9

22.1K 995 117
                                    

رواية مشاعر قاسـيه
الفصل التاسع
للكاتبه وسـام أسـامه
...............................
نائمه في فراشها عاريه..وحيده..من يري البؤس الذي يحتل وجهها الآن لا يقول انها منذ دقائق كانت تنعم بالدفئ بين أحضان زوجها البارد

افارت شفتيها عن ابتسامه ساخره ،علي من يضحك جواد
علي نفسه ام عليها...جواد الذي تذوب برودته حالما تضع يدها جسده..يتحول الي شخص أخر لا تراه خارج غرفتهم..
يتحول من جواد الهادئ الرزين الي ..الي شخص عاشق يتحول الي رجل عاشق شغوف..

دفنت وجهها بوسادته تستنشقها ببطئ..وعقلها يتمني ويتمني..لما لا يصبحو كأي زوجين متحابين متفاهمين!
لما لا يهديها النظرات المحبه وكلمات الغزل
لما يصر علي جعل حياتهم جليديه رتيبه..لأجل مشكله قد تفاهمت معه مرارا وتكرارا أنها ليست متفرغه للأطفال الآن

راحت ذاكرتها تسترجع الساعات الماضيه..وكيف انتهي بها الأمر علي فراشهم تغويه ليرضي

تصاعد غضبها أكثر وهي تراه يفرغ أغراضه بهدوء غير أبه بالكارثه التي احدثها أمام المتعجرف وزوجته الغريبه
لما يقلل من شأنها..لما يعاملها بتلك الطريقه الفجه
أمسكت أحد القطع الذي يكاد يضعها في الخزانه قائله بغضب شديد..
-أيه الي انتا عملته دا!
ازاي تسمح لأبن عمك يعاملني بالطريقه دي
ولحد دلوقتي احنا لسه قاعدين هنا

هدوء وبرود اعصاب جواد كانا كبيرين..ليرفع حاجبه قائلا..
-عاملك ازاي..مسمعتوش بيوجه ليكي أهانه ياكرامه

أتم جملته الأخيره بسخريه مبطنه جعلتها تصمت لثوان
أردفت بستهجان واضح علي قسماتها الجميله..
-كرامه!..جواد انتا بتهزر،ولا موضوع الأطفال دا  خلاك مهوس أنك تقلل مني

ألتفت لها جواد بجديه وتصميم..وعيناه الهادئه بالعاده لم تكن هادئه مُطلقا ليقول مشددًا علي كلماته..
-مريم عايزك تستوعبي أن موضوع الأطفال دا أتقفل معاكي نهائي..ومبقتش عايزه أطفال منك..ولا هسمح يكونلك أطفال مني

حركت رأسه يمينًا بتعجب خارجي،وداخلها ينتفض دون مبرر..
-يعني أتخليت عن فكره الأطفال!

تجاهل تساؤلها واتجه الي باب الغرفه ليخرج بهدوء
تاركا سؤالها معلق في الهواء كاعلاقتهم

تركها تتميز من الغيظ والضيق..راحت تدور في الغرفه بجنون..ولازالت كلمات أدم الجارحه تصم أذنها..وتعمي عيناها عن غضب زوجها

بحثت عن حقيبتها التي ألقتها ارضا فور دخولها للغرفه
لتخرج منها كُره مطاطيه صغيره...تضغط عليها كلما شعرت ان الغيظ سيفتك منها...صارت تدهس الكُره بين يداها وأسنانها تصطق ببعضها بعصبيه

كان والدها يلقبها بكلمه عربيه غريبه لم تكن تدري معناها
لكون ثقافتها انجليزيه..رغم اصرار والدها الشديد علي تعلم اللغه العربيه..وحين يتحدث معها لا يتحدث سوي باللهجه المصريه ،وحين يلاحظ عصبيتها وأصطقاق اسنانها يقول بأستنكار..
-طالعه غللاويه كدا لمين!

مشاعر قاسيهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن