالك ... لتمنحني طاقة تجعلني ادرس اكثر .. تجعلني اسعد ... مك انت فقط ..
( هالسنة غير عن كل سنة ) :
في بداية كل سنة دراسية نستمع لما تقوله كل مدرسة تدخل علينا .. تقول انكم كبرتن .. هذه السنة مختلفة .. لم تعودن كما في السنة التي مضت .. الخ ..
دخلت مسارا علميا ( طب ) .. وريم دخلته معي لنصبح معا فقط رغم انها لا تحبه ... كان الصف هادئا جدا .. هذه اول مرة في حياتي تتركنا المدرسة بدون درس والجلسة تكون هادئة !!... اشكال الفتيات .. يرتدين النظارات الطبية ... يمسكن الدفاتر ويسجلن اشياء لا اعلم ماهي !! .
المضحك انه كانت لدينا حصة فيزياء .. قالت : انا اسمي ابلة سهى بدرسكم فيزيا طبعا رح نبلش بس تستلموا الكتب ان شاء الله بكرة رح يوزعوها عليكون .
قالت احداى الفتيات تدعى سارة : مس نجيب دفتر كبير ولا صغير ؟.
همست ريم في اذني معلقتا على مريم : وش تحس فيه هذي !.
قلت : مادري .
اجابت المعلمة : بكيفك حياتي ... رح ندرس عن الكهرباء .. الامواج .
كانت مريم تسجل !!... مهلا تسجل ماذا ؟.. تركز معها وتكتب كل كلمة ..
قلت لريم : انا كنت ادري اني بدش في صف كله حمص بس مب لهذي الدرحة شفيهم !!.
ريم : ههههه احس روحي في متحف شمع .
شوق : شفيهم يطالعونا كأننا جايين من المريخ ؟.
ريم : هههههه عشان ممشطين شعرنا .
شوق : ههههههه حرام عليج لا تتمصخرين عليهم .
ريم : ابي اسوي نظارة راي بان ونسوي ستايل التحميص .
شوق : هههههه اوكي .
في الفرصة نهضنا انا وهي متحمسات للخروج من متحف الشمع .. اوه اقصد الصف .. الفتيات كانوا يسيرون بالحركة البطيئة .. اتجهن للمكتبة ...
نظرت لهن ريم وقالت : امبيه بيروحون للمكتبة !!.
ضحكت وقلت : ههههههه حشا مب بشر .. شنو مايبون ياكلون .
ريم : امشي خلنا نروح ناكل قبل ماتخلص الفطاير من الكافتيريا .
- بسرعة بسرعة .
ركضنا الى الكافتيريا .. اشترينا الفطائر وجلسنا لتناول الطعام .. قلت لها : انا حبيت .
غصت في العصير الذي كانت تشربه وقالت : صج !!.
قلت بخجل : يب .
- من من من من ؟.
- ولد عمي عمر .
- عمر عمر !!.. مو غيره .
- لاعمر .
- شلوووون .
واخبرتها بكل ما حدث في الاجازة ...
لا يهم اين تكون .. طالما يوجد معك شخص في هذا المكان .. فيكفي انه معك يشكو نفس شكواك .. تضحكان على كل شئ معا .. هذه التفاصيل الصغيرة تجعل كل شي يهون .. اجمل ... مع صديق حقيقي ..
( امتحان في رواية؟ ) :
وزعوا علينا في المدرسة روايات ... وفي مدة معينة سيكون لنا اختبار بها وهذا الاختبارعليه علامات .. علاقتي بشئ اسمه كتاب علاقة فاشلة..
لا اطيق لمجرد دقيقة ان اقرأ قصة او رواية .. بل انني اضحك على اختي ليلى عندما تقرأ امامي روايات ...
نظرت ريم للرواية وقالت بقرف : مستحيل اقرا هالشي .
- انا بعد .
- عيل شبنسوي ؟.
- خلي وحدة من البنات يقولونا الملخص عشان نفتك ونجيب لنا اي علامة.
- اوكي تعالي نسأل مريم .
نهضنا معا وسرنا الى طاولة مريم .. قالت ريم لها : قريتي الرواية ؟.
اجابت : ايوة .
قلت انا : انزين عن شنو تتكلم ؟.
مريم : اقريها انتي وشوفي .
ريم : يعني عطينا ملخص .
مريم : سوري ماقدر فيها وايد احداث .
عدنا انا وريم لطاولتنا ... قالت ريم : اوووف حدها مليغة .
- شفيهم مايساعدون جي !.
- ع اساس الخلطة السرية .
- ههههههه .. بخلي ليلى تقراها وتقولي .
- فديت ليلى .. تصدقين نسيناها .
- بكلمها .
عدت للمنزل ولكنني عدت لطيفة ... كانت ليلى تذاكر .. جلست على حافة مكتبها وقلت : لولو حياتي .
اجابتني وهي تذاكر : شتبين ؟.
- عطونا رواية في المدرسة وعلينا اختبار فيها ابيج تقرينها وتعطيني الملخص .
- مب فاضية اصلا انا عندي وايد روايات بس مب فاضية اقراهم مشغولة اختبارات جامعة ذبحونا .
- بليز بليز .
- وخري عني شوق .
- اوووف مالت عليج .
جلست على سريري بزعل .. امسكت هاتفي وكتبت له : انا زعلانة .
قال : شفيها الحلوة زعلانة؟.
- عطونا رواية فيها اختبار بس انا اكره شي اسمه روايات .
- انا اعشق شي اسمه روايات .
- مادري شلون تقراهم ماحبهم .
- بخليج تحبيهم مثلي .
- موووووستحيل .
- بتجين البيت العود يوم الجمعة ؟.
- ايوة اكيد .
- جيبي الرواية وبنقراها مع بعض .
قلت بفرح لأنني ساراه : اوكي .
وانتظرت يوم الجمعة بفارغ الصبر حتى اتى يوم الجمعة .. كعادتنا نتجه كل جمعة للغداء في منزل جدي وجدتي حيث نطلق عليه ( البيت العود ) المنزل الكبير الذي نجتمع به ...
بعد الظهيرة اتجهت للمجلس لاجلس معه .. ابتسم ونهض عندما رأني ..قال: هلا والله .
ابتسمت بخجل وقلت : شلونك ؟.
- تمام انت اخبارج ؟.
- الحمد الله .. هذي الرواية .
اخذها مني وقال : شكلها حلو .
قلت : لا اصلا اسمه معقد شنو اسطورة الانسان والبحيرة .. شنو خلصوا الاسماء.
- هههههههههه لما تصيرين كاتبة سمي رواياتج الي تبيه .
- مستحيل اصلا .
- يلا ببتدي اقرا .....
كان عندما يقول على كلمة بالفصحى اضحك انا : ههههههه شنو يعني ..
ويبدأ هو بالترجمة لي ...
وصلنا لمقطع في الرواية حيث يذهب البطل الى منزلل محبوبته ...
صمت عمر عن القراءة ... قلت انا: كمل كمل بشوف شبيسوي .
ضحك هو بمكر ورفع حاجبه قائلا : شايف ان الرواية عجبتج .
- ايوة عشان مختار يحب خطيبته .
- ههههههه طلعتي رومانسية .
شعرت بالخجل وقلت : ايوة يعني ...
ركز عينه بعيني وقال : انا احب البنت الرومانسية .. واحب الي تقرا روايات رومانسية .
قلت بزعل : انا رومانسية بس ماحب الروايات .
- بس بتحبين عشاني صح ؟.
- ايوة .
- انتي كتاباتج حلوة .. اذكر من انتي صغيرة كنتي تكتبين انشاء حلو.. ابيج قبل ماتكتبين شي ابيج تقرين وايد وبجي بيكون عندج خبرة وتعرفين انتوا شنو بتكتبين .
- خلص ان شاء الله .
غمز لي : اكمل قراية .
- ايوة .
وصل لمقطع في الرواية البطل يكسر نافذة غرفة حبيبته لأنها اغلقتها ورفضت ان تسمتع له فجرحت يده بالزجاج ...
قلت انا : حرااام مختار .
- توج كنتي تقولين انج ماتحبيه .
- بس هو يحبها .. وهي بعد تحبه .
- هو يحبها اكثر .
قلت وانا اعنيه : لا هي تحبه وايد وايد ... اصلا من الطفولة .
قال واربكني : مختار يحب فاطمة من الطفولة ؟!.
قلت بارتباك : أأ .. ايوة .. يعني انت قلت هو طالب عند ابوها صح .
ابتسم وربما علم انني كنت اقصده ولكني قال ذلك متعمدا : ايوة صح تبروا هم مع بعض ... تعرفين الحلو فيج انج ركزتي .
- هههههههه اي عجبتني .
بقيت طوال تلك الليلة وانا اقرأ الرواية الى ان انهيتها الساعة الرابعة فجرا ..كانت رواية رائعة جدا بكل ماتحمله الكلمة والفكرة ايضا واسلوب الكاتب ...
في اليوم الاحد اتجهت للمدرسة .. دخلت الصف حيث وجدت ريم تضع رأسها على الطاولة .. وبقية الطالبات اللاتي وصلن مبكرا يذاكرن لا اعرف لماذا ولكنهن هكذا .... قلت لريم : قومي انا جيت .
رفعت رأسها وقالت : صباحو حياتي .
اخرجت ( ترمز ) الشاي ووضعته وكوبان لنا انا وهي وعلبة بها فطائر كعادتي اتناول الفطور مع ريم ...
بعض الفتيات في الصف تركن الدراسة واتين .. قالت الاء : ممكن .
شوق : اكيد حياكم .
اكلن الا ان نفذت الفطائركلها وانا وريم لم نتناول شئ منها !...
قالت ريم : حشا شفيهم مفاجيع .
- مع اني جبت وايد والله .
- هفففف .
- خلصت الروااااااية ,
- صج !!.. سولفيلياها .
- شوفي تتكلم عن واحد اسمه مختار يشتغل معلم هو فقير يحب بنت معلمه اسمها فاطمة وعنده ربع اربع شباب .. هو يحلم يصير غني .. مرة يكون ماشي مع ربعه يشوفون بنت صغيرة تصيح يسألونها شسالفة تقول انها شافت روحها في البحيرة دجاجة ... يضحكون عليها ويروحون البحيرة .. الماي حق البحيرة يعكس صورة لشخصية الشخص يعني مب شكله لا شخصيته .. ثلاث من ربع مختار شافوا روحهم خرفان .
ريم : هههههههههه اصلا الرياجيل كلهم خرفان .
- ههههههه المهم واحد من ربعه اسمه عمر فديته .
- هههههههههه شفيه .
- مايقول شنو شاف روحه .. المهم مختار يشوف روحه اسد .. يفكر يقو اسد يعني ملك الغابة يعني انا الي لازم اكون ملك هذي البلاد .. يقعد يخطط يخطط ويسويله مجموعة لين مايسوي انقلاب ع الحاكم وياخذ منه الحكم ويزوج حبيبته الي يحبها بعدين كل مرة تصيرله مشكلة وجي .. وايد حلوة ورومانسية بعد يعني مب كلها سياسة .
- ياويلي اعشق الرومانسية .
- حتى كاتبين فيها كلمة قبلة .
- هههههههههه وين وين ابي اشوف .
اخرجت الرواية من الحقيبة واريتها ... ضحكت ريم وقالت : هههههههه مالت عليج صج انج بريئة ماكتبين شي كاتب فقبل زوجته .
- اي يعني فشلة ههههههههه.
وقدمنا الاختبارواخذت انا العلامة الكاملة وريم ايضا لأنني غششتها في الاختبار من الجيد انني قرأتها لأن اغلب الاسئلة كانت في التفاصيل ...
( كتب ! ) :
عندما نعشق شخص نعشق كل شئ هو يحبه .. كل تفصيل صغير .. احيانا تتبدل ارائنا لأجل اشخاص احببناهم .. احيانا نفعل الاشياء التي لم نتوقع ان نفعلها من اجلهم ...
لأجله هواحببت القراءة .. واحببت الكتب ...
كنت اتحدث معه على الهاتف .. قال لي : بكرة بيفتح معرض الكتاب.
- ايوة ليلى بتروح مع ربعها .
- وانتي ؟.
- مادري .
- مممم شرايج نروح مع بعض ؟.
- اوكي بس شبقول حق هلي ؟... اسمع بقول لهم اني بطلع مع ريم اوكيه ؟.
- خلص ماشي .
واتفقنا على كل شئ ... المشكلة اننا نتصرف على اننا عاشقان ولكننا لم نقل تلك الكلمة التي تصرح بذلك !!..
ركبت بجانبه وانا اشعر بالخجل .. ابتسم هو وقال : منورة السيارة .
ابتسمت وقلت : شكرا .
اتجهنا لأرض المعارض حيث يوجد معرض الكتاب هناك ..
كان المكان مزدحما جدا .. مد يده وقال : امسكي يدي عشان زحمة .
وها قد اتت الفرصة لتعانق يدي يده بعد غياب ... احتوت يده الكبيرة يدي .. شعرت ان انفاسي تتسارع وضربات قلبي تخفق بسرعة وبصوت مسموع ..
قال لي : بشتريلك روايات عالمية .
- مثل شنو ؟.
- شيكسبير .
- اوك .
اخفض رأسه لمستواي وقال بهمس : فديت المطيعة .
شعرت ان وجهي اصبح ساخن وقد تلون باللون الاحمر ...
كان ايضا يبيعون تلك العلامات التي نضعها في الكتاب كي لا نفقد اي صفحة قرأناها ... كان هناك اشكال عديدة .. واحرف ايضا ... قال لي : تبين حرفج ؟.
قلت بتسرع : ابي حرف ال O.
ابتسم وقال : حقي !.
- أأ .. لا .. لا عشان رفيجتي احبها وايد .
قال بمكر : شسمها ؟.
- امممم .. اميمة .. ايوة ينكتب اسمها في الانجليزي Omaima .
اشتراها لي واشترى هو ايضا حرف ال S ... قلت له : شمعنة حرف الاسم؟.
قال وهو يضحك : هههههه عشان رفيجي احبه وايد .
قلت وانا اضحك : هههههههه شسمه ؟.
- سالم .
- هههههههه .
عندما خرجنا من ارض المعارض وضعت الاكياس في السيارة .. قلت له : كأنك شريت وايد كتب حقي !!.
- عشان تتثقفين المعرض الجاي بيكون كتب مب بس روايات .
- ان شاء الله .
عدت وانا سعيدة جدا لقضائي وقتا معه ... وضعت الاكياس بغرفتي .. نهضت اختي بحماس وقالت : بااال شريتي كل هاي من متى صرتي مثقفة .
- ياحبيبتي من زمان انا جي .
- وريني شنو شريتي ؟.
- هامليت .. عوطيل.. تاجر البندقية .. روميووجوليت .. ايما .. قصةحب .. جريمة المسبح .. اعلان عن جريمة ... فتاة القبر .. جريمة في المكتبة .. حلم ليلة صيف .. طفل اسمه نكرة .. البؤساء .. يوليوس قيصر ..
قاطعتني : وااااو باخذهم منج كلهم .
- طيررررررررري هذول مالي بس .
- بقراهم وبسولفهم لج .
- لا ياحبيبتي .
سهرت تلك الليلة وانا اقرأ رواية قصة حب وايضا يوجد منها فيلم اسمه LOVE STORY ... بكيت عندما انهيتها فجرا ..
اتصلت به فجرا وانا ابكي ...
اجابني بصوت ناعس : الو .
- اهئ اهئ .
قال بفزع : شوق .. شفيج .
- ماتت .
- من هي ؟.. شصار ؟.
- جيني ماتت وهو عاش بروحه .
زفر بقوة وقال : خرعتيني .
- سوري ازعجتك .
- ههههه الله يسلمج خرعتيني .
- شسوي قلت اعبر عن مشاعري .
- عبري عبري.
- حبيت رواية قصة حب بس الكاتب حيوان .
- هههه ليش ؟.
- ليش موتها لجيني .
- كلن بيومه بيموت .
- اهئ اهئ .
- خلاص شوق ترا كله كذب .
- لا احسهم صج .
- لا لا .
- خلص روح ارقد .
- وانتي بعد اهدي .
- اوكي .
- حياتي يلا تصبحين على خير .
- وانت من اهله .
نمت وانا سعيدة لسماعي تلك الكلمة منه .. حياتي .. وهو ايضا حياتي كلها ..
( موعد ) :
اتفقت كعادتي ان اخرج مع ريم في احد المراكز التجارية .. كنت قد اتفقت معها ان ندخل للسينما لمشاهدة فيلم ...
كانت هي متأنقة كثيرا .. ومتوترة .. سالتها : شفيج يلا نحجز لنا .
- أأأ.. لا انا حجزت .
- متى ؟.
- اخوي حجز لنا .
- صج !!... ع اي فيلم ؟.
- مادري .
- شنو ؟.
- يعني مادري ع اي فيلم حجز لنا .
- انزين التذاكر مو معاج !.
- لا بيعطينياهم الحين ... ينطرني عند الحمامات .
قلت بأستنكار : عند الحمامات !!.
- ايوة يلا .
وصلنا الى الحمامات التي تقع بالقرب من السينما .. رأيتها اتجهت لشاب غريب كان يبتسم لها ... ناولها التذاكر وعادت الي ...
وقفت متصمنة بينما رأيته يتجه للسينما ...
قالت برعب : بفهمج .
- يلا .
- هذا حمد حبيبي .
- ايوة ؟.
- بندش السينما مع بعض .
- نعم !!.
- عادي بس بيقعد حذاي ... عاد شوقوه .
- اوووووف .. طيب.
دخلنا السينما ... جلست هي في المنتصف انا على يسارها وهو على يمينها .. لو انني دخلت بمفردي افضل لأنها لم تتفوه معي بكلمة واحدة ..
كنت اراها تمسك يده ...
انتهى الفيلم وخرج هو قبلها ... احتضنتني وقالت : ياحبي لج حياتي فديتج .
- المفروض تقولين لي مرة ثانية .
- من عيووووووووووني .
من اجل من نحب احيانا نكذب .. نضع انفسنا في مواقف صعبة .. فقط لأنهم غاليين علينا .. فقط لأننا نريد ان نراهم سعداء ...
توالت مواعيد ريم بحمد ... وانا معهما .. ذات مرة كنا ايضا في احد المراكز التجارية ... في محل H&M ... حيث قالت لي انها ستقابله هناك ... وفعلا ابتعرت قليلا عنها حيث رأيته يقف معها ... تصنعت كعادتي عدم المبالاة وانشغلت بالنظر للثياب ... نظرت اليهما لم اجدهما !... ربما وقفا جانبا ... بقيت الف في المحل الى ان شعرت بالضجر ... بحثت عنها في المحل كله لم اجدها !!...
اتصلت بها كان هاتفها مقفلا .. بقيت اتصل واتصل ومازال مقفلا...
اصبحت الساعة الحادية عشر ونحن في المتجر منذ الساعةالتاسعة !!..
رن هاتفي ... اجبت والدتي : الو .
- يمة وينج تأخرتي وايد اطرش الدريول .
- يمة شوي وبجي .
- بسرعة ياويلج لو يدري ابوج .
- خلاص برد .
انهيت المكالمة ... ولكن هاتفي رن ايضا برقم غريب ...
اجبت : الو .
صوت مرأة : السلام عليكم .
- عليكم السلام .
- حبيبتي شوق انا ام ريم .
- أأ ... هلا خالتي .
- وين ريم اتصل ع جوالها مسكر .. تأخرتوا وايد .
- جوالها خلص شحن .
- انزين وينها .
- مممممم ... في غرفة القياس قاعدة تقيس شي .
- بسرعة خلها ترد البيت تأخرت وايد .
- ان شاء الله .
اتت الموظفة وقالت لي : Excuse me ma'am we will close now so if you have something you want to buy it just go to the casher directly .
- no thank you .
وخرجت من المحل ورأيت الاضواء قد انطفأت في المركز التجاري ... خرجت الى الخارج ... بقيت انتظرها ... اصبحت الساعة الحادية عشر والنصف ... الى ان وقف سيارة وترجلت هي منها ... كنت اشعر بالضغب منها كثيرا ... قالت بابتسامة : هههه سوري تأخرت .
- ياحماااااارة وين كنتي .
- خلنا نرد الحين وبعدين بفهمج .
ركبت السيارة مع سائقنا وقلت لها : وين كنتي .
- في فندق قدام المول .
وضعت يدي على فمي وقلت : امبيييه مجنونة شنو فندق .
- لا تخافين بس حجزنا غرفة سولفنا وبس عشان تعرفين انا اخاف وايد حد يشوفنا .
- مرة ثانية قوليلي فاهمة !.
قبلت وجنتي وقلت : من عيووووووووووووني .
( سافرت وعيوني ..) :
سافرت وعيوني على الهاتف تنام ..
ويفز قلبي كل ما الهاتف يرن ..
ماسمعت صوتك ياحبيبي من ايام ..
والقلب للغالي يشتاق ويحن ..
في هذه الاجازة لم نسافر .. ولكن عمر سافر .. رغم انني لا اراه يوميا .. الا انني اشعر بالامان وهو معي في نفس المكان ..
سافر هو لليابان مع اصدقائه ... اولا اشعر انه في عالم وانا في عالم اخر .. فرق ست ساعات عنا ..
كنت اتحدث معه في تمام الساعة الثانية عشر .. قلت له : خاطري اسوي مثلك والف العالم كله .
- بروحج ؟.
- لا .
- مع من ؟.
قلت بجراءة : ممم .. معاك .
- هههه بنروح كل مكان مع بعض .
- واااي وناسة وانا اتخيل .
- وتين تبينا نروح ؟.
- اول شي ديزني عشان الاميرات .
- هههه ذابحيج الاميرات .
- اكيد .. وابي اروح فينيسيا .. واروح عند بيت جولييت .. برج ايفل .. بخصوص ساعة كم عندكم ؟.
- الفجر .
- امبيه روح نام مانمت بسببي .
- بالعكس مستانس اسمع صوتج .
- لا خلص نام وبكرة نتكلم .
- اوكي .. تصبحين ع خير .
- وانت من اهله .
اجمل شعور هو ان تغفو على صوت من تحب .. بحيث يكون صوته هو اخر شئ تسمعه لتنهي به يومك ..
في اليوم التالي اتفقت مع ريم للذهاب للسينما لمشاهدة فيلم twilight ..
خرجنا من الفيلم انا وهي ونحن لم نصمت بسبب حبنا للفيلم ...
قلت : واااو احلى فيلم شفته .
- وتعرفين انه فكرة غريبة وحدة تحب لها مصاص دماء .
- بس خسارة ماصارت مثله .
- تعرفين هذي اخر وحدة فيكتوريا خوفتني .
- شكله في جزء ثاني .
- ياليت .
بعدها تجولنا في المتاجر .. اخذنا فساتين متشابهة وقبعات ايضا .. ودخلنا غرفة القياس وارتديناها .. كنا رائعتين .. وكأننا توأم ... ضحكنا حينها من القلب .. اخذنا صور معا ...
( جد في جد ) :
هذه سنتنا الاخيرة .. علينا ان نكون اكثر جد في كل فعل نفعله .. لا شئ سوى الدراسة ...
بالنسبة لزميلاتنا في الصف ايقنت انهن مريضات خصوصا هذه السنة بهوس الدراسة ...
مريم التي كانت معنا السنة الماضية ازدادت غرابة !!..
قالت المدرسة : اليوم بدنا ندرس الكلة ..
قالت مريم : الكلة ...
بعدها قالت المدرسة : اول شي رح نعرف وظايفها وبعدين بدنا نشرحها في المختبر .
مريم : نشرحها في المختبر .
همست لي ريم : بسم الله الرحمن الرحيم شفيها استخفت .
اكملت المدرسة : عدنا انحناء هنلي ..
قالت مريم : انحناء هنلي يعمل اعادة امتصاص ..
المدرسة : يمتص ... قالت مريم : الاملاح .
همست لريم : ههههههههه مجنونة اقسم البنت فيها شي .
ريم : بخصوص تراها حافظة الكتاب .
شوق : قاعدة تقول كل حرف مع المس يعني شنو نسمعها ولا نسمع المس !!.
مضت الايام ومريم على نفس الحال والمصيبة ان هناك فتاة اسمها الاء ايضا نفس الحال !!..
المشكلة انهما تجلسان خلفي انا وريم ...
ريم : هفففف ازعاج بكفخهم وربي .
شوق : بكوعج احسن .
ريم : صوووووتها في اذوني مب قادرة استحمل .
نهضت ووجهت كلامي للجميع عممت وقلت : بنات لو سمحتوا كلنا نعرف انكم شطاروترانا كلنا ندرس .. احنا جايين نستفيد الي راسة الدرس وحافظته وحافظة الكتاب تسكت عشان تخلي البنات يفهمون .
..
ولا حياة لمن تنادي .. بل زادت ...
احيانا كانت ريم تغلق اذنها وتقول : شوق وربي احسها قاعدة تتكلم في اذوني .
- صوتها مزعج خلاااص يعني لوعت جبدي بكلمها .
- ترا لو كلمتيها الحين بيقولون نغار منها عشان هي الاولى على المدرسة ومادري شنو .
- حسبي الله ونعم الوكيل هففف .
المشكلة ايضا ان كان لدينا مدرسة كيمياء.. فقد زادت الوضع اكثر سوء .. تظغطنا كثيرا .. تأخذنا اربع حصص احيانا مستمرة ..
كنا نستمع لمدرسة الفيزياء وهي تشرح الدرس .. رن الجرس ..ومع رنة الجرس دخلت بسرعة مدرسة الكيمياء رحاب .. قاطعت الجميع والمدرسة التي تقف ووضعت اغارضها وقالت : في ظرف ثانية بسرعة وزعيلي الcu .. الكترونيا وعللي هو يختلف ليه عن بقية العناصر الانتقالية .. يلا في ظرف ثانية .
مهلا .. شعورنا كنا متجمدات .. نحن حتى لم نغلق كتب المادة التي سبقتها او نبرمج عقلنا ان مدرسة اخرى دخلت بهذه السرعة .. او نخرج كتب الكيمياء من الحقيبة .. او نسمع سؤالها .. ونحله !!!.
بينما اخرجنا كتبنا .. قالت : يلا شوق قومي وحلي السؤال ع البورد .
نهضت وانا ابتلع ريقي .. لم اسمع السؤال اصلا !!..
نظرت الي ريم بخوف لأننا لا نعرف الاجابة او نسمع السؤال ...
قلت : سوري مس ماسمعت السؤال .
قال بصراخ : وزعي الcupper .. الكترونيا وعللي هو ليه بيختلف عن التوزيع الالكتروني .
اتجهت لأمسك ورقة الجدول الدوري لأرى كم عدهه الذري .. ولكنها نادتني : ايه رايحة فين ؟.
قلت بتلعثم : أأ قاعدة بس اشوف كم عدده ..
قاطعتني : اهو ده الي ناقص .. زاكرتي يا شوق امبارح ؟.
- ايوة .
- مش باين .
- لا درست .
صرخت بي : انتي الي بيجري فيكي دم ويا مية !!.. انتي سنوية عامة .. الناس في مصر بتقطع نفسها مزاكرة .. وانتي قاعدة بتدعلي وتقولي نسيت !.. ده غيرك بياكلوا الكتب اكل .
اخرجت ورقة واردفت : خدي اكتبي التعهد ده .
امسكت الورقة والقلم .. قلت : شكتب ؟.
- اكتبي اسمك واكتبي تاريخ النهارده وانك معرفتيش تحلي السؤال الهايف ده ..
وجهت كلامها للبنات وقالت : بقا ده سؤال !!.. ده بنات اولى ابتدائي بيعرف يجاوبو .. شوفي النهاردة كم التاريخ وفاضل كم ع الامتحانات ... تفتكروا في سؤال اتفه من ده !..
قالت مريم : لا هههه مس سهل وايد .
نظرت لها ريم بنظرة حادة ... قالت مس رحاب لريم : قومي ياريم وحليه .
مريم : مس خليني انا احله .
مس رحاب : لا خليني اشوف كم بنت مش هتقدر تحل السؤال ده .. عشان اقطع هدومي .. بقي دول بنات سانوية عامة .
نهضت ريم وايضا لم تحله ... المهم اننا اكملنا اليوم كله توبيخ منها ..
بعدها استمرينا بهذه الحالة من الظغط النفسي .. نريد ان ننفجر ولكننا نصمت عند اخر لحظة ... لا وقت اصلا للشكوى او للبكاء ...
كان علينا ايضا ان نقوم بعمل بحث في المواد المتقدمة كالكيمياء والرياضيات والاحياء ...
استطعت انا وريم ان نتمم بحوث بقية المواد معا .. الا الكيمياء ... اعطتنا نماذج لبحوث سابقة ونحن قمنا بالسير على نفس الترتيب مع اختلاف في الموضوع طبعا ...
في ذاك اليوم .. كنت متعبة لأنني امضيت الليل كله دراسة للاختبارات القصيرة في كل المواد .. ومتعبة جدا .. حيث اتت مس رحاب للصف وقالت : شوق عايزة اكلمك .
خرجت ووقفت معها في الممر .. قالت : ده البحث بتاعك ؟.
- اي .. انا وريم .
- انتي الي عاملاه ؟.
- اي .
- بقى ده منظر بحث !!.. فين التقسيمات الي قولت عليها .
- انا مشيت على نفس البحوث الي عطيتيناها .
- طب في abstract ؟.
- اكاه .
- ع البحث ده مش هديلك ولا درجة .
- المطلوب ؟.
- ارجعي اعمليه بس طبعا هنقصك درجتين عشان هتسلميه متأخر .
- متى لازم اجيبه ؟.
- بكرة .
- نعم !!.. بحث في خمسة وعشرين ورقة شلون اسلمه واطبعه واكتبه باجر ؟.
- للاسف بكرة خميس وانا يوم الحد حتيجي المحكمة بتاعت البحوث عشان تقيمهم .
- بس مس ..
- تصرفي من هنا لبكرة لو مجبتيش هيروح من نسبة الثانوية العامة 10% .
عندما عدت للمنزل حوالي الساعة الثانية ظهرا .. حيث من ساعة عودتي بدأت اكتب البحث ولأن ريم مشغولة لأنها ستخرج مع حمد حبيبها ..
في الساعة الثامنة مساءا انهيته .. ارتديت عبائتي للذهاب للمكتبة لأطبع البحث .. اتصل بي عمر ..
عندما سمعت صوته انهرت من البكاء : أأ ..لــ و.
قال بنبرة قلق : شوق شفيج ؟.
- تعبانة توني خلصت البحث ... بروح اطبعه .
- بجيج نروح نطبعه مع بعض .
- اوكي .
اخبرت امي ان ريم سأتي لنذهب للمكتبة .. حيث اتى عمر واتجهنا للمكتبة ..
بعد ان طبعها اتجه بنا الى الكورنيش .. كان الجو باردا جدا .. اشترى لنا (كرك )
وشربناه .. اسندت شعري على مقعد السيارة بتعب .. قال : شفيج ؟.
قلت بصوت ضعيف : تعبانة وايد مظغوطة .
- صدقيني مرحلة وبتعدي .
امسك يدي .. همس : يدج باردة .
رفعها الى شفته وقبلها .. قال وهو يركز عينه في عيني : احبج .
شعرت انني انسى كل التعب هذا .. انسى العالم كله ..
ابتسمت براحة .. قلت : انا بعد .
- من زمان .
- وانا بعد من زمان .
اخيرا نطقها .. اجمل كلمة سمعتها في حياتي .. ولكنني لا احبه .. بل اتنفسه ..
( كل عام وانتي اجمل الناس ) :
اليوم هو يوم ميلاد ريم .. قررت ان احتفل معها في المدرسة .. بعد ان استأذنت من الادارة على احضار بعض الاغراض والطعام .. احضرت كعكة لعيد الميلاد ووضعتها في ثلاجة غرفة المدرسات .. واخفيت الطعام والمشروبات .. في نهاية الحصة الثالثة قلت لريم : في البريك روحي الكافتيريا وانا بروح الممرضة .
قالت بخوف : شفيج شلي يعورج ؟.
- مافيني شي بس شوي مصدعة باخذ بندول .
- بجي معاج .
- لا روح كلي .
- لا مستحيل اهدج .
- ياخي شفيج روحي .. اشتريلي شي معاج .
- اوكي شتبين ؟.
- ورق عنب وزعتر .
- اوكي وكالعادة عصير اناناس ؟.
- ايوة يلا روحي من الحين .
- شدعوة للحين ماطق الجرس .
- بعدين بتصير زحمة يلا .
- اوكي .
وعندما خرجت من الصف بسرعة اخرجنا انا والفتيات الاغراض ورتباناها .. بدأنا بنفخ البالونات ...
قلت لأحداهن : روحي نادي ريم من الكافتيريا قولي لها شوق تبيج في الصف .
وفعلا اتجهت الفتاة لمناداتها ... اطفأنا الانوار في الصف واشعلت الشموع ..
فتحت ريم باب الصف واندهشت عندما صرخنا جميعنا : happy birthday to you .. happy birthday to Reem .. happy birthday to you .
بعد ذلك اتت الي وعانقتني بقوة ...
ريم : حيااااااااااااااااااااتي .
- ربي يخليج لي .
- امين .. ويخلي صداقتنا .
بعد ذلك قطعنا الكعكة .. ووزعنا الطعام .. لم نوزعه بل دعوناهن لأنه كان بمثابة ( بوفيه ) ..
اعطيتها هدية يوم ميلادها .. كانت سلسلة نقش اسمي واسمها .. واحدة لي والخرى لها ..
قلت : يلا عاد تعالي خلنا ناكل .
التفتنا لطاولة الطعام وجدناه نفذ !!...
ريم : وين الاكل ؟.
همست لها : امبيييه خلصوه .
ريم : حيوانات كيكة يوم ميلادي ماكليت منها شي .
شوق : كنت جايبة فطاير وسندويشات جوووعانة .
ريم : اقول مالنا غير اكل المدرسة حسبي الله عليهم .
شوق : حتى البيبسي خلصوه جبت كرتونة .
ريم : ههههههه يلا اخرج عصير اناناس .
( حريق ! ) :
اقاموا لنا في المدرسة طبقا خيريا .. كانت فرصة ( للزط ) .. جلبنا الكثير من النقود للطعام .. تناولنا الطعام على في حديقة المدرسة ... انتهت الفرصة ورن الجرس يعلن عن بدء الحصة الرابعة .. اثناء دخلونا سمعنا صراخا ..
المدرسات يصرخن : حريق طلعوا براااا .
هرعنا للخروج والمديرة تصرخ : طابور ثنتين ثنتين .
خرجنا جميعنا للحديقة الخارجية .. بعد فترة دخلنا .. لم يكن حريقا بس تماس كهربائي بسيط ولكن حرصا من المدرسات علينا اخرجونا ...
دخلنا الصف وانا وريم في خيبة امل لأن الحريق لم يحدث في درس الرياضيات ..
قالت : المديرة ماهما من كل هاد زعلت لانو الاخلاء ماكان ع شكل طابور .
ضحكنا : ههههههههههه.
- هيك الحياة ياما بنشوف اشكال غريبة .
قالت احدى زميلاتنا : it's ok miss .
قالت مريم : it's ok miss .
قالت المدرسة : يلا مو مشكلة اهم شي الموضوع عدا ع خير .
قالت احدى زميلاتنا : الحمد الله مغامرة هههه .
مريم : الحمد الله مغامرة .
هنا لم استطع كتم ضحكتي : هههههههههههههههههههههههههههههههه .
فانفجرت معي ريم .... بأختصار ( وش تحس فيه ؟! ) ...
( ايه .. اغار عليك ) :
كان يوم الجمعة وكنا مجتمعين في ( البيت العود ) بيت جدنا .. هذه المرة دعوت ريم ايضا لأن اختي عندما تلتقي مع بنات عمي تنساني ..
قالت ملاك ابنة عمي : بنات نبي نروح ماك .
ليلى : شحقه خلنا نطلب .
ملاك : لا نبي احنا نروح وبعدين نجيب لنا باسكن روبنز ودونات .
ابنة عمي الاخرى سميرة : عيل خلنا نقول للدريول .
قلت انا : الدريول خذا امهاتنا للسوق .
ملاك : شرايكم نقول لعمر .
شعرت بقشعريرة في جسدي عندما احد يذكر اسمه .. بالانتماء اليه .. اود ان اقول عمر .. هو حبيبي ..
قلت بحماس لأنني اريد رؤيته : اوكي خلنا نكلم ديدة نستأذن منها .
ليلى : بقوم اكلمها .
وفعلا اخبرناها ... وهي ابلغته بذلك .. ركبن جميع الفتيات في الخلف .. ركبت انا بجانبه في الامام بحكم انني الفتاة الصغيرة .. في الحقيقة اشعر انه ليس من حق احد ان يجلس هنا سواي ..
قالت ملاك : سوري عمر بنتعبك .
رد هو : لا تعبكم راحة .
كان يبتسم طوال الطريق لأنني بجانبه .. وصلنا الى ( ماكدونالدز ) .. سألنا هو : تبون تيك اوي ولا بتنزلون ؟.
ليلى : نبي ننزل .
ترجلنا جميعنا وجلسنا على احدى الطاولات وهو في طاولة اخرى بمفرده ..
كتب لي : غيري مكانج .
- وين اقعد ؟.
- قدامي .
قلت لليلى : لولو قومي قعدي بمكاني ابي اصير فوجه ريم .
وغيرنا الاماكن .. رفعت ريم حاجبها وانا اعلم انها قد كشفتني ...
كتب عمر لي : فديت هالوجه .
ابتسمت بخجل ...
قالت ملاك : بنات ترا حرام عمر قاعد بروحه .
سميرة : ههههه قومي قعدي معاك .
نهضت ملاك وقالت : بقوم اشوفه حرام بروحه .
همست لي ريم : على فكرة بنت عمج حيوانة شفيها ؟.
كنت اشعر ان جسدي يشتعل نارا .. نهضت واتجهت لطاولته ..
نهضت وقلت بعصبية : بروح الحمام .
اتجهت للحمام واتصلت به .. رن هاتفه .. رن .. الى ان اجاب : الو .
قلت بعصبية : ليش ماترد .
- أأ .. هلا مشعل .
- انا مشعل !!.. شقاعدة تقول لك .
- انا مع الاهل .
- انا في عينك انا هلك وكل شي .
- هههههه اكيد .
- قوله انك مشغول وخلها تنقلع .
- مايصير الله يهداك .
- عمررررررررر لا تعصبني .
- هدي هدي .
- خلها تروح .
- اكلمك بعدين .
- وربي لو سكرت التيلفون ماكلمك ابدا .
- انزين .
- خلها تنقلع .
لم يجب ... بعد قليل قال: خلاص راحت .
- احسن .. كانت تقولك ؟.
- تقول انه تعبتني وجي .
- سخااااااااااااااااافة .
- شوق عيب هذي بنت عمج اكبر من بست سنين مايصير .
- انا اغااااااااااااار .
- ههههههههههههههههههههه .
قلت بعصبية : لا تضحك وانا معصبة .
- فديت الي يغارون انا ... يعني تحبيني .
- احبك وياويل الي قرب لك .
- وانا مستحيل احب غيرج ... يلا تعالي وجبتج جات .
- اوكيه .
- احبج ... وعيوني ماتشوف من البشر غيرج.
- انا بعد ... فديتك يابعد روحي .
انهيت المكالمة وعدت .. قالت ريم : طولتي ؟.
ضحكت ليلى : بطنج يعورج .
ريم : ههههههههههه.
شوق : جب جب انتي وهي ... سألت ملاك : شقالج عمر ؟.
ملاك : بس قلت له شكرا وجي وبعدين واحد اتصله .
شوق : اها .
عندما تكون بقرب من تحب تشعر ان معدتك ممتلئة بالحب حتى لا تستطيع تناول اي شئ .. وهذا ماحدث معي .. انتهى الجميع من الطعام ..
قالت ريم : بخصوص انج ماكليتي شي .
شوق : أأ .. لا الحمد الله شبعت .
خرجنا معا .. قالت ليلى : الحين تقدر تاخذنا باسكن روبنز ؟.
عمر : تامرون .
ترجل عمر ليشتري لنا .. قالت ملاك : وايد جنتل عمر .
ردت ريم : شدعوة ؟.
ملاك : يعني طلعنا وجي .
ريم : الله يوفقك هو وحبيبته .
ليلى : شنو عمر عنده .
تمنيت لو باستطاعتي الرد واخبارهم انه حبيبي انا ...
قالت ريم : اكيد عنده .
عاد عمر وهو يحمل المثلجات .. ناولهم وناولني العلبة الكبيرة بالطعم الذياحبه بالفراولة ...
قالت سميرة : شمعنة شوق جبت لها العودة ؟.
عمر : لأنها الصغيرة .
ابتسمت بخجل .. اجمل شعور هو ان يعتبرك حبيبك صغيرته .. حبيبته ..
( امتحانات ! ) :
وها قد بدأت اختبارات الثانوية العامة .. اشعر بالقلق والتوتر جدا .. كان عاما متعبا جدا .. ولكن الضغط النفسي ازداد الان ..
كنت اسهر طوال الليل اذاكر واذهب للاختبار وانا لم اذق طعم النوم ... عدت من اول يوم اختبار لي كانت علينا رياضيات .. الحمد الله انه اول مادة كي اشعر انني ارتحت وقد زال هما كبيرا من على صدري ..
اشعر بالدوران والنعاس .. امسكت بهاتفي واتصلت بعمر ...
اجابني : حبيبي.
ابتسمت بتعب : هلا حياتي .
- شخبارج طمنيني ؟.
- الحمدالله حليت زين .
- الحمد الله .
- تعبانة وايد مواصلة من امس .
- كم مرة قلت لج ارقدي .
- حبيبي ماقدر قلق وايد .
- انزين بعد بكرة انا اخذج للمدرسة .
- اوكي حبيبي بروح ارقد واقوم ادرس .
- ساعة كم بتقومين ؟.
- ساعة اربع .
- خلص بتصلج اقومج .
- فديتك حبيبي احبك وايد .
- وانا اعشقج .
ابتسمت والقيت بنفسي على السرير لأغط بنوم عميق ... استيقظت وبعدها بقيت اذاكر .. الى ان رن هاتفي ( ريم ) ..
اجبتها : اوووف تعبت مخي تعب .
- اهئ .
- ريموه شفيج ؟.
- تعبانة .
- سلامتج من وشو حياتي .
- جرحت يدي .
قلت بدهشة : شنوووووووووووو؟.
- تهاوشت مع حمد خلاص تعبت وربي تعبت .
- انتي مجنونة في وحدة تسوي بروحها جي !َ.
- عشان ارتاح .
- وارتحتي ؟.
- تعبانة اهئ اهئ .
- ريم ترا مب وقت هالكلام الفاضي ترا هذي مرحلة تحدد مصيرنا .
- مصيري ومستقبلي معاه .
- عيل بالطقاق انتي وياه .
واغلقت الهاتف ..
حاولت ان اعود لجو الدراسة ولكنها عكرت مزاجي .. صنعت لنفسي قهوة .. ومعها عدت للجو الدراسي ...
في اليوم التالي اصبت بالزكام ... والزكام اكثر مسبب في تشتيت التفكير .. وايضا موضوع ريم .. لم اهاتفها من امس ...
في صباح اليوم التالي كنت سعيدة لأنني سأرى حبيبي في الصباح ..
جلست صباحا في سيارته .. ابتسم واخذ يدي .. قبلها وقال : صباح الحب .
قلت بخجل : صباحي انت .
ناولني وردة .. اخذتها وشممت رائحتها ..
قلت : احبك .
- وانا بعد .
- ساعة كم اختبارج ؟.
- ساعة 8 .
- حلو عيل قدامنا ساعتين .
- ايوة ؟.
- بنروح نتريق مع بعض واسمعلج .
ابتسمت : اوكي قلبي .
اتجهنا لسوق واقف ... اكلنا هناك .. بعدها عدنا الى السيارة واتجهنا الى الكورنيش .. صففت السيارة امام البحر .. قال : عطيني اسمعلج .
ناولته الملخصات التي اعددتها للدراسة منها ...
قال : خطج .....
رفعت حاجبي وقلت : شفيه ؟.
- يجنن.
- ههههههههه .. ادري يلوع الجبد .
بدأ يختبرني .. وبعدها اوصلني المدرسة ...
وصلت حيث وجدتها تجلس كعادتها على ( الستيج ) في ساحة المدرسة ...
جلست انا في مكان اخر ...
دخلنا الاختبار ونحن لا نتحدث مع بعضنا ... المشكلة ان مكانها بجانبي في الاختبار ...
كانت هي ايضا مصابة بالزكام حيث اخذت علبة المناديل التي كانت في قاعة الاختبار ووضعتها على طاولتها ...
وضعت يدي على انفي اريد منديل ... مدت هي لي العلبة .. اخذت منها .. وبقينا طوال الاختبار نتبادل بيننا العبلة ...
ربما كان الزكام وسيلة للصلح بيننا ... لا اعلم كيف .. ولكننا انتهينا من الاختبار وخرجنا ..
قالت : شفتي السؤال الاخير.
- سؤال حيوووان الي خلاه شيحس فيه .
- ماكتبت مالت عليهم .
- وانا بعد .
استمرينا بالحديق عن الاختبار .. بعدها اتجهنا لأخذ اغراضنا .. وقفت امامها وقلت : راويني يدج .
مدت يدها حيث رأيت الجرح الذي على معصمها ...
امسكت يدها من معصمها وقبلتها ...
كانت هي مذهولة .. قلت وعيني ممتلئة بالدموع : ياويلج لو سويتي جي مرة ثانية .
احتضنتني هي بقوة وقالت : احبج وايد .
- انا بعد يا توأم روحي انتي .
( تخرجنا ؟! ) :
وهاقد انتهت اخر سنة من اثنا عشر سنة مضت ... بقينا فترة ننتظر ان تظهر النتائج ونرتاح ...
كنت اشعر بتوتر كبير وانا انتظرها .. طلب مني عمر ان يكون معي في هذه اللحظة ..
وكم هو جميل ان يشارك الرجل المرأة بأهم لحظات حياتها .. يخبرها من تصرفه هذا انه معها دوما ... اسنادك وابقى بجانبك ..
وفعلا كان عمر يجلس معي امام شاشة الحاسب .. يمسك يدي بقوة .. يهمس لي : ان شاء الله خير حبيبي .. بتفرحين .
قلت بخوف : يارب.
ادخل رقم الجلوس وظهرت نتيجتي .. امسك الحاسبة وحسب نسبتي .. ابتسم وقال : مبروك .
قلت برعب : كم ؟.
- 95 .
صرخت : ااااااااااااااااه الحمد الله .
اتى الجميع وبارك لي ... بينما كنت احتضنهم نظرت له ... وددت لو انه يصبح ماكنهم واحتضنه .. كان يبتسم لي بحنان ...
اتصلت بريم ... كانت سعيدة هي ايضا للغاية نسبتها كانت 82 .. تعتبر جيدة لأنها لم تذاكر جيدا من الاساس ...
بعثت الينا المدرسة رسالة ليخبروننا بموعد حفل التخرج .. خرجت برفقة ريم لنشتري فستاين تشبه بعضها ..
اخترنا فستانا لونه زهري قصير كان ريقيا وبسيطا .. واتى يوم الحفلة .. بقيت لعدة ايام تسبق الحفل اتدرب على طريقة مشييفي الكعب العالي واصعد سلم المنزل وانزله عدة مرات كي ارى كيف سأبدو وانا اصعد الى المسرح عندما ينادون اسمي ...
اتصلت بعمر قبل خروجي من المنزل ... اجابني بدلا من ( الو ) حيث قال : مبروك حبيبي .
ابتسمت لمجرد سماعي هذه الكلمة منه .. وصلتني تبريكات كثيرة ولكن منه مختلفة تماما .. لها طعم اخر ..
قلت : الله يبارك فيك حبيبي .
- اليوم يومج استانسي ها ؟.
- ااوكي حبيبي ياليت معاي .
- ياليت بس اكيد بنحتفل .
- اكيد .. احبك موووووووت .
- وانا اكثر .
انهيت المكالمة وضربات قلبي تتسارع ... خرجنا من المنزل انا وامي وليلى متجهين لقاعة الحفل ...
عندما وصلت اتصلت بريم كي نلتقي ... دخلت القاعة حيث ارتديت زي التخرج .. التقيت بمدرساتنا .. احتضنني ... اخيرا انتهت هذه المرحلة ...
مرحلة عشتها بصعوبتها .. ارهاقها .. ولكن مازلت احمل حنين .. لأنني سأودع تلك الايام .. ايام لن تعود .. ايام الجمعة في صف واحد .. حيث نتشارك كل شئ .. الان سيصبح العالم اوسع ... نخرج ونقابل اشخاص غرباء ...
رأيت ريم من بعيد لحمتني هي ايضا ... تلك الفتاة التي التقيتها منذ ست سنوات .. التي كانت ضيفة في صفي ... مع السنوات اصبحت توأم روحي ورفيقة دربي .... ها انهينا مرحلة اخرى ايضا معها .. سارت نحوي ... كانت عينانا تلمع بالدموع ... وكل منا تراقب الاخرى وهي ترتدي هذا الزي ... الذي لطالما حلمنا طوال هذه السنة التي مضت ان نرتديه ... بل حلمنا به ...
احتضنتها بقوة ... بكينا .. قالت ليلى : هي هي شنو تصيحون الميك اب بيخترب الحين .
ابتعدت عن ريم وقلت : اي صح .
امسكت يدي ريم وقالت : تعالي نتصور .
اتجهنا لركن التصوير وتصورت معها ...
بعدها جلسنا نحن الخريجات حيث القت المديرة كلمة التخرج ... بعدها عرضوا ( فيديو ) اغنية خاصة للتخرج وصورنا طوال العام ... ضحكت انا وريم عندما عرضوا صورتنا ...
ريم : ههههههه يعع شوفي كشتنا .
- هههههههه ايام سودة افتكينا اخيرا .
بعدها نادوا اسامينا .. عندما قالوا اسمي ... نهضت ريم وصرخت : هوووووووووووووووو .
احتضنتها واعتليت المسرح ... قبلتني المديرة وهنئتني ... وايضا عندما نادوا اسم ريم صرخت انا ايضا ...
كان اجمل يوم على الاطلاق .. ودعت فيها زميلاتنا ... وحتى مريم سأشتاق الى اعادتها لكلام الاخرين .. للحديث في اذني ...
( معاك غير ) :
في اليوم التالي اتفقت مع عمر ان نحتفل معا .. هو اصر على هذا .. ترجلت بجانبه في السيارة ..
ابتسمت وقلت : وين بنروح ؟.
- مفاجأة .
قاد السيارة .. حيث وصلنا الى فندق ( 4 seasons ) ... ابتلعت ريقي وقلت وانا اترجل من السيارة : شحقه جايبني لفندق ؟.
ضحك : ههههههه لا تخافين .
مد يده لي .. امسكت بيده وسرت بجانبه .. حتى وصلنا لقاعة .. قال : سكري عيونج .
اغمضت عيني ... امسك يدي وقادني ... حتى قال : بطلي عيونج .
فتحتها .. كنت في قاعة لنوها كله زهري ... كانت الاضوائ في كل مكان .. و (data show ) ... تعرض عرضا على الشاشة الكبيرة الموجودة في منتصف القاعة ... كتب في الشاشة : .
it's my princess's graduation
وعرضت صوري منذ ان كنت في الصف الاول ابتدائي وبعدها توالت مراحل عمري حتى عرضت صورة تخرجي ...
وضعت يدي على فمي اكتم دهشتي .. تساقطت دموعي فرحا بما فعله .. التفت اليه واحتضنته بقوة ...
قلت : حبيبي فديتك مشكووووووووووووووور .
- يفداج عمري كله .
- احبك وايد .
- وانا اعشقج .
امسكني من يدي وقال : تعالي شوفي كيكة التخرج .
كانت الكعكة كبيرة جدا وبها قبعة التخرج .. جميلة للغاية ... ناولني السكين وقال: يلا قطعيها حبيبي .
- امسكها معاي .
امسكناها معا وقطعنا الكعكة ... بعدها شغلت الفتاة المسؤولة عن الـ ( DJ ) ..
اغنية .. قال : Would you dance with me.
ابتسمت بحب له وامسكت يدي بيده .. ويده الاخرى على خصري ...
I wanna grow old with you ..
I wanna die lying in your arms ..
I wanna grow old with you ..
I wanna be looking in your eyes ..
I wanna be there for you sharing everything you do ..
( ضريبة الصداقة ! ) :
مضت الاشهر بسرعة .. بقي اسبوعان على بدء الدراسة .. وبدء مرحلة جديدة في حياتنا ..
كنت نائما .. حيث سمعت صوت هاتفي يرن .. اجبت نعاس : امممم .
سمعت صوت شهقاتها : اهئ اهئ .
فتحت عيني بفزع وقلت : ريمووه ؟.
- شــ ... و ق .
- حياتي شفيج ؟.
- تهاوشت مع حمد .
- ليش ؟.
قالت اختي وهي نائمة على السرير الاخر : طلعي برا وتكلمي ابي انااااام .
نهضت من على السرير ببطئ وخرجت من الغرفة ... قلت : شحقهة متهاوشة معاه ؟.
- يبي يشوفني وتعرفين هلي هذي الفترة مادري شفيهم علي مايخلوني اطلع بروحي .
- انزين قوليله ؟.. شفيه لازم يتفهم .
- مب راضي .
- بالطقاق .
- طلبتج شوق قولي تم .
- شنو ؟.
- هلي يثقون فيج تعاليلي البيت وبعدين نروح نشوف حمد .
- حياتي ماقدر اخاف حد يشوفني معاكم .
- بنروح فندق لا تخافين بس يشوفني شوي وبس .
- وانا اتم مزهرية مبتسمة !.
- ههه عشاني امانة لو تحبيني .
- مالت عليج اكيد احبج .
- عيل خلاص .
- اوكيه .
غيرت ثيابي واخبرت امي انني خارجة مع ريم ..
اخذتها من منزلها بعد ان اصبحت اقود بنفسي واصبحت املك سيارة خاصة بي ..
اتجهنا للفندق الذي تذهب اليه كعادتها معه ... وصلنا وانا اشعر بالرعب .. دخلنا ردهة الفندق ... كان هو يقف بأنتظارنا ..
قالت ريم : تنطرينا هني ؟.
قلت : اوكيه .
جلست في الردهة وهما صعدا للغرفة .. اتغاضى عن اي فكرة من الممكن ان افكر عن شئ يفعلانه !...
جلست انتظرهما حوالي ساعة ... بعدها رأيت ريم تسير متجهة خارج الفندق !!..
وهو يخرج من المصعد ويسير نحوي ... اتجهت اليه وقلت : شفيها شصار .
قالت بغضب : رفيجتج مجنونة هذي !.
- شصار شسويت لها ؟!.
- شكاكة .
- صارلكم ساعة فوق قاعدين تتهاوشون .
- هي مب راضية تقتنع اني احبها وايد وماكلم غيرها ... شوق امانة انا احبها صج مادري ليه دايما تشك فيني .
فجأة بدون اي مقدمات ... شعرت بيد قوية تمسكني من معصمي ..
نظرت لصاحب هذه اليد !!... عمي ؟!...
صرخ : يالكلبة شتسوين هني .. من هذا الي معاج ؟.
الدهشة لم تترك لي فرصة لنطق حرف واحد ...
قال حمد : لا انت فاهم الموضوع غلط .
امسك عمي حمد من ثوبه بقوة وقال : غلط !!.. اي غلط ياحيوان .
وضربه ... شدني من يدي واخرجني من الفندق ...
كنت اشعر ان كل شئ حدث ... مهلا انا لم استوعب شيئا من الاساس !!.. من اين ظهر عمي !!..
اركبني معه السيارة وسار بسرعة الى بيتنا .... صوته المرتفع وشتائمه لم تعطني فرصة للرد او الدفاع ...
وصلنا الى منزلنا .. فتح الباب التي من ناحيتي بقوة وانزلني ... دخل المنزل وصرخ بأسم ابي : عبد الله .... عبد الله .
هرع جميع من في المنزل لمصدر الصراخ ... اتى والدي وقال : شفيك شسالفة ؟.
عمي : شوف بنتك المحترمة .. كنت في فندق وشفتها مع واحد .
اتسعت اعين الجميع من الدهشة ...
اخيرا استطعت ان انطق ... قلت بصوت مبحوح : لــ ..ا .. يبة فاهمين غلط .
قال عمي : اي غلط !.
سار ابي نحوي بصدمة ... وقف امامي ينظر لي بعين ملتهبة .. رفع يده وصفعني بقوة على وجهي .. شدني من شعري وقال : على اخر الزمن تحطين راسي في الارض !.
قلت وانا ابكي : يبة كذب .
قالت امي : خلنا نسمعها .
نطقت انا : انا بس كنت مع رفيجتي ريم هو حبيبها انا مالي دخل .
قال عمي : اي رفيجة كنتي معاه بروحج .
قلت لأبي : يبة كلمها خذ جوالي واسألها .
اخذ عمي حقيبتي ونفضها كلها .. ناول ابي هاتفي واتصل على اسم ( توأم روحي) ..
فتح الـ ( speaker ) ...
اجابت : الو .
قال ابي : معاي ريم ؟.
اجابت هي بصوت خائف : ا .. ايوة .
- صج كنتي مع شوق في الفندق عشان تشوفين حبيبج .
قالت : لا انا اليوم ... كلش ماشفت شوق .
- يعني الي كان معاها مب حبيبج ؟.
- لا ... ماعندي اصلا .
سادني الخذلان .. تخلت عني من اسميها توأم روحي .. التي من اجلها ضحيت بكل شئ .. وضعت حبي لها وصداقتي وعشرتي معها بكفة ... وعائلتي بكفة .. خذلتني وانا في امس الحاجة لها ... خذلتني وهي تعلم انها الوحيدة التي احتاجها في هذه اللحظات ... حتى انها الوحيدة التي اود البكاء في حضنها بدلا من امي واختي ...
خذلان الصديق صعب للغاية ومؤلم .. المشكلة انها ليست مجرد اي صداقة .. بل عمر بأكمله .. بذكريات .. بلحظات تشاركناها معا ..
هانت كل هذه الامور عليها .. هنت انا عليها لهذه الدرجة !... سنوات بسرعة نسيتها ؟...
( صدمات ) :
حبيسة انا في الغرفة .. لا ارى وجه احد سوى اختي .. حتى هي لا تتحدث معي .. وكأنني لست موجودة .. اختي التي هي من المفترض ان تواسيني في مثل هذه اللحظات !!..
مضحك ان الوم اختي ولا الوم توأم روحي ... جردوني من كل شئ .. هاتفي .. حاسبي ... لا ارى احدا .. اراقب عبر النافذة العالم الخارجي .. الحياة مستمرة في الخارج وانا هنا حبيسة الخذلان ...
مضت جمعتان منذ ان حدث ما حدث .. جمعتان وانا لا اذهب معهم الى بيت جدي .. لا ارى عمر !!.. مؤكد انه علم .. ومن المؤكد ايضا انه غاضب مني ...
كم اود البكاء بحضنك .. اود ان اشكو لك من ريم .. اخبرك انني مازلت لا اصدق ما حدث ... تسيل الدموع من عيني ولكنني اشعر ان ماحدث كالحلم .. وهاقد استيقظت منه ... اتذكر كل تفاصيل سنواتنا التي مضت .. وعودنا .. كلمة الابد التي كنا نكتبها بعد اسامينا ... اكتشفنا انها كلمات تكتب بسهولة .. ولكن لا شئ يبقى للابد .. تخدعنا الايام والسنوات عندما تمضى دون حدوث شئ .. نظن انها ستسمر هكذا ... نتفاخر اننا استمرينا لسنوات عدة .. ولكن تفاجئنا على فاجعة .. من خلالها تخبرنا ان دوام الحال محال ... ان هذه السنوات عبارة عن ارقام تتزايد حيث تأتي مصيبة لتهدمها .. عاصفة تزيل كل الاقنعة .. المساحيق التي نضعها لأخفاء عيوبنا .. ليظهر الوجه الحقيقي لنا ... كان شيكسبير محقا عندما قال ان الحياة عبارة عن مسرح والناس ممثلين فيها ... اتذكر انني اعجبت بهذه العبارات في رواية هامليت .. ولكنها الان طرأت على بالي لتذكرني ان الجميع هكذا ..
مضى شهر وانا هكذا .. ولكن الجيد ان امي بدأت تتحدث معي .. بل اصبحت اخرج من غرفتي .. ولكن ممنوع ان امسك اي هاتف ... اشتقت لصوته .. اريده ان يطمئنني بكلامه المعهود .. بنبرته الهادئة .. احتاجه ان يخبرني كم هو يحبني ...
كنت في غرفتي اجلس بجانب النافذة ... اقتحمت ليلى الغرفة على غير عادتها .. قالت : شوقوه .
ادرت رأسي نحوها .. اشارت الي وهي تحمل ضرفا ... نهضت وقلت : شنو هاي.
ناولتني اياه والابتسامة عريضة على وجهها : بطليه وشوفي .
فتحته .. كانت بطاقة لونها زهي ... عليها رسمة اميرة .. شعرت بشئ غريب .. عمر!!.. هي من عمر ؟...
كتب : نتشرف بحضوركم لحفل خطبة ...
عمر محمد صالح .. على .. ملاك جوهر صالح ..
اعدت قراءة الاسم مرة اخرى !!... فتحت عيني عدة مرات واغلقتها .. هل فقدت نظري !!.. قلت : شهالاسم المكتوب ؟.
ليلى : شفيج يالعمية .. جاسم خطب ملاك .
قلت : ملاك من ؟.
ليلى : ههههههههه خبلة !!.. كم ملاك تعرفين ملاك بنت عمي .
فتحت عيني وانا لا استوعب اي شئ قلت : متى ؟.
- من اسبوع والحين طبعوا بطاقات حق حفل الخطوبة الاسبوع الجاي ... بس تعرفين الكلبة ماقالت لنا نطرت لين تطبع البطاقات وكل شي عشان تسويها مفاجأة.
وقفت متصنمة في مكاني .. هل ماسمعته حقيقة !!.. عمر ؟.. هي تعني ان عمر لا غيره ؟.. عمر حبيبي انا ...
ضحكت وقلت : ههههه حلفي .
ليلى : ههههههه وقسم بالله وملاك بعد ماصدقت وطايرة من الفرحة .
- هههههه .
اتعرفون الضحكة بعد الصدمة كم هي موجعة ؟... الضحكة بعد الخذلان ؟... جلست على سريري ... اشعر ان العالم توقف عن الدوران .. كل شئ توقف .. حتى قلبي ... بقيت صامتة وليلى تسرد لي ماحدث مدى فرحتها ....
لماذا نعجز عن البكاء عندما نصاب بالخذلان ؟... لماذا ترفض دموعنا بالهطول .. لماذا تتجمد احاسيسنا عند لحظة الصدمة ... والسؤال الاهم لماذا خذلتني ؟...
بسرعة قررت استبدالي بأخرى ؟.. لماذا لأنني غبت عنك فترة .. فترة قصيرة فقط محوتني من حياتك ؟...
والاهم لماذا اخترت تلك البطاقة لتكون بطاقة الخطبة ؟... وانت تعلم انني خططت معك على هذا .. تمنيت هذا .. انت حققته .. ولكن ليس لي بل لها ...
لم ان طوال الليل .. مازلت مستلقية على السرير .. جسدي لا اشعر به ... اشعر انني انسان الي .. انا بأمس الحاجة لدموعي .. بأمس الحاجة لان ابكي واصرخ ... برودي هذا يقتلني ... كل هذا ياترى بسبب الخذلان ؟...
في اليوم التالي جهزت ليلى نفسها وامي للذهاب الى منزل ملاك .. دخلت والدتي الغرفة ورأت ليلى فقط جاهزة ...
قالت : شوق قومي بتروحين معانا .
قلت : يمة مالي خلق .
امي : قومي مايصير لازم تباركين حق ملاك ... وجهت كلامها لليلى ايضا : خذوا معاكم ثياب بننام عندهم عشان بكرة كلنا نروح الحفلة مع بعض .
قلت : لا يمة مابي .
امي : اششش يلا بسرعة جهزي روحج .
امي هل تريدين انتي ايضا قتلي !!... تريدينني ان امضي ليلة كاملة مع تلك التي سرقت مني حبيبي !!..
سرت وانا منومة مغناطيسيا خلف امي ... قبلت امي الجميع .. حتى حان دوري .. وقفت امامها .. انظر لتفاصيلها .. لماذا اخترتها هي بالذات !.. اعجبك شعرها .. سمار بشرتها ؟... عيناها ... ام ماذا .. دققت بكل شئ ... الم تقل ان عينك لا ترى سواي .. الم تقل ان من المحال ان تعجب بأمراة غيري !!.. احتاج لأجابة منك .. هل قلتها ام هي كانت وهم كالوهم الذي عشته مع ريم ؟..
ابتسمت لي بهدوء .. رفعت يدي وهي ترتجف .. لامست يدي يدها ...
مهلا .. هل هو امسك بيدها ايضا !!... امسك يدها كما كان يفعل معي ؟... قبل يدها هذه ؟... كما كان يفعل معي ؟.. هل لامست بشرة يدها هذه شفتيه ؟....
قلت وكم يصعب ان انطق هذه الكلمات : مـــ.. بـ .. روك .
ملاك : الله يبارك فيج حياتي الفال لج .
قالت ليلى : ههههههه انا اول .
ملاك : ههههههه الفال لكم كلكم .
جلست على السرير في غرفتها ... كانت فتيات العائلة يحاوطنها ... اما انا اجلس وانظر لها بتمعن ... عمر هل تراها جميلة !... لماذا هي بالذات .. لأنك تعلم جيدا انني كنت اغار عليك منها .. اقسم انني الان تضحك كما ضحكت عندما شعرت بالغيرة عليك ...
المرة السابقة ختمت ضحكتك بكلمة تطمئنني انك لن ترى غيري ... ولكن هذه المرة !!..
نطقت وقلت : كأنه السالفة صارت بسرعة يعني الاسبوع الي طاف خطبج وبكرة الملجة !!.
قالت ريم : هههه انا بعد وقلت له شفيك مستعجل بس قال الاشياء الحلوة بتجي كلها بسرعة وبعدين ابوي ماكان عنده مانع .
رن هاتفها ليقظع كلامها ... نظرت للمتصل .. اتسعت حدقة عينها .. قالت بخجل : عمر .
الفتيات صفقن ...
سميرة : يالحب افتحي سبيكر نبي نسمع .
ملاك : لا استحي .
الجازي : امااانة ملوووووووووك نبي نسمع .
ملاك : اوكيه ...
اجابت بنعومة : الو .
الفتيات تجمعن حولها ... قال : هلا ملاك شلونج ؟.
- تمامو ... توني كنت اتكلم عنك .
- صج !.. شتقولين ؟.
- لا بس شوق كانت تسألني انه بهذي السرعة بنملج .
- قوليلها الي يحب مايقدر يصبر على حبيبه اكثر .. مايقدر يطوف يوم بدون مايكلمه ويسمع صوته ... اصلا انا لو علي كنت تزوجتج اليوم واعيش معاج العمر كله .
الفتيات كان يبتسمن معها ... اما انا !!.. لا تسألوني عن حالي .. ههه هذا الشخص الذي احببته منذ الطفولة !!... لا لا كل مايدور حولي هو كذبة...
ده مش حبيبي .. ده حد تاني ..
فين رقتوه .. وحنيتوه .. خوف عليه ...
في الكلام الحلو الي قاله ليا ...
مبقتش شايفة منو غير يادوب مالمحه ... وحتى دي مبقتش برضه هي هي ..
ضحكت هي وقالت : هههه فديتك حبيبي .
- يلا شكلج مشغولة اكلمج بعدين .
- اوكي باي .
انهت المكالمة وصفرت ليلى : هووووووووو شهالرومانسية ؟.
ملاك : لولو بسج عاد .
قلت انا باستهزاء : بخصوص متى حبج ؟.
اجابت سميرة بدلا منها : من زمان كان يحبها بس يستحي يقول ... ولأنه رجال محترم طلبها من ابوها لانه يعرف شكثر هي مؤدبة وماتكلم شباب .
علمت انها تقصدني بكلامها هذا ...
( يعني خلاص ؟ ) :
دخلت القاعة التي ستقام بها حفل خطبتهما ... كانت القاعة هي ذاتها التي احتفلت بها معه في حفل تخرجي ... ولكن كتب هذه المرة على الشاشة اسمه واسمها ...
اتذكر عندما كنا في القاعة انا وهو ... قلت له : حبيبي ان شاء الله حفل خطبتنا بنسويه هني .
- شمعنة ؟.
- لانها عزيزة على قلبي واكيد لما بنجي انا وانت هني بنتذكر هاليوم .
- ان شاء الله حياتي .
اشرت للشاشة وقلت : بس الشاشة بتعرض صورك وصوري .
- بعدين يقولون العروسة احلى من المعرس .
- شدخل انا وين اجي عندك وعند جمالك .
- اششش جمالج غير.
عدت من تلك الذكريات على صوت والدته وهي تقول : تغطوا المعرس بيدش .
ارتدينا عبائاتنا ودخل هو ... شعرت انني احتضر .. بكل خطوة يخطوها تجاهها انظر له ... اشعر ان ملامحه تغيرت ..
وصل اليها .. اتت والدته حيث كانت تمسك بعلبة الخواتم .. امسك بالخاتم ووضعها بأصبعها ...
شعرت بالدوران ... استندت على الطاولة بيدي .. وكأنه اخذ روحي ...
لا اصدق انها ارتدت خاتم يحمل اسمه .. والبسته خاتم يحمل اسمها .. انا الاحق بذاك الخاتم .. انا الاحق بأن يكتب اسمي على خاتمه ليس هي ... انا التي شاركته ومنحته الحب تلك السنوات ... من هي لتأتي وتأخذك مني بسهولة !!..
بعد ان انتهى الحفل عدت للمنزل ... وصلت للغرفة وانا اشعر ان الهواء قد نفذ ... جلست على سريري وانا كالاموات ... لا اشعر بشئ .. اصرخ ولكن لا احد يسمع هذه الصرخات ... رفعت يدي وتلمست بها وجنتي .. جافة !.. لقد جفت دموعي قبل هطولها !!... احتاجها كما تحتاج الارض المطر ... احتاجها لتطفئ النيران التي في صدري ... ولكن دون جدوى ...
في يوم زفافها .. اقصد يوم اعدامي ... مهلا لقد مت منذ زمن .. منذ ان خذلني ..
كانت مختصة التجميل تضع لي ( المكياج ) .. ولكن كانت هناك دموع تتساقط رغما عني ...
قالت : حبيبتي شو مالك ليه عم تبكي ؟.
مسحت دموعي وقلت : أأ.. عيوني تتحسس من المكياج .
- لكن رح حطلك اشي بسيط .
- اوكيه .
مضحك ان اتجمل لزفافك .. بل الاكثر فكاهة انني مع عروسك في غرفة واحدة .. اراها تتجهز لك ..
انتهيت من كل شئ ... قالت ملاك : شوق حياتي جيبي لي الفستان في الغرفة .
اتجهت للغرفة .. كان الفستان معلق .. بقيت اقف ناظرتا اليه ... ههههه هذا التصميم الذي اخترته !...
