الفصل الأول ❤

458 5 0
                                    

أقصى درجاتُ الألم أن تُعشش الذكريات داخل ناقوس العقل ، توأمُ القلب ، ريعان الروح ، تُخَطُ بإرتجافهٍ أخيرة ، بنسمة ربيعية خاتمةِ الحدث ، ذكرى وفاة فؤادُ العقل والقلب !
جلس متربعاً أمام القبر المظلم المماثل لعتمة قلبه ، رُغم أنه ليس فؤاده بل فؤادُ فؤاده ، يتذكر حينما تَفتْحّت جفونه كتفتح الوردة عند إزدهارها ، ريحٌ عبقة تملئ الغرفة لم يعلم ماهيتها ، نظر للوجوه التى تحملق فيه بترقب وإذ بغتة انتفض وهو ينادى بإسمه" فؤاد " . شعر بإحتراق فى صدره ليضع يده عليه يتأوه بألم ، لا يعلم ما حقيقة الذى يحدث ، اقتربت منه السيدة رحاب وهى تربت على كتفه بهلع ليحدق بها متسائلاً:
هو فين ؟ ..أرجوكِ !
نظرت لزوجها والشخص الثالث ليومأ زوجها برأسه فترجلت إلى الخارج ذاهبة لتحضر الطبيب ، بينما فى الغرفة .. حاول القيام عدة مرات لكن بسبب ألم صدره لم يستطع التحرك إنشاً واحداً ، زمجر فى وجوههم بغضب بجوار ألمه ، يشعر بأن هناك ما يجْثُم على صدره ليدخل الطبيب على وجهه ابتسامة بسيطة مقترباً منه وهو يرمقه بتفحص ثم ألقى عليه سؤالاً:
حاسس بإيه دلوقتى ؟!
حدَّجه بملامح متغضنة وهو يجذ قليلاً على أسنانه سائلاً بإلحاح:
فؤاد فين ؟ إسراء..حد يقولى حاجة عنهم..أرجوك يا دكتور !!
" انت لازم تهدى..علشان تقدر تتعود على القلب الجديد "
حملق فيه بتعجب فى محاولة لفهم ما يدور من أحداث ، أخذ الطبيب نفساً وهو يقول بهدوءٍ استنكره الراقد على السرير:
اضطرنا نجريلك عملية نقل قلب..لإن قلبك كذا مرة وقف فى العمليات وبسبب الحادثة مكنتش هتقدر تعيش إلا بالعملية ديه.
وضع يده على صدره وقد بدأ الإدراك يتسرّب لثنايا عقله ولكن تحدث بغتة بتساؤل:
ولحقتوا تلاقوا متبرع !!
" أنت عنيد يا هذا "
هكذا قال الطبيب لنفسه فاستطرد:
احمد ربك يا ياسين..عن اذنكم.
سرعان ما ترجل من الغرفة ليأخذ نفساً طويلاً بعد شعوره بالإختناق لتخرج وراءه المرأة وهى تربت على كتفه مهدأه إياه ، نظر لها وهو يتنفس بصعوبة وعيناه انتقلت للنظر إلى باب الغرفة المغلقة ، نفرت عروقه قابضاً على أصابع يديه وهو يتشدق بألم عارم:
هقوله ازاى يا ماما إن فؤاد صاحبى وأخويا مات ! ..أنا نفسى مش مصدق...مش هقدر ومش هعرف أجاوب على أسئلته..اعفونى أنا من الطلعة ديه أرجوكم.
وسرعان ما غادر من أمامها دالفاً إلى غرفته ، توجه إلى الشزلونج وتمدد عليه وهو يعصر عينيه من الدموع ، تكور على نفسه كالطفل الصغير وليس كشابٍ يملك من العمر ستة وعشرون ربيع ، الصراخ هو الذى سيريحه ولكن هو محاط بالجمع فلن يقدر ، وضع يده على عينيه وهو يبكى صديق طفولته ، يبكى أخٍ لم تلده أمه ، يبكى سنين مرت تودت العلاقة بينهما فيها ، جرحُ الزمن هذا هو ما أصابه فأغار عقابه ، بينما فى الخارج ..
عمَّ الحزن قلوبهم وظهر جلياً على وجوههم بعد ذهاب ياسين فى النوم لإجراء العملية المطلوبة ، أصبح بلا عنوان ، تلك المشقة التى أصابته لم تكن بوسعه ، ولكن هل سيدرك أن ما يحدث ما هو إلا قدرٍ محتوم  !!
وضع الورود على قبره ليمسح دمعة فرت من عينيه فلم يستطع التماسك أكثر من ذلك ليخر راكعاً باكياً بحرقة ، لو كان يعلم أن فراق الأحبة كهذا لما كان ترك دقيقة واحدة دون أن تشبع نفسه منهم ، لو كان يعلم أن تلك اللوعة والحرقة هى النتيجة لما كان فعل ما أدى إليها ، شعر بيدٍ تُضع على منكبه ليمسح دموعه بسرعة ملتفتاً للحاضر يهتف بدهشة:
شادى !!
ابتسم بهدوء وهو يضمه بإشتياق ومن ثم قال بنبرة اعتيادية:
أنا آسف إنى سافرت من غير ما أقولك..اعذرنى مقدرتش أقعد لحظة واحدة وفؤاد مش معايا..حسيت إن الأرض بتخنقنى وكل الذكريات بتدبحنى بالبطئ..كان الحل الوحيد إنى أبعد وأبنى نفسى من جديد.
رمقه متسائلاً برزانة:
وهل لقيت نفسك من تانى ؟!
والإجابة كانت مخذولة لحدٍ لا يُستطاع تخيلها:
للأسف لا..يمكن كل اللى فات يتنسى إلا عمر كامل راح مع اللى راح.
تنهد بعمق قائلاً:
ربنا يرحمه..هو فى مكان أحسن دلوقتى.
تحدث شادى مقترحاً:
تعالى نقعد فى أى كافيه..وحشتنى قاعدتك والله.
اومأ يونس برأسه ليقف شادى بجواره وهما يقرءان الفاتحة ومن ثم همَّا بالرحيل ، مثلما غادرت أغلبنا ذكريات كانت هى الحياة ، نفْسُ الروح ، طيب الجرح ، بطلان النكران ، دوام العرفان ، حتى بات الخذلان هو القاضى ، والمذلة هى السادى ، والقلب هو المحكوم ، بقانون النسيان ..!!
كان سيباشر بالتحرك إلا أنه استمع لرنين هاتفه فمسح جبينه بإرهاق وهو يخرج هاتفه من جيبه ، نظر فيه بصدمة ليلاحظ شادى علامات الدهشة على وجه ياسين ، انتهى رنين الهاتف ليبدأ مرة أخرى ، وهنا أجاب ياسين وهو يصرخ فى المتصل بهيجان:
انتى عايزه منى ايه تانى ؟!!
علت الضحكة التى تستفزه ليحاول التحكم فى أعصابه الغادرة لتهتف فيه هذه المرة:
نجوت منها ياسين..لكنى لا أعدك أن ينجو كل من هو مقرب منك..إما أن تنفذ ما طلبته أو..يموت كل من حولك وأنت تعلم أن هذا هو تهديدى الأخير.
ومن ثَّم أغلقت الهاتف فى وجهه ، صمَّ صوت الدقات عقله ليشعر بألم فى فؤاده ، هو السبب فى قتل أخيه ، هو السبب فى قتل فؤاد ! جلس على الأرض وهو يشعر بغصة فى قلبه أرقته كثيراً هذه المرة ، وقف شادى أمامه وهو يصيح بتساؤل مُلِّح:
ياسين..مين اللى كلمك وقلب حالك كده ؟!!
