الفصل الأول

113 4 2
                                    

استيقظ هذا النائم علي صوت المنبه الذي يعلن أن الساعة قد أصبحت الآن السادسة صباحاً، فتح عينيه ببطء كي يسمح لأشعة الشمس الذهبية أن تتسلل إلي عينيه الزرقاء تداعبهما.

جلس يتأمل الشمس وهي تشرق فهذا هو الأمر الوحيد الواثق منه أن الشمس حين تشرق يجب أن تغرب، وأنها حين ترحل وتختفي فلا بد أن تطلع في فجر اليوم الجديد، فهي ليست مثل معظم الناس الذين يرحلون ولا يعودون، يذهبون بلا رجعة...

كان شعره الأصفر يلمع في ضوء الأشعة الذهبية الصادرة من الشمس، الأشعة التي تأتي إليه يومياً؛ لتنسيه همومه.

جلس الشاب يشاهد المنظر البهي الذي يدخ الفرح والسرور علي النفوس دون أن يشعر بالوقت يمر بسرعة، فقد أصبحت الساعة السابعة صباحاً، ذهب بسرعة إلي الحمام، واستحم ثم ارتدى ثيابه ـ لكي يذهب إلي جامعته ـ وبعدها خرج ليلقي التحية علي أبويه، نزل علي السلالم بحركة سريعة، واتجه إلي المطبخ، نظر بلطف إلي أمه الواقفة أمام الموقد تعد الإفطار.

ولكن سرعان ما تحولت نظراته اللطيفة إلي نظرات غاضبة، ثم صرخ بقوة قائلاً: ماذا تفعلين يا ناتا؟

نظرت ناتا بسرعة إلي الشاب أمامها ثم قالت بدهشة: ماذا هناك يا مارك؟

تجمع الخدم حولهما بسبب صياح مارك، فنظر مارك إليهم بسخط وقال: كيف تدعون ناتا تعمل؟ ما فائدتكم هنا؟

قالت ناتا وهي تحاول تهدئة مارك : اهدأ يا بني، لم يحدث شيء أنا من أردت أن أطبخ.

ثم وجهت نظرها إلى الخدم وقالت: يمكنكم الذهاب إلي عملكم الآن.

وبعدها أخذت مارك إلي غرفة المعيشة وقالت: لم يكن عليك فعل ذلك يا مارك.

قال مارك بغضب: وهل أنتِ خادمة؛ لتعملي؟

نظرت إليه ناتا بهدوء ثم قالت: والدك يعمل، وأنت بعد أن تنهى جامعتك ستعمل، إذا هل أنتم خدم؟

فهم مارك ما ترمي إليه أمه فقال: لقد فهمت.

ضحكت ناتا وحاولت تغيير الموضوع قائلة: أريد أن أعرف شيء، هل لديك أي شك في أنني أمك.

نظر إليها مارك باستغراب ثم قال: كلا.

قالت ناتا: إذاً لما تناديني دائماً باسمي، ولا تنادني أمي؟

ابتسم مارك ثم قال: لا أريد أن أجعلك كبيرة ناتا.

ردت ناتا بلطف قائلة: أنا أريد أن أكون كبيرة.

ضحك مارك بشدة علي التعبير الذي ظهر علي وجه أمه حينما تحدثت، ثم قال بتساؤل: أين أبي؟

قالت ناتا: لقد ذهب كريس إلي العمل.

قال مارك: لقد ذهب باكراً اليوم.

قالت ناتا بتفكير: أجل، لقد قال أن لديه العديد من الأعمال اليوم.

وقف مارك، ثم أمسك بمفاتيح سيارته وقال: أنا ذاهب إلي الجامعة.

قالت ناتا بسرعة: ألن تتناول إفطارك اليوم؟!

أجاب مارك قائلاً: لا، لقد تأخرت علي الجامعة، هل تريدين شيئاً ما؟

قالت ناتا: كلا، لكن عد باكراً اليوم فوالدك يريد رؤيتك بعد عودته.

قال مارك بتساؤل: لما يريدني؟ أهناك شيء ما؟

ردت ناتا قائلة: لم يخبرني كريس أي شيء، علي العموم عد باكراً وحسب.

أومأ مارك بالموافقة ثم قال: حسناً أنا ذاهب.

You've reached the end of published parts.

⏰ Last updated: Nov 30, 2020 ⏰

Add this story to your Library to get notified about new parts!

الحب الوحيدWhere stories live. Discover now