اخترت قتلي بأبشع طريقة بل طريقة مقززة الى ابعد حد .. استغرب من اين جلبت هذه القسوة !!...
امسكت به ... عبثت اصابعي به تود تقطيعه وتمزيقه ... اغمضت عيني بقوة ... وابتعدت ... خرجت من الغرفة وقلت : اخاف اشيله اخاف يصيرله شي انا بنزل تحت للقاعة يمكن امي تبي شي .
ارتديت عبائتي بسرعة وخرجت من الغرفة التي استئجرناها في الفندق الذي سيقام به الحفل ....
( وعدني ووفى بوعده ) :
وقفت بين الجميع اراقب تفاصيل هذه القاعة .. كل صغيرة وكبيرة .. نظرت للون الزهري الذي يغلب على بقية الالوان في هذا المكان .. تماما كما اردتها دوما ... يعلم هو جيدا مدى حبي لهذا اللون ... الستائر الطويلة المعلقة على الجدار تماما كما في حكاية سندريلا ... مقعد العروس جعله كعرش للاميرة ... جلب فرقة موسيقية كما اردت ... وعدني حبيبي وها قد وفى بوعده ..
وعدني ووفى بكل شئ ولكني لم اكن انا العروس في هذا الزفاف ... نسي ربما اخباري بهذا ...
دخلت هي كان استقبالها ملكيا ... كما خططت له .. كما رأيته في احلامي .. ولكنها لم تكن معنا في الحلم ... كنت انا مكانها .. كنت مبتسمة اكثر منها لأنني سأزف لحبيبي ...
رأيت والدته وهي تقبلها وتدعو لها .. والدته التي لطالما اعتبرتها ام زوجي .. التي تمنيت وعشت وصدقت انها كذلك ...
بسببك اصبحت اكره شئ اسمه حلم .. لأنك دمرت احلامي .. بنيت لك في قلبي امال .. اماني تعلقت بك .. لتأتي انت وتهدمها كلها .. بقسوة ... عندما خذلتني ريم اعتقدت انها اسوء شخص في هذه الحياة .. ولكنك فقتها قساوة ... ان كانت هي من خذلتني .. فأنت الخذلان بذاته ... انت مدمر الاحلام ... علقتني بك .. امسكت بيدك وصعدت ذاك السلم .. خطوة بخطوة .. ولكنني عندما وصلت للاعلى .. وجدتك تدفعني لأقع بمفردي واتحطم .. وانت تنظر لي ببرود .. اكرهك بقدر ما احببتك ... بقدر ما اتمنى الموت الان ... بقدر حطام قلبي ... بقدر جرعة الخذلان التي اسقيتني اياها ... بقدر دقات قلبي التي كانت تخفق عندما تراك ... بقدر كل دعوة دعوتها في صلاتي لك .. بقدر كل لحظة ظننت انك وفي وستفي بوعدك ... اكرهك بقدر حبي لك ...
وهبتك الحب والحنان .. وجازيتني انت بالخذلان ..
كان الجميع يتراقص على وجعي .. يداي ترتجف .. انظر للجميع بدهشة كيف يمكنهم ان يشعروا بالسعادة .. فالحياة لدي توقفت ... اشعر ان الابتسامة امر مستحيل ... عضلات وجهي تعجز عن فعلها ... حتى جسدي خذلني ...
امشي واضحك مكابرة .. علي اخبي عن الناس احتضاراتي ..
لا الناس تعرف ما امري فتعذرني .. ولا سبيل لديهم في مواساتي ..
ان كان احد سيعلم او يشعر بما اشعر به الان ماذا كان سيقول !!.. اي كلمة يظن قادرة على تخفيف المي ... حتى انني اعجز عن تهدئة نفسي ..
لو ان ريم لم تخذلني ... لو انها بقيت توأمي .. لشعرت بي الان ..لأحتضنتها وبكيت بحضنها ...
نظرت للكرسي الفارغ الذي بجانبي .. تخيلتها تجلس عليه .. تمسك بيدي بقوة وتقول : شوق حياتي انا احبج وايد امانة ماقدر اشوفج جي .
لقلت لها : قلبي يعورني وايد .
لرفعت يدها ووضعتها على قلبي ... لهمست وقرأت ايات ودعت الله ان يخفف عني المي ... لقالت : بالطقاق تعالي نطلع .
كنت سأقول : مجنونة شلون ؟.
- قومي بس قومي .
كنت ساطاوعها واترك كل شئ خلفي وامضي معها ... كنت وكنت ولم يكن شيئا من الاساس ...
ارتدى الجميع العباءات لدخوله .. لدخول ذاك القاسي .. سار هو يتجه اليها .. لو استطيع ان اصرخ واقول الى اين انا حبيبتك هنا ... ان اقول توقف انا احبك .. انا عفوت عنك ولكن لا تتزوج ... لو انني املك الوقت لاوقفت الزمان .. وتركت كل شئ .. لا اريد ان تنتهي قصتنا بهذا الشكل البشع .. لا اريد ان اموت وانت تحيا معها ..
وصلت انت اليها .. وقفت امامها مباشرتا ... قبلت جبينها .. هههه مضحك وانا اراقب حبيبي يفعل هذا مع امرأة غيري ... مضحك انني اعلم انك تعرف بوجودي وتعرف ان عيني تراقبك وتراقبها وتستمر بطعني .. تستمر بتعذيبي ...
لو ان الله اخذ روحي قبل ان اراك .. لو انني فقدت بصري .. لو لو اكره هذه الكلمة التي ليس لها اي فائدة سوى تعذيبي ...
شغلوا اغنية ( انسى - ماجد المهندس ) ...
امسك يدها ودعاها للرقص معه واستجابت دعاؤه ...
تذكرت ... قلت له : تعرف خاطري في عرسنا نرقص سلوا .
- تامرين انتي وخاطرج .
- ابي اغنية انسى حق ماجد المهندس .
غمز لي وقال : شرايج نسوي بروفة الحين .
ضحكت وقلت : هههههه ولو حد جا المجلس !.
- لا تخافين يلا .
نهض ومد لي يده ... وقفت وقلت : بس انت طويل وايد بيضحكون الناس علي .
- حطي رجلج في رجلي .
وفعلا ورفعني هكذا ... قال : شكلج بتكونين اميرة في الفستان الابيض .
- انت بعد بتكون وايد كشخة في البشت .
وفعلا هو كذلك .. تماما كما تخيلته .. ولكنني لم اكن ارتدي الابيض .. ولكن اكن ارقص معه ....
الخذلان هو ان ترى احلامك تتحق ولكن مع شخص اخر !...
( انسيه ) :
انتهى حفل الزفاف ورأيت حبيبي يغادر معها ... اتقلب على سريري .. النيران التي في صدري تمنعني عن النوم .. اشعر ان قلبي يعتصر ... جسدي يرتجف .. واخيرا بدأت دموعي تهطل ولكنها غزيرة للغاية هذه المرة ...
عندما نام الجميع استيقضت اوجاعي .. كلما فكرت للحظة انه الان معها !!.. مايفعلانه الان ! اشعر انني احتضر ... بدأت شهقاتي تعلو .. ازددت بكائا كلما تخيلتهما الان معا .. لمسها !.. قبلها ..
بدأت اصرخ وابكي بصوت مسموع ... نهضت ليلى بسرعة من على سريرها بفزع ... امسكتني من كتفي وقالت : شوق !!.. شفيج كابوس .
ليته كان كابوسا واستيقظ منه ...
نهضت وامسكت قلبي قلت وسط بكائي : قلبي يعورني ماقدر استحمل اكثر من جي ارحموووووووني انا بشر .
احتضنتني : حياتي شلي مزعلج ؟.
مما ابدئ بالشكوى لك؟.. من صديقتي التي ضننتها توأم روحي ؟!.. من حبيبي الذي خذلني والان هو يقضي ليلته مع اخرى !...والمشكلة انني لا استطيع اخبارك بذلك لأن تلك التي سرقته مني هي اقرب انسانة لك !...
احتضنتها بقوة وكأنني ابحث عن شخص اتشبث به !.. تنفست بصعوبة : بموت بموت .. يارب اموت .
- اشششش لا تقولين جي .. انزين قولي لي شفيج ؟.
لفضت انفاسي بصعوبة وانا اشعر انني اراهما الان !!.. فقدت وعيي ولم اشعر بشئ ...
خابت ظنوني عندما استيقضت وانا على السرير الابيض في المشفى .. ليت الله اخذ روحي ورحمني من هذا العذاب ...
دخلت والدتي علي الغرفة ... ابتسمت وقالت : حبيبتي ماتشوفين شر .
بقيت عابسة .. اخرجت من حقيبتها هاتفي وقالت : ابوج قال ارده لج .
ههه بعد ماذا !!.. بعد ان انتهى وقت الكلام ؟؟.. بعد ان اصبح الالم هو المتحدث بالنيابة عني ...
دخلت اختي ايضا وقالت : حياتي يلا لازم تاكلين .
اجبت بصوت ضعيف : مابي .
نهضت والدتي وقالت : يمكن ماتحب اكل المستشفى بروح اجيب لها شي تحبه .
جلست على يميني اختي .. امسكت قلبي وقالت : حياتي اعرف انتي زعلانة عشان الي صار بس اكاه ابوي نسى كل شي وخلاص انتي انسي .
انسى ماذا !.. انسى اشخاص كانوا جزء من حياتي !.. امحوهم وامحو ذكرياتي معهم !!...
انسيه متفكريش تاني فيه .. واشغلي نفسك عنه بأي حاجة ..
بطلي تحبيه .. وان حاول هو انتي اوعي تجري عليه ..
كلام سهل وبسيط بس مين الي يعمل بيه !..
قلبي معدش هادي .. ولا في حياتي راضي ..
لو كان حب عادي كا مقدور عليه ...
في عاشقين يتوبوا .. في عاشقين يدوبوا .. وانا حبيت عيوبه واكثر من ده ايه ..
هقول لسنيني فوتي .. بعده يعني موتي .. لو سكت صوتي قلبي بيناديه ..
فاكرة كل همسة .. حاسة بكل لمسة .. فكرة اني انسى .. بتفكرني بيه ..
امسكت ليلى هاتفها وقالت : شوفي يمكن تنسين همج .
ههه انسى همي ام اتذكر همي !...
ارتني صورة كان قد نشرها في ( instagran ) ..

خذلانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن