إختفت أخر كلمة من بين شفتيها، و إتسعت عيناها الرماديتان عندما إلتقيتا بعينيهِ العسليتين الحادتين، و اللتان إتسعتا بدورهما لحظة أبصرتاها. فتح شفتيه النحيلتين الحمراوتين، ليهمس باسمها و كأنه لا يصدق وجودها أمامه.
- روز؟!

شهقت شهقة صغيرة ثم إبتلعت ريقها، و همست باسمه بنفس نبرته.
- آدم؟!
- ما الذي.. تفعلينه هنا؟
- ما الذي تفعله أنتَ هنا؟

إقترب منها وهو يحدق بعينيها، و كأنه يشك في أنها تقف أمامه حقا بشحمها و لحمها. تراجعت خطوتين إلى الخلف و كسرت إتصال نظراتهما، فانتبهت إلى جسده، ذراعيه، صدره و عضلات بطنه البارزة. لم يكن يرتدي سوى سروال فضفاض قصير، يغطي ساقيه إلى الركبتين، و قدماه حافيتان.

أطبقت جفنيها عندما تحدث صوتها الداخلي قائلا،
"كعادته! لم يتغير قط."

عادت إلى المطبخ، فلحق بها.
- لم تُجيبي بعد، ما الذي تفعلينه هنا؟

إلتفتت إليه دون أن ترفع بصرها إلى وجهه.
- أنا هنا لزيارة راشيل.

إرتسمت إبتسامة إستغراب على محياه.
- أنتِ تمزحين؟

رفعت حاجبها الأيمن.
- أمزح؟
- راشيل في باريس. منذ شهر.
- أظن أنك يمزح الآن!
- أ يبدوا لك أنني أمزح؟

أخرجت هاتفها مجددا لتتصل بصديقتها، ثم سألته و هي تبحث عن رقمها.
- و أنت؟ ماذا تفعله هنا؟
- أنا هنا منذ شهر.

رفعت نظرها عن هاتفها إليه مستفهمة.
- أ لم تكن في إيطاليا طيلة هذه السنوات؟
- صحيح. لكنني عدت.
- لما لم تعد إلى نيو يورك إذا؟
- لأنني حصلت على عمل هنا، في لوس أنجلوس.

تنهدت في نوع من الإنزعاج، ثم حوّلت نظرها إلى شاشة هاتفها مجددا. سأل، وهو يدرس ملامحها.
- سمعت أنك.. تركت التمثيل، و عدتِ إلى أستراليا.

ضغطت على رقم راشيل، رفعت الهاتف إلى أذنها، ثم نظرها إليه لتجيبه كما أجابها قبل قليل، لكن بنبرة متهكّمة.
- صحيح! لكنني عدت.

ضحك ضحكة صامتة ساخرة رغبة في الرّد على تهكمها.
- و لما لم تعودي إلى نيويورك؟

- لأنني حصلت على فرصة هنا، في لوس أنجلوس!
- جميل!

أجابت راشيل أخيرا على الهاتف، فردّت عليها روز دون أن تكترث لوجود آدم.

- مرحبا، راشيل. أخيرا وجدتك.
- روز! كيف حالك؟
- أنا بخير، بخير. وأنت؟
- بألف خير. ما الأمر؟ يبدوا صوتك متوترا.
- أنا في لوس أنجلوس. في شقتك. و آدم هنا. يقول إنك في باريس؟ حقا؟
- روز! لما لم تتصلي بي قبل المجيء؟
- أردت أن أفاجئك.

وقعت في حبه مجدداWhere stories live. Discover now