رفع عيونه له بدموع تتلألأ داخل مقلتيه يجيب  بخفوت:
أنا اللى قتلت فؤاد يا شادى..أنا السبب فى موته.
هز شادى رأسه بعدم تصديق وهو يصرخ فى ياسين قائلاً:
ياسين فوووق..ده قدره وده قضاء ربنا.
أخذ يمشط شعره بألم ومن ثم التقط يد ياسين وهو يحاول أن يجعله يقف وبالفعل قد قام معه وباشر بالفعل السير معه ، شد أزره ليحاول المشى بشموخ ولا تظهر عليه ملامح الإنكسار ولكن كيف وقد بدا وحيداً وسط ضغاثين الشر ، استوقف شادى قائلاً بهدوء بعدما انقلب حاله لآخر من الهدوء التام:
تعالى نقعد على شط البحر.
اومأ ياسين برأسه ليستقلا سيارة شادى متوجهاً بهما لإحدى الشواطئ ، جلس ياسين ليغمض جفنيه مستمتعاً بإستنشاق رائحة اليود المبعثرة حوله والمنبعثة بعفوية صادقه من المياه المتضاربة أمامه ، شعر بشادى وهو يجلس بجانبه ليمد يده له بكوبٍ من القهوة السادة كما يفضلها ، نظر ياسين له بإمتنان قائلاً بثبات:
منستش حاجة يا شادى زى ما كنت انت متخيل..كنت محتاجك جنبى وقتها.
استند شادى بمرفقه على ركبته ليشعر بنغزة ألمته فأردف متمتماً:
غفلت عن أهم حاجة وقتها..إن الذكريات الحقيقة عمرها ما تتنسى ولا تنمحى..نفسى أغفر لنفسى كل لحظة زعلته أو بعدت عنه فيها..لكن للأسف ده وقت مينفعش فيه الغفران.
ابتسم ياسين بمرارة وهو يرسم على الأرض الرملية بالغوص الذى التقطها من على الرمال جذور بدأت تنمو وتنمو حتى أصبحت ذات يوم شجرة ، أشار ياسين لشادى بعينيه إليها بعدما انتهى ليتشدق ياسين بحزن وهو يقطع جذورها قائلاً:
بتر الغفران.
اسْتُجمِعَتْ علامات الدهشة والتساؤل على وجه شادى ليلقى مستفهماً:
قصدك ايه يا ياسين ؟!
أجابه قائلاً بشئٍ من السكينة:
عمرنا ما نقدر نغفر لنفسنا إننا ضيعنا فرصة كانت بين إيدينا..لكن لازم ننسى علشان نكمل حياتنا..أو نتغافل عن اللى بيخلينا مش عايشين وأنا بسميها " بتر الغفران " مش هتقدر توصل غفرانك بشخص متوفى يا شادى..حبالنا بيه اتقطعت ومبقاش بينا إلا الدعاء والصدقة.
مسح الدموع التى رفرفت بخفة الفراشه على رموشه ، ليحاول الإبتسام رغم ما يعتريه من قلق وخوف و..غضب.
سارعت الساعات فى سباقٍ كالمارثون ، واحدة وراء أختها حتى دقت التاسعة مساء ، كان على فراشه مغمض العينين ، أو نقول صدقاً أنه يصطنع على نفسه النوم حتى يتحقق له ما يريد ، فتح عيونه ببطء وهو يفكر فى تهديدها الساخط ، هو من أضاع حياة أخيه ، قُتِلَ بسببه ، وضع يده على قلبه ليشعر بمضخة دماءه السارية فى أوردته ، إنه قلبه ، قلب فؤاد ! الذي لولاه ما حيا ياسين وما أصبح يتنفس مثل البقية ، لقد ترك فؤاد بداخله شيئاً يذكره به دائماً ، نبضات هذا القلب لا تجعله ينساه ، ياسين من كان السبب فى قتل أخيه وأخيه أصبح السبب فى حياة ياسين ، وعند هذه الإيلامة العظيمة أخذت دموعه تنهمر واحدة وراء الأخرى كيف يحيا بدونه ؟ يتذكر هذا اليوم جيداً ، كان يعمل فى تصليح إحدى السيارات القديمة الطراز ليبدلها بأخرى على أحدث طراز ، لم يتلقى التعليم الذى يتمناه عندما أصبح طفلاً صغيراً يخبوا وراء أحلامه وأمانيه ، لكن الواقع منعه وأوصد أمامه كل الطرق بأقفال صدأْة ، تذكر يوم جاءه زوجان فى ينبوع شبابهما ، حينما جاءا إلى تلك البقعة التى يكرهها ويستمتها مجبراً ، دار الايتام الذى غدا فيه منذ كان طفلاً رضيعاً ، وجد نفسه ينمو بداخله وكذلك الكره فهو أصبح ألذ أصدقائه تجاه من فى هذه الدار من معامله أشبه بمعاملة الحيوانات ، لا رأفة ولا حنان تلقاه من أحدهما حتى أصبح يدعو من علم بوجوده من أحد النساء التى جاءت جالسة بجانبه ذات يوم تسأله حينما رأته ينظر للسماء متعجباً من وسعها:
مستغرب من ايه ؟!!
كان عمره حينئذ السابعة ، نظر لها وعلامات الحقد التى لا تناسب براءة وجهه حُفِرِتْ عليه مؤخراً ، كانت إحدى الزائرات لهذه الدار ، علمت منه ما يؤرقه لكنها لا تقدر على مساعدته فهى وحيدة وفتاة جامعية تسكن بمفردها ، تفاجأ لما علم أنها ذات يوم كانت فى نفس المكان وما أنجاها منه هو تبنى أحد العائلات لها حتى أصبحت حرة من براثن ذلك المكان الموحش ، شدت من أزره وأصبحت تعلمه أشياء شتى أثناء زيارتها للدار كل شهر ، تعطيه طعاماً له و لأصدقائه سراً حتى لا تعلم بها صاحبة الدار الشريرة كما يسميها ، علم منها أن هناك ما يسمى بالرب وعندما يحتاج شئ يدعوه ويترجاه ومن وقتها أصبح يفعل مثلما قالت له ، يتمنى أن يخرج من هذا المكان وبالفعل حقق الله أمنيته حينما جاءه ذلك الزوجان ومعهما طفلاً يبدو عليه أنه فى السادسة ، نظر إلى ذلك الطفل وهو يتنهد بحرارة ، شعور اليتم حاوطه وصارع قلبه الصغير لتفر دمعة من عينيه ، نظرت الزوجة له وهى تبتسم ليشيح بوجهه عن العائلة وهو يمسح دمعته الفقيرة بقسوة ، تراءى أمام الزوجة ذلك المنظر لتفهم معاناته ، دخلت للدار مع زوجها وابنها الصغير فشعرت بنغزة فى قلبها آلمتها قليلا وهى تفكر فى ذلك الطفل ، يبدو أنه تلقى الكثير الذى لا تعرفه ، انتبهت لحديث زوجها وهو يقول لها:
فردوس..يلا علشان تختارى.
ابتسامة صغيرة منفترة تجمعت على شفتيها وسرعان ما مُحِيت بألم ، توجهت معه إلى مقر الأطفال الصغار حديثى الولادة ولكن قلبها صاغ الطريق أمامها ، كانت مجبرة للسير حتى سمعت غناءً جعلها منصتة لتراتيله الحزينة ، تتبعت الصوت حتى وصلت أمام إحدى الغرف وزوجها تتبعها والصغير معهم ، وسيدة الدار القبيحة تتبعهم بإمتعاض ، فتحت الباب دون طرقٍ بهدوء لتراه يجلس على سريره ناظراً إلى الشرفة والدموع تتقطر من عينيه بغزارة ، دمعت عيناها بسرعة لتمسحها برقة وهى تقترب منه وتجلس أمامه ، أهابته حينما نفر وقام من أمامها وهو يدلك وجهه الصغير ماسحاً دموعه بمقدار القسوة التى تعتريه ، سألته بحنان:
اسمك ايه ؟!
نظر لها لوهلة وقال بنبرة منخفضة مشبعة بالقهر لم ترى فردوس مثلها:
ياسين.
سحبته من يده لتجلسه بجانبها وهى تقول بحبٍ وحُنو:
ايه رأيك لو جيت معانا..وتعيش فى بيت أحسن من هنا..أصل أنا حبيتك أووى.
تدخلت السيدة وهى تحذرها بعصبية خفيفة بعدما رمقت ياسين بها:
الولد ده مشاكس وهيسببلك مشاكل كتير..وبعدين ده عنده عشر سنين.
نظرت لزوجها مبتسمة بحزن لينفطر قلبه على نظرتها ، أومأ برأسه منصاعاً لرغبتها فأشرقت ابتسامتها بعفويةٍ منها وهى تضم ياسين إليها قائلة بفرحة:
هاخده يا أستاذه عبير..ممكن يالا نخلص الإجراءات.
ذلك الحضن الدافئ يشعر به إلى اليوم ، يحميه من بردٍ قارص سكن قلبه منذ الصغر ، آوى إلى داخله حتى أصبحت حياته جحيماً لا يُتحمل ، قام من على سريره متوجهاً للمطبخ لكى يحضر الفتات من الطعام الذى يُبْقى نفسه ويسمع صداه فى قلبه ، جلس على المنضدة الدائرية الصغيرة وهو يقلب حبات الأرز بتفكير .
" ما هو القرار ؟! "
هذا هو السؤال الذى دار بباله فى هذه الآنة ليدلك وجهه بحركاتٍ دائرية ، مرَّ على وفاة أخيه ثلاثة أشهر ، يومه ينقضى بين العمل صباحاً فى الورشة أما للوحدة فهى التى تجاوره ليلاً ، سرعان ما ذهب لغرفته يلتقط هاتفه ثم ضغط على رقم بغض صاحبته ، أجابته قائله بإقتناع:
يبدو أن صوابك عاد إليك.
اشمئز منها ومن صوتها حتى بات يكره اليوم الذى ساعدها فيه ولكنه استغفر ربه فى سره ليجيبها بقسوته التى خفت عليه منذ زمن مضى مجاوره لخشونة آثرت الظهور:
بعد أسبوع..ده شرطى.
بإمتعاض سألته وهى تلوى فمها بخبث:
ولِمَ بعد أسبوع ياسين ؟! ..ألا تخشى أن تفقد أعز أحبائك فيه..ربما هذا !
زمجر فيها صائحاً بغضب:
بطلى لغة التهديد ديه..واعرفى يا سيليا إنك انتى اللى محتاجانى مش أنا.
بدأت تهدأ نفسها رويداً رويداً حتى استعادت هدوئها بالفعل ولكن لم تختفى نبرة التنمر من صوتها وهى تسأله:
إذاً أخبرني..لِمَ التأخير ؟!!
جلس على سريره مجيباً ببغض:
حاجة تخصنى..اللى ليكى إنى أديكى ورقى وتجهزى الباسبور وأعملك اللى انتى عايزاه غير كده ملكيش فيه.
ثم أغلق الهاتف بعدها وهو يستعيذ بالله ، استغفر بالله حتى صاغت روحه لربه وهو يسجد بين يديه ويشكيه من الدنيا وما ألمَّ به منها، يسأله الاستجابة بيقين تزعزع بين ثنايا نفسه التى تطوف فى تيهٍ ليس بجديدٍ عليه ، أغمض عينيه وهو يرتاح بظهره على المصلاة ليغط فى نومٍ عميق موقناً بأن الإجابة قريبه لا ترد !
******
#يتبع
متنسوش فوت وتعليق حلو مشجع بقا
#نورهان السيد

نوفيلا:- بتر الغفرانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن