ردت منيرة ساخطة: يابني أنا بسببك جالي السكر وضغط الدم، عايز إيه تاني شكلك هتموتني ناقصة عمر.
عادل وقد أسرع تجاه والدته ومضى يقبل يدها: بعد الشر عنك يا أمي.
ربتت اﻷم على كتفه قائلة: طيب بص يابني البنت لازم تكون أقصر منك، عشان لو طويلة عنك بعقلة صابع هتشوف كيفها عليك، ومش هتعرف أبدا تكلمها، خد القصيرة تقدر تحكم وتتحكم فيها، ولا تقولك تلت التلاتة كام، لكن الطويلة لو ضربتها قلم هترد عليك باتنين وهتبقي أيامك سودا معاها خصوصا لو كانت بنت عصبية، ثم أضاف: ولا انت عشان ربنا مديلك شوية طول جاي تتفرعن بيهم على بنات الناس ؟
رد عادل بنبرة ساخرة: أعذريني يا أمي.. اللي أنا اعرفه إن البنت القصيرة دايما عصبية ونكدية ولسانها طويل، ولا إيه رأيك ياوالدي حضرتك ساكت ليه؟!
ترك الوالد الصحيفة جانبا ثم أعقبها بتنهيدة طويلة تفصح عن عدم الرضا ثم قال: بص يابني هقولك حاجه تعالا اقعد جمبي اﻷول: انت معاك حق في كل اللي بتقوله، الست القصيرة دايما عصبية ونكدية وما ترتاحش غير لو عملت كل يوم مصيبة مع جوزها ! ماهو عندك مامتك احم احم قصدي خالتك كل يوم والتاني ليها مشكلة مع جوزها، وما قدرش يغير من أسلوبها غير بعد عشر سنين جواز، لكن برضه عمل اللي أنا فشلت فيه، يووه حاسس بكرشة نفس هاتيلي العلاج ياأميرة بسررررعة.
صاح الابن قائلا: بس أنا يابابا ماعنديش طولة بال استحمل عشر سنين لحد ما تتغير، وبعدين حضرتك عارف البنت القصيرة، لما بتكبر بتبقى تخينة وكلبوظة وتعمل زلزال وهي ماشية في الشقة، حتي بص لمامتي قصدي خالتي قدامك في الصورة أهي كانت زي القمر ماشاء الله !
نظر الوالد إلى زوجته، ثم أطلق ضحكة عالية وقال: معاك حق يابني خالتك كانت زي القمر، بس انت متعلم وتقدر بذكائك تغير من مراتك في شهرين، وتخليها تعمل ريجيم من أول يوم جواز عشان ما تبقاش زي ماممممم... قصدي خالتك.
نهضت منيرة من مكانها ثم قالت في غضب: بقولك إيه إنت وهو، أنا سايباكم من الصبح بتلقحوا عليا كلام وساكتة بمزاجي، ولو ما لميتش نفسك ياعادل انت وخالتك ها.... هيكون ليا كلام تاني معاكم.
واعمل حسابك ياعادل لو ما وافقتش على البنت دي ماليش دعوة بيك في أي حاجة تانية، وما تيجيش في يوم تقولي عايز اتجوز، وابقى خلي خالتك هي اللي تجمعلك العروسة ياشاطر، بس انت قوم صلي ركعتين استخارة، وادعي من ربنا انها توافق عليك.. دي تبقى أمها داعية عليها اللي هتتجوز واحد متعقد زيك.
هتف عادل مازحا: الله يسامحك ياماما، سامع يابابا أمي بتقول عليا ايه؟
خلع الوالد نظارته العتيقة ثم نظر إلى عادل قائلا: سيبك منها يابني وقولي صحيح، إنت حسيت بإيه لما شوفت العروسة أول مرة؟
أطرق عادل في شرود ثم بدت على وجهه علامات التعجب وقال: بص ياوالدي أول ما شوفتها حسيت إن قلبي مقبوض، ولما جات تسلم عليا بصيت في وشها وعينيا جات في عينيها جالي هبوط، وكأن في حاجة كاتمة على نفسي، وأخدت قرار إني مستحيل هتجوزها، فمسكت بإيد والدتي، وبصيت ناحية الباب عشان اجري راح أبوها حلف بالطلاق ما حد ماشي غير لما نتغدي كلنا، وأثناء مامتها مامتها بتحضر الغدا جات العروسة قعدت قصادي، بصراحة ارتحتلها شوية، وبعدها بدقايق لقيتها جميلة أوي في عينيا مش عارف ازاي كأني بشوف وحدة تانية غير اللي شوفتها في اﻷول !
النسخة المعدلة لغويا والمصححة بلاغيا.
Start from the beginning
