حسنًا عزيزتي، مرَّ بالفعل قرابة أسبوع أو أكثر منذ آخر مرة دردشنا فيها و منحي إياكِ وعدًا بكتابة نقدٍ لقصتكِ : وحيد كالقمر لبيكهيون و قد أتممتُه بشقِّ الأنفس لربمَا قد كان ذلك بسبب الانشغالات المفاجئة التّي لا تنفكُ تظهر دونما سابق إنذار، غير أنَّ السبب الآخر شديد الأهمية هو رغبتي بكتابة نقد حيادي و موضوعيٍ لأبعد الحدود؛ ما جعلني أعيد الاطلاع على بعض النصوص و أسس النقد و بعض الأمثلة في سبيل ذلك. و قد صادفت اقتباسًا من روايتكِ من قبل اللجنة. و ذلك قبل أنبهكِ لجملة من المواضع فيها ...
بدايةً، لابد أنّكِ تحاولين معرفة سبب نفور القراء من روايتكِ بالضبط ... حسنًا يعدو ذلك كونها أدبًا؛ و الأدب هاهنا في الواتباد قليلٌ من يأخذُ الاهتمام التقدير الذّي يستحقُه.
لا تقلقي عزيزتي أو تتوقفي عن كتابة ما تحبين ففكرتكِ تحوي الإبداع الحق. الفكرة الأساسية للرواية متفردة، جذابة تمامًا كالحبكة التي بُنيت على أسسها الصعبُ مصادفتها هنا.
عن فتًى نهاريٍّ يبغضُ الليل وكحولته، و لا يبدد كرهه سوى قمر لمّاع يحاكيه في وحدته بعيدًا عن أصدقاء النهار الجامعيين و عائلته الذّين يتحاشى إخبارهم بألمه و ما يعانيه في حياته، خشيةً من أن يثقل عليهم من جهة ومن عدم تقبلهم لحالته و ماضيه من جهة أخرى. وتلك كانت العقدة التّي يقع على عاتق الكاتبة إبراز حلها للقراء، الحل الذّي كان شافيًا لتعطشهم لمعرفة النهاية و الطريقة التي سيجابه بها بيكهيون خوفه هذا.
بالنسبة لي كقارئة مهتمة ببنية الشخصيات والروابط التي تجمع بينها واحدة واحدة فإنَّ العلاقة التّي صورتها الكاتبة بين البطل و جارته الجذابة كانت العلاقة الأوطد و الأعمق، كما أضافت للقصة طابعا عاطفيا و عائليا جعلها مختلفة و متميزة. إضافة إلى أنَّ علاقته ببريسا لم تكن بقوة العلاقةِ الآنفِ ذكرُها حقًا.
كانت مقدمة الروايةِ مشوقة بالفعل؛ جعلت منّي فضولية لمعرفة ماضي بيكيهيون و مستقبله و الاطلاع أكثر على خبايا نفسه و أسراره الدفينة غير أنَّإسرافكِ في تكرار اسم بيكهيون، خلطكِ بين اللهجة و الفصحى في حوار الشّلة و حوارات أخرى جعل الملل يطغى على بعض الجزئيات في القصة و كذا استعمالكِ لكلمة بكبوكي إذ أفقد اللغة فصاحتها 😊، و هذا الرمز~ لايعتبر علامة من علامات الترقيم؛ فيوصى بعدم استعماله في النص. كما يفضل عدم وضع : أي، هااا ، آاا في الحوار فهي لا تضيف شيئًا سوى الركاكة للحوار.
بخصوص علامات الترقيم كان من الأفضل التخصيص أكثر في استعمالها و كذلك التقليل من استعمال الثلاث نقاط. لربما يكون الأمر شخصيا أكثر و لكن أردت بالفعل قراءة وصفٍ مفصل و عميق لموت تاو؛ إذ كان ليزيد قساوة و وطأة الحادث على نفسية القارئ.
أعلم أنَّكِ أسهبتِ في وصف أدق تفاصيل يوم البطل بغرض تبيان شخصتيه للقارئ و معرفة ملامحها و لكنها نوعًا ما بدأت تفقد قوتها سامحةً للملل أن يتسرب إلى نفس القارئ. حسنًا، لا أُنكر أن الهدوء قد غلف سردكِ السلس و المتناسق في كثير من المواضع.
🖤
في حال أردتم نقد وحيد كالقمر ستجدونها في حسابي ✔
اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
